سعيد شايع
03-03-2010, 07:11 AM
أخي المسلم: السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كم يطيب لي وأنا ألتقي معك على مثل هذه الصفحات ، وكم يسعدني ونحن نتواصل
على مثل هذه المائدة المباركة ، كل ذلك لنرفع الجهل عن أنفسنا ، ونطلع على ما
جهلنا ونتعلم من هذا الدين العظيم ، وما أجمل أن تقف لتتفقه ولتطلع ، وإن كنت متابعا
لهذا الموضوع الذي قد سبق الحديث فيه عن مقدمة وأربع لقاءات ، فالآن بين يديك اللقاء الخامس
فبعد أن حمد الله نفسه ، وبين أنه أنزل على عبده الكتاب ووصفه بوصفين شاملين على أنه كامل
من جميع الوجوه ، وهما نفي العوج عنه وإثبات الإسقامة له ، قال بعد ذلك { لينذر } والإنذار: هو الإعلام
المقترن بالتخويف والتهديد ، لذا قال سبحانه { لينذر باساً شديداً } نعم: لينذر الذين كفروا بأسا شديدا من
لدنه ، وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ، ينذرهم بأسا شديدا من لدنه ، والقرآن العظيم من فاتحته إلي خاتمته
إنذار وتخويف وتهديد للكافرين قال تعالى { فأنذرتكم نارا تلظى } فحذرتكم – أيها الناس- نارا تتوهج ، وهي
نار جهنم وقال تعالى { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } بمعنى: إنا حذرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه
كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم ، وقال عز وجل { قل إنما أنا نذير وبشير } نعم.. نذير لمن خالف
الأمر واتبع الهوى ، وبشير لمن أطاع وعمل صالحا واتقى ، ولتعلم أخي الحبيب: أن كل إنذار إعلام ، وليس كل
إعلام إنذار ، وفي أول سورة الكهف بدأ سبحانه بالإنذار فقال{ لينذر } قال المفسرون:
لينذر عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكتاب نفسه أولاً ، فكان كما أراد الله وكما وصفه الله
{ وإنك لعلى خلق عظيم } وفعلا كان خلقه - عليه الصلاة والسلام - القرآن ، بدليل أنه يأتمر بأمره ، وينتهي
عما ينهى عنه ، ثم لينذر به الناس قال تعالى{ وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ }
أوحى الله إلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا القرآن من أجل أن ينذر به عذاب الله أن يحل بمن خالف
وأنذر به من وصل إليه من الأمم ، والله سبحانه بدأ بالنذارة في سورة الكهف على
وجه الإجماع ، الإجماع الصارم بالتعبير ، والدليل{ بأسا شديدا من لدنه } وهو العذاب الأليم في الدنيا
والآخرة ، ثم يعود فيخصص بالنذارة ، فيقول سبحانه { وينذر الذين كفروا } من اليهود والنصارى
والمشركين ومن كان على شاكلتهم ، وخاصة { الذين قالوا أتخذ الله ولداً } والذين قالوا { يد الله مغلولة }
والذين قالوا { إن الله فقير ونحن أغنياء } إلى غير ذلك من الآيات.
أما البشارة وما أدراك ما البشارة:
فالغالب في استعمالها أن تكون في الخبر أو الأمر السار الذي يعرف به العبد حسن عاقبته ، وأنه من
أهل السعادة وأن عمله مقبول ، والبشارة: هي مأخوذة من انبساط الوجه ، كما أن السرور مأخوذ من انبساط
الأسارير ، وعلى هذا يقولون: إن استعمالها فيما يسوء يكون من باب التهكم ، وقيل: إن البشارة تستعمل
فيما يسر وفيا يسوء استعمالا حقيقيا ، لأن أصلها الإخبار بما يظهر أثره في بشرة الوجه في الانبساط والتمدد
أو الانقباض والانكماش ، والبشارة بما يسر: فهي حلية الإبرار وزينة الأخيار ومنار سبيل المؤمنين
وروح وريحان للصالحين قال الله تعالى مبشرا هؤلاء { وبشر المؤمنين } بأي شيء يبشرون؟!
يبشرون بجنات النعيم { وابشروا بالجنة } وانظر كيف جمع لهم البشارتين في الدارين ، فقال عز وجل عن
البشارة الأولى{ لهم البشرى في الحياة الدنيا } بما يسرهم ، لأنهم استقاموا على ما أراده الله ، واتبعوا سنة
رسوله ،وقال عن البشارة الثانية{ وفي الآخرة } بالجنة { لا تبديل لكلمات الله } لا يخلف الله وعده ولا يغيره
{ ذلك } التبشير { هو الفوز العظيم } الله اكبر!!! ما أجمل أن يحلق العبد المؤمن في أجواء هذه البشرى:
فإنها تنعش القلوب ..وتشرح الصدور .. إنها دعوة تبشر بدار النعيم المقيم التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر ، كل ذلك لمن قال الله عنهم
{ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولو الألباب }
ـ أخي المبارك ـ لقد أخذت هذه البشرى مساحة كبيرة في القرآن والسنة ، فالبشرى باستحقاقاتها وردت في
كتاب الله عن " ثلاثين " صيغة ، وتكررت مع اشتقاقاتها " 123" مرة ، ووردت كلمة البشرى من خلالها " 14" مرة
منها " 13 " مرة في الخير ومعانيه ، بينما وردت - مرة واحدة - في عدم البشرى بالخير.
أقف أنا وإياك عند هذا .... ولنا لقاء ـ بإذن الله ـ مرة أخرى لنطع على بقية ما يتيسر
أسأل الله أن يعصمني وإياك من الزلل ومن فتنة المسيح الدجال.
