ابو المظفر
28-02-2010, 07:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
فضيلة الشيخ/محمد صالح المنجد حفظه الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم أجمعين أما بعد .
فقد طالعتنا الدعايات والإعلانات بعبارات تمدح وتمجد كتابا يدعى (السر) وأخذت تزف البشرى بأنه :
(من أكثر الكتب مبيعا في العالم )
كتاب يستحق أن تشتريه)
(الحل لجميع مشكلات حياتك)
(هذا الكتاب سيغير مجرى حياتك)
(فجر طاقتك الكامنة)
(اعرف عظمتك الحقيقة )
(أيقظ العملاق)
ويقولون هذا الكتاب قد حقق مبيعات هائلة في المجتمعات
الغربية وترجم لأكثر من ثلاثين لغة واكتسب مؤمنين ومصدقين ويراد له اليوم أن يحقق النجاح والانتشار في مجتمعاتنا المسلمة.
والكتاب يشتمل على جملة من الانحرافات العقدية والعملية الخطيرة التي تستوجب التحذير منه وبيان مافيه من الانحرافات والأباطيل ومن تلك الانحرافات مايأتي :
• دعوة الكتاب إلى ترك العمل والإعراض عن تحصيل الأسباب المشروعة والاتكال على الأماني والأحلام فكل ماتريده يمكنك أن تحققه بتركيزك وتفكيرك المجرد وفق قانون مزعوم يسمونه (قانون الجذب)
• الادعاء بان الإنسان يملك قدرات مطلقة وإمكانات خارقة تبلغ به حد القدرة على الخلق والإيجاد من العدم وان الإنسان يخلق أفعاله بنفسه وانه أيضا يخلق الأحداث من حوله وهذا لاشك انه مصادف لتوحيد الربوبية المتضمن أن الله وحده المتفرد بالخلق والإيجاد والإحياء والإماتة سبحانه وتعالى ومصادم أيضا للعقيدة الشرعية في القضاء والقدر والمتضمنة ان الله يخلق أفعال العباد قال تعالى (والله خلقكم وما تعبدون) وانه سبحانه خالق كل شئ يقول تعالى (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل ).
• الدعوة إلى عقيدة وحدة الوجود الباطلة بالقول بان الخالق والمخلوق شئ واحد وان الإنسان هو الله في جسد مادي تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
• إحياء جملة من العقائد الشرقية والفلسفات الوثنية وقد فرح بهذا الكتاب أصحاب تلك العقائد من أهل الملل والأديان وابتهجوا بانتشاره.
• الدعوة إلى التعلق بالكون رغبة وسؤالا وطلبا فإذا أردت شيئا فتوجه بطلبك للكون والكون سيلبي طلبك ولابد ونحن نعتقد شرعا بان الكون مخلوق وانه لايؤثر بذاته في إيجاد الأشياء ولذلك فنحن نسأله سبحانه ونتوجه إليه ولانسأل الكون قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فسأل الله.... الحديث ) رواه الترمذي2519،والإمام احمد في المسند 2758،وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي 2516
• معارضة عقيدة القضاء والقدر من وجه آخر غير ماتقدم وهو ان الكتاب يدعي بان الله لم يكتب مقادير الخلائق وأن الأمور التي تحدث وتستجد ليست مبنية على قدر سابق وقد قال تعالى مكذبا من إدعى ذلك (أنّا كل شئ خلقناه بقدر ) وقال (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذالك على الله يسير) قال النبي صلى الله عليه وسلم (كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنه ) رواه مسلم2653، والترمذي2156،والإمام احمد في المسند6543.
• الدعوة إلى تقديس الإنسان لذاته وان يلهث خلف شهواته وملذاته وان ينفلت من الضوابط الشرعية وينسلخ من الأحكام الإلهية ويغرق في المادة ويعب من لذات الدنيا.
• ولما كانت امة خير الإسلام خير الأمم بما أكرمها الله به من الدين الكامل والنعمة التامة كان من المتوقع ان تكون محصنة ضد خرافات الشرق وأباطيل الغرب ولكن للأسف سرت بعض بضاعة القوم المزجاة الفاسدة إلى بعض عقول أفراد الأمة في هذا الزمان بسبب الجهل وضعف التمسك بدينهم الحق فكان منهم إقبال على مثل هذه الضلالات ونشاط في تحصيل هذه الكتب المنحرفة بل وجد منهم من يروج لها ويدعو إلى اقتنائها ويؤمن بمبادئها وأفكارها من أمثلة ذلك كتاب (السر) هذا ومن طالع ما كتب عنه في الصحافة والمنتديات ومواقع الإنترنت في أوساط المسلمين هاله هذا التأثر والانجذاب والرواج وهذه مصيبة تستدعي التحرك في بيان الحق وكشف الزيف ونصح المسلمين.
