سعيد شايع
07-01-2010, 09:06 PM
أخي في الله:
أسعد الله أوقاتك بكل خير ، وجعلني وإياك مفاتيح للخير مغاليق للشر
سبق وأن كتبت موضوع بعنوان [ هذه مجرد مقدمه ]
ثم ألحقته بعنوان [ ماذا في سورة الكهف؟ ]
ثم هذا هو الموضوع الثالث حول هذه السورة العظيمة وهو بعنوان:
[ ضال يحسب أنه محسن ]
وصدق الله إذ يقول { ويحسبون أنهم يحسنون صنعا }
سبحان الله...
...ضال يحسب أن محسن...
وهذه والله هي الخسارة ، ولا يوجد أشد منها خسارة
ففي الحياة الدنيا سعيه في ضلال
فلم يؤد به هذا السعي وذاك العمل إلى هدى
ولم ينته به إلى غاية تنفعه
ومع ذلك يحسب أنه مع الذين { يحسنون صنعا }
لكنه غارق مع هؤلاء الغارقين في الضلالة الذين قال الله عنهم
{ ويحسبون أنهم على شيء }
وما هم إلا على هوى متبع ، والهوى لا يستند إليه ، لأنه لا شيء
ولو تأملت في بيان هذا الأمر لوجدت حقيقته في قوله تعالى:
{ ضل سعيهم }
فالسعي نفسه لم يضل أصلا ، ولكن الذي ضل هو صاحب السعي الذي
{ زين له سوء عمله فراه حسنا }
ولذا تجد هذا وأمثاله في غفلة ، فهو لا يشعر بضلال سيره وسعيه
لا يشعر أنه في ضلال ، ومع ذلك تجده سائر مستمر ، عامل ناصب في
هذا العمل وذلك السعي الذي نهايته هبائا منثورا
ينفق فيه:
حياته...
ووقته...
وعمره...
وماله...هدراً
وصدق الله حيث يقول
{ ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله }
فأنى له أن ينكشف له الحق من الباطل ، والحق أبلج واضح ، ولا يجهله
إلا من صد عنه و أعرض ، فهو مع الذين { لا يعلمون الحق فهم معرضون }
فهذا الذي يظن أنه محسن ، هو ضال ، وقد يأتيه من يذكره بآيات الله
ويقول له اتق الله { وأحسن كما أحسن الله إليك } اتق الله
{ ولا تتبع سبيل اللذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا }
ثم بعد هذا يعرض
{ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ونسي ما قدمت يداه }
من الأفعال القبيحة والأعمال السيئة ، فلا يرجع عنها وسبب ذلك:
إما: أنه قام على ما هو عليه واستمر تقليداً أو محاكاة
وإما: تعصباً واعتقادا ، ومثل هذا ليس الحق غائباً عنه لخفائه وغموضه
وإنما ضلال سعيه ، فالذي ضله إعراضه هو عن الحق ، وإلا فلو التفت
إليه أدنى التفاته لتبين له الحق من الباطل ، واتضح له الطريق
وسار على هدى مستقيم ، لكنه { أعرض ونئا بجانبه } ومن رحمة الله تعالى
أنه خلق هذه النفس على الفطرة فلا يشق عليها معرفة الحق ،لكن الذي
يشق عليها التزامه وإتباعه والعمل به ، والحق هو ما كان واقعاً في
حياة العبد ، وليس الحق ثقافة وترفاً وفكراً وتصورا ومزاجا
ومن ظن ذلك فقد تنكب الصراط السوي ، من ظن أن هذا الدين قولاً بلا عمل
وصورة وشكلا ومواسم فقط ، فهو من الذين { يعبدون الله على حرف }
بل الدين قول وعمل ، يحتاج إلى تقوى ومجاهدة وصبر ومصابرة ، وعندها
تتضح الطريق ويكن السائر عليه على بينة من ربه. ووللحديث بقية ـ إن شاء الله ـ
مع وقفة أخرى
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
أسعد الله أوقاتك بكل خير ، وجعلني وإياك مفاتيح للخير مغاليق للشر
سبق وأن كتبت موضوع بعنوان [ هذه مجرد مقدمه ]
ثم ألحقته بعنوان [ ماذا في سورة الكهف؟ ]
ثم هذا هو الموضوع الثالث حول هذه السورة العظيمة وهو بعنوان:
[ ضال يحسب أنه محسن ]
وصدق الله إذ يقول { ويحسبون أنهم يحسنون صنعا }
سبحان الله...
