تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخيل في الغارات والحروب


خالد العاصمي
15-06-2008, 06:57 PM
لقيت الخيل اهتماماً كبيراً، يتناول جميع أحوالها خلال المعركة ودورها فيها

فنرى جواداً رائع الخلقة والخُلق معاً .. سلس الانقياد إلى المعركة .. سريع الحركة .. جَمّ النشاط .. وعلى مثل هذا الجواد يقتحم الفارس أعظم المعارك، وينقض على أعدائه انقضاض الصقر (الأجدل) على فريسته .. وهو مطمئن من النصر والفوز..

وقد تفنن الشعراء في أوصاف خيولهم وهي في طريقها للقتال .. واهتموا اهتماماً فائقاً بتصوير عَدْوِها .. ووضع حوافرها الصّلبة القوية على الأرض .. وما تفعله بها .. وما يتطاير من غبار ينعقد ويتبلد في الجو كالدُّخان .. وما تسحقه من حصى .. وكيف تجنح بفرسانها من مرتفع إلى ثنية جبل.. كأنها أسراب القطا التي تطير سرّية سرّية..

ونستشف من ذلك .. أن الخيول التي يخرج عليها الفرسان للحرب أو الغارات يجب أن تكون طَمِرة (طويلة القوائم) خفيفة .. ضامرة قوية .. صلبة ضخمة .. مفتولة العضلات .. وعندما تسير إلى الموقعة فهي تُباري الإبل في سرعة عجيبة .. وينافس بعضها بعضاً في السير .. وتجهد نفسها في الجري .. حتى تشعث وتَغْبر وتميل سروجها من شدة العدو .. وهي في عدوها تنتعل جماجم القتلى..

ولصهيل الخيل أثناء المعركة تأثيره القوي .. حيث يبعث في نفوس الفِرْسان الحمية والشجاعة والإقدام، كما يملأ قلوب الأعداء رعباً وفزعاً، فتتطاير نفوسهم هلعاً وخوفاً..

وقد لا تصهل الخيل أثناء المعركة بل تصيح كصياح النسور .. إذا اشتدّ أمرُ القِتَال .. وعَظُمت عليها أوجاعها ..

وقد استخدم العرب الخيل في حروبهم وغاراتهم ذكوراً وإناث .اً. فكانوا يفضلون ذكور الخيل على إناثها في الحرب الطّاحنة .. التي تعتمد على القوة والثبات.. وسبب ذلك أنّ الذكور من الخيل أسرع وأجرأ .. ويقاتل الفرس مع راكبه .. وفيه حدة وشوساً .. وبالمثل كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات .. ولماِ خفي من أمور الحرب .. كما كانوا يستحبون فحول الخيل في الصّفوف والحصون والسّير والعسكر .. ولِما ظهر من أمور الحرب .. وكانوا يستحبون خِصْيان الخيل في الكمين والطلائع لأنها أصبر وأبقى في الجهد .. وهم لا يفضلون الإناث في الحروب الطّاحنة خشية أن تخذل صاحبها في أحرج الأوقات إذا كانت وديقاً[8] تشتهي الفحل .. لأنها ذات شبق شديد .. وهم يفضلونها في الغارات والبيات لأنها تدفع البول وهي تجري .. والفحل يَحْسر البول (لا يتبول أثناء جريه) .. ولأن الأنثى لا صهيل لها .. فلا يَعْرف العدو خبرهَم حتى يصلوا إليه ..




منقول بأختصار

خالد العاصمي
15-06-2008, 06:58 PM
أسماء أصوات الخيل

أطلق العرب على أصوات الخيل عدداً من الأسماء .. مستمدة من طبيعة الصوت .. فهي وصف له قوة وشدة .. نشاطاً ومرحاً .. حنقاً وغضباً وما إلى ذلك .. مما يؤدي إلى تمثيل الصّوت في الاسم والإحساس به.. فمن هذه الأسماء:

الشّخير: إذا خرج الصوت من فم الفرس..

النخير: إذا خرج الصوت من المنخرين..

الكرير: إذا خرج الصوت من الصّدر .. وينقسم الكرير ثلاثة أقسام: أجش .. وصَلْصَال .. ومُجَلْجِل..

الصّهيل: وهو صوت الفرس في أكثر أحواله .. خاصة إذا نَشِطَ..

الجَلْجَلة: أحسن أنواع الصهيل .. وتخرج صافية مُسْتَدقَة..