ولعل من أسباب الافتتان بهذا الكتاب وغيره إعجاب المهزومين بكل وافد يأتينا من الغرب الغالب بطغيانه في قوة الدنيا ويكفي ان يكون الكتاب من تأليف كاتب غربي وتعلوه عبارة (من أكثر الكتب مبيعا في العالم ) ليجد له قراء يقبلون عليه صما وبكما وعميا وذلك بسبب ما أشربته قلوب بعض المسلمين من تعظيم لشان الغرب وانبهار بحضارته الزائفة وإعجاب بنمط حياته وقل مثل ذلك عن بدايات الانبهار بالشرق التي بدأت تغزو عقول بعض المسلمين فكثير من الكتب المؤلفة والأفلام المنتجة تجمع في طياتها بين وثنيات الشرق وإلحاديات الغرب ومادياته فإذا أضيفت إلى ذلك آلة الدعاية الغربية الضخمة كان المصاب جللا ومضاعفا .
ولسنا ضد الاستفادة من معارف الغرب في الصناعات والعلوم التجريبية والطب وغيرها ولا ضد آليات النهضة الصناعية العظيمة في بلاد كالصين واليابان وكوريا من الجهة الشرقية بل نفيد منها ونأخذ من أسباب القوة ماينفعنا ونحتاج أليه لان الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها ولكننا نقاوم نزول المناهج الغربية والشرقية بساحة منهجنا الإسلامي الأصيل ولا نرضى ان نستقبل كل ما يصدرونه إلينا من غث وسمين ولا ان نرتب حياتنا وفق أفكارهم ولا ان نرسم منهجنا على ما يريدون ونأبى ان تمحو هويتهم هويتنا.
ولقد كان من نتائج هذا الإقبال المحموم على تلك المناهج الغربية والشرقية إعراض كثير من المسلمين عن الدروس الشرعية وحلق العلم واستفتاء العلماء الربانين والتسليم لنصوص الشارع مع تدني مستوى العلم النافع في كثير من النفوس واختلال سلم الأولويات وغياب المعاني الإيمانية واهتزاز الهوية الإسلامية وتسرب الخرافة والدجل والباطل.
وازداد الأمر خطورة حين ألبست هذه الانحرافات لبوس الإسلام تحت شعار (الأسلمة) لكل وافد وذلك بإجراء تعديلات شكلية على الأفكار المستوردة الدخيلة ثم الاستدلال الأعوج لها بأدلة من الكتاب والسنة لا علاقة لها بالفكرة أصلا ولا تنطبق عليها وإنما يتم اجتزاؤها من سياقها والزج بها في سياقات أخرى لتكون الأدلة الشرعية خادما وتابعا مهمته إعطاء صك شرعية وشهادة زور للأفكار المنحرفة وكان الواجب عرض هذه المبادئ الدخيلة الوافدة على نصوص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة والإسلام بأصوله وأحكامه لتكون هي الحاكم والفيصل فيها ومن أراد ان يتكلم بلسان الشرع والدين فالواجب ان يتخذ من الإسلام أساسا وقاعدة ينطلق منها في تبيان المناهج وتقييم الأفكار مستقرئا نصوص الكتاب والسنة ومتتبعا كلام أهل العلم الربانيين لا ان يستورد المفهوم الغربي ويقدمه كما هو ولكن بنكهة إسلامية لتسويغ وتمرير تلك النظريات والمبادئ على عامة المسلمين !
ولو تأملنا في جملة من السلع الفكرية إلينا من الشرق أو الغرب مثل (فلسفة الطاقة ) و (الريكي ) و(الماكروبيوتيك) و(والتشي كونغ) وغيرها لوجدنا ألوانا من الإنحرافات المخالفة لعقيدة الإسلام.
ولو نظرنا على صعيد آخر إلى نوعية أخرى من السلع الوافدة المعروضة تحت عنوان (تطوير الذات ) و(الهندسة النفسية ) و (صناعة القادة ) و(بناء العلاقات )و(إدارة الحياة)و(البرمجة اللغوية العصبية) وغيرها لوجدناها أيضا مؤسسة عل قاعدة عقدية وفكرية وثقافية مختلفة تمام الاختلاف عن القاعدة العقدية والعلمية الشرعية لأمة الإسلام فالغرب بفكره وثقافته ينطلق من نظرة قاصرة لهذه الحياة فهو لا ينظر إليها إلا من خلال نظارة الدنيا أما الآخرة فهم عنها عمون فإذا تحدثوا على سبيل المثال عن النجاح فأنهم لا يتجاوزون به حدود النجاحات الدنيوية الآنية أم الفوز في الآخرة ودخول الجنة والنجاة من النار فليست في دائرة اهتمامهم أصلا وليست محلا عندهم (لإحتساب الأجر) و(والرغبة فيما عند الله).
