إبن ناشر
30-06-2008, 10:03 AM
الاثنين 26 جمادى الآخرة 1429هـ الموافق 30 يونيو 2008م العدد (2831) السنة الثامنة
علي سعد الموسى
يريد - السعودي - أن يستمرئ استمرار عادته في أكل اللحمة الحمراء، ولكنه لا يزور الجزار. بدلاً من ذلك يذهب للمجلبة. قيمة العنز اليوم تعادل ثلث الراتب لسواد الطبقة الجديدة، في بيت - السعودي - اليوم في المتوسط
ثلاثة جوالات بفواتير تعادل ثلث الراتب. يفرض الإكسسوار على السعودي شغالة منزلية براتب يعادل ربع راتب كفلاء الطبقة الواعدة الجديدة. يذهب السعودي لأسواق الخمسة نجوم - طبعاً تحت وصاية أم العيال الشابة -
حال استلامه راتب آخر الشهر ناسياً أن الراتب مثل كرة أطفال بلاستيكية مثقوبة.
سواد الطبقة السعودية الواعدة هم زبائن مقاهي المساء وستار بكس ناسياً أن الليلة الواحدة في هذه المقاهي تستنزف 50 ريالاً في المعدل: عشر زيارات في الشهر الواحد تذهب بخمس رواتب. اختصنا الله من بين ثقافات وشعوب الكون برزة الشماغ وإكسسوارات الملابس التي تستنزف من شباب - الموضة - سدس الراتب على الأقل، فيما يكتفي الأمريكي والإيطالي، وحتى الفرنسي الأنيق ببنطال من الجنز يعيش لعشر سنوات وبدلتين في الدولاب لسهرات نادرة. ما زال الكرم عند السعودي بوابة مفتوحة إلى الفقر لأن وليمة واحدة لبعض الأقارب تستنزف ثلاثة أرباع الراتب كي يتسنم صاحبها منزلة اجتماعية قبلية.
يشترك السعودي في قنوات الرياضة المشفرة بما لا يقل عن ألفي ريال في العام، وبما يوازي نصف عشر الراتب من رواتب الطبقة السعودية الجديدة.
وفوق هذا فإن السعودي لا ينسى نصيبه من السفر بلا هدف لكل مكان: ثلاثة من كل خمسة سعوديين يركبون الطائرة مرة كل عام وهو في المكان الأعلى الذي لم يصل إليه حتى الأسترالي.
والخلاصة أنكم لو جمعتم هذه الكسور بعاليه لاكتشفتم أن الراتب في نهاية الأمر هو الذي سيتحول إلى كسر عشري بجوار مجموع المصروف. ومع هذا يدهشني السعودي: كيف يعيش، وكيف يتدبر أمره؟ كيف يكون راتبه ثلاثة آلاف ريال أو حتى ضعفها، ولكنه يعرف فوقها الضعف؟ كيف يعيش بلا حسابات وبلا تخطيط أو ميزانية؟ كل ما ذكرته بعاليه لا يشمل جل المأكل والمشرب والدواء والنقل والإيجار المنزلي، لأنها بكبرها مجرد (تناتيف) تكفلت بها نوافذ البنوك ولكم أن تحسبوا راتب السعودي المتوسط طيلة الحياة، ثم احسبوا بعدها قيمة التسهيلات البنكية لتكتشفوا الحقيقة المذهلة: السعودي بمجموعه كاملاً يعمل من أجل هذه البنوك.
علي سعد الموسى
يريد - السعودي - أن يستمرئ استمرار عادته في أكل اللحمة الحمراء، ولكنه لا يزور الجزار. بدلاً من ذلك يذهب للمجلبة. قيمة العنز اليوم تعادل ثلث الراتب لسواد الطبقة الجديدة، في بيت - السعودي - اليوم في المتوسط
ثلاثة جوالات بفواتير تعادل ثلث الراتب. يفرض الإكسسوار على السعودي شغالة منزلية براتب يعادل ربع راتب كفلاء الطبقة الواعدة الجديدة. يذهب السعودي لأسواق الخمسة نجوم - طبعاً تحت وصاية أم العيال الشابة -
حال استلامه راتب آخر الشهر ناسياً أن الراتب مثل كرة أطفال بلاستيكية مثقوبة.
سواد الطبقة السعودية الواعدة هم زبائن مقاهي المساء وستار بكس ناسياً أن الليلة الواحدة في هذه المقاهي تستنزف 50 ريالاً في المعدل: عشر زيارات في الشهر الواحد تذهب بخمس رواتب. اختصنا الله من بين ثقافات وشعوب الكون برزة الشماغ وإكسسوارات الملابس التي تستنزف من شباب - الموضة - سدس الراتب على الأقل، فيما يكتفي الأمريكي والإيطالي، وحتى الفرنسي الأنيق ببنطال من الجنز يعيش لعشر سنوات وبدلتين في الدولاب لسهرات نادرة. ما زال الكرم عند السعودي بوابة مفتوحة إلى الفقر لأن وليمة واحدة لبعض الأقارب تستنزف ثلاثة أرباع الراتب كي يتسنم صاحبها منزلة اجتماعية قبلية.
يشترك السعودي في قنوات الرياضة المشفرة بما لا يقل عن ألفي ريال في العام، وبما يوازي نصف عشر الراتب من رواتب الطبقة السعودية الجديدة.
وفوق هذا فإن السعودي لا ينسى نصيبه من السفر بلا هدف لكل مكان: ثلاثة من كل خمسة سعوديين يركبون الطائرة مرة كل عام وهو في المكان الأعلى الذي لم يصل إليه حتى الأسترالي.
والخلاصة أنكم لو جمعتم هذه الكسور بعاليه لاكتشفتم أن الراتب في نهاية الأمر هو الذي سيتحول إلى كسر عشري بجوار مجموع المصروف. ومع هذا يدهشني السعودي: كيف يعيش، وكيف يتدبر أمره؟ كيف يكون راتبه ثلاثة آلاف ريال أو حتى ضعفها، ولكنه يعرف فوقها الضعف؟ كيف يعيش بلا حسابات وبلا تخطيط أو ميزانية؟ كل ما ذكرته بعاليه لا يشمل جل المأكل والمشرب والدواء والنقل والإيجار المنزلي، لأنها بكبرها مجرد (تناتيف) تكفلت بها نوافذ البنوك ولكم أن تحسبوا راتب السعودي المتوسط طيلة الحياة، ثم احسبوا بعدها قيمة التسهيلات البنكية لتكتشفوا الحقيقة المذهلة: السعودي بمجموعه كاملاً يعمل من أجل هذه البنوك.