تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطابق التاسع في مستشفى ببريطانيا


الحرررر السعدي
01-03-2010, 07:46 PM
كنت أحد ثلاثة مرضى منومين في هذه الغرفة، كان سريري إلى جهة الواجهة الزجاجية للمبنى. وبجانب سريري سرير (ديفيد)، وسرير (إلن) على التوالي، قضيت في المستشفى سبعة
عشر يوماً خرج (ديفيد) قبلي بخمسة أيام، أما (إلن) فإلى اليوم الذي خرجت فيه من المستشفى لم يكن قد خرج بعد.

لقد قدمت للدراسة في بريطانيا... وفي الطريق من مدينة (لندن) إلى (برايتون) وقع لي حادث مروري... معي إثنان من أصدقائي، لم يصابا بأذى، بقيا في المستشفى بضع ساعات للتأكد من
سلامتهما، ثم خرجا بعد ذلك.

وطوال إقامتي في المستشفى كنت أخجل كثيراً حين أوازن بين وضعي، ووضع كل من (ديفيد) و (إلن)، وخجلت من كثرة ردِّي لمكالمات الأصدقاء وزملاء البعثة، وسؤالهم عن صحتي، لم تكن هذه الزيارات في يوم دون آخر.

أما (ديفيد) و(إلن) فلم يسأل عنهما أحد. المكالمات لي وحدي، وباقات الورد- وإن كنت لا أحبها- لي وحدي، بل أصبحت الورود، وكروت التهنئة بالسلامة تملأ الغرفة، وتمتد حتى سريرى (ديفيد) و(إلن)، وما خلت فترة زيارة من زوَّار لي. بالرغم من أنني ليست لي أهمية تذكر؛ إذ كنت مجرد طالب صغير في دراسة جامعية لا أكثر.
كان عجب (ديفيد) كبيراً. وكان أحد الأصدقاء يدفع لي بنقـــود، ويضعها في كفي، ويضغط عليها برفق لكي لا أردها. وشعرت بحرج شديد فأنا لدي ما يكفيني. ولست بحاجة إلى مساعدة. ولكنه يرفض ذلك ويصرُّ على الرفض.
قال لي:
- خذ هذه الآن.. وبعد ذلك نتحاسب أنا وأنت، ولم يتركني أتكلم بل ذهب من فوره.. لم يكن مناسباً أن أرمي النقود في أثره.
أحد أقاربي ممن جاء للسياحة حين علم بما حدث لي. اتصـل بإدارة المستشفى وأخبرهم أن تكلفة العلاج على حسابه.
وآخر عندما عدَّلت وضعي على السرير بعد ذهابه، وجدته قد وضع تحت المخدة مبلغاً من المال.
شعرت بالخجل الشديد من زوَّاري. كل ذلك و(ديفيد) لا يكاد يصدق ما يجري أمامه.
قال لي:
- يبدو أنك شخص مهم.
أجبته:
- لا.. لست مسؤولاً كبيراً ولا ثرياً من الأثرياء حتى أكون مهما،
لكن الأمر لا يتوقف على المركز الاجتماعي فقط، فربما لقي الفقير عناية أكبر..؛
لأن الجميع يزورونه، ويقدمون له المساعدة رجاء أجر الله سبحانه وتعالى.
- لم أفهم!!
- هذا جزء من عقيدتنا، اختلط هذا المبدأ بدمنا وعظمنا ولحمنا، وما تراه دليل على ما أقول.
قال لي:
- لقد حضر إليك أصدقاء بعضهم ليسوا عرباً مثلك.
رددت عليه بأن المسلمين أخوة مهما كانت جنسياتهم وبلادهم وألوانهم.
وطوال بقاء (ديفيد) معي في الغرفة، وعجبه يزداد مما يرى من المودة والحنان اللذين أتلقاهما كل يوم.
وخرج (ديفيد) قبلي وقد أخذ عنواني، ثم خرجت بعده بخمسة أيام حينما شفيت من الإصابة.
وبعد مضي مدة من الزمن فوجئت برسالة من (ديفيد) في صنـدوق بريدي.
وفتحتها، وهالني أن تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم،
وأن يبدأ الخطاب بأخي الكريم، ثم يكتب بعدها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يكن الأمر يحتاج إلى كثير توقع، لقد كانت رسالة من (ديفيد) يخبرني بإسلامه. وأنه قد غيَّر اسمه إلى عمر ثم يقول:
- إنني مدين لتلك الأيام التي قضيتها معك في المستشفى،
ورأيت فيها ما جعلني أصمم على القراءة حول الإسلام، كنتُ بالقياس إليك كأنني منبوذ...
لا أحد يحبني.. لا أحد يزورني، لا أحد يسأل عني..
بالرغم من أن أقاربي في نفس المدينة، أما أنت فعالم آخر يبدو لي غير معقول أبداً:
باقات من الورد والزهور بألوان مختلفة.
رسائل تحية.
مكالمات كثيرة..
زوَّار لك من داخل المدينة ومن خارجها.
كنت أحسدك على ذلـك، وأحسدك أكثر على الحب الذي ألحظه في علاقتهم بك،
واستعداد الواحـد منهم أن يقدم لك ما تريد من مساعدة.
لقد قلت لي جملة واحدة: إنه الإسلام.
كان ذلك الموقف الذي رأيت يغني عن أي كلام منك لي.
كلمة واحدة بدأت بها مشوار تعرفي على هذا الدين الذي أنا في أشد الحاجة إليه، إنني سعيد جداً...
لا تكاد تعرف حدود سعادتي وأنا أزف إليك خبر إسلامي

فلاح آل راكان
01-03-2010, 09:12 PM
الحمدلله الذي انعم علينا بنعمة الاسلام ..

لاهنت يا الحررر السعدي وبيض الله وجهك على الموضوع الرائع ..

تقبل مروري نفداك ..

جناب الهضب
01-03-2010, 09:14 PM
يعطيك العافيه


موضوع في غايه الروعه ..

شكرا لك على هذا الابداع المتواصل ..

دمت في رعايه الله ..لك خالص الشكر والتقدير

ابن دغيّم
01-03-2010, 09:42 PM
أرحب يا خوي السعدي

فعلاً مثل ما ذكروا الاخوان من قبلي نعمة الاسلام

اكبر نعمة ولا احد يعرفها الا من يتعرض مثل المواقف

هذه حيث وقفة اخوك المسلم بجانبك والسؤال عنك بين الفترة واخرى

تدل على الاخلاق والعمق في ربط الاواصر اكثر وهذه من تعاليم ديننا الحنيف

بيض الله وجهك وتقبل مرور اخوك
ابن دغيم الجحلي

علي آل جبعان
01-03-2010, 10:42 PM
كنت أحد ثلاثة مرضى منومين في هذه الغرفة، كان سريري إلى جهة الواجهة الزجاجية للمبنى. وبجانب سريري سرير (ديفيد)، وسرير (إلن) على التوالي، قضيت في المستشفى سبعة
عشر يوماً خرج (ديفيد) قبلي بخمسة أيام، أما (إلن) فإلى اليوم الذي خرجت فيه من المستشفى لم يكن قد خرج بعد.

لقد قدمت للدراسة في بريطانيا... وفي الطريق من مدينة (لندن) إلى (برايتون) وقع لي حادث مروري... معي إثنان من أصدقائي، لم يصابا بأذى، بقيا في المستشفى بضع ساعات للتأكد من
سلامتهما، ثم خرجا بعد ذلك.

وطوال إقامتي في المستشفى كنت أخجل كثيراً حين أوازن بين وضعي، ووضع كل من (ديفيد) و (إلن)، وخجلت من كثرة ردِّي لمكالمات الأصدقاء وزملاء البعثة، وسؤالهم عن صحتي، لم تكن هذه الزيارات في يوم دون آخر.

