سعيد شايع
10-01-2010, 04:50 PM
جاء في كتاب ( تفسير آيات الأحكام ) وهو من الكتب المقررة
في المعاهد العلمية ، ومن المصادر المطلوبة في تدبر آيات الأحكام
ومعرفة أسرارها ومراميها ، الحكم الشرعي الوحيد في سورة الكهف
قول الله ـ عز وجل ـ { ولا تقولن إني فاعل ذلك غذا إلا أن يشاء الله }
أخي الحبيب:
ألم تعلم أن غدا في غيب الله ـ سبحانه ـ كيف تقول:
{ إني فاعل ذلك غدا } والله ـ عز وجل ـ يقول: { ولا تقولن لشيء }
عزمت على فعله غدا { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } فأنت لا تدري
غدا ماذا تكسب من خير أو شر ، أو نفع أو ضر ، أو يسر أو عسر
أو صحة أو مرض ، أو طاعة أو معصية ، أخي المسلم : تأمل في قوله
{ ماذا تكسب } تجد أن القضية ربح أو خسارة ، وهذا الكسب هو كل ما تصيبه
النفس في غدها { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك }
لذا يقول الله { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا } لأنه غيب مغلق
والنفس الإنسانية لا بد أن تقف أمام الغيب ، لأنها لا تعلم الغيب
{ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } وهذا نص قاطع لا تبقي بعده
دعوى لأي أحد سوى الله ، ولا يبقى معه مجال للوهم والخرافة والدجل ، كل ذلك
ليبقى الناس على علم محدود ، وعجز واضح ، وصمود إلى الواحد الأحد الفرد الصمد
فيسقط عنهم الغرور بما عندهم من قوة وعلم ومعرفة للغيبيات ، ومهما فعل الناس
واخترعوا وصنعوا وأبدعوا ، فما أوتوا { من العلم إلا قليلاً } فغدا وراءه ما لا يعلمه
إلا الله ، فإذا أردت أن تفعل أو تقول فلا بد أن يكون ذلك مقروناً بمشيئة الله ـ عز وجل ـ
وهنا تستفيد فائدتين:
الأولى: أن الله ييسر الأمر لك لأنك فوضت الأمر إليه عز وجل { وأفوض أمري إلى الله }
الثانية: إن لم تفعل ما أردت وعزمت على فعله لم تحنث .
إذا لا تقل لشيء إني فاعل ذلك غدا يعني مستقبلا ، إلا أن يكون مقرونا بمشيئة الله
فالله عز وجل يقول{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } لكن ليس معنى هذا أن يقعد الإنسان
لا يفكر في أمر المستقبل ، ولا يتخذ له الأسباب بل عليه أن يعيش حياة الإعداد والتخطيط
يوماً بيوم ، ولحظة بلحظة ، ويصل ماضي حياته بحاضره ومستقبله ، فيحسب حساباته
يحسب حساب عمره ووقته ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، ويحسب حساب الموت
والقبر والصراط والوقوف بين يدي الله والجنة والنار ، وينطلق في ذلك كله من قوله تعالى
{ ولتنظر نفس ما قدمت لغد } فيفتح أمامه صفحة أعماله ، بل صفحة حياته ، ويمد بصره
ويتأمل وينظر في تلك السنين التي عاشها ومضت من عمره ، فينظر في رصيده من
الصالحات والسيئات ، وليتق الله في هذه الليالي والأيام التي عاشها ، وهذا النظر
المقرون بتلك التقوى تجعل العبد يعمل عملا لغد ، وذلك في حساب يحسبه
وعزم وحزم واستعانة وإتقان وإحسان ، فإن وفقه الله إلى ما يريد وإلى ما عزم عليه
ثم جرت مشيئة الله وإرادة بغير ما يريده ويتوقعه ، فلا يحزن ولا ييأس ولا يجزع ، وليقل
نعم ما أصابني لم يكن ليخطئني ، وما أخطأني لم يكن ليصبني ، فالأمر كله من قبل
ومن بعد لله ، وليقل: الحمد لله على كل حال ، قدر الله وما شاء فعل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون
أخي المسلم: نحن مطالبون بالعمل الجاد والتفكير المثمر والصبر والمصابرة ، وكل ذلك لا
يكون إلا ببذل الأسباب المعينة ، والدعاء والإستعانة بالله ، واستخدام الوسائل المتاحة
فلا داعي ـ أخي الحبيب ـ للكسل والتراخي والضعف والعجز والفتور والإتكال على الآخرين
بل انطلاقة بقوة وثقة وطمأنينة وعزيمة وثبات عملا بقوله تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة }
وبقوله سبحانه { خذها بقوة } وهذا هو المنهج الذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم الذي يريد
أن يتميز بين الناس ، والتميز لا يأتي إلا بعمل ، قال الله { وقل اعملوا } وقال عز وجل
{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا } انتشارا بعمل يعود عليه بالفائدة الدنيوية والأخروية
ويحاول أن يحسن الواحد منا نيته ليبقى متصلاً في كل أحواله بالله ، قوياً به
معتمداً عليه ، مستعيناً به ، سائلاً الله التوفيق والسداد والهداية .
