المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى دعاة الوحدة والتآخي


محمد شرف المدلي
12-11-2009, 06:08 PM
[مsize=4]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


وبعد :

أتعجب بما يجري لأحوال الأمة ..
وأتعجب من كثرة المتحدثين ..
وأتعجب من قلم يكتب ما ليس في عقل صاحبه ..
وأتعجب من فكر اشتق من أصل عقيدة سمحاء ..

لتتشقق منها تلك الأبواب التي يخرج منها الخلاف والعناد .. ونحن العامة نتفرج ونسمع ولكننا لا (( نسمع )) .. أي اننا لا نقبل لاننا سرنا على خطوطنا القديمة , ومنهاجنا المليء بالمفاجآت والتداخلات ..
نمر على الأمور التي هي خلاصة من فكر لم يعد له وجود .. ولكننا نتبجح به .. حتى أصبحنا نقول القول ونحن نعلم أننا لم نقل شيئا ... لاننا دائما نضرب بحصاتنا القديمة , ونكيل بالمكيال الذي لا يرضى به أحد ... لأسباب كثيرة منها :

أولا أننا لا نريد أن نصل إلى شيء .. (( لأنه ليس بأيدينا شيء حتى يكون لنا أمل الوصول ))...
ثانيا لا نريد تغيير عبائتنا القديمة ... (( لأننا نعيش بتكرار المكرر الذي يلازمنا )) ...

وبعضنا لا يريد ان يرفع عن رأسه العقال .. كما أن الآخر لا يريد أن يلبسه ليظهر بمظهر الملتزم المتدين .. وكلنا يعلم مضامين نفسه وما يدور بخلده .. لأنه يظهر ما لا يبطن .. وهذا أحد آلام الأمة وتأخرها عن الركب ..

نتكلم عن التقارب والوحدة .. ونحن ابعد ما نكون عنها ولقد اسقطنا المفهوم العام للوحدة .. فشيمنا الشماتة .. ورفض الطرف الآخر .. والآخر كذلك يرفض الأول ... لانه الحاجز بين الأهداف الشخصية ومصالحها .. وبين الأمة وهمومها ...

إن العناد والثقافات القديمة ما زالت مسيطرة على العقول .. وحتى على من يدعون أنهم من المثقفين وأنهم يسعون إلى جمع الكلمة وتوحيد الصفوف ... ولكنهم يمسكون بأطراف الحبال والقيود التي تملى عليهم إما من مراكز القوى أو من المصالح التي تعلو المراكز .. و÷ذه طامة اصبحت وجبة من واجبات الأمة المأسورة .. ونبحث عن رص الصفوف المفككة ..

أعود فاقول : أية صفوف ؟... هل هذه التي تسب بعضها بعضا ؟... وكل طرف يكفر الآخر .. ولا نستطيع قول أن أحد الطرفين هو المكفر الوحيد .. بل كلاهما ..

ونلقي تبعة ذلك على مضي 1430عاما .. من هجرة حبيب الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه ..

توحدت أمم وأشعلت حروب عالمية وقتل الملايين وسبي الكثير وانتهت تلك الحروب .. وعادت الدول والشعوب بمختلفها إلى وحدة جديدة وتآلف وتناسوا ما فات .. وأقاموا علاقات فيما بينهم .. ونحن على عدائنا وخلافاتنا مستمرون .. ونحملها من جيل إلى جيل في صدورنا ونلقيها في عقول أبنائنا .. وحضارات سادت ثم بادت ... ثم عادت من جديد .. ولكن بثوب آخر .. وبأمم مختلفة عن التي اندثرت ..

الهند مثلا : تعدادها جاوز المليار بمئات .. وبها من الديانات ما لا يعد ولا يحصى .. تجمعهم قومية واحدة .. وحب وولاء واحد الذي هو " الهند " .. يحزن الأخ المسيحي لألم اليهودي .. ويحزن المسلم لحزن السيخي .. ويحزن الشيعي لحزن السني .. وكذلك الع** .. وها هم يمتلكون النووي ويصعدون بمركباتهم الفضائية بعلومهم ... لم يحصروا انفسهم في مذهبيات وعناد وتعصب بل تجمعهم وحدتهم الوطنية إنها دمقراطية السماء ..التي لا تفرق بين الديانات والمذاهب والمعتقدات المختلفة ..

ولقد قامت بين ظهرانينا وعلى كرامتنا ومقدساتنا دولة إسرائيل وشيدت وصنعت وامتلكت الذرة والنووي على ارض فلسطين .. وإخواننا الفلسطينيين يعانون من الاضطهاد والتقتيل والطرد والتشريد .. وقد ملئوا ارض الشهداء بشهدائهم ..

أما نحن أين وحدتنا التي نتكلم عنها ونتشدق بها ... ومن العيب أن نضحك على بعضنا البعض ..إن عامة الناس لا تريد هذا الخلاف .. ولا تريد ما نعيشه من تفرقة ..وفي زمننا الحاضر أصبحت الحرية والوحدة شعارات للمتسلقين على أكتاف الشعوب ..

ولكن ماذا نقول للمثقفين وخطباء منابر الأمة .. الذين يروجون بضاعتهم على حساب قضايانا الاساسية .. (رحم الله قضايانا وأسكنها فسيح جناته ) ..

هل علينا أن نحتمل والأجيال القادمة ما كانوا يسموه خلافات في العهود الماضية ؟ .. لا اضن ذلك ..

وهنا استشهد بكلام قاله الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) في حق الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما ) وهو يوجه كلامه اساسا إلى الأمة ليرسخ في عقول الناس معنى التعايش السلمي والأخوة البشرية ليقطع على العابثين والحاقديم على أمتنا طرق شق الوحدة التي كانت اساسا لإستقامة الفكر والحقيقة بعيدا عما كان في زمنهما حتى لا يكون **ر لعصا الوحدة ..

حيث قال كرم الله بعد استشهاد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

(( لله بلاد عمر فقد قوم الأود , وداوى العمد , وخلّف الفتنة , وأقام السنة , ذهب نقي الثوب , قليل العيب , أصاب خيرها , وسبق شرها , أدى إلى الله طاعته , واتقاه بحقه , رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي .. ))

من هذا القول نعرف معنى السمو الوحدوي الذي لا يفرق بين قادة الامة وزعماءها .. بل يزرع بذرة الكلمة الواحدة والراي السديد وجمع الشمل ..





أقول وأنا العبد الضعيف إلى ربه : اللهم احملني على عفوك ولا تحملني على عدلك وخذ بقلبي إلى مراشدي فليس ذلك بنكر من هداياتك ولا ببدع من كفاياتك ..

وصلى الله على جميع جميع انبياءه ورسله وعلى رسولنا محمد رحمة الله للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين





بقلم : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية[/size]