سعيد شايع
01-03-2010, 10:47 AM
كم أنا أسعد وأفرح وأنبسط عندما
تنظر بعينيك على صفحة من صفحات هذا المجلس
تنظر وتقرأ وتتأمل وتستفيد وتتعلم وتتثقف وأنت بكل أريحيتك
وكامل قواك العقلية.
أخي الحبيب:
لقد فتحت أنت الموضوع لأن كلمة ( مهم ) جذبتك واستوقفتك
ولكن الأهم من هذا كله أن كثيرا ما يسمع الواحد منا الحث على كثرة تلاوة القرآن
وتجد هذا الحث مدعما بآيات وأحاديث وأقوال السلف الصالح ، وغفلة الناس عن القرآن
هي التي دفعت المتحدثين والمتكلمين على كثرة التلاوة
ولا شك في فضيلة التلاوة وكثرة أجرها ، فقد أخبر الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه بقوله
" لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "
والقرآن كله بركة ، لكن ما الحكمة من كثرة القراءة؟
وأيهما أفضل: كثرة القراءة أم التأني بالقراءة والتدبر؟
هل يكرر العبد الآيات التي أثرت فيه أم يستثمر الوقت في القراءة ليختم السورة؟
لماذا ما نخشع وتقشعر جلودنا عند ذكر آيات الجنة أو النار أو الوعد والوعيد أو عندما
يصف ربنا نفسه وقدرته وقوته ورحمته؟
لماذا عاب الله صنفا من الناس بقوله تعالى
{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }
على الرغم من أنهم يقرؤون القرآن ويسمعونه؟
هذه الأسئلة قد تدور في بال أحدنا ، أو قد يفكر فيها العبد أو قد ينتابه شعور أو إحساس ويقول: فعلا ..
ليس في أنفسنا تأثير أو تأثر عندما نقرأ القرآن ..
ما السبب؟
ما هو السر؟
أين المشكلة؟
ماذا أصاب قلوبنا؟
لم يكن الجواب سرا مكنونا ، أو معان مخفية عنا ، أو ألفاظا مجملة لم تتضح مقاصدها ، بل كانت متمثلة
في كلمة واحدة هي: التدبر قال تعالى { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته }
ولذا لم يكن التدبر عند سلفنا الصالح درساً يسمع ، أو كتابا يتلى ، أو رسالة تقدم ، أو بحثا تنال من أجله
درجة الماجستير أو الدكتوراه أو الدراسات العليا ، كلا بل كان شعورا ينبض في قلب القارئ وهو يتجه
لقراءة القران { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ... } حاول أن تكمل أنت الآية ... وحاول أن تتدبر في نهايتها..
ستجد نفسك قاطفا لثمرة تقصدها حين تلاوة الآيات , وتجد موردا تنهل منه لقلب طالما ران وقسى ، هذا
هو حال سلفنا مع القرآن ،فإذا حال بينه وبين منهله لفظ لم يدرك معناه ،أو مثل لم يفقه مغزاه ، أو تشبيه
لم يأسره تركيبه اللغوي توقف , وبحث وفتش حتى يدرك قلبه الغنيمة , ولم يرض أن يكون هذا العارض
مسوغاً لمواصله القراءة ، وإلا فإن الهدف قد تغير , والمقصد من القراءة تحول إلى
ما هو أدنى وترك الذي هو خير.
إن قلب المتدبر للقرآن ينتابه تطلع وتشوف كما ينتاب المريض شعور بالبحث عن العلاج , أو كما ينتاب
الحائر شعور بالبحث عن الدلالة والهداية , أو المبتلى بحثا عن الشفاء والعافية , أو الحائر المتردد فرحا
حين يظفر بالحقيقة .
إن المتدبر للقران في قلبه حاجه ماسة ، وفاقة متوقدة لغاية لا يجدها إلا في القران
فهو يقرأ القران لقصد وغاية ، لا يقر له قرار ، ولا تستقيم له قراءه , ولا يهدأ له بال حتى يظفر بها.
إن أهل القران هم الذين وجدوا في القران شفاء قلوبهم , ودواء نفوسهم , ومنهل عقولهم , فلا إلى
غيره يردون , ولا من سواه يأخذون , ولا بدونه ينعمون , ولا بقراءته يسأمون , بل بلذيذ خطابه
يفرحون , وبنفحاته ينعمون , فهو قرة قلوبهم , وشفاء لصدورهم , فلا يذكرون حين التلذذ به تعبا
ولا يستقر في قلوبهم بعده غل أو كدر.
تأمل في معنى التدبر لغه ، قالوا:
هو النظر في عاقبة الامر والتفكر فيه ،. وتدبر الكلام: هو النظر في أوله وآخره , ثم إعادة النظر فيه
مرة بعد مرة ؛ ولهذا جاء وزن التفعل كالتجرع والتفهم والتبين ؛ و قيل: إنه مشتق من النظر في أدبار الأمور
وهي أواخرها وعواقبها. ومنه تدبر قول الله ـ عز وجل ـ
{ أفلم يدبروا القول }
ومن القول ، قول الله ـ عز وجل ـ
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق }؟؟؟؟؟؟
والسؤال: هل تحقق الإيمان في قلوبنا حتى تخشع لذكر الله ؟؟؟؟؟
فتش قلبك ... أسأل الله أن يجدد الإيمان في قلبي وقلبك........ آمييييييين.
