سعيد شايع
05-01-2010, 10:45 AM
لقد سبق الحديث .....بعنوان:
[ مـــجــــرد مــــقــــــدمـــــة فـــقـــط ]
حول سورة الكهف ، وها أنت ـ أخي الحبيب ـ تطلع على بعض ما في هذه السورة العظيمة
التي لا أشك أنك تحفظها عن ظهر قلب ، فإن لم يكن حفظك لها كاملة فأنت تحفظ أكثرها
ولا أشك أنك تقرأها كل جمعة استجابة لأمر نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذا أحببت أن أضع
بين يديك بعض ما تيسر حول هذه السورة:
أولا: حمد الله نفسه في مقدمتها ، والله تعالى يحمد نفسه ويثني عليها في فواتح الأمور
وخواتيمها وهو المحمود أولا وآخرا على كل حال ، فحمد نفسه – سبحانه – في فاتحة هذه
السورة على إنزال هذا الكتاب على رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى { الحمد
لله الذي أنزل على عبده الكتاب }
ثانيا: تعرضت هذه السورة لبعض من القصص وهو العنصر الغالب فيها ، ففي أولها تجئ
قصة أصحاب الكهف ، ثم قصة صاحب الجنتين ، ثم إشارة إلى قصة آدم ـ عليه الصلاة
والسلام ـ مع إبليس ، وفي وسط السورة تجئ قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع
العبد الصالح ، ثم قصة ذي القرنين.
ثالثا: في كل قصة من هذه القصص معالجة وتوضيح وبيان للعنصر المهم فيها ، وأن كل
قصة فيها فتنة وبلاء ، ثم تعقيب أو تعليق على كل قصة ، فقصة أصحاب الكهف فتنتم
وقصتهم وموضوع حديثهم عن ( العقيدة ) ثم عقب عليها بقوله تعالى:{ ما لهم من دونه
من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا }
وقصة الجنتين: أي الحديقتين تتحدث عن فتنة الابتلاء بالغنى والفقر ، وأن المحور
المهم فيها قول الرجل المؤمن لصاحبه وهو يحاوره { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم
من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا} ثم عقب عليها بقوله
تعالى { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا }
وقصة آدم مع إبليس: قصة قديمة ، جاءت الإشارة إليها في سورة الكهف للتعجب من
أبناء آدم الذين يتخذون إبليس وذريته أولياء من دون الله ، وهذه القصة واضح فيها
الحسد والحقد الدفين من هذا العدو المبين ، واتخاذ إبليس وذرته أولياء يتمثل
في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة ، ولذا عقب الله على من استجاب
لدواعي الشيطان وخطواته بقوله{ بئس للظالمين بدلا } أي: بئس ما اختاروا لأنفسهم.
وتأتي قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع العبد الصالح: لتبين حقيقة العلم والهمة
العالية في طلبه والصبر على تحمل المشقة في سبيله ، والقصة تحكي أن مهما أوتي
العبدمن العلم فما أوتي إلا قليلا ، وأن فوق كل ذي علم عليم ، ولذا جاء التعقيب
على هذه القصة بقوله تعالى { وما فعلته عن أمري } أي: باختياري ورأي ، إنما فعلته
بأمر الله وإلهامه { ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا }
وتأتي قصة ذي القرنين: وتفتتح بسؤال ويكون الجواب بقوله تعالى { قل سأتلوا عليكم منه
ذكرا } وهذه القصة تتكلم عن الملك والسلطان ، وكان التعقيب عليها أن قال ذلك الملك
الصالح عن كل ما فعله { هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا }
ثم يعقب بالوعد الحق بالنفخ في الصور وهو مشهد من مشاهد يوم القيامة ، قال تعالى
{ ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا }.
رابعا: إلى جوار هذه القصص تأتي مشاهد تصف يوم القيامة وتتحدث عنه ، وتبين حال المشرك
وحال من كان لا يرجوا لقاء ربه ومن أعرض عن ذكره واتبع هواه ولم يعمل صالحا ، في ذلك
اليوم يوضع كتاب كل واحد بين يديه ، وعندها يقول: { مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا
كبيرة إلا أحصاها } سيجد الصغيرة والكبيرة حاضرة ، سيجد ما عمل حاضرا
{ ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا }.