فلا يصلح والحالة هذه ان نأخذ أفكارهم ومناهجهم مقطوعة الصلة عن الأصول والقواعد التي تأسست عليها ثم نقوم بالدعاية لها والإعلان عنها وإلصاقها بديننا وعقيدتنا على النحو الذي نرى بعض الناس يفعله في الساحة اليوم واستحضار هذه الحقيقة يرفع حاسة النقد عند دارس هذه المفاهيم فيعلم ان فيها ما هو حق وفيها ما هو باطل فيأخذ بحق هذه المعارف ويذر الباطل.
وقد قام مؤلف كتاب (خرافة السر) الأخ الفاضل الشيخ عبدالله بن صالح العجير –وهو صاحب خبرة في تتبع هذه الانحرافات-ببيان ما سبق من انحرافات كتاب (السر) على وجه التفصيل وذلك بعد ان رجع إلى طبعته الانجليزية وقارنها بترجمتها العربية وبين ما فيها من الانحرافات الخطيرة على ضوء الكتاب والسنة وكلام أهل العلم المعتبرين فجزاه الله خير الجزاء على ما قام به ووفقه للمزيد من العمل لنصرة الدين ونصح عباد الله المسلمين وبيان مزايا دين الإسلام العظيم وتفوقه على نظريات الشرق والغرب .
واسأل الله ان يجعلني وإياه وسائر إخواني المسلمين ممن نصر بهم دينه وأعلى بهم كلمته انه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وسلم تسليما.
كتبه/محمد صالح المنجد
بتاريخ18/8/1429هـ
يمكنك زيارة الصفحة الخاصة بكتاب "خرافة السر" على الرابط التالي:
http://www.islamselect.com/secret
أو تحميله من الموقع
http://www.dorar.net/files/khurafat_alser.pdf
أو
http://books.islamway.com/1/several/secret-book.pdf
تقديم
فضيلة الشيخ/محمد صالح المنجد حفظه الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم أجمعين أما بعد .
فقد طالعتنا الدعايات والإعلانات بعبارات تمدح وتمجد كتابا يدعى (السر) وأخذت تزف البشرى بأنه :
(من أكثر الكتب مبيعا في العالم )
كتاب يستحق أن تشتريه)
(الحل لجميع مشكلات حياتك)
(هذا الكتاب سيغير مجرى حياتك)
(فجر طاقتك الكامنة)
(اعرف عظمتك الحقيقة )
(أيقظ العملاق)
ويقولون هذا الكتاب قد حقق مبيعات هائلة في المجتمعات
الغربية وترجم لأكثر من ثلاثين لغة واكتسب مؤمنين ومصدقين ويراد له اليوم أن يحقق النجاح والانتشار في مجتمعاتنا المسلمة.
والكتاب يشتمل على جملة من الانحرافات العقدية والعملية الخطيرة التي تستوجب التحذير منه وبيان مافيه من الانحرافات والأباطيل ومن تلك الانحرافات مايأتي :
• دعوة الكتاب إلى ترك العمل والإعراض عن تحصيل الأسباب المشروعة والاتكال على الأماني والأحلام فكل ماتريده يمكنك أن تحققه بتركيزك وتفكيرك المجرد وفق قانون مزعوم يسمونه (قانون الجذب)
• الادعاء بان الإنسان يملك قدرات مطلقة وإمكانات خارقة تبلغ به حد القدرة على الخلق والإيجاد من العدم وان الإنسان يخلق أفعاله بنفسه وانه أيضا يخلق الأحداث من حوله وهذا لاشك انه مصادف لتوحيد الربوبية المتضمن أن الله وحده المتفرد بالخلق والإيجاد والإحياء والإماتة سبحانه وتعالى ومصادم أيضا للعقيدة الشرعية في القضاء والقدر والمتضمنة ان الله يخلق أفعال العباد قال تعالى (والله خلقكم وما تعبدون) وانه سبحانه خالق كل شئ يقول تعالى (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل ).
