سعيد شايع
30-01-2010, 03:11 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
وعلى آله وأصحايه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب:
أهلا بك ومرحبا ، وكم أنا والله سعيدا بك في هذا المجلس وغيره
لقد سبق الحديث في هذا المجلس بعنوان [ أعظم فتنة ... فتنة ...]
ثم تلها الحديث بعنوان [ لا زال الحديث عن أعظم فتنة ] ومن خلال قرأتك لهذه وتلك
تدرك ويتبين لك خطورة الدجال ، وتحذير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه
ولا شك ـ أخي المسلم ـ أن أعظم فتنة هي: فتنة الدجال
ولقد وعتك بالحديث عما يعصم من فتنته ، وها أنت الآن ترى وتقرأ على شاشتك ما يعصمك منه
وأسأل الله العلي العظيم أن لا يرينا وجهه ، وأن يعصمني وإياك من فتنته ومن كل فتنه.
الآية الأولى: يقول الله تعالى:
{ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }
بكل وضوح وبكل جد وصرامة يثني ربنا ـ سبحانه ـ على نفسه بأن أنزل الكتاب على عبده محمد
ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن كان معتصماً بكتاب الله ومقتدياً بسنة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عصم بإذن الله من الدجال وكيف لا يعصم وهو معتصم بكتاب مبين { يهدي به الله من اتبع رضوانه
سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } فالقرآن نور يهدي
الله لنوره من يـشاء ، ولن تكن هذه الهداية إلا لمن اتبع هذا القرآن وعمل به ، عندها يخرج من الظلمات
إلى النور ومن العمى إلى الهدى، ومن الضلالة إلى الاستقامة ، فيصبح قلبه سليماً وحياته سعيدة
ورؤيته وتقديره للأشياء والأحداث والأشخاص رؤية شرعية على حسب ما يقوله ويمليه علية القران
حتى تفكيره وتصوراته لا تكن إلا حسب ما يعيش مع القران ، يتضح له الهدف وتستقيم له الطريق ، بل
تزكو نفسه ويصبح كما قال الله { فلا يضل ولا يشقى } وإذا أردت إن تعرف الفرق بين من اعتصم بالقران
وعاش معه واتبع رضوانه وهداه ، وبين من أعرض عن القران فأنظر لواقعه وتصرفاته وفكره وهدفه
وهمه وغايته بكل وضوح تراه يعيش في الجاهليات القديمة أو الحديثة , ولا يدرك عمق هذه الحقيقة إلا
من ذاق مرارة النكد والهم والغم والضنك ، ثم تاب ورجع وارتبط بالقران ، فإذا هو يتذوق مذاقاَ وحلاوة
ولذة وسعادة وانشراحا وآمنا في حياته ، وإذا عرفت القلوب القرآن فقد وجدت ملكاعظيما وطريقا
مستقيما وشفاء وغذاء وحياة طيبة ، وإن العاقل ليعجب من قول عثمان ـ رضي الله عنه ـ إذ يقول:
( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم )
فالقلوب الطاهرة ما تشبع من القرآن ، تراها تتنافس في القرب منه لأنه العاصم ، وتنفق أنفاسها في
ترداده لأنه الشفيع ، وهو أحب إليها من كل ما سواه من الكتب لأنه المنجي ، قلوب عرفت القرآن لأنها
وجدت غذائها وطمأنينتها وانشراحها وقوتها وغذائها وسعادتها ودواؤها فيه
فما أحوجنا أن ندرك هذه الحقيقة والجاهلية من حولنا بل بين أيدينا تعود بأيدي دعاة على أبواب