خامسا: ضرب الله في هذه السورة المثل ، والأمثال تضرب وتذكر في القرآن وفي السنة لتوضح
وتبين وتقرب المعنى للناس لعلهم يتذكرون { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل
لعلهم يتذكرون } والأمثال في كل أمة هي خلاصة تجربتها ومحصول خبرتها والمرآة التي تنعكس
عليها ، والأمثال هي حكمة العرب في الجاهلية ، ويوم أن جاء الإسلام قومها وجعلها في ميزانها
الشرعي ، ولا غرابة أن تكون الأمثال القرآنية قد بلغت الغاية القصوى في الأهمية وبلغت أحسن
القول وأجمعه وأفضله قال الله عز وجل:{ ولا يأتونك بمثل لا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا }
والأمثال: لا يعلمها ولا يتدبرها ولا يفهمها ولا يستفيد منها إلا من تدبرها وتأملها ووقف معها
يقول بعض السلف: " إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي " لماذا؟! قال: لأن
الله يقول: { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون } والعالمون: هم العالمون بالله
وبدينه وبكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،الأمثال – أيها الأحبة - من أفضل السبل والطرق
والوسائل في التربية والتعليم ، وتقويم السلوك والفكر ، وإصلاح النفس وصقل الضمائر وتهذيب
الأخلاق وتنمية الفضائل لذا قال الله تعالى { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل } ليشمل
جميع الأحوال وجميع الناس في كل زمان ومكان. تأمل – أخي الحبيب – في هذا المثل { واضرب لهم
مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح }
سادسا: تجلى في السورة استنكار وإبطال دعاوى كاذبة خرجت من أفواه تقول ما ليس لها به علم
ولا يستطيعون أن يأتوا على ما يقولون بسلطان بين ، ففي مطلع السورة جاء الإنذار بقول الله
{ وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم } والفتية يقولون: { هؤلاء قومنا
اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين } ولو تتأمل في مطلع السورة وفي ختامها تجد
إعلان الوحدانية لله وإنكار الشرك وصوره ، وإثبات الوحي والطريقة التي ينبغي أن يكون عليها
المسلم الصادق ، والمنهج الذي يجب أن يكون عليه من كان يرجوا لقاء ربه.
سابعا: محور آخر تدور حوله موضوعات السورة ويدور حوله سياقها ، وهو تصحيح العقيدة والفكر
والقيم ، وكيف يعتز المؤمن بإيمانه وعقيدته ، ولا يغتر بالجاه وأصحاب الترف والزينة
وليحذر من أصحاب الغفلة وذلك بمصاحبة أهل الإيمان وأن يصبر نفسه معهم ولا ينصرف عنهم
فيخطفه هواه ويصبح أمره فرطا.
ثامنا: في هذه السورة إنذار وبشارة ، وفيها تسلية للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أقوال
المشركين والمعاندين وفيها التنويه بعدم الافتتان بالحياة الدنيا والتوجيه لما هو خير
وأبقى ، وتخلل السورة إرشادات وتثبيت للنبي عليه الصلاة و والسلام وأن الحق فيما أخبر
به ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأن ملازمته لأصحابه وملازمة أصحابه له خير له من صناديد قريش
الذين كان أمرهم فرطا ، وفي هذه السورة وعد ووعيد ، وبيان للمؤمن ماله وما عليه وكذلك
الكافر ، وتقرير بين أن أخسر الخلق أعمالا هم الذين كفروا بآيات الله ورسله ولقائه والذين
اتخذوا آيات الله وأولياءه سخريا ، ولا قيمة والله للذين يعملون على غير منهج رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ولو كانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعافهم الأخسرين أعمالا وهم الذين ضل سعيهم
وعملهم وجهدهم ، فلا قيمة لهم يوم القيامة ولا وزن
وفي السورة وضوح تام لحقيقة البعث والنشور والحشر، وفيها تذكير بعواقب الأمم المكذبة
للرسل وبيان لسنة الله في إهلاك الظالمين والمعاندين ، ورحمة الله وإمهال للمذنبين إلى أجل
معلوم ، ثم ختمت هذه السورة ببيان لحقيقة المؤمنين ومكانتهم وقيمتهم ومنزلتهم { جنات
الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا } فشتان شتان بينهم وبين أهل الكفر والشرك
والضلال وما توعدهم الله به { ذلك جزاؤهم جهنم } هذا وبينت السورة سعة علم الله تعالى
وتقرير واضح أن القرآن وحي الله إلى رسوله ، وأن هذا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه بشر
يوحى إليه ، ثم بيان حقيقة الإخلاص وأهمية المتابعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
وللحديث بقية ـ بإذن الله ـ على شكل وقفات..
