تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الــنــفـــس وصـــور ضـــبـــطــــهـــا ( 5 )


سعيد شايع
23-03-2010, 08:36 PM
أخي المسلم أختي المسلمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأسعد الله أوقتنا جميعا بطاعته ، هذا هو اللقاء الخامس من سلسلة

النفس وصور ضبطها

ولا يخفى عليك أن النفس تحمل أخطاء وصفات ذميمة وأعظمها ـ الشهوة ـ يقول الله تعالى:

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ }

وخطورة هذه الشهوة تكمن في كون طريقها يؤدي إلى النار حيث يقول - صلى الله عليه وسلم -:

« حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ » رواه مسلم

فالشهوة هي:

ما تشتهيه النفس وتتمنَّاه وترغب في تحقيقه ولو كان ما تشتهيه مؤذيا لها وللعباد والبلاد

لقد جُبلت النفس على حب الشهوات ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

« إن ممَّا أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومُضلاَّت الفتن » وفي رواية

« ومُضلاَّت الهوى » رواه البزار وأحمد وصححه الهيثمي

ووسيلة ضبط النفس أمام الشهوات ، ذكرها القرآن بعد سرد أصول الشهوات فقال سبحانه:

{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ }

أي: من تلك الشهوات ومما زين للناس في هذه الحياة الدنيا

{ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا } هذه الشهوات وغيرها ، منزلة عظيمة

{ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }

وهؤلاء الذين اتقوا الشهوات

{ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }

ولقد بين الله لنا صفات هؤلاء المتقين فقال:

{ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ }

انظر كيف ضبطوا أنفسهم بهذه الأعمال ، فأوجب الله لهم الَجنانُ ؛ حتى قال الله عنهم:

{ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ }

أحبتي في الله: النفس قد تغفل عن مثل هذه الأعمال ولا تستطيع أن تنضبط عليها أو على غيرها

والغفلة مرض خطير حذر الله منه نبيه فقال

{ ولا تكن من الغافلين }

ووسيلة ضبط النفس أمام هذه الغفلة:

اليقظة .... والتذكر ...... وعدم التفريط الذي يعني التقصير أو التضييع ، كما قيل ، فرط في الأمر

أي: قصر فيه وضيعه ، وهو لا يحصل إلا بالغفلة والنسيان ، أو التكاسل والإهمال وعدم المبالاة

وكثير من المسلمين اليوم قد غفلوا فحرموا خير الدنيا ، وإن لم يتيقظوا فقد يحرموا خير الآخرة

ولا شك أن الوقوع في الغفلة له أسباب أدَّت إلي عدم ضبط النفس أمامها ، منها:

الانشغال التامُّ بالدنيا

ومنها: الاقتصار على بعض العمل بالدين وترك بعضه

ومنها: عدم إدراك قيمة النِّعم وقدر المنعم

ومنها: التسويف وطول الأمل

فإذا لم تضبط النفس أمام هذه الأسباب تسقط .

وإلى لقاء آخر ـ إن شاء الله ـ

ابن دغش...
18-04-2010, 04:32 PM
الله يجزاك الف خير ويجعلها في ميزان حسناتك

أبو وليد الجروي
20-04-2010, 12:07 AM
جزاكـ الله خير على ماقدمته
وجعله الله في موازين اعمالكـ
والله لايحرمكـ الاجر والمثوبه
دمتم في حفظ الرحمن

سعيد شايع
26-04-2010, 09:30 AM
أشكر لكما مروركما