سعيد شايع
25-01-2010, 08:39 PM
أخي الحبيب:
إنني أسعد بلقائك على هذه الصفحة
وتحت هذا العنوان [ أعظم فتنة .... فتنة...]
ولا شك أنني لا أشك أنك ممن يهتم بسلامة دينه ، وذلك بالحذر من الفتن
والفرار منها ما تطلب بذلك إلا أن تلقى ربك وأنت مسلما سالما من فتن الشهوات التي
هي من أهم المعاصي والإنحرافات العملية ، وفتن الشهوات التي هي أم البدع والإنحرافات
العقدية ، ولذلك كان السلف ـ رضي الله عنهم ـ حريصين على التعرف على الفتن وانواعها
وأسبابها ، حذرا منها قدر الإمكان ، حتى قال حذيفة ـ رضي الله عنه ـ وهو من أشد الصحابة
فقها بهذا الباب " كان الناس يسألون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير وكنت أسأله عن
الشر مخافة أن يدركني ، ونحن والله نخاف أن تدركنا فتن هذا العصر ، لذا أحببت أن أبين
حقيقة فتنة عظيمة حذر منها رسول الهدى ـ عليه الصلاة والسلام ـ أشد التحذير وبين فيها ما
يعصم منها فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم فتنة الدجال "
أخرجه مسلم، وفي رواية أخرى
" من أدركه فليقرأ فواتح سورة الكهف فإنها جواركم من فتنته "
أخي المسلم: إن بين يدي الساعة فتناً مخيفة, وأموراً مدلهمةً لا تختص
بالظالمين والمنحرفين عن دين الله بل قد تنال الصالحين ، قال الله تعالى
{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب}
ألا وإن من هذه الفتن فتنة هي أعظم الفتن ، وليس فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا
تصغر أمامها هذه الفتنة, ومهما سمعت عن الفتن أو قرأت عنها أو رأيتها قبل
الموت أو قبل قيام الساعة فكلها تصغر أمام فتنة المسيح الدجال ، ونعوذ
بالله من فتنة المسيح الدجال ، أحبتي في الله: لقد تواترت الأخبار , وتكاثرت
الأحاديث عن نبينا محمد في التحذير من المسيح الدجال وبين أوصافه وعظم فتنته
وما من صلاة صلاها رسول الله إلا وقال فيها: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم
ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال "
أخرجه البخاري ومسلم
إن فتنته وربي لعظيمة ، لذا قال عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ من سمع بالدجال
فلينأ عنه ، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث معه
من الشبهات " أخرجه أبو داود وأحمد ، وإذا كان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه
حذر منه وشدد في التحذير فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصفه بالأوصاف البينة
أوصافاً لا تخفى ولا تغيب إلا على من خالف رسول الله واتبع غير منهجه وطريقته وسنته
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله قال " إنه لم يكن نبي إلا وقد
أنذر الدجال قومه إني أنذركموه ، إنه أعور ذو حدقة جاحظة لا تخفى "
رواه أبو يعلى والبزار.
وعن عبدا لله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:" قام رسول الله r في الناس فأثنى على
الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال:" ألا أنذركموه , ما من نبي ألا وقد أنذر
قومه ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور "
رواه البخاري ومسلم
وعند مسلم " مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كره عمله أو يقرأه كل مؤمن كاتب
أو غير كاتب "
وتأمل – أخي الحبيب - إلى هذا الحديث الجامع الذي أخرجه الإمام مسلم رحمه الله
في صحيحه ، عن النواس بن سمعان ـ رضي الله عنه ـ قال ذكر رسول الله الدجال
ذات غداة فخفظ فيه ورفع ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف
ذلك فينا ، فقال ما شانكم؟
قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة
النخل فقال: غير الدجال أخوفني عليكم؟
إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ،وإن يخرج ولست فيكم فامرو حجيج نفسه
والله خليفتي على كل مسلم ، ثم بدأ ـ عليه الصلاة والسلام ـ يصفه
" إنه شاب قطط – يعني: جعد شعر الرأس - عيناه طافئة ، كأني أشبهه بعد العزى
بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف
إنه يخرج من حلة بين الشام والعراق ، فعاث يميناً وعاث شمالاً ، يا عباد الله فاثبتوا.
قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟
قال: أربعون يوماً ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه
كأيامكم ، قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا
اقدروا له قدره ، قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته
الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر
والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم – أي الماشية التي تسرح في أولا النهار للمرعى
تروح أطول ما كانت ذرا ً – يعني سمينة -ً وأسبغه ذروعاً وأمده خواصر- يعني مليئة لبن
من الشبع - ثم يأتي القوم فيدعوه ، فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين
ليس بأيدهم شيء من أموالهم ، ويمر الخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها
كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلاً ممتلئا شباباً ، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رميت
الغرض – يعني من ضربة واحدة يجعله قطعتن - ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجه يضحك ، فينما
هو كذلك إذا بعث الله المسيح بن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين
المهرودتين - أي ثوبين - واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه
تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي
طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله
منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة " هذا هو الدجال ، وهذا شيء من خبره
يقول أبو بكر بن العربي رحمه الله: " الذي يظهر على يد الدجال من الآيات من إنزال
المطر والخصب على من يصدقه ، والجدب على من يكذبه ، وإتباع كنوز الأرض له ، وما معه
من جنة ونار ومياه وانهار ، يجري كل ذلك محنة من الله واختبار ليهلك المرتاب وينجو
المتقي ، وذلك كله أمر مخوف ، ولهذا قال " لا فتنة أعظم من فتنة الدجال "
رواه الطبراني ، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستعيذ منه في صلاته تشريعاً لأمته "
كل ذلك من أنباء الغيب نؤمن به لما قام عليه من الدليل والبرهان ولو غاب عن شواهدنا
وقصرت عنه حواسنا ، ولكنه حاضراً بأدلته القطعية ، وبراهينه العلمية ، نعوذ بالله من
فتنته ومن جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
... وللحديث تتمة ـ إن شاء الله ـ أستودعك الله .
إنني أسعد بلقائك على هذه الصفحة
وتحت هذا العنوان [ أعظم فتنة .... فتنة...]
ولا شك أنني لا أشك أنك ممن يهتم بسلامة دينه ، وذلك بالحذر من الفتن
والفرار منها ما تطلب بذلك إلا أن تلقى ربك وأنت مسلما سالما من فتن الشهوات التي
هي من أهم المعاصي والإنحرافات العملية ، وفتن الشهوات التي هي أم البدع والإنحرافات
العقدية ، ولذلك كان السلف ـ رضي الله عنهم ـ حريصين على التعرف على الفتن وانواعها
وأسبابها ، حذرا منها قدر الإمكان ، حتى قال حذيفة ـ رضي الله عنه ـ وهو من أشد الصحابة
فقها بهذا الباب " كان الناس يسألون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير وكنت أسأله عن
الشر مخافة أن يدركني ، ونحن والله نخاف أن تدركنا فتن هذا العصر ، لذا أحببت أن أبين
حقيقة فتنة عظيمة حذر منها رسول الهدى ـ عليه الصلاة والسلام ـ أشد التحذير وبين فيها ما
يعصم منها فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم فتنة الدجال "
أخرجه مسلم، وفي رواية أخرى
" من أدركه فليقرأ فواتح سورة الكهف فإنها جواركم من فتنته "
أخي المسلم: إن بين يدي الساعة فتناً مخيفة, وأموراً مدلهمةً لا تختص
بالظالمين والمنحرفين عن دين الله بل قد تنال الصالحين ، قال الله تعالى
{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب}
ألا وإن من هذه الفتن فتنة هي أعظم الفتن ، وليس فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا
تصغر أمامها هذه الفتنة, ومهما سمعت عن الفتن أو قرأت عنها أو رأيتها قبل
الموت أو قبل قيام الساعة فكلها تصغر أمام فتنة المسيح الدجال ، ونعوذ
بالله من فتنة المسيح الدجال ، أحبتي في الله: لقد تواترت الأخبار , وتكاثرت
الأحاديث عن نبينا محمد في التحذير من المسيح الدجال وبين أوصافه وعظم فتنته
وما من صلاة صلاها رسول الله إلا وقال فيها: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم
ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال "
أخرجه البخاري ومسلم
إن فتنته وربي لعظيمة ، لذا قال عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ من سمع بالدجال
فلينأ عنه ، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث معه
من الشبهات " أخرجه أبو داود وأحمد ، وإذا كان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه
حذر منه وشدد في التحذير فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصفه بالأوصاف البينة
أوصافاً لا تخفى ولا تغيب إلا على من خالف رسول الله واتبع غير منهجه وطريقته وسنته
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله قال " إنه لم يكن نبي إلا وقد
أنذر الدجال قومه إني أنذركموه ، إنه أعور ذو حدقة جاحظة لا تخفى "
رواه أبو يعلى والبزار.
