صقر القحاطين
05-10-2004, 01:37 AM
من شعراء الماضي وفرسانها
القرقاح,, وشعر الغربة والحماسة والفروسيه
فراج بن ريفة القرقاح ، فارس مغوار وشاعر حماسي ذو قصائد رائعة نشأ في بيئة سادتها الفوضى والاضطراب، وألهبت الحروب والغزوات كل شبر في شبه الجزيرة العربية، تصارعت القبائل وغزت بعضها بعضا حتى غدت العبرة بالقوة وحيث لا قيمة ولا اعتبار للضعيف!!.
في هذا الجو المحموم، كان الافراد ينشأون بين حروب لا تكاد تنتهي، وصراع دائم لا يسمعون غير ازيز الرصاص، ولا يرون غير الدماء والاشلاء المتناثرة من جراء تلك الحروب، وتلك الأجواء كانت اشبه ما تكون بمدرسة يتخرجون منها، كل حسب درجته واستعداده الفطري،
ففراج بن ريفة ترعرع في تلك الاجواء كما نشأ غيره، فارسا صنديدا وبطلا مغوارا،
مولعا بقرض الشعر ويرسله قطعا رائعة الاسلوب جميلة المعنى،
وكان جل شعره على وتيرة واحدة حماسة وفخراً,,
وهكذا كان شاعرنا فراج من الناحية الشعرية والفروسية,, فالشاعرية والفروسية تتزاحمان داخل نفس فراج بن ريفة شيخ آل غانم من الفهر عبيدة قحطان، فإذا ما جرى ذكر شعره واعماله،
لا يسع الشخص الا ان يستشهد بأقواله الدالة على اعماله فقد تطابقتا وكونتا بطلنا الصنديد وهذا تكامل يندر حدوثه لشاعر، فقد ألهب المشاعر وهيج الحماس في نفوس قبيلته وخلق في كل فرد منهم فراجاً ورفع رأسهم عاليا، ولا يستطيع احد ان يمسهم بأذى، ولا يجرؤ عدو ان يطأ ارضا هم بها,,!!
هذا الفارس الشاعر يُعد واحدا من أهم شعراء القصيدة بالمملكة وقد هيأت له ظروفه الاسرية البارزة جدا من الانطلاق، وقد قال قصيدته المشهورة التي
نُسبت لبعض الشعراء، غير اننا في هذا المقام نروي للقارئ أنها للشاعر القرقاح والدليل مطلع القصيدة:
قال ابن ريفة بدا فالمرقب عالي= بأعلى المراقيب تومي به هبايبها
هيضني الرجم وانا من قبلهم مسالي= وهيض القلب اوطان شطيت بها
الله يرحمك يا عود شراها لي =من واحد جابها في السوق جالبها
حديدها وأذكر الله كنه ريالي= كن الخبايا تطوى في مقاضبها
كم فرحت بندقي في صدر زمالي= وكم سرحة فرقة منها ربايبها
يالله انا طالبك حمر هوى بالي= حمر من الجيش طفاج جنايبها
لا روح الجيش حاديه أشهب اللالي= الى هوى تورد وسيع صدر راكبها
اللي على غيرها واللي بالحبالي= واللي على ورطها واللي بغاربها
لا وجهت مع تخاتيخ الخلا الخالي= كن الذيابة تنهش من ترايبها
ومناسبة هذه القصيدة عندما جلا المذكور مع قبيلة سبيع لمدة تزيد على عشر سنوات قال بهم:
معي اسبيع ما نجى درب منقود =إلى يحطون المصطر عسايف
وهذه قصيدة اخرى لشاعرنا فراج بن ريفة في وصف الحروب يقول فيها:
يا راكب ثنتين عوص تبارى= تلفح سفايفها وفيها خنانيق
تنص ابن سورة زين راعي الثبارى =ما عندنا له لا ذموم ولا ليق
الذم في عرك الحقوق الجهارى= حل النشب ما بين طماح ومفيق
عندال شري موديين المهارى= اللي يروون الغلب في الملاحيق
تزوروا بوفالح عليهم غيارى =اللي لها يوجيه وربعى مواثيق
عار على شبابنا والصفارى= ولوم على اللي يلبسون العواليق
والله لو راحوا لهضب الشرارى =والا نباله في قفارٍ دواريق
حلفت انا لا اقلط عليهم جهارى= وافعولنا لنا تعرف الى نشف الريق
حنا كما سمِّ على الكبد جارى= يفض العظام ويفضح الكيد لاذيق
وفي قصيدة اخرى له يقول في الابل حيث كانت محبوبة الفرسان:
يا فاطري عديت عنك البقوم= جمع البقوم اللي بعيدين الاذكار
يا فاطري عشوا السنام الردوم =اللي لبنها ما يغبى عن الجار
رجالهم لا نار يدى اللزوم =براس رمح علقوا فيه قنطار
خيالهم كن الفرس به عزوم =وتفاقهم يظهر على الملح لاثار
ومن الظواهر الهامة في شعر القرقاح حنينه الجارف لقبيلته، حيث أُبعد عنها الى قبيلة سبيع،
وقد عالجت العديد من قصائده هذه اللوعة والحنين الملتهب الى ربعه والعودة اليهم، حيث قال:
ننزله ببيوت عرافٍ وجهالي= وان جا النذر من حفيف ما نجنبها
بعوال مفلح وهم حماية التالي =وبيوتنا لاوزنا المجرم يلوذ بها
ربعي عبيدة ونا من حربهم جالي =هل هيه في الضحى تشعى كسايبها
ذات يوم رأته فتاة تسمى نيلة فلما ابصرته وجدته خلاف ما رسمته في مخيلتها، بل كان اسمر من شدة ما لقيه في حروبه من شدائد وحرارة الشمس والقيظ، فما كان منها الا ان قالت (لا احلالاه يالقعود) ولما وقعت هذه الكلمات في مسامع الناس وبلغته قال منشدا:
سلم على نيله بوسط الجماعة =فإن السلام الجزر ما فيه منقود
يا ليتها معنا على الهجن ساعة =حتى تعذر وجيهنا لا غدت سود
وتشوف من فينا صبي الشجاعة =وتشوف من اللي كما السدو ممدود
وتشوف خبل حرفته في متاعه =لا يقضي اللازم ولاهوب منقود
وتشوف حمال بتوع ذراعه =مثل الفهد يأتي في العيد بضمود
وفي الليل نسري مثل راعي زراعه= وفي اليوم تلفحنا السمايم على القود
القرقاح,, وشعر الغربة والحماسة والفروسيه
فراج بن ريفة القرقاح ، فارس مغوار وشاعر حماسي ذو قصائد رائعة نشأ في بيئة سادتها الفوضى والاضطراب، وألهبت الحروب والغزوات كل شبر في شبه الجزيرة العربية، تصارعت القبائل وغزت بعضها بعضا حتى غدت العبرة بالقوة وحيث لا قيمة ولا اعتبار للضعيف!!.
في هذا الجو المحموم، كان الافراد ينشأون بين حروب لا تكاد تنتهي، وصراع دائم لا يسمعون غير ازيز الرصاص، ولا يرون غير الدماء والاشلاء المتناثرة من جراء تلك الحروب، وتلك الأجواء كانت اشبه ما تكون بمدرسة يتخرجون منها، كل حسب درجته واستعداده الفطري،
ففراج بن ريفة ترعرع في تلك الاجواء كما نشأ غيره، فارسا صنديدا وبطلا مغوارا،
مولعا بقرض الشعر ويرسله قطعا رائعة الاسلوب جميلة المعنى،
وكان جل شعره على وتيرة واحدة حماسة وفخراً,,
وهكذا كان شاعرنا فراج من الناحية الشعرية والفروسية,, فالشاعرية والفروسية تتزاحمان داخل نفس فراج بن ريفة شيخ آل غانم من الفهر عبيدة قحطان، فإذا ما جرى ذكر شعره واعماله،
لا يسع الشخص الا ان يستشهد بأقواله الدالة على اعماله فقد تطابقتا وكونتا بطلنا الصنديد وهذا تكامل يندر حدوثه لشاعر، فقد ألهب المشاعر وهيج الحماس في نفوس قبيلته وخلق في كل فرد منهم فراجاً ورفع رأسهم عاليا، ولا يستطيع احد ان يمسهم بأذى، ولا يجرؤ عدو ان يطأ ارضا هم بها,,!!