[ مـــجــــرد مــــقــــــدمـــــة فـــقـــط ]
حول سورة الكهف ، وها أنت ـ أخي الحبيب ـ تطلع على بعض ما في هذه السورة العظيمة
التي لا أشك أنك تحفظها عن ظهر قلب ، فإن لم يكن حفظك لها كاملة فأنت تحفظ أكثرها
ولا أشك أنك تقرأها كل جمعة استجابة لأمر نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذا أحببت أن أضع
بين يديك بعض ما تيسر حول هذه السورة:
أولا: حمد الله نفسه في مقدمتها ، والله تعالى يحمد نفسه ويثني عليها في فواتح الأمور
وخواتيمها وهو المحمود أولا وآخرا على كل حال ، فحمد نفسه – سبحانه – في فاتحة هذه
السورة على إنزال هذا الكتاب على رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى { الحمد
لله الذي أنزل على عبده الكتاب }
ثانيا: تعرضت هذه السورة لبعض من القصص وهو العنصر الغالب فيها ، ففي أولها تجئ
قصة أصحاب الكهف ، ثم قصة صاحب الجنتين ، ثم إشارة إلى قصة آدم ـ عليه الصلاة
والسلام ـ مع إبليس ، وفي وسط السورة تجئ قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع
العبد الصالح ، ثم قصة ذي القرنين.
ثالثا: في كل قصة من هذه القصص معالجة وتوضيح وبيان للعنصر المهم فيها ، وأن كل
قصة فيها فتنة وبلاء ، ثم تعقيب أو تعليق على كل قصة ، فقصة أصحاب الكهف فتنتم
وقصتهم وموضوع حديثهم عن ( العقيدة ) ثم عقب عليها بقوله تعالى:{ ما لهم من دونه
من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا }
وقصة الجنتين: أي الحديقتين تتحدث عن فتنة الابتلاء بالغنى والفقر ، وأن المحور
المهم فيها قول الرجل المؤمن لصاحبه وهو يحاوره { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم
من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا} ثم عقب عليها بقوله
تعالى { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا }
وقصة آدم مع إبليس: قصة قديمة ، جاءت الإشارة إليها في سورة الكهف للتعجب من
أبناء آدم الذين يتخذون إبليس وذريته أولياء من دون الله ، وهذه القصة واضح فيها
الحسد والحقد الدفين من هذا العدو المبين ، واتخاذ إبليس وذرته أولياء يتمثل
في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة ، ولذا عقب الله على من استجاب
لدواعي الشيطان وخطواته بقوله{ بئس للظالمين بدلا } أي: بئس ما اختاروا لأنفسهم.
وتأتي قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع العبد الصالح: لتبين حقيقة العلم والهمة
العالية في طلبه والصبر على تحمل المشقة في سبيله ، والقصة تحكي أن مهما أوتي
العبدمن العلم فما أوتي إلا قليلا ، وأن فوق كل ذي علم عليم ، ولذا جاء التعقيب
على هذه القصة بقوله تعالى { وما فعلته عن أمري } أي: باختياري ورأي ، إنما فعلته
بأمر الله وإلهامه { ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا }
وتأتي قصة ذي القرنين: وتفتتح بسؤال ويكون الجواب بقوله تعالى { قل سأتلوا عليكم منه
ذكرا } وهذه القصة تتكلم عن الملك والسلطان ، وكان التعقيب عليها أن قال ذلك الملك
الصالح عن كل ما فعله { هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا }
ثم يعقب بالوعد الحق بالنفخ في الصور وهو مشهد من مشاهد يوم القيامة ، قال تعالى
{ ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا }.
رابعا: إلى جوار هذه القصص تأتي مشاهد تصف يوم القيامة وتتحدث عنه ، وتبين حال المشرك
وحال من كان لا يرجوا لقاء ربه ومن أعرض عن ذكره واتبع هواه ولم يعمل صالحا ، في ذلك
اليوم يوضع كتاب كل واحد بين يديه ، وعندها يقول: { مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا
كبيرة إلا أحصاها } سيجد الصغيرة والكبيرة حاضرة ، سيجد ما عمل حاضرا
{ ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا }.