جهنم هم من بين جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا تراهم يبغونها عوجا ويصدون عن سبيل الله
{ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيماً }
يريدون تحطيم عقيدتنا وأخلاقنا وأمننا ، يريدون تحطيم فطرتنا وسلوكياتنا ومجتمعنا وشبابنا وفتياتنا
إنهم يريدون منهجاً غير منهج الله ، وطريقاً غير طريق رسول الله ، ومن ابتعد عن القرآن سيقع في شباك
هؤلاء ولا شك وستصبح حياته مثل حياتهم كلها ظلمات ، ظلمة الشبهات والأفكار المنحرفة والخرافات
والتصورات الضالة ، يعيش ظلمة الشهوات والرغبات النفسية والاندفاع وراء الهوى والنفس الأمارة بالسوء
ناهيك عن ظلمة التيه والحيرة والقلق والانقطاع عن الله وعن الهدى
ويعيش الوحشة من الأمن في قلبه ، والاضطراب في القيم وتخلخل الأفكار والموازيين وسيصبح كما قال
الله { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون }
تأمل في التعبير إذ يذكر أكثرهم ، لم يعمم ، لأن أهل الحق والهدى قلة ، أما الكثرة فنجد أنها
تتخذ من الهوى إلهاً مطاعاً يتجاهل الواحد منهم الدلائل الواضحة والأحكام الشرعية يتجاهلها وهي
تطرق الأسماع والعقول ، ولذا يقول الله
{ ان هم إلا كالأنعام }
فالإنسان عندما يتخلى عن دينه وعقيدته وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفطرته التي فطره
الله عليها يكون أحط من البهيمة لذا قال الله
{ بل هم أضل سبيلاً }
بالرغم أنه يملك عقلا كاملاً صحيحاً ، لكنه تخلى عن خصائصه فأصبح من الذين لا يعقلون ، فتراه في
الضلال البعيد بينما تجد أن بعض الناس يهمل ما أودعه الله من خصائص ولا ينتفع بها كما تنتفع البهيمة
قال تعالى { لهم قلوب لا يفقهون بها }
لماذا أصبحوا لا يفقهون بها؟
لأنهم زاغوا { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم }
ولأنهم انصرفوا { فلما انصرفوا صرف الله قلوبهم }
فانظر كيف تعطل أعظم ما في الجسد ، إذاً ( فسد الجسد كله )
قال الله تعالى{ فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء }
ما لسبب؟
أنهم استعملوها فيما يسخط الله عليهم
{ اتبعوا أهوائهم }
اتبعوا ما أسخط الله من طاعة الشيطان واتباع الأهواء
فقل لي بربك هل يستطيع هؤلاء أن يواجهوا فتنة الدجال وينجوا منها؟
وللحديث حول هذه الآية بقية ـ إن شاء الله ـ
وعلى آله وأصحايه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب:
أهلا بك ومرحبا ، وكم أنا والله سعيدا بك في هذا المجلس وغيره
لقد سبق الحديث في هذا المجلس بعنوان [ أعظم فتنة ... فتنة ...]
ثم تلها الحديث بعنوان [ لا زال الحديث عن أعظم فتنة ] ومن خلال قرأتك لهذه وتلك
تدرك ويتبين لك خطورة الدجال ، وتحذير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه
ولا شك ـ أخي المسلم ـ أن أعظم فتنة هي: فتنة الدجال
ولقد وعتك بالحديث عما يعصم من فتنته ، وها أنت الآن ترى وتقرأ على شاشتك ما يعصمك منه
وأسأل الله العلي العظيم أن لا يرينا وجهه ، وأن يعصمني وإياك من فتنته ومن كل فتنه.
