تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفهم العميق لحقيقة التقوى والدعاء


عبدالله الوهابي
20-06-2008, 10:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

كلما أمعن المؤمن النظر في حديث رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ازداد يقيناً بعظم الأمانة التي اضطلع بأدائها نبينا المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – في بيان الكتاب الكريم الذي أتمن على بيانه بقوله : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وأنت واجد هذا في كل جانب من جوانب الهداية الربانية ، حيث يبين الوحيُ غير المتلو – وهو السنة – الوحيَ المتلو – وهو القرآن – وتلك نعمة عظمى على المسلمين أن يحسنوا أداء شكرها على الوجه الَّذي ينبغي علماً وعملاً وتحكيماً لشريعة الله وإتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
وما ثبت من أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يكثر أن يدعو بقوله تعالى : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) ويعلم أصحابه ذلك ويوجههم غليه.
وآية ذلك ما رواه البخاري وغيره : " كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "

وفي ذلك ما فيه من الرقي بالأمة إلى مرتبة التقوى وأن يعمل العبد على أن يكون له من العمل الصالح والورع في دين الله ما يسلك به طريق الوقاية من غضب الله وعذابه في نار جهنم يوم القيامة ، ناهيك عن الإرشاد إلى أنه لابد من صدق الملجأ والضراعة إلى من بيده ملكوت السموات والأرض ، كيما يكتب العبد في زمرة الناجين من النار الفائزين بالجنة دار المتقين الأبرار.
وقد سأل قتادة أنساً أيُّ دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر؟ قال : كان أكثر دعوة يدعو بها يقول : " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " قال : وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعاءٍ دعا بها فيه " أخرجه مسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم بسنده عن عبد السلام بن شداد – يعني طالوت – قال كنا عند أنس بن مالك ، فقال له ثابت : إن أخوانك يحبون أن تدعو لهم فقال : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وتحدثوا ساعة حتى إذا أرادوا القيام قال : يا أبا حمزة إن إخوانك يريدون القيام فادع لهم فقال : تريدون أن أشقِّق لكم الأمور؟ إذا أتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله "
فجزى الله خيراً هذا الصحابي الجليل الَّذي علم إخوانه بقوله وفعله كيف يسلكون التي هي أقوم في الدعاء والضرع إلى الله.
والمتتبع للنصوص في عمل السلف بدءاً من الصحابة يجد أن طلب الوقاية من النار والنجاة من عذابها الأليم لم يكن فقط بالدعاء بل بالعمل الصالح أيضاً
فقد أخرج البخاري عن عائشة قال : كان لأبي بكر الصديق غلام يُخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام : تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر وماهو؟ قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أُحْسِنُ الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه "
وكذلك عمر بن الخطاب أنه كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف ، وفرض لأبنه ثلاثة الآف وخمسمائة فقيل له : هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة الآف؟ فقال : إنما هاجر به أبوه ، يقول ليس كمن هاجر بنفسه " أخرجه البخاري
هذه هي التقوى ورع يحجز حتى عن الشبهة أو احتمالها ذاكم صنيع أبي بكر في خوفه أن يدخل جوفه أثارة من سحت إذ كلُّ لحم نبت من سحت فالنار أولى به فهو يريد أن يقي نفسه عذاب جهنم . وكذلك همر نقص عطاء ولده عن عطاء المهاجرين الأولين لأنه قد هاجر به أبوه وهذا منتهى الورع
ذلكم هو الفهم العميق لحقيقة التقوى والعمل بأخلاق المتقين على الصعيد التطبيقي في ممارسة شؤون الحياة ، طلباً لمرضاة الله والوقاية من عذاب السعير

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو وليد الجروي
21-06-2008, 01:33 PM
الله يجزاكـ خير الجزاء
والله يجعل ماكتبته حجة لكـ
وان يجعلها في موازين اعمالكـ
الله لايهينكـ والله يعطيكـ العافيه
دمت في حفظ الله ورعايته

عبدالله الوهابي
03-10-2008, 06:35 AM
بارك الله فيك أخي الكريم أبا وليد على اطلاعك وفهمك العميق

البشري المترب
04-10-2008, 02:27 PM
--------------------------------------------------------------------------------

الله يجزاكـ خير الجزاء
والله يجعل ماكتبته حجة لكـ
وان يجعلها في موازين اعمالكـ
الله لايهينكـ والله يعطيكـ العافيه
دمت في حفظ الله ورعايته

عبدالرحمن السهلان
04-10-2008, 04:31 PM
سلمت أناملك يا شيخنا عبدالله