سعيد شايع
25-12-2009, 04:47 PM
صفحات نقلبها ـ بين عامين ـ عام مضى وعام أقبل والهدف
والغاية ليعرف المسلم واقعه ، وينظر في خطوات مستقبلة
وآثار أعماله قبل أن تأتي لحظة يرى فيها كل شيء{ محضرا }
الصفحة الأولى:
فمع سرعة انقضاء الزمان:
أخي الحبيب:
الشهور والأعوام والليالي والأيام مواقيت الأعمال ، ومقادير الآجال
فهي تمضي سريعا ، وتنقضي جميعا بحلوها ومرها ، بفرحها وترحها
ونحن في هذه الحياة كأننا بين أحلام نائم وخيال زائل ، ولسان حال الواحد منا يقول:
إنـا لنـفرح بالأيـام نقطعـها وكـل يـوم فيها يدنى مـن الأجــل
فكيف يفرح من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته ، وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من عمره
يقوده إلى أجله ، وحياته تقوده إلى موته؟ قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
" كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبور أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنم طريقنا
وبين يدي ربنا موقفنا؟ " يا لها من كلمات موجزة في عدد حروفها ، كبيرة في دلالاتها
ومعانيها ، موت ثم قبر ثم قيامة ثم طريق على متن جهنم ثم وقوف بين يدي العزيز الحكيم
فما هي حصيلة الواحد منا في عمر محدود بالساعات والثواني؟ إن كسب الواحد منا مرتهن بين
ربح أو خسارة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا } يره رأي العين ويجده محضرا
{ في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها }
يقال له في لحظة
{ اقرأ كتابك كفى بنفسك عليك حسيبا }
فيأخذ صحيفة أعماله بيمينه يجد فيها خيرا عمله في أيام قد خلت ، يجد الصلاة والصيام
والحج وقراءة القرآن والإيمان والعمل الصالح ، فهذا يفرح
{ فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }
ويقول { هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه }
كنت أعرف أنني سأقف هذا الموقف فأعددت له ، فهذا كتابي اقرؤوه
لقد كانت النتيجة لهذا العبد الصالح أن قيل عنه
{ فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا }
يا لها من عيشة وسعادة هو فيها { فهو في عيشة راضية في جنته عالية قطوفها دانية }
يقال له كل وأشرب هنيئا بسب ما قدمت من الأعمال الصالحة في أيامك التي مضت في الدنيا
ومن عمل { مثقال ذرة شرا } يره { في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها }
فيأخذ صحيفة أعماله بشماله فيجد فيها ضياع الصلاة وهجر القرآن وجميع الشهوات
والشبهات والأعمال السيئات فيقول نادما متحسرا
{ يا ليتني لم أتوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما
أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه }
إنها وقفة طويلة ، وحسرة مديدة ، يتمنى أنه لم يقف ولم يأخذ كتابه
كيف يدعى؟ أين سيذهب به؟ ما ذا سيقال له؟
أسئلة كثيرة جوابه كما قال الله { فسوف يدعوا ثبورا } أي: هلاكا
{ ويصلى سعيرا } لقد كان في الدنيا وفي أيامها ولياليها وشهورها مستخف
ومستهون بنظر الله إليه ، وكان ربه به بصيرا ، يراه حين يقوم ، يسمع كلامه ويرى أعماله
انظر وتأمل كيف انطوت صفحة حياته ، ويوم وقف على الحقيقة التي لا بد لكل واحد منها
أن يقفها ، قال { يا ليتني قدمت لحياتي} { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله }
يطلب الرجعة للدنيا فيقول { رب ارجعون }
لماذا؟ ما السبب؟وما الهدف؟
{ لعلي اعمل صالحا } فيأتي الجواب من رب العزة والجلال { كلا }
ألا فلنعمل صالحا قبل أن يقول أحدنا { يا ليتني قدمت لحياتي }
والغاية ليعرف المسلم واقعه ، وينظر في خطوات مستقبلة
وآثار أعماله قبل أن تأتي لحظة يرى فيها كل شيء{ محضرا }
الصفحة الأولى:
فمع سرعة انقضاء الزمان:
أخي الحبيب:
الشهور والأعوام والليالي والأيام مواقيت الأعمال ، ومقادير الآجال
فهي تمضي سريعا ، وتنقضي جميعا بحلوها ومرها ، بفرحها وترحها
ونحن في هذه الحياة كأننا بين أحلام نائم وخيال زائل ، ولسان حال الواحد منا يقول:
إنـا لنـفرح بالأيـام نقطعـها وكـل يـوم فيها يدنى مـن الأجــل
فكيف يفرح من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته ، وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من عمره
يقوده إلى أجله ، وحياته تقوده إلى موته؟ قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
" كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبور أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنم طريقنا
وبين يدي ربنا موقفنا؟ " يا لها من كلمات موجزة في عدد حروفها ، كبيرة في دلالاتها
ومعانيها ، موت ثم قبر ثم قيامة ثم طريق على متن جهنم ثم وقوف بين يدي العزيز الحكيم
فما هي حصيلة الواحد منا في عمر محدود بالساعات والثواني؟ إن كسب الواحد منا مرتهن بين
ربح أو خسارة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا } يره رأي العين ويجده محضرا
{ في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها }
يقال له في لحظة
{ اقرأ كتابك كفى بنفسك عليك حسيبا }
فيأخذ صحيفة أعماله بيمينه يجد فيها خيرا عمله في أيام قد خلت ، يجد الصلاة والصيام
والحج وقراءة القرآن والإيمان والعمل الصالح ، فهذا يفرح
{ فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }
ويقول { هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه }
كنت أعرف أنني سأقف هذا الموقف فأعددت له ، فهذا كتابي اقرؤوه
لقد كانت النتيجة لهذا العبد الصالح أن قيل عنه
{ فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا }
يا لها من عيشة وسعادة هو فيها { فهو في عيشة راضية في جنته عالية قطوفها دانية }
يقال له كل وأشرب هنيئا بسب ما قدمت من الأعمال الصالحة في أيامك التي مضت في الدنيا
ومن عمل { مثقال ذرة شرا } يره { في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها }
فيأخذ صحيفة أعماله بشماله فيجد فيها ضياع الصلاة وهجر القرآن وجميع الشهوات
والشبهات والأعمال السيئات فيقول نادما متحسرا
{ يا ليتني لم أتوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما
أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه }
إنها وقفة طويلة ، وحسرة مديدة ، يتمنى أنه لم يقف ولم يأخذ كتابه
كيف يدعى؟ أين سيذهب به؟ ما ذا سيقال له؟
أسئلة كثيرة جوابه كما قال الله { فسوف يدعوا ثبورا } أي: هلاكا
{ ويصلى سعيرا } لقد كان في الدنيا وفي أيامها ولياليها وشهورها مستخف
ومستهون بنظر الله إليه ، وكان ربه به بصيرا ، يراه حين يقوم ، يسمع كلامه ويرى أعماله
انظر وتأمل كيف انطوت صفحة حياته ، ويوم وقف على الحقيقة التي لا بد لكل واحد منها
أن يقفها ، قال { يا ليتني قدمت لحياتي} { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله }
يطلب الرجعة للدنيا فيقول { رب ارجعون }
لماذا؟ ما السبب؟وما الهدف؟
{ لعلي اعمل صالحا } فيأتي الجواب من رب العزة والجلال { كلا }
ألا فلنعمل صالحا قبل أن يقول أحدنا { يا ليتني قدمت لحياتي }