عاشق الوطن
01-09-2008, 11:52 AM
سبيل الدعوة إلى الحق مقال عمره الزمني 57عام
لصاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز
مقال حصري على شبكة قحطان عمره الزمني 57 عام
"مقال ورد في العدد الأول من صحيفة اليمامة
ذو الحجة سنة 1372 هجري
لصاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز"
بعث الله الرسل هداة للخلق ودعاة إلى الحق فقاموا بمهمتهم خير قيام وصبروا على ما أوذوا حتى أدو رسالتهم فهدوا الخلق إلى مولاهم و أوضحوا لهم جميع ما يستحقه عليهم من أنواع العبادات وصنوف الطاعات . وبشروا من أطاعهم وتمسك بهداهم بالعز في الدنيا والسعادة الأبدية في الأخرى وأنذروا من خرج عن سبيله أو حاد عن طريقهم بالذل والعار والمصير في لأخره إلى دار البوار ولقد أقام الله بهم الحجة وقطع المعذرة وهدى من سبقت له الحسنى فاجتمعوا على الحق وتسابقوا إلى الخيرات وكرسوا جهودهم في الدعوة إلى الله والترغيب في التمسك بهداه والتحذير من الإعراض ومتابعة الهوى...
ولقد سار السلف الصالح في سبيل الدعوة إلى الله في نهج مشرق واضح المعالم يوصل من سلكه إلى ما وصلوا إليه ويبلغه خير ما يأمله ويرجوه نهج سنة المصطفى صلواته وسلامه عليه بسنته الوضاءة وبسيرته الصالحة
وأجدر بكل داع إلى الخير أو سالك سبيل أرشاد ونصح أن يتخذ من سيرته عليه الصلاة والسلام خير قدوه وأعظم مثال يحتذيه ويسير عليه
لقد بعثه الله على حين فترة من الرسل وأهل الأرض في جاهلية جهلا وضلاله عمياء وفرقه واختلاف وبعد عن الخير إلا بقايا من أهل الكتاب فقام صلى الله عليه وسلم مشمرا عن ساعد الجد صادعا بأمر ربه داعيا إلى الهدى ليلا ونهارا متحملا أعظم المشاق جاعلا نصب عينيه قول ربه الكريم {قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فأنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبرا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نباء المرسلين} فضرب صلى الله عليه وسلم بصبره ومصا برته ومثابرته وعزيمته وجلده للدعاة إلى الحق اكبر المثل حتى بلغه الله وحقق له وعده ونصره نصرا عزيزا فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى وأغنى به بعد العيله وجمع به القلوب بعد شتاتها وألف بين الشعوب بعد فراقها واختلافها ومكن له ولأتباعه في البلاد فنشروا العدل والهدى ورفعوا راية الإسلام عاليه في اغلب بقاع المعمورة
وخليق بكل داع يريد آدا عمله على أتم الوجوه وأكملها أن يتخذ من سيرته عليه الصلاة والسلام نبراسا يضيء له السبيل ويوضح له القصد ويسدد له السير وان يتخذ من نهج أصحابه رضوان الله عليهم ونهجهم منهاجا يسلكه وان يجعل غايتهم هو غايته جاعلا نصب عينيه قوله سبحانه{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}وقوله {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن}وقوله عز وجل لموسى وأخيه هارون عليهما السلام {اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا هينا لعله يتذكر أو يخشى} مقتبسا من هذه الآيات الكريمات وأمثالها هديا واضحا ونهجا صالحا ونبراسا ساطعا في الدعوة إلى الله وتبين حقه على عباده بالحكمة والموعظة الحسنه متحليا بالرفق فيما ياتي وما يذر مجتهدا كل الاجتهاد في تحسين سيرته والإخلاص في علانيته وسريرته مصدقا قوله بعمله حتى يكون قدوه حسنه لغيره فمن صدق أقواله بإعماله صار من الفائزين وكان في دعوته وإرشاده من اكبر الناجحين ومن رزقه الله الصبر واليقين أوضح الله به الحق وهدى به الخلق كما قال الله تعالى{وجعلناهم ائمه يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}بخلاف من خالفت سريرته علانيته وكذبت أعماله وأقواله فانه حقيق بالحرمان والخذلان والمقت من الله سبحانه وقد ذم الله هذا الضرب من الناس بقوله{ اتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} وحذر من ذلك حيث يقول { يأيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما تفعلون}وفي الصحيحين عن أسامه ابن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتذلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحا فيجتمع أليه أهل النار فيقولون يافلان مالك ؟ الم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول بلى ! كنت أمركم بالمعروف ولا أتيه وأنهاكم عن المنكر واتيه
وكفى بهذا الحديث في التحذير والتنفير من مخالفة الداعي إلى الله لمقتضى دعوته وإبطانه خلاف مايظهر وبيان أن عاقبة ذلك هو البوار والخزي الدائم والله المسئول أن يهدينا صراطه المستقيم وان يجنبنا طرق الضلال.