الحَمْحَمْةُ: وهي صوت الفرس إذا طلب العلف .. أو رأى صاحبه فاستأنس به..

الضَبْحُ: وهو صوت نَفَسُ الفرس إذا عدا .. وقد ذكرها القرآن الكريم .. وهو ليس بصهيل ولا حمحمة ..

النَثِيرُ: صوت الفرس إذا عَطَسَ..

البَقْبَقْةُ: الصوت الذي يخرج من جوف الفرس..

القبع: صوت يردده الفرس من منخره إلى حلقه .. إذا نفر من شيء أو كرهه..

الجشّة: صوت غليظ كصوت الرعد..

خالد العاصمي
15-06-2008, 07:04 PM
وردت في التُّراث قصص كثيرة تعكس اهتمام العرب بالخيل .. ومعرفتهم التامة بها .. فمن هذه القصص ما يلي:

ـ كان سليمان بن ربيعة الباهلي يُعرَّبُ الخيل ويُهَجِنَها (أي يحدد نَسَبَها أيها عربي أصيل .. وأيها غير أصيل) في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فجاءه عمرو بن معد يَكْرب بفرس كُميت .. فكتبه سليمان الباهلي هجيناً ..

فاستعدى عمرو الخليفة عمر ضد سليمان .. وشكاه له .. فقال سليمان: ادع بإناء رجراج قصير الجدر .. فدعا به فصُبّ فيه ماء .. ثم أتي بفرس عتيق (أي أصيل) لا يُشَك في عتقه .. فقدّم إليه الإناء فشرب منه ولم يشرع سُنْبُكَه (أي لم يثنِ طرفَ حافرِه) .. ثم أُتى بفرس عمرو .. فأسرع الفرس فنصب سنبكه ومد عنقه كما فعل العتيق .. ثم ثنى أحد السنبكين قليلاً فشرب..

فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك .. وكان بمحضره قال: "أنت سليمان الخيل" .. وسبب ذلك أن في أعناق الهُجْن من الخيل قصراً .. فهي لا تنال الماء على تلك الحال حتى تثني سنابكها .. بينما أعناق العتاق طوال .. فهي تشرب ولا تثني سنابكها..



ـ ورد في قصص التّراث أن ملوك العرب بلغ من حزمهم .. وبُعْد نظرهم إلى العواقب .. أن أحدهم لا يبيت ليلة إلاّ وفرسه موقوف بسرجه ولجامه بين يديه .. قريباً منه مخافة فُجاءة عدو .. أو قضاء حاجة عاجلة ..

وكان للنعمان بن المُنذر فرس يقال له "اليحموم" يتعهده عشية كل يوم .. وهو عمل يتفاخر به العرب ويتمادحون بقيامهم على الخيل .. وارتباطها بأقبية بيوتهم وأخبيتهم.




ـ وقال عقبة بن سِنان يصف خيلاً أُهديت إلى معاوية بن أبي سفيان: إنها لسامية العيون .. لاحقة البطون (أي ضامرة) .. دقيقة الآذان .. أفتاء الأسنان (أي قوية دلالة على مقتبل العمر) .. ضِخَام الرّكبات (قوية السيقان) .. مشرفات الحجبات (عالية الظهور) .. رحاب المناخر .. صِلاب الحوافر .. وقعها تحليل ورفعها تعليل .. فهذه إن طُلبت سَبقَت وإن طَلبَت لحِقتَ..



ـ وروي أن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان .. رضي الله عنه سأل مطر بن دراج: أي الخيل أفضل .. وأوجز؟ فقال: الذي إذا استقبلته قلت نافر .. وإذا استدبرته قلت زاخر (أي ممتلئ كالبحر الطامي) .. وإذا استعرضته قلت زافر (عظيم الجنبين) .. سوطه عنانه .. وهواه أَمامه (أي لا يحتاج إلى زجر أو حثّ على العدو والسرعة)..



ـ ووصف الأعرابي فرساً فقال: إنه لَدَركُ الطالب (أن يدرك ما يطلبه) .. ونجاة الهارب .. وقيد الظباء (يدركها في سهولة ويسر كأنها مقيدة لا تستطيع الهرب) .. وزين الغَناء (أفضل المال)..