...ضال يحسب أن محسن...
وهذه والله هي الخسارة ، ولا يوجد أشد منها خسارة
ففي الحياة الدنيا سعيه في ضلال
فلم يؤد به هذا السعي وذاك العمل إلى هدى
ولم ينته به إلى غاية تنفعه
ومع ذلك يحسب أنه مع الذين { يحسنون صنعا }
لكنه غارق مع هؤلاء الغارقين في الضلالة الذين قال الله عنهم
{ ويحسبون أنهم على شيء }
وما هم إلا على هوى متبع ، والهوى لا يستند إليه ، لأنه لا شيء
ولو تأملت في بيان هذا الأمر لوجدت حقيقته في قوله تعالى:
{ ضل سعيهم }
فالسعي نفسه لم يضل أصلا ، ولكن الذي ضل هو صاحب السعي الذي
{ زين له سوء عمله فراه حسنا }
ولذا تجد هذا وأمثاله في غفلة ، فهو لا يشعر بضلال سيره وسعيه
لا يشعر أنه في ضلال ، ومع ذلك تجده سائر مستمر ، عامل ناصب في
هذا العمل وذلك السعي الذي نهايته هبائا منثورا
ينفق فيه:
حياته...
ووقته...
وعمره...
وماله...هدراً
وصدق الله حيث يقول
{ ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله }
فأنى له أن ينكشف له الحق من الباطل ، والحق أبلج واضح ، ولا يجهله
إلا من صد عنه و أعرض ، فهو مع الذين { لا يعلمون الحق فهم معرضون }
فهذا الذي يظن أنه محسن ، هو ضال ، وقد يأتيه من يذكره بآيات الله
ويقول له اتق الله { وأحسن كما أحسن الله إليك } اتق الله
{ ولا تتبع سبيل اللذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا }
ثم بعد هذا يعرض
{ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ونسي ما قدمت يداه }
من الأفعال القبيحة والأعمال السيئة ، فلا يرجع عنها وسبب ذلك:
إما: أنه قام على ما هو عليه واستمر تقليداً أو محاكاة
وإما: تعصباً واعتقادا ، ومثل هذا ليس الحق غائباً عنه لخفائه وغموضه
وإنما ضلال سعيه ، فالذي ضله إعراضه هو عن الحق ، وإلا فلو التفت
إليه أدنى التفاته لتبين له الحق من الباطل ، واتضح له الطريق
وسار على هدى مستقيم ، لكنه { أعرض ونئا بجانبه } ومن رحمة الله تعالى
أنه خلق هذه النفس على الفطرة فلا يشق عليها معرفة الحق ،لكن الذي
يشق عليها التزامه وإتباعه والعمل به ، والحق هو ما كان واقعاً في
حياة العبد ، وليس الحق ثقافة وترفاً وفكراً وتصورا ومزاجا
ومن ظن ذلك فقد تنكب الصراط السوي ، من ظن أن هذا الدين قولاً بلا عمل
وصورة وشكلا ومواسم فقط ، فهو من الذين { يعبدون الله على حرف }
بل الدين قول وعمل ، يحتاج إلى تقوى ومجاهدة وصبر ومصابرة ، وعندها
تتضح الطريق ويكن السائر عليه على بينة من ربه. ووللحديث بقية ـ إن شاء الله ـ
مع وقفة أخرى
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه