سعيد شايع
07-03-2010, 05:55 AM
أخي المسلم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لقد سبق الحديث في اللقاء الخامس
[ ما الذي يعصمك من الدجال ]
وها أنت الآن مطلع على بقيته
قال الله تعالى { لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين }
والبشارة: هي مأخوذة من انبساط الوجه ، كما أن السرور مأخوذ من انبساط
الأسارير ، وعلى هذا يقولون: إن استعمالها فيما يسوء يكون من باب التهكم
وقيل: إن البشارة تستعمل فيما يسر وفيا يسوء استعمالا حقيقيا ، لأن أصلها الإخبار بما يظهر
أثره في بشرة الوجه في الانبساط والتمدد أو الانقباض والانكماش ، والبشارة بما يسر:
فهي حلية الإبرار
وزينة الأخيار
ومنار سبيل المؤمنين
وروح وريحان للصالحين
قال الله تعالى مبشرا هؤلاء { وبشر المؤمنين } بأي شيء يبشرون؟!
يبشرون بجنات النعيم { وأبشروا بالجنة }
وانظر كيف جمع لهم البشارتين في الدارين ، فقال عز وجل عن البشارة الأولى:
{ لهم البشرى في الحياة الدنيا }
بما يسرهم ، لأنهم استقاموا على ما أراده الله ، واتبعوا سنة رسوله
وقال عن البشارة الثانية: { وفي الآخرة } بالجنة
{ لا تبديل لكلمات الله } لا يخلف الله وعده ولا يغيره {ذلك} التبشير
{ هو الفوز العظيم } الله اكبر! ما أجمل أن يحلق العبد المؤمن في أجواء هذه البشرى:
فإنها تنعش القلوب ..وتشرح الصدور .. إنها دعوة تبشر بدار النعيم المقيم
التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، كل ذلك لمن قال الله عنهم
{ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولو الألباب }
أخي المبارك: لقد أخذت هذه البشرى مساحة كبيرة في القرآن والسنة ، فالبشرى باستحقاقاتها وردت في
كتاب الله عن " ثلاثين " صيغة
وتكررت مع اشتقاقاتها " 123" مرة
ووردت كلمة البشرى من خلالها " 14" مرة
منها " 13 " مرة في الخير ومعانيه ، بينما وردت - مرة واحدة - في عدم البشرى بالخير ، وذلك
للمجرمين ... والكافرين ... والمنافقين ...
قال الله عن المجرمين { يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ }
والكافرون: يبشرون بقوله تعالى { وبشر الذين كفروا بعذاب اليم }
والمنافقون: يبشرون بقوله تعالى { وبشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما }
فالبشرى بالخير حض عليها القرآن والسنة ، والمؤمن الذي خالطت بشاشة قلبه الإيمان ، من شأنه أن يكون
مبشرا بالخير في كل حين ، ومبشراً بدعوة الحق ، ومستبشرا بين الناس بما هو عليه من صحة المعتقد ، وسلامة
المنهج ، ووضوح الهدف والغاية والقصد ، والهداية والتوفيق والتيسير ، والأمن والأمان ، والصحة والعافية
في الدين والبدن ، والبشرى: تلقي الضوء على ما يقوم به المؤمن من عمل ، لأنه على ثقة من قبول هذا العمل
- بأذن الله - إن كان خالصا صوابا ، وقد بين الله عز وجل سرور وفرح الشهداء واستبشارهم عندما أخبر الله عنهم
بقوله:{ فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
يستبشرون بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء }
والله سبحانه هو الذي يبشر من يستحقون البشرى ليكونوا من أهل الاستبشار ، فأخبر سبحانه عن
{ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون
يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا }
والله سبحانه يبشر { الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم أجراً حسناً }
والله ـ عز وجل ـ يسر هذا القرآن بلسان عربي مبين
{ لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا }
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر بأن للمؤمن بشرى خاصة
فعن أبي ذر – رضي الله عنه - قال: " قيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ، ويحمده - أو يحبه -
الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن " رواه مسلم
فبشارة المؤمن في الدنيا ما هي إلا نموذجا وتعجيلا لفضله ، وتعرفا له بذلك وتنشيطا له على الأعمال ، فأعمها
وأفضلها توفيقه لعبده المؤمن للخير وعصمته له من الوقوع في الشر ، كما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة " أخرجه البخاري.
فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له , مسهله عليه , ويجد نفسه محظوظا بحفظ الله عن الأعمال التي تضره
كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن على عاقبه أمره ؛ فإن الله أكرم الأكرمين , وأجود الأجودين
وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمه ، فأعظم منة وإحسان يمن به عليه إحسانه الديني ، فيسر المؤمن بذلك أكمل
سرور ، سرور بمنة الله عليه بأعمال الخير وتيسرها ؛ لأن أعظم علامات الأيمان محبة الخير , والرغبة فيه
والسرور بفعله . وسرور ثان بطعمه الشديد في إتمام الله نعمته عليه , ودوام فضله .ومن ذلك:
ما ذكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " يعمل العمل من الخير " وخصوصا الآثار الصالحة والمشاريع
الخيرية العامة النفع , وترتب على ذلك محبة الناس له وثناؤهم عليه ودعائهم له ، كان هذا من البشرى
أن هذا العمل من الأعمال المقبولة التي جعل الله فيها خيرا وبركة
ومن البشرى في الحياة الدنيا : محبة المؤمنين للعبد ، لقولة تعالى
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا }
أي محبة منه لهم , وتحبيبا لهم في قلوب العباد، ومن ذلك: الثناء الحسن ؛ فإن كثرة ثناء المؤمنين على
العبد شهادة منهم له والمؤمنون شهداء الله في أرضه
ومن ذلك: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن , أو ترى له ، فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات
ومن البشرى: أن يقدر الله على العبد تقديرا يحبه أو يكرهه ، ويجع ذلك التقدير وسيلة إلى صلاح دينه ودنياه
وسلامته من الشر ، وأنواع ألطاف البارئ سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى , ولا تخطر بالبال , ولا تدور في
الخيال . والله أعلم
أما في الآخرة:
فهي البشارة برضى الله وثوابه ، والنجاة من غضبه وعقابه ، والثبات عن الموت ، وفي القبر ، وعند القيام
إلى البعث يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة ، كما تكاثرت بذلك النصوص.
ومن أعظم البشارات أن النبي أخبرنا عن الدجال وحذرنا منه ، ووصفه لنا ، وبين لنا طرق السلامة منه
ومنها هذه العشر الآيات التي في سورة الكهف ، فمن حفظها وعمل بمقتضاها عصم من الدجال.
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لقد سبق الحديث في اللقاء الخامس
[ ما الذي يعصمك من الدجال ]
وها أنت الآن مطلع على بقيته
قال الله تعالى { لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين }
والبشارة: هي مأخوذة من انبساط الوجه ، كما أن السرور مأخوذ من انبساط
الأسارير ، وعلى هذا يقولون: إن استعمالها فيما يسوء يكون من باب التهكم
وقيل: إن البشارة تستعمل فيما يسر وفيا يسوء استعمالا حقيقيا ، لأن أصلها الإخبار بما يظهر
أثره في بشرة الوجه في الانبساط والتمدد أو الانقباض والانكماش ، والبشارة بما يسر:
فهي حلية الإبرار
وزينة الأخيار
ومنار سبيل المؤمنين
وروح وريحان للصالحين
قال الله تعالى مبشرا هؤلاء { وبشر المؤمنين } بأي شيء يبشرون؟!
يبشرون بجنات النعيم { وأبشروا بالجنة }
وانظر كيف جمع لهم البشارتين في الدارين ، فقال عز وجل عن البشارة الأولى:
{ لهم البشرى في الحياة الدنيا }
بما يسرهم ، لأنهم استقاموا على ما أراده الله ، واتبعوا سنة رسوله
وقال عن البشارة الثانية: { وفي الآخرة } بالجنة
{ لا تبديل لكلمات الله } لا يخلف الله وعده ولا يغيره {ذلك} التبشير
{ هو الفوز العظيم } الله اكبر! ما أجمل أن يحلق العبد المؤمن في أجواء هذه البشرى:
فإنها تنعش القلوب ..وتشرح الصدور .. إنها دعوة تبشر بدار النعيم المقيم
التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، كل ذلك لمن قال الله عنهم
{ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولو الألباب }
أخي المبارك: لقد أخذت هذه البشرى مساحة كبيرة في القرآن والسنة ، فالبشرى باستحقاقاتها وردت في
كتاب الله عن " ثلاثين " صيغة
وتكررت مع اشتقاقاتها " 123" مرة
ووردت كلمة البشرى من خلالها " 14" مرة
منها " 13 " مرة في الخير ومعانيه ، بينما وردت - مرة واحدة - في عدم البشرى بالخير ، وذلك
للمجرمين ... والكافرين ... والمنافقين ...
قال الله عن المجرمين { يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ }
والكافرون: يبشرون بقوله تعالى { وبشر الذين كفروا بعذاب اليم }
والمنافقون: يبشرون بقوله تعالى { وبشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما }
فالبشرى بالخير حض عليها القرآن والسنة ، والمؤمن الذي خالطت بشاشة قلبه الإيمان ، من شأنه أن يكون
مبشرا بالخير في كل حين ، ومبشراً بدعوة الحق ، ومستبشرا بين الناس بما هو عليه من صحة المعتقد ، وسلامة
المنهج ، ووضوح الهدف والغاية والقصد ، والهداية والتوفيق والتيسير ، والأمن والأمان ، والصحة والعافية
في الدين والبدن ، والبشرى: تلقي الضوء على ما يقوم به المؤمن من عمل ، لأنه على ثقة من قبول هذا العمل
- بأذن الله - إن كان خالصا صوابا ، وقد بين الله عز وجل سرور وفرح الشهداء واستبشارهم عندما أخبر الله عنهم
بقوله:{ فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
يستبشرون بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء }
والله سبحانه هو الذي يبشر من يستحقون البشرى ليكونوا من أهل الاستبشار ، فأخبر سبحانه عن
{ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون
يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا }
والله سبحانه يبشر { الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم أجراً حسناً }
والله ـ عز وجل ـ يسر هذا القرآن بلسان عربي مبين
{ لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا }
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر بأن للمؤمن بشرى خاصة
فعن أبي ذر – رضي الله عنه - قال: " قيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ، ويحمده - أو يحبه -
الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن " رواه مسلم
فبشارة المؤمن في الدنيا ما هي إلا نموذجا وتعجيلا لفضله ، وتعرفا له بذلك وتنشيطا له على الأعمال ، فأعمها
وأفضلها توفيقه لعبده المؤمن للخير وعصمته له من الوقوع في الشر ، كما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة " أخرجه البخاري.
فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له , مسهله عليه , ويجد نفسه محظوظا بحفظ الله عن الأعمال التي تضره
كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن على عاقبه أمره ؛ فإن الله أكرم الأكرمين , وأجود الأجودين
وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمه ، فأعظم منة وإحسان يمن به عليه إحسانه الديني ، فيسر المؤمن بذلك أكمل
سرور ، سرور بمنة الله عليه بأعمال الخير وتيسرها ؛ لأن أعظم علامات الأيمان محبة الخير , والرغبة فيه
والسرور بفعله . وسرور ثان بطعمه الشديد في إتمام الله نعمته عليه , ودوام فضله .ومن ذلك:
ما ذكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " يعمل العمل من الخير " وخصوصا الآثار الصالحة والمشاريع
الخيرية العامة النفع , وترتب على ذلك محبة الناس له وثناؤهم عليه ودعائهم له ، كان هذا من البشرى
أن هذا العمل من الأعمال المقبولة التي جعل الله فيها خيرا وبركة
ومن البشرى في الحياة الدنيا : محبة المؤمنين للعبد ، لقولة تعالى
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا }
أي محبة منه لهم , وتحبيبا لهم في قلوب العباد، ومن ذلك: الثناء الحسن ؛ فإن كثرة ثناء المؤمنين على
العبد شهادة منهم له والمؤمنون شهداء الله في أرضه
ومن ذلك: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن , أو ترى له ، فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات
ومن البشرى: أن يقدر الله على العبد تقديرا يحبه أو يكرهه ، ويجع ذلك التقدير وسيلة إلى صلاح دينه ودنياه
وسلامته من الشر ، وأنواع ألطاف البارئ سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى , ولا تخطر بالبال , ولا تدور في
الخيال . والله أعلم
أما في الآخرة:
فهي البشارة برضى الله وثوابه ، والنجاة من غضبه وعقابه ، والثبات عن الموت ، وفي القبر ، وعند القيام
إلى البعث يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة ، كما تكاثرت بذلك النصوص.
ومن أعظم البشارات أن النبي أخبرنا عن الدجال وحذرنا منه ، ووصفه لنا ، وبين لنا طرق السلامة منه
ومنها هذه العشر الآيات التي في سورة الكهف ، فمن حفظها وعمل بمقتضاها عصم من الدجال.
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.