كم يطيب لي وأنا ألتقي معك على مثل هذه الصفحات ، وكم يسعدني ونحن نتواصل
على مثل هذه المائدة المباركة ، كل ذلك لنرفع الجهل عن أنفسنا ، ونطلع على ما
جهلنا ونتعلم من هذا الدين العظيم ، وما أجمل أن تقف لتتفقه ولتطلع ، وإن كنت متابعا
لهذا الموضوع الذي قد سبق الحديث فيه عن مقدمة وأربع لقاءات ، فالآن بين يديك اللقاء الخامس
فبعد أن حمد الله نفسه ، وبين أنه أنزل على عبده الكتاب ووصفه بوصفين شاملين على أنه كامل
من جميع الوجوه ، وهما نفي العوج عنه وإثبات الإسقامة له ، قال بعد ذلك { لينذر } والإنذار: هو الإعلام
المقترن بالتخويف والتهديد ، لذا قال سبحانه { لينذر باساً شديداً } نعم: لينذر الذين كفروا بأسا شديدا من
لدنه ، وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ، ينذرهم بأسا شديدا من لدنه ، والقرآن العظيم من فاتحته إلي خاتمته
إنذار وتخويف وتهديد للكافرين قال تعالى { فأنذرتكم نارا تلظى } فحذرتكم – أيها الناس- نارا تتوهج ، وهي
نار جهنم وقال تعالى { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } بمعنى: إنا حذرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه
كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم ، وقال عز وجل { قل إنما أنا نذير وبشير } نعم.. نذير لمن خالف
الأمر واتبع الهوى ، وبشير لمن أطاع وعمل صالحا واتقى ، ولتعلم أخي الحبيب: أن كل إنذار إعلام ، وليس كل
إعلام إنذار ، وفي أول سورة الكهف بدأ سبحانه بالإنذار فقال{ لينذر } قال المفسرون:
لينذر عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكتاب نفسه أولاً ، فكان كما أراد الله وكما وصفه الله
{ وإنك لعلى خلق عظيم } وفعلا كان خلقه - عليه الصلاة والسلام - القرآن ، بدليل أنه يأتمر بأمره ، وينتهي
عما ينهى عنه ، ثم لينذر به الناس قال تعالى{ وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ }
أوحى الله إلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا القرآن من أجل أن ينذر به عذاب الله أن يحل بمن خالف
وأنذر به من وصل إليه من الأمم ، والله سبحانه بدأ بالنذارة في سورة الكهف على
وجه الإجماع ، الإجماع الصارم بالتعبير ، والدليل{ بأسا شديدا من لدنه } وهو العذاب الأليم في الدنيا
والآخرة ، ثم يعود فيخصص بالنذارة ، فيقول سبحانه { وينذر الذين كفروا } من اليهود والنصارى
والمشركين ومن كان على شاكلتهم ، وخاصة { الذين قالوا أتخذ الله ولداً } والذين قالوا { يد الله مغلولة }
والذين قالوا { إن الله فقير ونحن أغنياء } إلى غير ذلك من الآيات.
أما البشارة وما أدراك ما البشارة:
فالغالب في استعمالها أن تكون في الخبر أو الأمر السار الذي يعرف به العبد حسن عاقبته ، وأنه من
أهل السعادة وأن عمله مقبول ، والبشارة: هي مأخوذة من انبساط الوجه ، كما أن السرور مأخوذ من انبساط
الأسارير ، وعلى هذا يقولون: إن استعمالها فيما يسوء يكون من باب التهكم ، وقيل: إن البشارة تستعمل
فيما يسر وفيا يسوء استعمالا حقيقيا ، لأن أصلها الإخبار بما يظهر أثره في بشرة الوجه في الانبساط والتمدد
أو الانقباض والانكماش ، والبشارة بما يسر: فهي حلية الإبرار وزينة الأخيار ومنار سبيل المؤمنين
وروح وريحان للصالحين قال الله تعالى مبشرا هؤلاء { وبشر المؤمنين } بأي شيء يبشرون؟!
يبشرون بجنات النعيم { وابشروا بالجنة } وانظر كيف جمع لهم البشارتين في الدارين ، فقال عز وجل عن
البشارة الأولى{ لهم البشرى في الحياة الدنيا } بما يسرهم ، لأنهم استقاموا على ما أراده الله ، واتبعوا سنة
رسوله ،وقال عن البشارة الثانية{ وفي الآخرة } بالجنة { لا تبديل لكلمات الله } لا يخلف الله وعده ولا يغيره
{ ذلك } التبشير { هو الفوز العظيم } الله اكبر!!! ما أجمل أن يحلق العبد المؤمن في أجواء هذه البشرى:
فإنها تنعش القلوب ..وتشرح الصدور .. إنها دعوة تبشر بدار النعيم المقيم التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر ، كل ذلك لمن قال الله عنهم
{ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولو الألباب }
ـ أخي المبارك ـ لقد أخذت هذه البشرى مساحة كبيرة في القرآن والسنة ، فالبشرى باستحقاقاتها وردت في
كتاب الله عن " ثلاثين " صيغة ، وتكررت مع اشتقاقاتها " 123" مرة ، ووردت كلمة البشرى من خلالها " 14" مرة
منها " 13 " مرة في الخير ومعانيه ، بينما وردت - مرة واحدة - في عدم البشرى بالخير.
أقف أنا وإياك عند هذا .... ولنا لقاء ـ بإذن الله ـ مرة أخرى لنطع على بقية ما يتيسر
أسأل الله أن يعصمني وإياك من الزلل ومن فتنة المسيح الدجال.