أما (ديفيد) و(إلن) فلم يسأل عنهما أحد. المكالمات لي وحدي، وباقات الورد- وإن كنت لا أحبها- لي وحدي، بل أصبحت الورود، وكروت التهنئة بالسلامة تملأ الغرفة، وتمتد حتى سريرى (ديفيد) و(إلن)، وما خلت فترة زيارة من زوَّار لي. بالرغم من أنني ليست لي أهمية تذكر؛ إذ كنت مجرد طالب صغير في دراسة جامعية لا أكثر.
كان عجب (ديفيد) كبيراً. وكان أحد الأصدقاء يدفع لي بنقـــود، ويضعها في كفي، ويضغط عليها برفق لكي لا أردها. وشعرت بحرج شديد فأنا لدي ما يكفيني. ولست بحاجة إلى مساعدة. ولكنه يرفض ذلك ويصرُّ على الرفض.
قال لي:
- خذ هذه الآن.. وبعد ذلك نتحاسب أنا وأنت، ولم يتركني أتكلم بل ذهب من فوره.. لم يكن مناسباً أن أرمي النقود في أثره.
أحد أقاربي ممن جاء للسياحة حين علم بما حدث لي. اتصـل بإدارة المستشفى وأخبرهم أن تكلفة العلاج على حسابه.
وآخر عندما عدَّلت وضعي على السرير بعد ذهابه، وجدته قد وضع تحت المخدة مبلغاً من المال.
شعرت بالخجل الشديد من زوَّاري. كل ذلك و(ديفيد) لا يكاد يصدق ما يجري أمامه.
قال لي:
- يبدو أنك شخص مهم.
أجبته:
- لا.. لست مسؤولاً كبيراً ولا ثرياً من الأثرياء حتى أكون مهما،
لكن الأمر لا يتوقف على المركز الاجتماعي فقط، فربما لقي الفقير عناية أكبر..؛
لأن الجميع يزورونه، ويقدمون له المساعدة رجاء أجر الله سبحانه وتعالى.
- لم أفهم!!
- هذا جزء من عقيدتنا، اختلط هذا المبدأ بدمنا وعظمنا ولحمنا، وما تراه دليل على ما أقول.
قال لي:
- لقد حضر إليك أصدقاء بعضهم ليسوا عرباً مثلك.
رددت عليه بأن المسلمين أخوة مهما كانت جنسياتهم وبلادهم وألوانهم.
وطوال بقاء (ديفيد) معي في الغرفة، وعجبه يزداد مما يرى من المودة والحنان اللذين أتلقاهما كل يوم.
وخرج (ديفيد) قبلي وقد أخذ عنواني، ثم خرجت بعده بخمسة أيام حينما شفيت من الإصابة.
وبعد مضي مدة من الزمن فوجئت برسالة من (ديفيد) في صنـدوق بريدي.
وفتحتها، وهالني أن تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم،
وأن يبدأ الخطاب بأخي الكريم، ثم يكتب بعدها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يكن الأمر يحتاج إلى كثير توقع، لقد كانت رسالة من (ديفيد) يخبرني بإسلامه. وأنه قد غيَّر اسمه إلى عمر ثم يقول:
- إنني مدين لتلك الأيام التي قضيتها معك في المستشفى،
ورأيت فيها ما جعلني أصمم على القراءة حول الإسلام، كنتُ بالقياس إليك كأنني منبوذ...
لا أحد يحبني.. لا أحد يزورني، لا أحد يسأل عني..
بالرغم من أن أقاربي في نفس المدينة، أما أنت فعالم آخر يبدو لي غير معقول أبداً:
باقات من الورد والزهور بألوان مختلفة.
رسائل تحية.
مكالمات كثيرة..
زوَّار لك من داخل المدينة ومن خارجها.
كنت أحسدك على ذلـك، وأحسدك أكثر على الحب الذي ألحظه في علاقتهم بك،
واستعداد الواحـد منهم أن يقدم لك ما تريد من مساعدة.
لقد قلت لي جملة واحدة: إنه الإسلام.
كان ذلك الموقف الذي رأيت يغني عن أي كلام منك لي.
كلمة واحدة بدأت بها مشوار تعرفي على هذا الدين الذي أنا في أشد الحاجة إليه، إنني سعيد جداً...
لا تكاد تعرف حدود سعادتي وأنا أزف إليك خبر إسلامي

هذا هو الرابط الحقيقي الذي جعل الله هدايه ديفد على يديك
سمو التعامل والمحبة وزيارة المريض غيرت الفكر من مظلم إلى نور
فحمدا لله على سلامتك أولا
ونبارك لعمر هذا العمر الجديد
ونهنيء لك بالخير مدى العمر فكنت بعد الله سبب في هداية هذا الرجل ..
؛؛؛؛
الإسلام وصل إلى الصين بالتسامح وحسن المعاملة من التجار المسلمين
ولم يصل بالسيف والرمح ..
؛؛؛؛
أنا أعتبر هذه الرسالة رسالة تحول من الظلام إلى النور
ومن الدور التاسع إلى بداية الحياة الصحيحة ..
؛؛؛؛
فاللهم ثبته ووفقه لما تحب وترضى
واللهم أجر السعدي خير الجزاء
واللهم رد شباب المسلمين ردا جميلا إلى الخير وطاعتك ..
؛؛؛؛
شكرا لهذا الطرح
أخي الغالي
الحرررر السعدي

ودمتم بودّ

حد العود
01-03-2010, 11:18 PM
فاللهم ثبته ووفقه لما تحب وترضى
واللهم أجر السعدي خير الجزاء
واللهم رد شباب المسلمين ردا جميلا إلى الخير وطاعتك ..

الحرررر السعدي
01-03-2010, 11:54 PM
الحمدلله الذي انعم علينا بنعمة الاسلام ..

لاهنت يا الحررر السعدي وبيض الله وجهك على الموضوع الرائع ..

تقبل مروري نفداك ..


ومن قال ما يهون شرفتني بمرورك يالغالي .

مشاري بن نملان الحبابي
02-03-2010, 01:12 AM
الحمد لله على نعمة الإسلام ..

ونسأل الله أن يثبّته ..

ولاهنت على الطرح الرائع ..

علي بن شبله
02-03-2010, 07:04 AM
يهدي الله من يشاء

مشكور أخوي على النقل وتقبل مروري فديتك............

المناضل السليماني
02-03-2010, 10:09 AM
يعطيك العافيه


موضوع في غايه الروعه ..

شكرا لك على هذا الابداع المتواصل ..

هذا ديننا يحتاج إلى ترجمة عملية يحتاج إلى تطبيق

انظر حينما طبقت مسألة زيارة المريض والسلام عليه وطبق مبدأ المساعدة والهدية كيف غيرت كيان شخص كان يتقلب

في احضان النصرانية او اليهودية ليهتدي وكم سيهتدي على يدية

دمت في رعايه الله ..لك خالص الشكر والتقدير

الحرررر السعدي
02-03-2010, 11:08 PM
يعطيك العافيه


موضوع في غايه الروعه ..

شكرا لك على هذا الابداع المتواصل ..

دمت في رعايه الله ..لك خالص الشكر والتقدير

الله يعافيك أخوي و لاهنت على المرور و التعليق

الحرررر السعدي
02-03-2010, 11:12 PM
أرحب يا خوي السعدي

فعلاً مثل ما ذكروا الاخوان من قبلي نعمة الاسلام

اكبر نعمة ولا احد يعرفها الا من يتعرض مثل المواقف

هذه حيث وقفة اخوك المسلم بجانبك والسؤال عنك بين الفترة واخرى

تدل على الاخلاق والعمق في ربط الاواصر اكثر وهذه من تعاليم ديننا الحنيف

بيض الله وجهك وتقبل مرور اخوك
ابن دغيم الجحلي


و البقا يا ابن دغيم و وجهك ابيض و لاهنت على التعليق الجميل

الحرررر السعدي
02-03-2010, 11:17 PM
هذا هو الرابط الحقيقي الذي جعل الله هدايه ديفد على يديك
سمو التعامل والمحبة وزيارة المريض غيرت الفكر من مظلم إلى نور
فحمدا لله على سلامتك أولا
ونبارك لعمر هذا العمر الجديد
ونهنيء لك بالخير مدى العمر فكنت بعد الله سبب في هداية هذا الرجل ..
؛؛؛؛
الإسلام وصل إلى الصين بالتسامح وحسن المعاملة من التجار المسلمين
ولم يصل بالسيف والرمح ..
؛؛؛؛
أنا أعتبر هذه الرسالة رسالة تحول من الظلام إلى النور
ومن الدور التاسع إلى بداية الحياة الصحيحة ..
؛؛؛؛
فاللهم ثبته ووفقه لما تحب وترضى
واللهم أجر السعدي خير الجزاء
واللهم رد شباب المسلمين ردا جميلا إلى الخير وطاعتك ..
؛؛؛؛
شكرا لهذا الطرح
أخي الغالي
الحرررر السعدي

ودمتم بودّ



أخوي على شرفني مرورك يالغالي

الحرررر السعدي
02-03-2010, 11:18 PM
فاللهم ثبته ووفقه لما تحب وترضى
واللهم أجر السعدي خير الجزاء
واللهم رد شباب المسلمين ردا جميلا إلى الخير وطاعتك ..


هلا بك ابو يزن و لاهنت على المرور العطر

الحرررر السعدي
02-03-2010, 11:22 PM
الحمد لله على نعمة الإسلام ..

ونسأل الله أن يثبّته ..

ولاهنت على الطرح الرائع ..


بيض الله وجهك يا ابن نملان على المرور و التعليق

ضرغام
02-03-2010, 11:23 PM
مشكور يالغالي على النقل

الحرررر السعدي
02-03-2010, 11:26 PM
يهدي الله من يشاء

مشكور أخوي على النقل وتقبل مروري فديتك............


العفو و لاهنت يالغالي على المرور

الحرررر السعدي
02-03-2010, 11:29 PM
يعطيك العافيه


موضوع في غايه الروعه ..

شكرا لك على هذا الابداع المتواصل ..

هذا ديننا يحتاج إلى ترجمة عملية يحتاج إلى تطبيق

انظر حينما طبقت مسألة زيارة المريض والسلام عليه وطبق مبدأ المساعدة والهدية كيف غيرت كيان شخص كان يتقلب

في احضان النصرانية او اليهودية ليهتدي وكم سيهتدي على يدية

دمت في رعايه الله ..لك خالص الشكر والتقدير

الاروع اخوي المناضل السليماني هو مرورك و تعليقك بيض الله وجهك

عبدالله آل عباد
03-03-2010, 12:58 AM
موضوع رائع

وقصه معبره

نحن في نعمه محسدوين عليها

الله يمنعها من الزوال