عبد العزيز بن عبد لله بن باز
لصاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز
مقال حصري على شبكة قحطان عمره الزمني 57 عام
"مقال ورد في العدد الأول من صحيفة اليمامة
ذو الحجة سنة 1372 هجري
لصاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز"
بعث الله الرسل هداة للخلق ودعاة إلى الحق فقاموا بمهمتهم خير قيام وصبروا على ما أوذوا حتى أدو رسالتهم فهدوا الخلق إلى مولاهم و أوضحوا لهم جميع ما يستحقه عليهم من أنواع العبادات وصنوف الطاعات . وبشروا من أطاعهم وتمسك بهداهم بالعز في الدنيا والسعادة الأبدية في الأخرى وأنذروا من خرج عن سبيله أو حاد عن طريقهم بالذل والعار والمصير في لأخره إلى دار البوار ولقد أقام الله بهم الحجة وقطع المعذرة وهدى من سبقت له الحسنى فاجتمعوا على الحق وتسابقوا إلى الخيرات وكرسوا جهودهم في الدعوة إلى الله والترغيب في التمسك بهداه والتحذير من الإعراض ومتابعة الهوى...
ولقد سار السلف الصالح في سبيل الدعوة إلى الله في نهج مشرق واضح المعالم يوصل من سلكه إلى ما وصلوا إليه ويبلغه خير ما يأمله ويرجوه نهج سنة المصطفى صلواته وسلامه عليه بسنته الوضاءة وبسيرته الصالحة
وأجدر بكل داع إلى الخير أو سالك سبيل أرشاد ونصح أن يتخذ من سيرته عليه الصلاة والسلام خير قدوه وأعظم مثال يحتذيه ويسير عليه
لقد بعثه الله على حين فترة من الرسل وأهل الأرض في جاهلية جهلا وضلاله عمياء وفرقه واختلاف وبعد عن الخير إلا بقايا من أهل الكتاب فقام صلى الله عليه وسلم مشمرا عن ساعد الجد صادعا بأمر ربه داعيا إلى الهدى ليلا ونهارا متحملا أعظم المشاق جاعلا نصب عينيه قول ربه الكريم {قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فأنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبرا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نباء المرسلين} فضرب صلى الله عليه وسلم بصبره ومصا برته ومثابرته وعزيمته وجلده للدعاة إلى الحق اكبر المثل حتى بلغه الله وحقق له وعده ونصره نصرا عزيزا فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى وأغنى به بعد العيله وجمع به القلوب بعد شتاتها وألف بين الشعوب بعد فراقها واختلافها ومكن له ولأتباعه في البلاد فنشروا العدل والهدى ورفعوا راية الإسلام عاليه في اغلب بقاع المعمورة
وخليق بكل داع يريد آدا عمله على أتم الوجوه وأكملها أن يتخذ من سيرته عليه الصلاة والسلام نبراسا يضيء له السبيل ويوضح له القصد ويسدد له السير وان يتخذ من نهج أصحابه رضوان الله عليهم ونهجهم منهاجا يسلكه وان يجعل غايتهم هو غايته جاعلا نصب عينيه قوله سبحانه{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}وقوله {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن}وقوله عز وجل لموسى وأخيه هارون عليهما السلام {اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا هينا لعله يتذكر أو يخشى} مقتبسا من هذه الآيات الكريمات وأمثالها هديا واضحا ونهجا صالحا ونبراسا ساطعا في الدعوة إلى الله وتبين حقه على عباده بالحكمة والموعظة الحسنه متحليا بالرفق فيما ياتي وما يذر مجتهدا كل الاجتهاد في تحسين سيرته والإخلاص في علانيته وسريرته مصدقا قوله بعمله حتى يكون قدوه حسنه لغيره فمن صدق أقواله بإعماله صار من الفائزين وكان في دعوته وإرشاده من اكبر الناجحين ومن رزقه الله الصبر واليقين أوضح الله به الحق وهدى به الخلق كما قال الله تعالى{وجعلناهم ائمه يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}بخلاف من خالفت سريرته علانيته وكذبت أعماله وأقواله فانه حقيق بالحرمان والخذلان والمقت من الله سبحانه وقد ذم الله هذا الضرب من الناس بقوله{ اتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} وحذر من ذلك حيث يقول { يأيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما تفعلون}وفي الصحيحين عن أسامه ابن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتذلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحا فيجتمع أليه أهل النار فيقولون يافلان مالك ؟ الم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول بلى ! كنت أمركم بالمعروف ولا أتيه وأنهاكم عن المنكر واتيه
وكفى بهذا الحديث في التحذير والتنفير من مخالفة الداعي إلى الله لمقتضى دعوته وإبطانه خلاف مايظهر وبيان أن عاقبة ذلك هو البوار والخزي الدائم والله المسئول أن يهدينا صراطه المستقيم وان يجنبنا طرق الضلال.
عبد العزيز بن عبد لله بن باز