• الدعوة إلى عقيدة وحدة الوجود الباطلة بالقول بان الخالق والمخلوق شئ واحد وان الإنسان هو الله في جسد مادي تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
• إحياء جملة من العقائد الشرقية والفلسفات الوثنية وقد فرح بهذا الكتاب أصحاب تلك العقائد من أهل الملل والأديان وابتهجوا بانتشاره.
• الدعوة إلى التعلق بالكون رغبة وسؤالا وطلبا فإذا أردت شيئا فتوجه بطلبك للكون والكون سيلبي طلبك ولابد ونحن نعتقد شرعا بان الكون مخلوق وانه لايؤثر بذاته في إيجاد الأشياء ولذلك فنحن نسأله سبحانه ونتوجه إليه ولانسأل الكون قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فسأل الله.... الحديث ) رواه الترمذي2519،والإمام احمد في المسند 2758،وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي 2516
• معارضة عقيدة القضاء والقدر من وجه آخر غير ماتقدم وهو ان الكتاب يدعي بان الله لم يكتب مقادير الخلائق وأن الأمور التي تحدث وتستجد ليست مبنية على قدر سابق وقد قال تعالى مكذبا من إدعى ذلك (أنّا كل شئ خلقناه بقدر ) وقال (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذالك على الله يسير) قال النبي صلى الله عليه وسلم (كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنه ) رواه مسلم2653، والترمذي2156،والإمام احمد في المسند6543.
• الدعوة إلى تقديس الإنسان لذاته وان يلهث خلف شهواته وملذاته وان ينفلت من الضوابط الشرعية وينسلخ من الأحكام الإلهية ويغرق في المادة ويعب من لذات الدنيا.
• ولما كانت امة خير الإسلام خير الأمم بما أكرمها الله به من الدين الكامل والنعمة التامة كان من المتوقع ان تكون محصنة ضد خرافات الشرق وأباطيل الغرب ولكن للأسف سرت بعض بضاعة القوم المزجاة الفاسدة إلى بعض عقول أفراد الأمة في هذا الزمان بسبب الجهل وضعف التمسك بدينهم الحق فكان منهم إقبال على مثل هذه الضلالات ونشاط في تحصيل هذه الكتب المنحرفة بل وجد منهم من يروج لها ويدعو إلى اقتنائها ويؤمن بمبادئها وأفكارها من أمثلة ذلك كتاب (السر) هذا ومن طالع ما كتب عنه في الصحافة والمنتديات ومواقع الإنترنت في أوساط المسلمين هاله هذا التأثر والانجذاب والرواج وهذه مصيبة تستدعي التحرك في بيان الحق وكشف الزيف ونصح المسلمين.
ولعل من أسباب الافتتان بهذا الكتاب وغيره إعجاب المهزومين بكل وافد يأتينا من الغرب الغالب بطغيانه في قوة الدنيا ويكفي ان يكون الكتاب من تأليف كاتب غربي وتعلوه عبارة (من أكثر الكتب مبيعا في العالم ) ليجد له قراء يقبلون عليه صما وبكما وعميا وذلك بسبب ما أشربته قلوب بعض المسلمين من تعظيم لشان الغرب وانبهار بحضارته الزائفة وإعجاب بنمط حياته وقل مثل ذلك عن بدايات الانبهار بالشرق التي بدأت تغزو عقول بعض المسلمين فكثير من الكتب المؤلفة والأفلام المنتجة تجمع في طياتها بين وثنيات الشرق وإلحاديات الغرب ومادياته فإذا أضيفت إلى ذلك آلة الدعاية الغربية الضخمة كان المصاب جللا ومضاعفا .
ولسنا ضد الاستفادة من معارف الغرب في الصناعات والعلوم التجريبية والطب وغيرها ولا ضد آليات النهضة الصناعية العظيمة في بلاد كالصين واليابان وكوريا من الجهة الشرقية بل نفيد منها ونأخذ من أسباب القوة ماينفعنا ونحتاج أليه لان الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها ولكننا نقاوم نزول المناهج الغربية والشرقية بساحة منهجنا الإسلامي الأصيل ولا نرضى ان نستقبل كل ما يصدرونه إلينا من غث وسمين ولا ان نرتب حياتنا وفق أفكارهم ولا ان نرسم منهجنا على ما يريدون ونأبى ان تمحو هويتهم هويتنا.
ولقد كان من نتائج هذا الإقبال المحموم على تلك المناهج الغربية والشرقية إعراض كثير من المسلمين عن الدروس الشرعية وحلق العلم واستفتاء العلماء الربانين والتسليم لنصوص الشارع مع تدني مستوى العلم النافع في كثير من النفوس واختلال سلم الأولويات وغياب المعاني الإيمانية واهتزاز الهوية الإسلامية وتسرب الخرافة والدجل والباطل.
