تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 10 )ــال ؟؟؟


سعيد شايع
21-03-2010, 06:52 AM
أخي المسلم أختي المسلمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبق الحديث في اللقاء ـ التاسع ـ والذي قبله عن الإيمان وأهميته في حياة العبد

ولا شك أن الإيمان لوحده لا يكفي ، بل إن ما أجمع عليه السلف في أبواب الإيمان أن الإيمان:

قول .... وعمل

وأنه قول القلب وعمله

وقول اللسان وعمله

وعمل الجوارح

إذاً فالعمل الصالح جزء لا يتجزأ من الإيمان

والإيمان هو في القلب ، والقلب إذا صلح وزع هذا الإيمان على الجوارح

فعلى القلب جزء من الأعمال التي تخصه ، وعلى اللسان نصيب يخصه ، وعلى الجوارح ما يخصها

وعلى هذا فإن الأعمال الصالحة تشمل جميع الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة المرضية عند الله ـ عز وجل ـ

يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ " رحى العبودية تدور عل خمس عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية

وبيانها: أن العبودية منقسمة على القلب واللسان والجوارح وعلى كل منها عبودية تخصه "

أيها الأخ الحبيب: ما المراد بالعمل الصالح؟

لقد ذكر الإمام الطبري ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى

{ وعملوا الصالحات }

أي: " أدوا ما لزمهم من فرائضه واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه "

أخي المسلم: لقد قرر الله ـ عز وجل ـ الخسارة على بني آدم فقال

{ إن الإنسان لفي خسر }

ثم استثنى من هؤلاء الخاسرين أصحاب الإيمان والعمل الصالح فقال

{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات }

وقال { إلا من آمن وعمل صالحاً }

والعمل الصالح: ميدانه واسع ، ومفهومه شامل

العمل الصالح: ينظم أعمال القلوب والجوارح في الظاهر والباطن

بل وإن من الأعمال الصالحة ما يمتد إلى ما بعد الممات.. وذلك من الصدقة والعلم والذرية الطيبة

يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ

" إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له "

وإن من الأعمال التي يقوم بها الإنسان أعمالاً يومية معتادة ، بل إن منها ما هو من لوازم بناء الحياة

ولكنها تكون أعمالاً صالحة محسوبة في ميزان العبد ، إذا صحت بها النوايا ، واستقامت على الطريقة

الصحيحة ، وأتقن أداؤها

العمل الصالح: بشتى صوره وأنواعه وألوانه .. يحفظ على المرء دينه وماله وعرضه ، ويكسبه الحياة الطيبة

ويقوده إلى الخير وراحة البال ، قال الله تعالى

{ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه }

انظر كيف جمع أعمال الجنسين - الذكر والأنثى - وجعلها متساوية في الجزاء ، وفي صلتهما بالله ، وفي

جزائهما عند الله { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى }

قبل من الجميع ذكرانا وإناثا بلا تفرقة ، فكلهم سواء في الإنسانية

{ بعضهم من بعض }

وكلهم في الميزان سواء ، قال تعالى:

{ إن أكرمكم عند الله أتقاكم }

واستجابته ـ سبحانه ـ لهذا العمل لأنه ناشئ عن إيمان بالله ، ولذا قال عز وجل:

{ وهو مؤمن }

فبدون هذا الإيمان لا يقوم بنا ، ولا يجتمع شتات ، ولا نسلم من فتنة ، فالإيمان والعقيدة الصحيحة

هي التي تجعل للعمل الصالح ثمرته وجزاءه ، يجدها العبد حياة طيبة ، وسعادة وأمنا وأمانا ، وفي

الآخرة فيكفي في ذلك قول ربنا سبحانه

{ ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون }

العمل كان إيجابي ، لذا كانت ثمرته

{ فاستجاب لهم }

هذا هو العمل الصالح ، أدى ثمرته فكان الجزاء

{ بأحسن ما كانوا يعملون }

ولا تحقرن من العمل الصالح شيئا ، ففي الحديث الصحيح

" الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله ، تملآن أو تملأ ما بين السموات

والأرض ، والصلاة نورُ ، والصدقة برهان ُ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو

فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها "

أستودعك الله إلى لقاء قادم ـ بإذن الله ـ والسلام عليكم ورحمة الله.