تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هـــذه... مــحــرد مــقـدمــة فقط...


سعيد شايع
29-12-2009, 04:01 PM
أخي في الله

لا أخفيك سرا أني لم أطلع على هذا المنتدى المبارك إلا يوم الجمعة الماضية

وأسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء ، وأن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل

وكم نحن بحاجة إلى أن نعيش مع سورة الكهف ، هذه السورة العظيمة هي سورة مكية

في قول جميع المفسرين ، وهذه السورة يرددها المسلم كل أسبوع

وهذا يعني أن فيها من المعاني المهمة والضروريات التي يحتاج العبد أن يراجعها

ويكررها ويرددها ويعيدها ، ولسنا بحاجة إلى الخوض والجدل فيما ليس ورائه حكمة

ولا فائدة ، لكن قد يقول قائل:ما الحكمة من ترديدها كل أسبوع؟ وما السر في

أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رغب في قرأتها كل جمعة؟

هب أننا لن نصل إلى إجابة كافية شافية والجواب الشافي والكافي هو أن الترغيب

والدعوة إلى قرأتها جاء على لسان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه؟

فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

{ من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له النور ما بين الجمعتين }

رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني

وقال عليه الصلاة والسلام

{ من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه وبين البيت العتيق }

والحديث في صحيح الجامع.

فبعد هذا الترغيب يجد القارئ لسورة الكهف ثمرة عجيبة ـ نورا ـ يضيء له

من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ، نور تخالط بشاشته القلب فيطمأن وينشرح ويهتدي

نورا يكشف له حقائق من هذا الدين ، نورا يجعله يسير على منهج واضح في عقيدته وعمله

وسلوكه وأخلاقه وعبادته ، نورا يجد معه الوضوح التام لسبيل المؤمنين وسبل المجرمين

نورا يفيض على الجوارح بعمل الصالحات والبعد عن الحرمات

نورا يجعل صاحبه وحامله يجد الوضوح في نفسه وفي نواياه وأفكاره

وخواطره وعواطفه ومشاعره ، ويجد الراحة في باله وحاله ومآله ، ويجد الرفق واليسر

في جلب الأمو وإصدارها ، وفي استقبال الأحداث ووقوعها واستدبارها

ويجد الأمن الأمان والثقة واليقين في كل حالة وفي كل حين ، قال الله عز وجل

{ أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } لكن

{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور }

إذا هناك سر عجيب في قراءة هذه السورة وتردادها وتكرارها ولا شك أن وراء هذا السر

معان عظيمة وأمور جليلة يحتاج العبد المسلم أن يراجعها ويرددها كل أسبوع حتى لا

ينساها ولا تغيب عنه

أخي الكريم : لعلنا نجول ونبحر ونتدبر ونتأمل ما احتوت عليه موضوعات هذه

السورة العظيمة ، ونطوف بالنظر والتصور حول عناصرها وما تطرقت إليه وذلك

في وقفات يومية بإذن الله تعالى قادمة .

فلا تحرمني ـ أخي الحبيب ـ مشاركتك وتأملك وتدبرك لهذه السورة ولو في كل جمعة

حين قرائتك لها

وفق الله الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد آمين