ـ ووصف ابن القِرِيَّة (الكلبي) فرساً فقال: حَسَنُ القَدِّ .. أسيل الخد .. يسبق الطرف .. ويستغرق الوصف (أي يجمع كل الأوصاف الحسنة)..



ـ وقال أعرابي لنخاس: أُطلب لي فرساً حسن القميص .. جيد الفصوص .. وثيق القصب نقي العصب .. يشير بأذنيه .. ويسدر بيديه .. ويدس برجليه .. ويبعد مدى نظره إلى أقصى أثره .. كأنه موج في لجة .. أو سيل في حدور..



ـ وقد ورد في الأثر: "كان العرب لا يهنأون إلا بغلام يولد لهم .. أو شاعر ينبغ فيهم .. أو فرس تنتج " .. وقال أكثم بن صيفي " عليكم بالخيل فأكرموها فإنها حصون العرب "..

وقيل لبعض الحكماء: " أي الأموال أشرف؟ قال: فرس تتبعها فرس في بطنها فرس"

وقد قالت العرب أيضاً: أربع لا ينبغي لأحد أن يأنف منهن وإن كان شريفاً أو أميراً: قيامه من مجلسه لأبيه .. وخدمته لضيفه .. وقيامه على فرسه .. وخدمته للعَالِم..



ـ وقد تحاور عمرو وربيعة أبناء أحد ملوك حمير .. فقال ربيعة: أي الخيل أحب إليك عند الشدائد إذا التقى الأقران للتجالد؟ قال: الجواد الأنيق .. الحصان العتيق .. الكفيت الغرنيق الذي يفوت إذا هرب .. ويلحق إذا طلب .. قال: نعم الفرس والله نعت .. قال عمرو: فما تقول يا ربيعة؟ قال: غيره أحب إلي منه .. الحصان الجواد .. السلس القياد .. الشهم الفؤاد .. الصبور إذا سرى .. السابق إذا جرى..

ابن مبارك البشري
15-06-2008, 09:10 PM
لاهنت ياذيبان


عز الله انك شرحت شرح وافي معاد وراه


الله يرزقك بفرس طَمِرة (طويلة القوائم) خفيفة .. ضامرة قوية .. صلبة ضخمة .. مفتولة العضلات


ويرزقك بفرس تتبعها فرس في بطنها فرس


والله الكلام يصعب على وصف ابداعك


لاهنت مره ثانيه على الفائده التي قدمتها في هذا الموضوع

ابن خضير
16-06-2008, 11:29 AM
موضوع مميز وواااااافي



لا هنت والله يعطيك العافية

خالد العاصمي
17-06-2008, 02:15 PM
أشكركم جميعا من الأعماق


متمنيا لكم التوفيق

عبدالهادي ابن مشتح
17-06-2008, 03:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أهنئــك على حسن تذوقك في المواضيع .. وأشكـــرك من أعماق قلبي
فوالله أني أتمنى هذا الموضوع من زمان .
تقبل تحياتي
أبـــن مشتــح

آل معمر
17-06-2008, 05:10 PM
مواضيعك قيمة جدا أخوي خالد

لاهنت :)

عبدالله الوهابي
17-06-2008, 06:05 PM
بيض الله وجهك أخي الفاضل على هذه المعلوت المفيدة

مشاري بن نملان الحبابي
18-06-2008, 09:11 AM
لاهنت

والله يعطيك العافية

موضوع مميز

خالد العاصمي
19-06-2008, 01:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أهنئــك على حسن تذوقك في المواضيع .. وأشكـــرك من أعماق قلبي
فوالله أني أتمنى هذا الموضوع من زمان .
تقبل تحياتي
أبـــن مشتــح

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كان لي الفخر والأعتزاز بأن وفقت لأختيار الموضوع حسب رغبتك

شكرا لك أخي العزيز

خالد العاصمي
19-06-2008, 01:46 PM
مواضيعك قيمة جدا أخوي خالد

لاهنت :)

سعدت بحضورك وتواجدك يابن معمر

حفضك الله ورعاك

خالد العاصمي
19-06-2008, 01:48 PM
بيض الله وجهك أخي الفاضل على هذه المعلوت المفيدة

ووجهك ابيض ياعبدالله

لاهنت وبارك الله فيك

خالد العاصمي
19-06-2008, 01:51 PM
لاهنت

والله يعطيك العافية

موضوع مميز

الله يعافيك طال عمرك

كان لي الشرف حضورك والتكرم بالرد