سعيد شايع
28-02-2010, 04:43 PM
أخي الحبيب
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتك بكل خير
لا يخفى عليك ما للقصة من أهمية في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
القصة تحيي الإيمان في القلب ، وتشرح الصدر ، وتجعل العبد يعيش معها كأنه بين أصحابها
وما أجمل قصة تبين رأفة الحبيب صلى الله عليه وسلم بأصحابه وتبين رحمته بهم
إليك هذه القصة التي حصلت في مدينة الطائف ، وأرجو منك بعد قرأتها طرح ما يناسب من الفوائد
عن عبدالله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ قال: حاصر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهل الطائف فلم ينل
منهم شيئا ، فقال لأصحابه " إنا قافلون إن شاء الله " فقالوا له : نرجع ولم نفتتحه؟
فقال: لهم " اغدوا على القتال " فغدوا عليه فأصابهم جراح ، فقال لهم " إنا قافلون غدا "
قال عبدالله" فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم". رواه البخاري ومسلم.
تأمل ـ أخي المسلم ـ
في هذه الحادثة وكيف أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يريد سفك الدماء
ولا يريد أن يلقي بأصحابه في التهلكة ، لقد أشفق عليهم ورفق بهم ، ولذا قال: " إنا قافلون "
قال النووي في شرحه للحديث " نرحل عن الطائف لصعوبة أمره وشدة الكفار الذين فيه وتقويتهم
بحصونهم ، مع أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ علم أنه سيفتحه بعد هذا بلا مشقة وبلا قتال ، وهذا الذي
حصل ، فلما رأى حرص أصحابه على المقام والفتح والجهاد والقتال ، أقام وجد في القتال وقال
لهم" اغدوا على القتال " فغدوا ، فلما أصابتهم الجراح رجع ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى ما كان
قصده أولا من الرفق بهم وعدم المشقة عليهم فقال
" إنا قافلون " نرحل عن الطائف ، فأعجبهم ذلك وفرحوا فرحا شديدا لما رأوا من المشقة الظاهرة
ولعلمهم ـ رضي الله عنهم ـ أن رأي النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
أبرك وأنفع وأحمد عاقبة ، وأن رأيه أصوب من رأيهم ، فوافقوا على الرحيل وفرحوا به
وعندها ضحك النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ تعجبا من سرعة تغير رأيهم "
إن في هذه الحادثة لواعظا كبيرا لأصحاب الأفكار المصلحية ، والاجتهادات التي يستحسنونها من عند أنفسهم
وفيه واعظا لأهل الاندفاعية والعجلة والغيرة ، التي لم تضبط بالضوابط الشرعية ، وفيها واعظا للذين
لا يفهمون ولا يعقلون القاعدة العظيمة التي قررها العلماء " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح "
وفي هذه الحادثة واعظا عظيما للذين يقدمون العقول والآراء والأفكار والأهواء على الثابت من
القرآن والسنة ، فيحرمون أنفسهم وغيرهم من أحسن الهدي ، ولذا حذر الله ـ عز وجل ـ فقال
{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }
ويتبعون نهجا غير نهجه ، ويتسللون بآرائهم وعقولهم وأهوائهم وأفكارهم وأقدميتهم وشهاداتهم
ومناصبهم ابتغاء منفعة لهم أو اتقاء مضرة ، ليحذر هؤلاء أن تصيبهم فتنة يضطرب فيها الأمن
وتتعطل فيها مصالح العباد والبلاد ، ويختلط فيها الحق بالباطل والطيب بالخبيث ، ويضيع حق الصادق
ويمكن للخائن ، وتفسد أمور الجماعة ، الله وأكبر! كم للسمع والطاعة من بركة ونفع ، وكم يترتب عليها
من تحقيق للمصالح ودرء للمفاسد ، لذا أمر الله بها فقال
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }
قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ " فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم ، إلا بطاعتهم لأوامر الله
واجتناب نواهيه ، وطاعة رسوله واجتناب نواهيه ، وطاعة ولاة الأمر بالمعروف ، فإنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق "
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتك بكل خير
لا يخفى عليك ما للقصة من أهمية في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
القصة تحيي الإيمان في القلب ، وتشرح الصدر ، وتجعل العبد يعيش معها كأنه بين أصحابها
وما أجمل قصة تبين رأفة الحبيب صلى الله عليه وسلم بأصحابه وتبين رحمته بهم
إليك هذه القصة التي حصلت في مدينة الطائف ، وأرجو منك بعد قرأتها طرح ما يناسب من الفوائد
عن عبدالله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ قال: حاصر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهل الطائف فلم ينل
منهم شيئا ، فقال لأصحابه " إنا قافلون إن شاء الله " فقالوا له : نرجع ولم نفتتحه؟
فقال: لهم " اغدوا على القتال " فغدوا عليه فأصابهم جراح ، فقال لهم " إنا قافلون غدا "
قال عبدالله" فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم". رواه البخاري ومسلم.