تنظر بعينيك على صفحة من صفحات هذا المجلس
تنظر وتقرأ وتتأمل وتستفيد وتتعلم وتتثقف وأنت بكل أريحيتك
وكامل قواك العقلية.
أخي الحبيب:
لقد فتحت أنت الموضوع لأن كلمة ( مهم ) جذبتك واستوقفتك
ولكن الأهم من هذا كله أن كثيرا ما يسمع الواحد منا الحث على كثرة تلاوة القرآن
وتجد هذا الحث مدعما بآيات وأحاديث وأقوال السلف الصالح ، وغفلة الناس عن القرآن
هي التي دفعت المتحدثين والمتكلمين على كثرة التلاوة
ولا شك في فضيلة التلاوة وكثرة أجرها ، فقد أخبر الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه بقوله
" لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "
والقرآن كله بركة ، لكن ما الحكمة من كثرة القراءة؟
وأيهما أفضل: كثرة القراءة أم التأني بالقراءة والتدبر؟
هل يكرر العبد الآيات التي أثرت فيه أم يستثمر الوقت في القراءة ليختم السورة؟
لماذا ما نخشع وتقشعر جلودنا عند ذكر آيات الجنة أو النار أو الوعد والوعيد أو عندما
يصف ربنا نفسه وقدرته وقوته ورحمته؟
لماذا عاب الله صنفا من الناس بقوله تعالى
{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }
على الرغم من أنهم يقرؤون القرآن ويسمعونه؟
هذه الأسئلة قد تدور في بال أحدنا ، أو قد يفكر فيها العبد أو قد ينتابه شعور أو إحساس ويقول: فعلا ..
ليس في أنفسنا تأثير أو تأثر عندما نقرأ القرآن ..
ما السبب؟
ما هو السر؟
أين المشكلة؟
ماذا أصاب قلوبنا؟
لم يكن الجواب سرا مكنونا ، أو معان مخفية عنا ، أو ألفاظا مجملة لم تتضح مقاصدها ، بل كانت متمثلة
في كلمة واحدة هي: التدبر قال تعالى { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته }
ولذا لم يكن التدبر عند سلفنا الصالح درساً يسمع ، أو كتابا يتلى ، أو رسالة تقدم ، أو بحثا تنال من أجله
درجة الماجستير أو الدكتوراه أو الدراسات العليا ، كلا بل كان شعورا ينبض في قلب القارئ وهو يتجه
لقراءة القران { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ... } حاول أن تكمل أنت الآية ... وحاول أن تتدبر في نهايتها..
ستجد نفسك قاطفا لثمرة تقصدها حين تلاوة الآيات , وتجد موردا تنهل منه لقلب طالما ران وقسى ، هذا
هو حال سلفنا مع القرآن ،فإذا حال بينه وبين منهله لفظ لم يدرك معناه ،أو مثل لم يفقه مغزاه ، أو تشبيه
لم يأسره تركيبه اللغوي توقف , وبحث وفتش حتى يدرك قلبه الغنيمة , ولم يرض أن يكون هذا العارض
مسوغاً لمواصله القراءة ، وإلا فإن الهدف قد تغير , والمقصد من القراءة تحول إلى
ما هو أدنى وترك الذي هو خير.
إن قلب المتدبر للقرآن ينتابه تطلع وتشوف كما ينتاب المريض شعور بالبحث عن العلاج , أو كما ينتاب
الحائر شعور بالبحث عن الدلالة والهداية , أو المبتلى بحثا عن الشفاء والعافية , أو الحائر المتردد فرحا
حين يظفر بالحقيقة .
إن المتدبر للقران في قلبه حاجه ماسة ، وفاقة متوقدة لغاية لا يجدها إلا في القران
فهو يقرأ القران لقصد وغاية ، لا يقر له قرار ، ولا تستقيم له قراءه , ولا يهدأ له بال حتى يظفر بها.
إن أهل القران هم الذين وجدوا في القران شفاء قلوبهم , ودواء نفوسهم , ومنهل عقولهم , فلا إلى
غيره يردون , ولا من سواه يأخذون , ولا بدونه ينعمون , ولا بقراءته يسأمون , بل بلذيذ خطابه
يفرحون , وبنفحاته ينعمون , فهو قرة قلوبهم , وشفاء لصدورهم , فلا يذكرون حين التلذذ به تعبا
ولا يستقر في قلوبهم بعده غل أو كدر.
تأمل في معنى التدبر لغه ، قالوا:
هو النظر في عاقبة الامر والتفكر فيه ،. وتدبر الكلام: هو النظر في أوله وآخره , ثم إعادة النظر فيه
مرة بعد مرة ؛ ولهذا جاء وزن التفعل كالتجرع والتفهم والتبين ؛ و قيل: إنه مشتق من النظر في أدبار الأمور
وهي أواخرها وعواقبها. ومنه تدبر قول الله ـ عز وجل ـ
{ أفلم يدبروا القول }
ومن القول ، قول الله ـ عز وجل ـ
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق }؟؟؟؟؟؟
والسؤال: هل تحقق الإيمان في قلوبنا حتى تخشع لذكر الله ؟؟؟؟؟
فتش قلبك ... أسأل الله أن يجدد الإيمان في قلبي وقلبك........ آمييييييين.