وازداد الأمر خطورة حين ألبست هذه الانحرافات لبوس الإسلام تحت شعار (الأسلمة) لكل وافد وذلك بإجراء تعديلات شكلية على الأفكار المستوردة الدخيلة ثم الاستدلال الأعوج لها بأدلة من الكتاب والسنة لا علاقة لها بالفكرة أصلا ولا تنطبق عليها وإنما يتم اجتزاؤها من سياقها والزج بها في سياقات أخرى لتكون الأدلة الشرعية خادما وتابعا مهمته إعطاء صك شرعية وشهادة زور للأفكار المنحرفة وكان الواجب عرض هذه المبادئ الدخيلة الوافدة على نصوص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة والإسلام بأصوله وأحكامه لتكون هي الحاكم والفيصل فيها ومن أراد ان يتكلم بلسان الشرع والدين فالواجب ان يتخذ من الإسلام أساسا وقاعدة ينطلق منها في تبيان المناهج وتقييم الأفكار مستقرئا نصوص الكتاب والسنة ومتتبعا كلام أهل العلم الربانيين لا ان يستورد المفهوم الغربي ويقدمه كما هو ولكن بنكهة إسلامية لتسويغ وتمرير تلك النظريات والمبادئ على عامة المسلمين !
ولو تأملنا في جملة من السلع الفكرية إلينا من الشرق أو الغرب مثل (فلسفة الطاقة ) و (الريكي ) و(الماكروبيوتيك) و(والتشي كونغ) وغيرها لوجدنا ألوانا من الإنحرافات المخالفة لعقيدة الإسلام.
ولو نظرنا على صعيد آخر إلى نوعية أخرى من السلع الوافدة المعروضة تحت عنوان (تطوير الذات ) و(الهندسة النفسية ) و (صناعة القادة ) و(بناء العلاقات )و(إدارة الحياة)و(البرمجة اللغوية العصبية) وغيرها لوجدناها أيضا مؤسسة عل قاعدة عقدية وفكرية وثقافية مختلفة تمام الاختلاف عن القاعدة العقدية والعلمية الشرعية لأمة الإسلام فالغرب بفكره وثقافته ينطلق من نظرة قاصرة لهذه الحياة فهو لا ينظر إليها إلا من خلال نظارة الدنيا أما الآخرة فهم عنها عمون فإذا تحدثوا على سبيل المثال عن النجاح فأنهم لا يتجاوزون به حدود النجاحات الدنيوية الآنية أم الفوز في الآخرة ودخول الجنة والنجاة من النار فليست في دائرة اهتمامهم أصلا وليست محلا عندهم (لإحتساب الأجر) و(والرغبة فيما عند الله).
فلا يصلح والحالة هذه ان نأخذ أفكارهم ومناهجهم مقطوعة الصلة عن الأصول والقواعد التي تأسست عليها ثم نقوم بالدعاية لها والإعلان عنها وإلصاقها بديننا وعقيدتنا على النحو الذي نرى بعض الناس يفعله في الساحة اليوم واستحضار هذه الحقيقة يرفع حاسة النقد عند دارس هذه المفاهيم فيعلم ان فيها ما هو حق وفيها ما هو باطل فيأخذ بحق هذه المعارف ويذر الباطل.
وقد قام مؤلف كتاب (خرافة السر) الأخ الفاضل الشيخ عبدالله بن صالح العجير –وهو صاحب خبرة في تتبع هذه الانحرافات-ببيان ما سبق من انحرافات كتاب (السر) على وجه التفصيل وذلك بعد ان رجع إلى طبعته الانجليزية وقارنها بترجمتها العربية وبين ما فيها من الانحرافات الخطيرة على ضوء الكتاب والسنة وكلام أهل العلم المعتبرين فجزاه الله خير الجزاء على ما قام به ووفقه للمزيد من العمل لنصرة الدين ونصح عباد الله المسلمين وبيان مزايا دين الإسلام العظيم وتفوقه على نظريات الشرق والغرب .
واسأل الله ان يجعلني وإياه وسائر إخواني المسلمين ممن نصر بهم دينه وأعلى بهم كلمته انه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وسلم تسليما.
كتبه/محمد صالح المنجد
بتاريخ18/8/1429هـ
يمكنك زيارة الصفحة الخاصة بكتاب "خرافة السر" على الرابط التالي:
http://www.islamselect.com/secret
أو تحميله من الموقع
http://www.dorar.net/files/khurafat_alser.pdf
أو
http://books.islamway.com/1/several/secret-book.pdf