تأمل ـ أخي المسلم ـ
في هذه الحادثة وكيف أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يريد سفك الدماء
ولا يريد أن يلقي بأصحابه في التهلكة ، لقد أشفق عليهم ورفق بهم ، ولذا قال: " إنا قافلون "
قال النووي في شرحه للحديث " نرحل عن الطائف لصعوبة أمره وشدة الكفار الذين فيه وتقويتهم
بحصونهم ، مع أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ علم أنه سيفتحه بعد هذا بلا مشقة وبلا قتال ، وهذا الذي
حصل ، فلما رأى حرص أصحابه على المقام والفتح والجهاد والقتال ، أقام وجد في القتال وقال
لهم" اغدوا على القتال " فغدوا ، فلما أصابتهم الجراح رجع ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى ما كان
قصده أولا من الرفق بهم وعدم المشقة عليهم فقال
" إنا قافلون " نرحل عن الطائف ، فأعجبهم ذلك وفرحوا فرحا شديدا لما رأوا من المشقة الظاهرة
ولعلمهم ـ رضي الله عنهم ـ أن رأي النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
أبرك وأنفع وأحمد عاقبة ، وأن رأيه أصوب من رأيهم ، فوافقوا على الرحيل وفرحوا به
وعندها ضحك النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ تعجبا من سرعة تغير رأيهم "
إن في هذه الحادثة لواعظا كبيرا لأصحاب الأفكار المصلحية ، والاجتهادات التي يستحسنونها من عند أنفسهم
وفيه واعظا لأهل الاندفاعية والعجلة والغيرة ، التي لم تضبط بالضوابط الشرعية ، وفيها واعظا للذين
لا يفهمون ولا يعقلون القاعدة العظيمة التي قررها العلماء " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح "
وفي هذه الحادثة واعظا عظيما للذين يقدمون العقول والآراء والأفكار والأهواء على الثابت من
القرآن والسنة ، فيحرمون أنفسهم وغيرهم من أحسن الهدي ، ولذا حذر الله ـ عز وجل ـ فقال
{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }
ويتبعون نهجا غير نهجه ، ويتسللون بآرائهم وعقولهم وأهوائهم وأفكارهم وأقدميتهم وشهاداتهم
ومناصبهم ابتغاء منفعة لهم أو اتقاء مضرة ، ليحذر هؤلاء أن تصيبهم فتنة يضطرب فيها الأمن
وتتعطل فيها مصالح العباد والبلاد ، ويختلط فيها الحق بالباطل والطيب بالخبيث ، ويضيع حق الصادق
ويمكن للخائن ، وتفسد أمور الجماعة ، الله وأكبر! كم للسمع والطاعة من بركة ونفع ، وكم يترتب عليها
من تحقيق للمصالح ودرء للمفاسد ، لذا أمر الله بها فقال
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }
قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ " فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم ، إلا بطاعتهم لأوامر الله
واجتناب نواهيه ، وطاعة رسوله واجتناب نواهيه ، وطاعة ولاة الأمر بالمعروف ، فإنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق "