مسعود فهد المسردي
10-02-2010, 12:33 AM
حدبا المصامه
--------------------------------------------------------------------------------
الأنسان بطبيعتة التى خلقه الله عليها منوط بأهلة وارضه التى ترعرع وشب طوقه فيها والعرب من أشد أهل الأرض تعلقا بديارهم لذلك يقول يقول حكيم عربي قديم اذا أردت أن تعرف وفاء رجل ما فانظر الى حنينه لوطنه .اقرؤ التاريخ ان شئتم لتعرفوا مدى صدق هذه المقوله وتمعنوا في كتب الشعر القديم اليس العرب بأول من بكى على الأطلال ومآثر الديار وربوع الاهل والخلان الم تسمعوا لبيت الملك الضليل[امرؤ القيس]في معلقته وهو يقول
قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل *بسقط اللوى بين الدخول فحومل
أو لطرفه بن العبد وهو ينشد
لخولة أطلال ببرقة ثمهد*تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
أو لذي الرمه وهو يتذكر ربوع الدهناء والزرق أو لعمرو بن معديكرب ومناجاته لاطلال العمق بتثليث .اليس كل هذا من الحنين الى الوطن والديار اذا حب الديار ومغانيها أخذناه من أجدادنا ارث سابق للاحق الى أن يرث الله الارض ومن عليها من هذا المنطلق أحببت المشاركه للتعريف بأحب المنازل والديار الى قلبي والتي فيها نشأت وترعرعت فأقول وعلى الله التكلان
حدبا المصامه كما يطلق عليها في هذا العصر أو مصامة بني عامر نسبة الى سكانها الأقدمين من قبيلة خثعم بن عامر بن ربيعة دارة واسعه في أرض مرتفعه تحيط بها الجبال من جميع الجهات عدا فرجه بسيطه من جهة الجنوب فيحيط بها من الشرق سلسلة جبال الحمره ومن الغرب سلسلة جبال الحصير ومن الجنوب جبال قتة المسارده ومن الشمال جبال بني بسقان وجبال الفراش وهي تابعة لمحافظة تثليث تبعد عنه وعن مركز جاش مايقارب العشرين كيلا أو تزيد قليلا وجزء كبير منها داخل في منازل قبيلة المسارده من عبيدة قحطان وهي من أخصب أراضي المنطقة الجنوبية اذا جاد الله عليها بالمطر أنبتت من كل زوج بهيج ودائما مايقصدها البدو الرحل من كل الأقطار لطيب مراعيهاونظافة أرضها واعتدال جوها وخصوصا فصل الصيف أو في بكور الوسم ومقدم الربيع والمصامه أرض رعويه وشجيرة لكن أغلب أشجارها تتميز بالقصر وتنمو متباعده واشهر أشجارها من فصيلة العضاه مثل السمر والسلم والكداد والوهط ومن نباتاتها المعمره الحرمل والسنا والحنظل وأما نباتاتها الموسمية حال هطول الامطار فمنها الحوا والبقل والزهر والنصي والفنون والمكر والصمعاء والخنيزاءوالاتاويل .وأرض المصامة كانت مرتع للصيد في السابق وقد حدثنا كبار السن الموجودين أنهم شاهدوا قطعان الضباء تجول مابين البب والحيد الغراء وبالقرب من كاحل والاصيم وأغلب الظن ان آخر وجود لها كان في منتصف الخمسينات من القرن الميلادي الماضي عندما حصل لها مايشبه الابادة الجماعيه بسبب توفر بنادق الصيد الفتاكة وانتشارالسيارات .وقد ورد ذكر المصامه عند الهمداني في صفة جزيرة العرب وعدها من ضمن بلاد نهد فقال [بلاد بني نهد طريب ومصابه من ذوات القصص وكتنة واراك وادي فيه اراك واراكه ناحية المصامه من ديارخثعم بن عامر بن ربيعة ]وقال في موضع آخر أما فلاة اليمن وغائطة فانه صيهد وهي فلاة تتفرق من الدهناء من ناحية اليمامة والفلج ويشرع عليها جزر اليمن من مصامة بني عامر بناحية ترج......]
