المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ــ مابين الطفولة والرجولة ــ


أبن سعيّد
23-06-2008, 06:28 PM
مابين الطفولة والرجولة

ان الانسان كغيره من المخلوقات ، يمر عمره بمراحل للنمو ، وكل مرحلة تحتاج الى تهيئة وتجهيز ، فالطفولة تحتاج الى رعاية ، والشباب (المراهقة) يحتاج الى مؤازرة ، والرجولة (الرشد)تحتاج الى مساندة ، والشيخوخة تحتاج الى مساعدة ، وهذه هي من الواجبات الاجتماعية ، نحو هذا المخلوق بالذات ، ولكن الوالدين هم المعنيون به في المقام الاول. حيث تبدو لهم المهام منذ البداية ، وهم "المستفيد الاول" من صلاح هذا الشخص ، والدافعون لفاتورة فساده ، ولكي لايلحقوا انفسهم اللوم .... نلاحظ اغلب الاباء والامهات تتغير مجرى اهتماماتهم في الحياة بعد ان يرزقواالذريه وبالذات (الولد) لما له من النفع الخاص ، والصالح من الذرية سواء ذكر او انثى ، وهو الذي يكون له النفع لوالديه في الحياة اوبعد الممات ....
والعرب توارثت حب الولد ، والتفاخر بهذا الموهوب ، وتمني بلوغ بره ، والنظر المتفائل لمستقبلة ، منذ قدم الزمان. ولذلك يحظى بالاهتمام والرعاية ، بداية من العقيقة ، وهذه هي السنة التي ميزته ، وحتى في جميع الحقوق فليس الذكر كل الانثى ، وقد تختلف الرعاية والتربية ، من شخص لآخر ، ومن بلد الى بلد ، او من اقليم لاخر ، وهذه يحكمها متطلبات العيش وظروفه ، وما يريد الوالدين من ابناءهم بعد الكبر. وهذه هو الطموح الذي يصبوا اليه الاباء والامهات ، فترى راعي الحرفة والانتاج ، يجند ولده في هذا المجال من الصغر ، حتى يحترف ، ويصبح افضل من الرجال الغير متخصصين ، او يوازي الرجال المتخصصين في هذا المجال ، فتراها ينافس في المعلومة والخبرة ، ويتلبس بلباس الاحتراف الرجولي ، والذي نقله له والده ، وكذلك لك ان ترى ابناء البادية ، وما يظهر عليهم من اثار التربية ، التي تكيفوا عليها ، من اجواء عيشهم ، فترى الولد ، يرتدي ملابسه بطريقة رجولية ، ويتخاطب مع الناس ، ويستقبلهم ويتعامل معهم بالطريقة الرجولية ، وقد يقال لبعضهم في الاوساط المدنية ، هذا "شايب" او "عقل شايب في ثوب ورع" وهو نضج صالح ومفيد ،
ولكن بعض الاولاد ياخذ جرعة زائده من تربية الشيبان ، فينتقل الى مرحلة الرجولة بكيانه وكينونته ، وهذا قد يحرمه اريحية هذه المرحلة التي يعيش بها ، او قد لايتأقلم مع جيلة ، فالتربية الوسط والتلقين المعتدل ، هو ما يعدل الحياة ، بل ان مروره بمرحلة الشباب (المراهقة) وهو بهذه الحمولة المشحونة ، قد يتجرد منها من جراء طيش الشباب والمراهقة ، او يفقد بعض منها ، او تراه يستبدلها لقناعته في البديل ، والنادر من تكون له ضابط في هذه المرحلة ، وهذا هو الموفق ، لكي يتأهل لمرحلة الرجولة الحقيقية وهو في توازن ، وفي مرحلة الرجولة يحتاج الشخص الى تعهد لهذه العادات التي اكتسبها وترعرع عليها وسرت في دمه ، ويحاول ان يثبتها لكي تكون علامات لابناءه ان يقدتوا بها ، والقدوة هي خير تربية ، فلا يلتفت الشخص الذي في مرحلة الرجولة (الرشد) الى مغريات المرحلة السابقة الشباب ، وما تجدد فيها ، لان ذلك قد يوقعه في حالة تسمى المراهقة المتأخره ، وهي صعبة بالذات مابعد الخمسين ، وقد تكون بوابة هلاك لمرحلة الشيخوخة ، لان مراحل النمو متواصلة ، ومرتبطة مع بعضها البعض ، وكل مرحلة تغذي مرحلتها السابقة ، بل ان تربية الوالدين لاولادهم هي تغذية عكسية ، وهذا ما جعل الابناء يتبعون منهج اباءهم وتصرفاتهم وعقائدهم ، فلا يكلف الشخص نفسه ولا ابناءه شططا ، وقد قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ، مقولة رائعة في تربية الابناء ( لاتكلفوا ابناءكم على عاداتكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم )

وللانسان ان يغير في سلوكه وفي تصرفاته الى الاحسن ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) فيتبع المنهج الاسلامي في التربية ، والدعاء للابناء بالصلاح ، ولاخذ بايديهم للمحافظه على العادات الاصيلة والمكارم النبيلة، وكذلك الاستفادة من العلوم المتطوره في هذا الزمان ، وتوسع الاطلاع على علوم الاجتماع والسلوكيات ، ففي هذا المجال تخصص وفائده.....
والحذر من التهكم والتشمت ، بابناء الناس المنحرفين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ) من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمل ذلك الذنب) ، اصلح الله لنا ولكم النية والذرية ولازواج ، وجعلنا صالحين مصلحين.

الجاهلي
23-06-2008, 06:35 PM
لاهنت يابن سعيد أعجبني وشدني شي في المقال وهو أن الانسان لابد له من مساعدة في كل مراحل عمره

وكما قال الشاعر

يمنى بلا يسرى تراها ضعيفه ورجل بلا ربع على الغبن صبار

أي أن الانسان في هذه الدنيا ماله إلا ربعه وأهله الذين يساندونه ويؤازرونه في الحياة


تقبل مروري

سعيد الجهيمي
24-06-2008, 05:10 AM
السلام عليكم

ارحب يا ابن سّعيد و وين الغييبه عسى ما به خلاف ان شاء الله

واضم صوتي لصوت الجاهلي

ولا هنت ولا تحرمنا من جديدك

أبن سعيّد
24-06-2008, 10:32 PM
الجاهلي
سعيد السحيمي

الف شكر على المرور ، والمشاركة ،

ومن غاب من جاء ، ولاهنتوا.


تقبل فائق التحية،