ابو سعد القحطاني
21-08-2005, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم ، الذي بعث لتزكية النفوس مما علق بها من أدران الجاهلية المظلمة ، وإعادة بناء خرائب الصدور التي عشعشت فيها عناكب الضلالة فأنارها بنور الإسلام ، فاستقامت النفوس علي أقدامها ، واستعادت عافيتها ، فعملت بما علمت ، وعلَمت من لم يكن يعلم من الأمم ، فسادت وقادت ردحا من الزمن .
أما بعد ، الحقيقة أنني كنت قد قرأت كتابا ولاحظت فية فوائد كثيرة لأنه يتكلم عن واحات إيمانية وفي هذه الواحات سيري القارىء مايزكي به نفسه وينميها ويكبرها ، وسيرى فى مائها العذب الصافي من شوائب الشطحات والمبالغات والمخالفات ما يروى ظمأه ، وينعش روحه ، بعدما كثرت المياه العكرة المشوبه بما يخالف الكتاب والسنة ، وهدي السلف الصالح ، في مجال تزكية النفوس .
ولهذا أردت أن تعم الفائدة للجميع من باب حب لأخيك المسلم ماتحبه لنفسك ، وانني سوف أكتب هذه الواحات الأيمانية كل أسبوع أنشاء الله هذا أذا سمحتم لي بكتابتها ؛ ونسأل الله العظيم أن تكون هذه الواحات الإيمانية سببا في صحوة الغافلين عن الآخرة ، وسببا في تقوية نفوس ذبلت وكادت أن تموت بما فضلت من الدنيا علي الآخرة ؛ وختاما أسال الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب أن يقبله من مؤلف هذه الواحات وأن ينفع به كاتب هذه الواحات ومن قرأه أو سمعه إن ربي علي كل شيء قدير .
الواحة ( 1 ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رجال الفجر
الفجر هو رمز ولادة كل خير، وهو رمز النصر ، وهو رمز الحياة وهو عنوان الشباب ، وعلامة الحركة ، كما هو دليل الحق والعدالة . ووقت الفجر من اهدأ الاوقات ، ففيه لحظات الصفاء ، وفيه توزيع الأرزاق . وصلاة الفجر دليل علي قوة الإيمان والبراءة من النفاق ، لمشقة هذا الوقت علي النفس ، لذلك قال الحبيب محمد صلي عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم " إن أثقل الصلاة علي المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ..... الحديث " .
# ريح الصبا
يقول الدكتور عبدالحميد دياب " أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها تكون أعلي نسبة لغاز الإوزون في الجو عند الفجر ، وتقل تدريجيا حتي تضمحل عند طلوع الشمس ، ولهذا الغاز تأثير مفبد للجهاز العصبي ، ومنشط للعمل الفكري والعضلي ، بحيث يجعل الانسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمي بريح الصبا ، لذة ونشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل " .
# ركعتا الفجر
وركعتا الفجرهما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر ، وهي من أحب الأمور إلي النبي صلي الله عليه وسلم إذ يقول " ركعتا الفجر خير من الدنيا ومافيها " . رواة مسلم ؛ فإذا كانت الدنيا بأسرها وبما فيها لا تساوي في عين الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟ !
# لن يلج النار
وقد ذكر النبي صلي الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلي العصر دخل الجنة وأبعد عن النار فقد روي البخاري ومسلم قوله صلي الله عليه وسلم " من صلي البردين دخل الجنة " البردين ( الفجر والعصر ) وقال صلي الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " .
يقول الإمام المناوي " وخصهما الفجر والعصر لزيادة شرفهما أو لأنهما مشهودتان تشهدهما ملائكة الليل والنهار أو لكونها ثقيلتين شاقتين علي النفوس لكونهما وقت التشاغل والتثاقل ومن راعاهما راعي غيرهما بالأولي ، ومن حافظ عليهما فهو علي غيرهما اشد محافظة ، وما عسي يقع منه تفريط فبالأحري أن يقع مكفرا فيغفر له ويدخل الجنة "
# قرآن الفجر
يقول تعالي " وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا " وقرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة ، وقد فصل ذلك النبي صلي الله عليه وسلم إذ قال "يتعاقبون فيكم ، ملائكة بالليل ، وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون " رواة البخاري ومسلم . فما أسعد أولئك الرجال الذين جاهدوا أنفسهم ، وزهدوا بلذة الفراش ودفئه ، وقاوموا كل دوافع الجذب التي تجذبهم إلي الفراش ، ليحصلوا علي صك البراة من النفاق ، وليكونوا أهلا لبشارة النبي صلي الله عليه وسلم بدخول الجنة ، ولينالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الرب عنهم . ولعظمة الفجر أقسم الله فيه إذ قال " والفجر ، وليال عشر " .
# الفجر هو الميزان
وكان الصحابة رضي الله عنهم يجعلون حضور صلاة الفجر هو الميزان الذي يوزنون به الرجال ، فمن حضرها وثقوه ومن غاب عنها أساءوا به الظن فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة الفجر والعشاء أسأنا به الظن " (صحيح ابن خزيمة ) فهل تهز هذه الكلمات أنفسنا وتجعلنا ننافس الآخرين باستنشاق ريح الصبا ونكون نحن الأوائل الذين سنذكر في قوائم المتعاقبين من الملائكة أمام الرب ، ونكون من رجال الفجر ؟؟
أخوكم أبومصـعـب
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم ، الذي بعث لتزكية النفوس مما علق بها من أدران الجاهلية المظلمة ، وإعادة بناء خرائب الصدور التي عشعشت فيها عناكب الضلالة فأنارها بنور الإسلام ، فاستقامت النفوس علي أقدامها ، واستعادت عافيتها ، فعملت بما علمت ، وعلَمت من لم يكن يعلم من الأمم ، فسادت وقادت ردحا من الزمن .