وعدها رحمه الله من منازل حاج حضرموت فقال [ثم الملحات ثم لوزه ثم عبالم ثم مريع ثم الهجيره ثم تثليث ثم جاش ثم المصامه ثم مجمعة ترج........]وقال عنها العمري صاحب كتاب طريق البخور مانصه [ثم يمر طريق البخور بجاش أحد الاودية المسانده لوادي تثليث وبعدة جاش من بلاد مذحج ثم يمر طريق البخور مابين جاش وتثليث بالمصامة وهي مصامة بني عامر وهي فلاة لا ماء فيها] وذكرها ياقوت بقوله [المصامه بالفتح من الصوم وهو الأمساك كأنه الموضع الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
ونحن نفينا مذحجا عن بلادها *تقتل حتى عاد فلا شديدها
فأما فريق بالمصامة منهم *ففروا وأخرى قد أبيدت جدودها
انتهى كلام الحموي وأقول ربما في هذه الأبيات دلاله على أن المصامه كانت من ديار مذحج ثم آلت فيما بعد لبني عامر بعد حروب وكر وفر وذلك لقربها من قاعدة قبائل مذحج تثليث ولقربها من جاش والذي كان فيه حصن ونخل لفارس زبيد من مذحج الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب وعامر بن الطفيل المذكور من سادات بني عامر وهو الذي فقأت عينه في يوم فيف الريح فقأها مسهر الحارثي وهذا اليوم كان بين قبائل مذحج وبني عامر حيث قال عامر في ذلك اليوم
لعمري وماعمري علي بهين *لقد شان حر الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى ان كنت أعور عاقرا*جبانا فما عذري لدى كل محضر
أعود للمصامة فأقول تتميز المصامة بجباها المتباينة الأشكال وأحجامها المختلفة ولولا الأطالة لذكرت ووصفت كل جبل على حده لكن سأذكر أشهرها بدون تفصيل وهي
البب*والأصيم *والحيد الغراء *وبني كاحل *وبشير*وصفا الشيوخ*وأبرق الفهود*وأبرق الجزر*وعبيد المصامه*وخولي*وهضيبة دبسان *والحريشاء*وجفن ضب *أبو شوشه*أشقر مويطيه*الحزم لحمر*أبرق نايف وغيرها أما أشهر الأودية التي تتخللها فمنها وادي رمق ووادي خلافه ووادي حريشفه ووادي رميق والمحتفر وكل هذه ألاودية المتوسطه والصغيره تدفع في وادي الثفن حيث ان المصامة تقع بينه وبين جبال الحصير .والمصامة كما ذكرنا مفازة خاليه من موارد المياه والأبار غير انها ليست ببعيده من موارد المياة ففي الجنوب الغربي منها بئر وهطان في وادي الثفن ومن الجنوب بئر ناشب للمساردة والى الشرق منها حفيرة المساردة .أما ماقيل فيها من الشعر فأقدم بيت سمعت يقال أنه لمحمد المهادي صاحب القصة المشهورة يقول
لنا في شعيب المصامة منازل *دار قراح الما براد شرابها
ويقول الشاعر نايف بن ضافي المسردي رحمه الله
جعل الحيا من شمال العرج له رنه *تفرح بها اللي تشكا من سماريها
ويقصد حدود المصامه اليمنى
ويقول محمد بن شارع بن شري
ارتعي يالسود ونتي جريه*بين عان بشير والمصامه
ويقول الشاعر الكبير حمد هادي غفر الله له
الزين والله خابره يابن عبود*مابين جاش وبين حدبا المصامه
هذا وتقبلوا تحياتي واحترامي
--------------------------------------------------------------------------------
الأنسان بطبيعتة التى خلقه الله عليها منوط بأهلة وارضه التى ترعرع وشب طوقه فيها والعرب من أشد أهل الأرض تعلقا بديارهم لذلك يقول يقول حكيم عربي قديم اذا أردت أن تعرف وفاء رجل ما فانظر الى حنينه لوطنه .اقرؤ التاريخ ان شئتم لتعرفوا مدى صدق هذه المقوله وتمعنوا في كتب الشعر القديم اليس العرب بأول من بكى على الأطلال ومآثر الديار وربوع الاهل والخلان الم تسمعوا لبيت الملك الضليل[امرؤ القيس]في معلقته وهو يقول
قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل *بسقط اللوى بين الدخول فحومل
أو لطرفه بن العبد وهو ينشد
لخولة أطلال ببرقة ثمهد*تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
أو لذي الرمه وهو يتذكر ربوع الدهناء والزرق أو لعمرو بن معديكرب ومناجاته لاطلال العمق بتثليث .اليس كل هذا من الحنين الى الوطن والديار اذا حب الديار ومغانيها أخذناه من أجدادنا ارث سابق للاحق الى أن يرث الله الارض ومن عليها من هذا المنطلق أحببت المشاركه للتعريف بأحب المنازل والديار الى قلبي والتي فيها نشأت وترعرعت فأقول وعلى الله التكلان
حدبا المصامه كما يطلق عليها في هذا العصر أو مصامة بني عامر نسبة الى سكانها الأقدمين من قبيلة خثعم بن عامر بن ربيعة دارة واسعه في أرض مرتفعه تحيط بها الجبال من جميع الجهات عدا فرجه بسيطه من جهة الجنوب فيحيط بها من الشرق سلسلة جبال الحمره ومن الغرب سلسلة جبال الحصير ومن الجنوب جبال قتة المسارده ومن الشمال جبال بني بسقان وجبال الفراش وهي تابعة لمحافظة تثليث تبعد عنه وعن مركز جاش مايقارب العشرين كيلا أو تزيد قليلا وجزء كبير منها داخل في منازل قبيلة المسارده من عبيدة قحطان وهي من أخصب أراضي المنطقة الجنوبية اذا جاد الله عليها بالمطر أنبتت من كل زوج بهيج ودائما مايقصدها البدو الرحل من كل الأقطار لطيب مراعيهاونظافة أرضها واعتدال جوها وخصوصا فصل الصيف أو في بكور الوسم ومقدم الربيع والمصامه أرض رعويه وشجيرة لكن أغلب أشجارها تتميز بالقصر وتنمو متباعده واشهر أشجارها من فصيلة العضاه مثل السمر والسلم والكداد والوهط ومن نباتاتها المعمره الحرمل والسنا والحنظل وأما نباتاتها الموسمية حال هطول الامطار فمنها الحوا والبقل والزهر والنصي والفنون والمكر والصمعاء والخنيزاءوالاتاويل .وأرض المصامة كانت مرتع للصيد في السابق وقد حدثنا كبار السن الموجودين أنهم شاهدوا قطعان الضباء تجول مابين البب والحيد الغراء وبالقرب من كاحل والاصيم وأغلب الظن ان آخر وجود لها كان في منتصف الخمسينات من القرن الميلادي الماضي عندما حصل لها مايشبه الابادة الجماعيه بسبب توفر بنادق الصيد الفتاكة وانتشارالسيارات .وقد ورد ذكر المصامه عند الهمداني في صفة جزيرة العرب وعدها من ضمن بلاد نهد فقال [بلاد بني نهد طريب ومصابه من ذوات القصص وكتنة واراك وادي فيه اراك واراكه ناحية المصامه من ديارخثعم بن عامر بن ربيعة ]وقال في موضع آخر أما فلاة اليمن وغائطة فانه صيهد وهي فلاة تتفرق من الدهناء من ناحية اليمامة والفلج ويشرع عليها جزر اليمن من مصامة بني عامر بناحية ترج......]
