تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سـبـب نـزول الـحـكـم ( 1 )


سعيد شايع
23-01-2010, 04:09 PM
أخي الحبيب :

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أمابعد :

فقد سبق الحديث بعنوان [ الحكم الوحيد ]

وهو الحكم الشرعي الوحيد في سورة الكهف

قال الله تعالى { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله }

وبين يديك الآن سبب نزول هذا الحكم

هذا النهي كغيره ، مثل قوله تعالى { فلا تمار } أي: تجادل وتحاج ، وكقوله { ولا تستفت فيهم }

أي: في شأن أهل الكهف ، وكقوله { ولا تطع من أغفلنا }

فقوله تعالى { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا } نهي صريح أن يقول العبد المسلم في الأمور المستقبلية

{ إني فاعل ذلك } من دون أن يقرن القول بمشيئة الله ، وذلك لما فيه من المحذور ، وهو الكلام على الغيوب

المستقبلية التي لا يدري هل يفعلها أم لا؟ وهل تكون أم لا تكون؟ فالمسلم: ليس له مشيئة مستقلة يستقل

بها عن ربه ، فالمشيئة كلها لله وحده ، قال تعالى { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } والعبد عندما

يذكر مشيئة الله على أمر يريد فعله أو الوصول إليه من الأمور المشروعة يسر الله الأمر وسهله ، وسيحصل فيه

الخير والبركة ـ إن شاء الله ـ ثم فيه قبل ذلك كله استعانة العبد بربه ، والإنسان ما هو إلا بشر ينسى ويسهو

عن ذكر المشيئة على أموره وأعماله المستقبلية ، ولذا جاء الأمر أن يستثني بعد ذلك ، إذا ذكر ليحصل المطلوب

ويندفع المحذور ، قال الله تعالى { واذكر ربك إذا نسيت } ويؤخذ من هذا الأمر: ذكر الله عند النسيان ، فإن الذكر

يزيل النسيان ، ويذكر العبد ما سها عنه ، ويؤخذ منه: أن تذكر الساهي وغيره بذكر الله ، ومهما وصل إليه العبد

فهو مفتقر إلى الله ـ عز وجل ـ في توفيقه للإصابة ما يريد ، وعدم الخطأ في أقواله وأفعاله ، لذا أمره الله سبحانه

أن يقول { عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا } أمره الله أن يدعوه ويرجوه ويثق به ليهديه لأقرب الطرق

الموصلة إلى الرشد ، وحري بعبد هذا حاله أن يوفق إذا بذل جهده ووسعه في طلب الهدى والرشد ، وأن تأتيه

المعونة من ربه ، وأن يسدده في جميع أموره

أخي المسلم: قد تقول ما سبب نزول قوله تعالى

{ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا }؟

قيل إن قريشا أرسلت إلى اليهود في المدينة وقالوا:

إن رجلا بعث فينا يقول: أنه نبي ، فقالوا: اسألوه عن ثلاثة أشياء:

1) عن فتية خرجوا من مدينتهم ولجأوا إلى غار .. ما شأنهم ؟

2) وعن رجل ملك مشارق الأرض ومغاربها .

3) وعن الروح .

فسألوا النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ عن أصحاب الكهف فقال أخبركم غدا ، فتوقف الوحي

نحو ـ خمسة عشر يوما ـ لم ينزل عليه الوحي ، والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يعلم عن قصص السابقين

كما قال تعالى { وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون } يعني: ما كنت تقرأ

من قبل هذا القرآن من كتاب ولا تخطه بيمينك ، فلو كنت تحسنها لارتاب المبطلون الجهلة من الناس وقالوا:

إنما تعلمها من كتب من قبله مأثورة من الأنبياء ، وجاء يقولها لنا { وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي

تملى عليه بكرة وأصيلاً } والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لما قال أخبركم غدا اختبره الله ـ عز وجل ـ فأمسك عنه

الوحي كما ابتلى سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

" قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال:

له صاحبه قل ـ إن شاء الله ـ فلم يقل ـ إن شاء الله ـ فطاف عليهن جميعاً فلم تحمل منهن إلا امرأة

واحدة جاءت بشق رجل ، لذا قال نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذي نفس محمد بيده لو

قال ـ إن شاء الله ـ لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعين " متفق عليه ، أنظر ـ أخي المسلم ـ كيف

أن الله يري عباده أن الأمر أمره وبيده سبحانه ، وأن الإنسان مهما بلغ في المنزلة عند الله والوجاهة

فإنه لا مفر له من أمر الله ، ولا يحصل ولا يقع إلا ما يريده عز وجل ، وبعد هذا مكث

نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ خمسة عشر يوما , ولم يوحي إليه ربه شيئا ، وقد وعد القوم بالإجابة

فكيف يكون حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟

وللحديث ـ إن شاء الله ـ تتمة في اللقاء القادم.

مقبل السحيمي
24-01-2010, 12:17 AM
ننتظر بقية الحديث بارك الله فيك
ونفعنا الله بما تقدم

سعيد شايع
25-01-2010, 05:22 PM
مقبل السحيمي

ننتظر بقية الحديث بارك الله فيك

ونفعنا الله بما تقدم

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

وفيك بارك ، وبك نفع

لقد طرح باقي الموضوع بعنوان

سبب نزول الحكم ( 2 )