أما بعد ، الحقيقة أنني كنت قد قرأت كتابا ولاحظت فية فوائد كثيرة لأنه يتكلم عن واحات إيمانية وفي هذه الواحات سيري القارىء مايزكي به نفسه وينميها ويكبرها ، وسيرى فى مائها العذب الصافي من شوائب الشطحات والمبالغات والمخالفات ما يروى ظمأه ، وينعش روحه ، بعدما كثرت المياه العكرة المشوبه بما يخالف الكتاب والسنة ، وهدي السلف الصالح ، في مجال تزكية النفوس .
ولهذا أردت أن تعم الفائدة للجميع من باب حب لأخيك المسلم ماتحبه لنفسك ، وانني سوف أكتب هذه الواحات الأيمانية كل أسبوع أنشاء الله هذا أذا سمحتم لي بكتابتها ؛ ونسأل الله العظيم أن تكون هذه الواحات الإيمانية سببا في صحوة الغافلين عن الآخرة ، وسببا في تقوية نفوس ذبلت وكادت أن تموت بما فضلت من الدنيا علي الآخرة ؛ وختاما أسال الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب أن يقبله من مؤلف هذه الواحات وأن ينفع به كاتب هذه الواحات ومن قرأه أو سمعه إن ربي علي كل شيء قدير .
الواحة ( 1 ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رجال الفجر
الفجر هو رمز ولادة كل خير، وهو رمز النصر ، وهو رمز الحياة وهو عنوان الشباب ، وعلامة الحركة ، كما هو دليل الحق والعدالة . ووقت الفجر من اهدأ الاوقات ، ففيه لحظات الصفاء ، وفيه توزيع الأرزاق . وصلاة الفجر دليل علي قوة الإيمان والبراءة من النفاق ، لمشقة هذا الوقت علي النفس ، لذلك قال الحبيب محمد صلي عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم " إن أثقل الصلاة علي المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ..... الحديث " .
# ريح الصبا
يقول الدكتور عبدالحميد دياب " أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها تكون أعلي نسبة لغاز الإوزون في الجو عند الفجر ، وتقل تدريجيا حتي تضمحل عند طلوع الشمس ، ولهذا الغاز تأثير مفبد للجهاز العصبي ، ومنشط للعمل الفكري والعضلي ، بحيث يجعل الانسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمي بريح الصبا ، لذة ونشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل " .
# ركعتا الفجر
وركعتا الفجرهما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر ، وهي من أحب الأمور إلي النبي صلي الله عليه وسلم إذ يقول " ركعتا الفجر خير من الدنيا ومافيها " . رواة مسلم ؛ فإذا كانت الدنيا بأسرها وبما فيها لا تساوي في عين الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟ !
# لن يلج النار
وقد ذكر النبي صلي الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلي العصر دخل الجنة وأبعد عن النار فقد روي البخاري ومسلم قوله صلي الله عليه وسلم " من صلي البردين دخل الجنة " البردين ( الفجر والعصر ) وقال صلي الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " .
يقول الإمام المناوي " وخصهما الفجر والعصر لزيادة شرفهما أو لأنهما مشهودتان تشهدهما ملائكة الليل والنهار أو لكونها ثقيلتين شاقتين علي النفوس لكونهما وقت التشاغل والتثاقل ومن راعاهما راعي غيرهما بالأولي ، ومن حافظ عليهما فهو علي غيرهما اشد محافظة ، وما عسي يقع منه تفريط فبالأحري أن يقع مكفرا فيغفر له ويدخل الجنة "
# قرآن الفجر
يقول تعالي " وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا " وقرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة ، وقد فصل ذلك النبي صلي الله عليه وسلم إذ قال "يتعاقبون فيكم ، ملائكة بالليل ، وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون " رواة البخاري ومسلم . فما أسعد أولئك الرجال الذين جاهدوا أنفسهم ، وزهدوا بلذة الفراش ودفئه ، وقاوموا كل دوافع الجذب التي تجذبهم إلي الفراش ، ليحصلوا علي صك البراة من النفاق ، وليكونوا أهلا لبشارة النبي صلي الله عليه وسلم بدخول الجنة ، ولينالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الرب عنهم . ولعظمة الفجر أقسم الله فيه إذ قال " والفجر ، وليال عشر " .
# الفجر هو الميزان
وكان الصحابة رضي الله عنهم يجعلون حضور صلاة الفجر هو الميزان الذي يوزنون به الرجال ، فمن حضرها وثقوه ومن غاب عنها أساءوا به الظن فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة الفجر والعشاء أسأنا به الظن " (صحيح ابن خزيمة ) فهل تهز هذه الكلمات أنفسنا وتجعلنا ننافس الآخرين باستنشاق ريح الصبا ونكون نحن الأوائل الذين سنذكر في قوائم المتعاقبين من الملائكة أمام الرب ، ونكون من رجال الفجر ؟؟
أخوكم أبومصـعـب