الآية الأولى: يقول الله تعالى:
{ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }
بكل وضوح وبكل جد وصرامة يثني ربنا ـ سبحانه ـ على نفسه بأن أنزل الكتاب على عبده محمد
ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن كان معتصماً بكتاب الله ومقتدياً بسنة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عصم بإذن الله من الدجال وكيف لا يعصم وهو معتصم بكتاب مبين { يهدي به الله من اتبع رضوانه
سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } فالقرآن نور يهدي
الله لنوره من يـشاء ، ولن تكن هذه الهداية إلا لمن اتبع هذا القرآن وعمل به ، عندها يخرج من الظلمات
إلى النور ومن العمى إلى الهدى، ومن الضلالة إلى الاستقامة ، فيصبح قلبه سليماً وحياته سعيدة
ورؤيته وتقديره للأشياء والأحداث والأشخاص رؤية شرعية على حسب ما يقوله ويمليه علية القران
حتى تفكيره وتصوراته لا تكن إلا حسب ما يعيش مع القران ، يتضح له الهدف وتستقيم له الطريق ، بل
تزكو نفسه ويصبح كما قال الله { فلا يضل ولا يشقى } وإذا أردت إن تعرف الفرق بين من اعتصم بالقران
وعاش معه واتبع رضوانه وهداه ، وبين من أعرض عن القران فأنظر لواقعه وتصرفاته وفكره وهدفه
وهمه وغايته بكل وضوح تراه يعيش في الجاهليات القديمة أو الحديثة , ولا يدرك عمق هذه الحقيقة إلا
من ذاق مرارة النكد والهم والغم والضنك ، ثم تاب ورجع وارتبط بالقران ، فإذا هو يتذوق مذاقاَ وحلاوة
ولذة وسعادة وانشراحا وآمنا في حياته ، وإذا عرفت القلوب القرآن فقد وجدت ملكاعظيما وطريقا
مستقيما وشفاء وغذاء وحياة طيبة ، وإن العاقل ليعجب من قول عثمان ـ رضي الله عنه ـ إذ يقول:
( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم )
فالقلوب الطاهرة ما تشبع من القرآن ، تراها تتنافس في القرب منه لأنه العاصم ، وتنفق أنفاسها في
ترداده لأنه الشفيع ، وهو أحب إليها من كل ما سواه من الكتب لأنه المنجي ، قلوب عرفت القرآن لأنها
وجدت غذائها وطمأنينتها وانشراحها وقوتها وغذائها وسعادتها ودواؤها فيه
فما أحوجنا أن ندرك هذه الحقيقة والجاهلية من حولنا بل بين أيدينا تعود بأيدي دعاة على أبواب
جهنم هم من بين جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا تراهم يبغونها عوجا ويصدون عن سبيل الله
{ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيماً }
يريدون تحطيم عقيدتنا وأخلاقنا وأمننا ، يريدون تحطيم فطرتنا وسلوكياتنا ومجتمعنا وشبابنا وفتياتنا
إنهم يريدون منهجاً غير منهج الله ، وطريقاً غير طريق رسول الله ، ومن ابتعد عن القرآن سيقع في شباك
هؤلاء ولا شك وستصبح حياته مثل حياتهم كلها ظلمات ، ظلمة الشبهات والأفكار المنحرفة والخرافات
والتصورات الضالة ، يعيش ظلمة الشهوات والرغبات النفسية والاندفاع وراء الهوى والنفس الأمارة بالسوء
ناهيك عن ظلمة التيه والحيرة والقلق والانقطاع عن الله وعن الهدى
ويعيش الوحشة من الأمن في قلبه ، والاضطراب في القيم وتخلخل الأفكار والموازيين وسيصبح كما قال
الله { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون }
تأمل في التعبير إذ يذكر أكثرهم ، لم يعمم ، لأن أهل الحق والهدى قلة ، أما الكثرة فنجد أنها
تتخذ من الهوى إلهاً مطاعاً يتجاهل الواحد منهم الدلائل الواضحة والأحكام الشرعية يتجاهلها وهي
تطرق الأسماع والعقول ، ولذا يقول الله
{ ان هم إلا كالأنعام }
فالإنسان عندما يتخلى عن دينه وعقيدته وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفطرته التي فطره
الله عليها يكون أحط من البهيمة لذا قال الله
{ بل هم أضل سبيلاً }
بالرغم أنه يملك عقلا كاملاً صحيحاً ، لكنه تخلى عن خصائصه فأصبح من الذين لا يعقلون ، فتراه في
الضلال البعيد بينما تجد أن بعض الناس يهمل ما أودعه الله من خصائص ولا ينتفع بها كما تنتفع البهيمة
قال تعالى { لهم قلوب لا يفقهون بها }
لماذا أصبحوا لا يفقهون بها؟
لأنهم زاغوا { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم }
ولأنهم انصرفوا { فلما انصرفوا صرف الله قلوبهم }
فانظر كيف تعطل أعظم ما في الجسد ، إذاً ( فسد الجسد كله )
قال الله تعالى{ فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء }
ما لسبب؟
أنهم استعملوها فيما يسخط الله عليهم
{ اتبعوا أهوائهم }
اتبعوا ما أسخط الله من طاعة الشيطان واتباع الأهواء
فقل لي بربك هل يستطيع هؤلاء أن يواجهوا فتنة الدجال وينجوا منها؟
وللحديث حول هذه الآية بقية ـ إن شاء الله ـ