تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : امنيتى ان اعرف....ماهو سرك


محمد ناصر محمد ال حلامي
19-01-2010, 09:30 AM
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

عَرفتُها مُكابرة ... مُجابِهة ... مناورة ... تعاندني و تعاديني قبل الجميع !!! ...

و تحاورني قبل أن تحاور غيري ... يحلو لها أن تسلبني ذاتي !!!...

حيَّرتني هذه النفس و الله ... يا نفسي ليني و ارفقي بي ... كفي عن الجنوح و تواني ...

أشقيتني .. فمن غيركِ يفعل إن لم تفعلي !!!..

أحب هدوءكِ عندما يعاجلني .. يسكن أنفاسي و يَحِل في أوصالي ...

فبهِ تسكن هواجسي و مخاوفي ...

أحبُ تأملكِ و تفردك عمن حولكِ ... فمن خلاله أصل لمكامن الحقيقة ..

و أسبر أغوار الأحداث و أتدارك منابت النقصان .. لدي قبل غيري ..

أحبُ فيكِ حبكِ لذاتك عندما ينبغي لها ذلك ...

أحبُ شموخكِ و عنفوانكِ ... عندما تقفين من الحق موقف الرجل الحاذق المتمكن الواثق ..

أحب فيكِ حبكِ لله .. و خوفكِ منه .. و رجاءكِ فيه .. و تمسككِ بمنهجه ...

أحبُ فيكِ مسارعتكِ في الرجوع عن تقصيركِ و أخطاءك ..

قبل فوات الفوت .. وانتهاء الوقت .. و انقضاء مواقيته !!...

و لكني أخافك !!!!... أخاف تماديكِ في غيكِ عندما يجانبك الصواب ..

أخافُ انعزالك في دارٍ من دُور الماضي .. فالذكرياتُ تُجَذِرُ جُدران العُزلة و الوحدة ... و هذا أكبر جروحي و أنتي السبب

إن أُبحِر فيها بلا تؤدة و لا فِطنة ...

أخافُ تملقكِ غيركِ و نسيان ذاتك .. و نسيان حقَ من أوجدكِ و أحياكِ ..

أخاف زللكِ و انبهاركِ .. أخاف فتنتكِ و انجرافكِ ... أتعبتني .. و أعييتني !!...

تُهتُ في خِضَّمِ أهواءكِ .. تارةً هادرة مجاهرة ... و تارةً متوانية مواربة ...

في الخير لستِ بخاذلةٍ و لا متخاذلة .. و في الشر لستِ بمتوجسة و لا متراجعة ..

لا زلتِ تتجاذبينني !!!... يا نفسي أقلعي ... لقد تعبتُ و الله ...

هادِنيني ... و كُفي عن اللوم و الشكوى و الأنين ... متى يعرف الرضى لكِ طريقاً ؟؟!! ...

و يكون لكِ أحسن قريناً و رفيقاً !!!...

شُدِّي الرحال و كفي عن التأمر و ابحثي عن تمام الاستحقاق ...

و تشبثي برأيٍ ثابتٍ لا يتزلزل و لا يتبدل ..

أُثبتي على الحق ... أسلم و تَسلمي ... يا نفسي عندما تعرفين حق الله ..

ستكفين عن الإتيان بكل دَنية .. و تُقدمين على القيام بالأفعال الرضية ...

بذا أكون هادنتكِ ... و كففتُ عنكِ إلحاحي و توبيخي ...

و بذا تكوني قد هادنتني .. و كففتِ عني جدالكِ وزلاتك ..

هدنة تحت جنح الحق ... حيث عين الله تشملنا بالرضى ...

في دارٍ فانية أنتِ عنها زائلة ... و في دارٍ باقية أنتِ فيها خالدة ...

فتلك و ربي ... من أعظم نعم الله علينا ...

عديني .. و هادنيني .. تسلمي لي و أسلمُ لكِ .. رحمني الله و إياكِ ...


--------------------
مما أعجبنى

نايف بن جليد
19-01-2010, 06:26 PM
الأخ الغالي محمد

حديث مع النفس في غاية الجمال والروووعه

إستمتعت كثيرآ مما قرأت

دمت بود أيها المبدع

تقبل مروري