وعن عبدا لله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:" قام رسول الله r في الناس فأثنى على
الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال:" ألا أنذركموه , ما من نبي ألا وقد أنذر
قومه ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور "
رواه البخاري ومسلم
وعند مسلم " مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كره عمله أو يقرأه كل مؤمن كاتب
أو غير كاتب "
وتأمل – أخي الحبيب - إلى هذا الحديث الجامع الذي أخرجه الإمام مسلم رحمه الله
في صحيحه ، عن النواس بن سمعان ـ رضي الله عنه ـ قال ذكر رسول الله الدجال
ذات غداة فخفظ فيه ورفع ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف
ذلك فينا ، فقال ما شانكم؟
قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة
النخل فقال: غير الدجال أخوفني عليكم؟
إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ،وإن يخرج ولست فيكم فامرو حجيج نفسه
والله خليفتي على كل مسلم ، ثم بدأ ـ عليه الصلاة والسلام ـ يصفه
" إنه شاب قطط – يعني: جعد شعر الرأس - عيناه طافئة ، كأني أشبهه بعد العزى
بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف
إنه يخرج من حلة بين الشام والعراق ، فعاث يميناً وعاث شمالاً ، يا عباد الله فاثبتوا.
قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟
قال: أربعون يوماً ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه
كأيامكم ، قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا
اقدروا له قدره ، قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته
الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر
والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم – أي الماشية التي تسرح في أولا النهار للمرعى
تروح أطول ما كانت ذرا ً – يعني سمينة -ً وأسبغه ذروعاً وأمده خواصر- يعني مليئة لبن
من الشبع - ثم يأتي القوم فيدعوه ، فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين
ليس بأيدهم شيء من أموالهم ، ويمر الخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها
كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلاً ممتلئا شباباً ، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رميت
الغرض – يعني من ضربة واحدة يجعله قطعتن - ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجه يضحك ، فينما
هو كذلك إذا بعث الله المسيح بن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين
المهرودتين - أي ثوبين - واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه
تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي
طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله
منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة " هذا هو الدجال ، وهذا شيء من خبره
يقول أبو بكر بن العربي رحمه الله: " الذي يظهر على يد الدجال من الآيات من إنزال
المطر والخصب على من يصدقه ، والجدب على من يكذبه ، وإتباع كنوز الأرض له ، وما معه
من جنة ونار ومياه وانهار ، يجري كل ذلك محنة من الله واختبار ليهلك المرتاب وينجو
المتقي ، وذلك كله أمر مخوف ، ولهذا قال " لا فتنة أعظم من فتنة الدجال "
رواه الطبراني ، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستعيذ منه في صلاته تشريعاً لأمته "
كل ذلك من أنباء الغيب نؤمن به لما قام عليه من الدليل والبرهان ولو غاب عن شواهدنا
وقصرت عنه حواسنا ، ولكنه حاضراً بأدلته القطعية ، وبراهينه العلمية ، نعوذ بالله من
فتنته ومن جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
... وللحديث تتمة ـ إن شاء الله ـ أستودعك الله .