خامسا: ضرب الله في هذه السورة المثل ، والأمثال تضرب وتذكر في القرآن وفي السنة لتوضح
وتبين وتقرب المعنى للناس لعلهم يتذكرون { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل
لعلهم يتذكرون } والأمثال في كل أمة هي خلاصة تجربتها ومحصول خبرتها والمرآة التي تنعكس
عليها ، والأمثال هي حكمة العرب في الجاهلية ، ويوم أن جاء الإسلام قومها وجعلها في ميزانها
الشرعي ، ولا غرابة أن تكون الأمثال القرآنية قد بلغت الغاية القصوى في الأهمية وبلغت أحسن
القول وأجمعه وأفضله قال الله عز وجل:{ ولا يأتونك بمثل لا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا }
والأمثال: لا يعلمها ولا يتدبرها ولا يفهمها ولا يستفيد منها إلا من تدبرها وتأملها ووقف معها
يقول بعض السلف: " إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي " لماذا؟! قال: لأن
الله يقول: { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون } والعالمون: هم العالمون بالله
وبدينه وبكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،الأمثال – أيها الأحبة - من أفضل السبل والطرق
والوسائل في التربية والتعليم ، وتقويم السلوك والفكر ، وإصلاح النفس وصقل الضمائر وتهذيب
الأخلاق وتنمية الفضائل لذا قال الله تعالى { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل } ليشمل
جميع الأحوال وجميع الناس في كل زمان ومكان. تأمل – أخي الحبيب – في هذا المثل { واضرب لهم
مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح }
سادسا: تجلى في السورة استنكار وإبطال دعاوى كاذبة خرجت من أفواه تقول ما ليس لها به علم
ولا يستطيعون أن يأتوا على ما يقولون بسلطان بين ، ففي مطلع السورة جاء الإنذار بقول الله
{ وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم } والفتية يقولون: { هؤلاء قومنا
اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين } ولو تتأمل في مطلع السورة وفي ختامها تجد
إعلان الوحدانية لله وإنكار الشرك وصوره ، وإثبات الوحي والطريقة التي ينبغي أن يكون عليها
المسلم الصادق ، والمنهج الذي يجب أن يكون عليه من كان يرجوا لقاء ربه.
سابعا: محور آخر تدور حوله موضوعات السورة ويدور حوله سياقها ، وهو تصحيح العقيدة والفكر
والقيم ، وكيف يعتز المؤمن بإيمانه وعقيدته ، ولا يغتر بالجاه وأصحاب الترف والزينة
وليحذر من أصحاب الغفلة وذلك بمصاحبة أهل الإيمان وأن يصبر نفسه معهم ولا ينصرف عنهم
فيخطفه هواه ويصبح أمره فرطا.
ثامنا: في هذه السورة إنذار وبشارة ، وفيها تسلية للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أقوال
المشركين والمعاندين وفيها التنويه بعدم الافتتان بالحياة الدنيا والتوجيه لما هو خير
وأبقى ، وتخلل السورة إرشادات وتثبيت للنبي عليه الصلاة و والسلام وأن الحق فيما أخبر
به ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأن ملازمته لأصحابه وملازمة أصحابه له خير له من صناديد قريش
الذين كان أمرهم فرطا ، وفي هذه السورة وعد ووعيد ، وبيان للمؤمن ماله وما عليه وكذلك
الكافر ، وتقرير بين أن أخسر الخلق أعمالا هم الذين كفروا بآيات الله ورسله ولقائه والذين
اتخذوا آيات الله وأولياءه سخريا ، ولا قيمة والله للذين يعملون على غير منهج رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ولو كانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعافهم الأخسرين أعمالا وهم الذين ضل سعيهم
وعملهم وجهدهم ، فلا قيمة لهم يوم القيامة ولا وزن
وفي السورة وضوح تام لحقيقة البعث والنشور والحشر، وفيها تذكير بعواقب الأمم المكذبة
للرسل وبيان لسنة الله في إهلاك الظالمين والمعاندين ، ورحمة الله وإمهال للمذنبين إلى أجل
معلوم ، ثم ختمت هذه السورة ببيان لحقيقة المؤمنين ومكانتهم وقيمتهم ومنزلتهم { جنات
الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا } فشتان شتان بينهم وبين أهل الكفر والشرك
والضلال وما توعدهم الله به { ذلك جزاؤهم جهنم } هذا وبينت السورة سعة علم الله تعالى
وتقرير واضح أن القرآن وحي الله إلى رسوله ، وأن هذا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه بشر
يوحى إليه ، ثم بيان حقيقة الإخلاص وأهمية المتابعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
وللحديث بقية ـ بإذن الله ـ على شكل وقفات..