في المعاهد العلمية ، ومن المصادر المطلوبة في تدبر آيات الأحكام
ومعرفة أسرارها ومراميها ، الحكم الشرعي الوحيد في سورة الكهف
قول الله ـ عز وجل ـ { ولا تقولن إني فاعل ذلك غذا إلا أن يشاء الله }
أخي الحبيب:
ألم تعلم أن غدا في غيب الله ـ سبحانه ـ كيف تقول:
{ إني فاعل ذلك غدا } والله ـ عز وجل ـ يقول: { ولا تقولن لشيء }
عزمت على فعله غدا { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } فأنت لا تدري
غدا ماذا تكسب من خير أو شر ، أو نفع أو ضر ، أو يسر أو عسر
أو صحة أو مرض ، أو طاعة أو معصية ، أخي المسلم : تأمل في قوله
{ ماذا تكسب } تجد أن القضية ربح أو خسارة ، وهذا الكسب هو كل ما تصيبه
النفس في غدها { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك }
لذا يقول الله { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا } لأنه غيب مغلق
والنفس الإنسانية لا بد أن تقف أمام الغيب ، لأنها لا تعلم الغيب
{ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } وهذا نص قاطع لا تبقي بعده
دعوى لأي أحد سوى الله ، ولا يبقى معه مجال للوهم والخرافة والدجل ، كل ذلك
ليبقى الناس على علم محدود ، وعجز واضح ، وصمود إلى الواحد الأحد الفرد الصمد
فيسقط عنهم الغرور بما عندهم من قوة وعلم ومعرفة للغيبيات ، ومهما فعل الناس
واخترعوا وصنعوا وأبدعوا ، فما أوتوا { من العلم إلا قليلاً } فغدا وراءه ما لا يعلمه
إلا الله ، فإذا أردت أن تفعل أو تقول فلا بد أن يكون ذلك مقروناً بمشيئة الله ـ عز وجل ـ
وهنا تستفيد فائدتين:
الأولى: أن الله ييسر الأمر لك لأنك فوضت الأمر إليه عز وجل { وأفوض أمري إلى الله }
الثانية: إن لم تفعل ما أردت وعزمت على فعله لم تحنث .
إذا لا تقل لشيء إني فاعل ذلك غدا يعني مستقبلا ، إلا أن يكون مقرونا بمشيئة الله
فالله عز وجل يقول{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } لكن ليس معنى هذا أن يقعد الإنسان
لا يفكر في أمر المستقبل ، ولا يتخذ له الأسباب بل عليه أن يعيش حياة الإعداد والتخطيط
يوماً بيوم ، ولحظة بلحظة ، ويصل ماضي حياته بحاضره ومستقبله ، فيحسب حساباته
يحسب حساب عمره ووقته ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، ويحسب حساب الموت
والقبر والصراط والوقوف بين يدي الله والجنة والنار ، وينطلق في ذلك كله من قوله تعالى
{ ولتنظر نفس ما قدمت لغد } فيفتح أمامه صفحة أعماله ، بل صفحة حياته ، ويمد بصره
ويتأمل وينظر في تلك السنين التي عاشها ومضت من عمره ، فينظر في رصيده من
الصالحات والسيئات ، وليتق الله في هذه الليالي والأيام التي عاشها ، وهذا النظر
المقرون بتلك التقوى تجعل العبد يعمل عملا لغد ، وذلك في حساب يحسبه
وعزم وحزم واستعانة وإتقان وإحسان ، فإن وفقه الله إلى ما يريد وإلى ما عزم عليه
ثم جرت مشيئة الله وإرادة بغير ما يريده ويتوقعه ، فلا يحزن ولا ييأس ولا يجزع ، وليقل
نعم ما أصابني لم يكن ليخطئني ، وما أخطأني لم يكن ليصبني ، فالأمر كله من قبل
ومن بعد لله ، وليقل: الحمد لله على كل حال ، قدر الله وما شاء فعل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون
أخي المسلم: نحن مطالبون بالعمل الجاد والتفكير المثمر والصبر والمصابرة ، وكل ذلك لا
يكون إلا ببذل الأسباب المعينة ، والدعاء والإستعانة بالله ، واستخدام الوسائل المتاحة
فلا داعي ـ أخي الحبيب ـ للكسل والتراخي والضعف والعجز والفتور والإتكال على الآخرين
بل انطلاقة بقوة وثقة وطمأنينة وعزيمة وثبات عملا بقوله تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة }
وبقوله سبحانه { خذها بقوة } وهذا هو المنهج الذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم الذي يريد
أن يتميز بين الناس ، والتميز لا يأتي إلا بعمل ، قال الله { وقل اعملوا } وقال عز وجل
{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا } انتشارا بعمل يعود عليه بالفائدة الدنيوية والأخروية
ويحاول أن يحسن الواحد منا نيته ليبقى متصلاً في كل أحواله بالله ، قوياً به
معتمداً عليه ، مستعيناً به ، سائلاً الله التوفيق والسداد والهداية .