هذا الفارس الشاعر يُعد واحدا من أهم شعراء القصيدة بالمملكة وقد هيأت له ظروفه الاسرية البارزة جدا من الانطلاق، وقد قال قصيدته المشهورة التي
نُسبت لبعض الشعراء، غير اننا في هذا المقام نروي للقارئ أنها للشاعر القرقاح والدليل مطلع القصيدة:
قال ابن ريفة بدا فالمرقب عالي= بأعلى المراقيب تومي به هبايبها
هيضني الرجم وانا من قبلهم مسالي= وهيض القلب اوطان شطيت بها
الله يرحمك يا عود شراها لي =من واحد جابها في السوق جالبها
حديدها وأذكر الله كنه ريالي= كن الخبايا تطوى في مقاضبها
كم فرحت بندقي في صدر زمالي= وكم سرحة فرقة منها ربايبها
يالله انا طالبك حمر هوى بالي= حمر من الجيش طفاج جنايبها
لا روح الجيش حاديه أشهب اللالي= الى هوى تورد وسيع صدر راكبها
اللي على غيرها واللي بالحبالي= واللي على ورطها واللي بغاربها
لا وجهت مع تخاتيخ الخلا الخالي= كن الذيابة تنهش من ترايبها
ومناسبة هذه القصيدة عندما جلا المذكور مع قبيلة سبيع لمدة تزيد على عشر سنوات قال بهم:
معي اسبيع ما نجى درب منقود =إلى يحطون المصطر عسايف
وهذه قصيدة اخرى لشاعرنا فراج بن ريفة في وصف الحروب يقول فيها:
يا راكب ثنتين عوص تبارى= تلفح سفايفها وفيها خنانيق
تنص ابن سورة زين راعي الثبارى =ما عندنا له لا ذموم ولا ليق
الذم في عرك الحقوق الجهارى= حل النشب ما بين طماح ومفيق
عندال شري موديين المهارى= اللي يروون الغلب في الملاحيق
تزوروا بوفالح عليهم غيارى =اللي لها يوجيه وربعى مواثيق
عار على شبابنا والصفارى= ولوم على اللي يلبسون العواليق
والله لو راحوا لهضب الشرارى =والا نباله في قفارٍ دواريق
حلفت انا لا اقلط عليهم جهارى= وافعولنا لنا تعرف الى نشف الريق
حنا كما سمِّ على الكبد جارى= يفض العظام ويفضح الكيد لاذيق
وفي قصيدة اخرى له يقول في الابل حيث كانت محبوبة الفرسان:
يا فاطري عديت عنك البقوم= جمع البقوم اللي بعيدين الاذكار
يا فاطري عشوا السنام الردوم =اللي لبنها ما يغبى عن الجار
رجالهم لا نار يدى اللزوم =براس رمح علقوا فيه قنطار
خيالهم كن الفرس به عزوم =وتفاقهم يظهر على الملح لاثار
ومن الظواهر الهامة في شعر القرقاح حنينه الجارف لقبيلته، حيث أُبعد عنها الى قبيلة سبيع،
وقد عالجت العديد من قصائده هذه اللوعة والحنين الملتهب الى ربعه والعودة اليهم، حيث قال:
ننزله ببيوت عرافٍ وجهالي= وان جا النذر من حفيف ما نجنبها
بعوال مفلح وهم حماية التالي =وبيوتنا لاوزنا المجرم يلوذ بها
ربعي عبيدة ونا من حربهم جالي =هل هيه في الضحى تشعى كسايبها
ذات يوم رأته فتاة تسمى نيلة فلما ابصرته وجدته خلاف ما رسمته في مخيلتها، بل كان اسمر من شدة ما لقيه في حروبه من شدائد وحرارة الشمس والقيظ، فما كان منها الا ان قالت (لا احلالاه يالقعود) ولما وقعت هذه الكلمات في مسامع الناس وبلغته قال منشدا:
سلم على نيله بوسط الجماعة =فإن السلام الجزر ما فيه منقود
يا ليتها معنا على الهجن ساعة =حتى تعذر وجيهنا لا غدت سود
وتشوف من فينا صبي الشجاعة =وتشوف من اللي كما السدو ممدود
وتشوف خبل حرفته في متاعه =لا يقضي اللازم ولاهوب منقود
وتشوف حمال بتوع ذراعه =مثل الفهد يأتي في العيد بضمود
وفي الليل نسري مثل راعي زراعه= وفي اليوم تلفحنا السمايم على القود