المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من راوئع القصص الأدبية


عبدالله الوهابي
09-10-2008, 08:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

القصة فن له مكانته في الآداب العالمية ، وقد تسنّمت القصة ذروة عالية بين فنون الأدب ، ونافست فنون الأدب الأخرى ، وقد عدّها كثير من النقاد المعاصرين " سيدة الأدب المنثور " دون شك.
وهي إذا شرُف غرضُها ، ونَبُل مقصدها ، وكرمت غايتها تهذَب الطباع ، وتدفع الناس إلى المُثل العليا : من إيمان بالواجب والكرم والإيثار والتضحية والعفّة.
والقصة شائعة في كل الآداب العالمية ، ومنها الأدب العربي القديم ، ذلك لأن من طبيعة الإنسان أن يعبّر عن حياته بالحكاية والقصة ورواية الأخبار ، والأقاصيص.
وإن المتأمل في تراثنا العربي يجد أن أساليب السرد القصصي متنوعة ؛ فهناك السرد الشفوي في المسامرات ، وحكايات الجن ، وأخبار الشعراء والأدباء وقصص الحب والمحبين ، والمواعظ والعبر.
والقصة العربية مرآة تعكس المجتمع العربي ، فتصور الحب العفيف ، والغيرة ، ومكارم الأخلاق ، وتروي العبر والمواعظ ، وتتحدث عن بدائه الشعراء والأدباء والأعراب.
والقصص تملأ بطون الكتب العربية : الأغاني ، العقد الفريد ، الكامل للمبرّد ، وكتب التفسير والحديث الشريف ، وكتاب التاريخ ، وغيرها من المصادر.
ولا ننسى أن القرآن الكريم حافل بالقصص ، التي تهدف إلى استخلاص العبر من الأمم السابقة ، وقصص الأنبياء ، كما تهدف إلى إعجاز القرآن الكريم ، وترسيخ قواعد الدين الحنيف.
وإنّا إذا اخترنا هذه القصص العربية نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيئ لها قراءً يحتذون شريف خصالها ، ويترسّمون سُبل فصيح ألفاظها ، ويقتدون بآبائهم في الكرم والمروءة والعفّة والشهامة والعزة والكبرياء..
والقصص المختارة حرصت على أن يكون اختياري لها كما وضعها أصحابها وقد حذفت بعض العبارات ، وذكرت ذلك في موضعه ، وذلك لأن الآداب لا تألفها ، وقد قمت بضبط النصوص الشعرية ، وشرحت بعض المفردات اللغوية ، وقد ذكرت المصدر الذي نهلتُ منه القصة.
والله نسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم الباقي ، وأن ينفع به جمهور القارئين ، والله من وراء القصد ، وهو السمع المجيب
والحمد لله نهاية لا تزال تبدأ
وبدٌ لا ينتهي…

وفي الحلقة القادمة سنتكلم عن القصة الأولى... وإلى لقاء إن شاء الله