وعدها رحمه الله من منازل حاج حضرموت فقال [ثم الملحات ثم لوزه ثم عبالم ثم مريع ثم الهجيره ثم تثليث ثم جاش ثم المصامه ثم مجمعة ترج........]وقال عنها العمري صاحب كتاب طريق البخور مانصه [ثم يمر طريق البخور بجاش أحد الاودية المسانده لوادي تثليث وبعدة جاش من بلاد مذحج ثم يمر طريق البخور مابين جاش وتثليث بالمصامة وهي مصامة بني عامر وهي فلاة لا ماء فيها] وذكرها ياقوت بقوله [المصامه بالفتح من الصوم وهو الأمساك كأنه الموضع الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
ونحن نفينا مذحجا عن بلادها *تقتل حتى عاد فلا شديدها
فأما فريق بالمصامة منهم *ففروا وأخرى قد أبيدت جدودها
انتهى كلام الحموي وأقول ربما في هذه الأبيات دلاله على أن المصامه كانت من ديار مذحج ثم آلت فيما بعد لبني عامر بعد حروب وكر وفر وذلك لقربها من قاعدة قبائل مذحج تثليث ولقربها من جاش والذي كان فيه حصن ونخل لفارس زبيد من مذحج الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب وعامر بن الطفيل المذكور من سادات بني عامر وهو الذي فقأت عينه في يوم فيف الريح فقأها مسهر الحارثي وهذا اليوم كان بين قبائل مذحج وبني عامر حيث قال عامر في ذلك اليوم
لعمري وماعمري علي بهين *لقد شان حر الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى ان كنت أعور عاقرا*جبانا فما عذري لدى كل محضر
أعود للمصامة فأقول تتميز المصامة بجباها المتباينة الأشكال وأحجامها المختلفة ولولا الأطالة لذكرت ووصفت كل جبل على حده لكن سأذكر أشهرها بدون تفصيل وهي
البب*والأصيم *والحيد الغراء *وبني كاحل *وبشير*وصفا الشيوخ*وأبرق الفهود*وأبرق الجزر*وعبيد المصامه*وخولي*وهضيبة دبسان *والحريشاء*وجفن ضب *أبو شوشه*أشقر مويطيه*الحزم لحمر*أبرق نايف وغيرها أما أشهر الأودية التي تتخللها فمنها وادي رمق ووادي خلافه ووادي حريشفه ووادي رميق والمحتفر وكل هذه ألاودية المتوسطه والصغيره تدفع في وادي الثفن حيث ان المصامة تقع بينه وبين جبال الحصير .والمصامة كما ذكرنا مفازة خاليه من موارد المياه والأبار غير انها ليست ببعيده من موارد المياة ففي الجنوب الغربي منها بئر وهطان في وادي الثفن ومن الجنوب بئر ناشب للمساردة والى الشرق منها حفيرة المساردة .أما ماقيل فيها من الشعر فأقدم بيت سمعت يقال أنه لمحمد المهادي صاحب القصة المشهورة يقول
لنا في شعيب المصامة منازل *دار قراح الما براد شرابها
ويقول الشاعر نايف بن ضافي المسردي رحمه الله
جعل الحيا من شمال العرج له رنه *تفرح بها اللي تشكا من سماريها
ويقصد حدود المصامه اليمنى
ويقول محمد بن شارع بن شري
ارتعي يالسود ونتي جريه*بين عان بشير والمصامه
ويقول الشاعر الكبير حمد هادي غفر الله له
الزين والله خابره يابن عبود*مابين جاش وبين حدبا المصامه
هذا وتقبلوا تحياتي واحترامي