المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جغرافية اللغة في شعر منطقة عسير (1/2)


إبن ناشر
02-06-2008, 02:24 PM
=3]كتاب اليوم

إبراهيم طالع الألمعي
جغرافية اللغة في شعر منطقة عسير (1/2)
الشاعر: علي بن الحسين الحفظي، عالم وأديب من نوابغ رجالات آل الحفظي، ولد في بلدة (رُجال) سنة 1217هـ، وتوفي عام 1275هـ.
المناسبة: انتصار المنطقة على جحافل الغزو التركي سنة 1269هـ. النص: قصيدة داليَّة تتكون من 72 بيتا بدأها بقوله:
أيا أمَّ عبدٍ ما لكِ والتَّشرّدِ
ومسراكِ بالليلِ البهيمِ لتبعديْ
ومأواكِ أوصادُ الكهوفِ توحشا
ومثواكِ أفياءُ النُّصوبِ وغرقدِ
وما يلفتُ النظرَ في هذه القصيدة هو: ذلكم الخطّ المتأثر بعمود الشعر العربي القديم ولكنْ بخصوصية المكان، بمعنى أن العمود الشعري التقليدي في القصيدة القديمة يعتمد المقدمة الطللية - غالبا - أو الغزل المباشر، أما شاعرنا فقد تأثر بهذا مضفيا عليه مسحةً رقيقة تميل إلى النظرة الصوفية التي كانت ترقق كثيرا شعر أولئك العلماء، ولذا كانت (أم عبد) لديه تأوي أوصاد كهوف الجبال وأفياءها:
وما جاورَتْ ساقاكِ منْ سفح رَهوةٍ
وأشعافها ما بين عالٍ ووُهَّدِ
ومن مقدّمته الموازية (للطَّللية) نجدُ جغرافية اللغة دالَّةً مكانيَّة ودالَّة روحيَّة رمزيّة، مما يمتلئ معه النص بمصطلحات لغوية مكانيَّة جديرة بالدراسات الأدبية.. النَّص بني على حوارية من النَّسيب الروحي بين (أبي عبد) و(أم عبد)، وكانت (أم عبد) هي راوية الوقائع وواصفتها:
فقالتْ رويدا يا أبا عبدِ إنما
أضاقَ بنا ذرعاً شديد التَّوَعُّدِ
عرمرمُ جيشٍ سيقَ منْ مصرَ معنفاً
يُهتِّكُ أستارَ النِّساءِ ويعتدي
تلكم نظرة عامة لهيكل النص، غيرَ أن ما يهمني فيه هنا أمران: الأول: تاريخيته التوثيقية لتلكم الأحداث بشكل مفصَّل يغنينا عن الاختلافات الناتجة عن ضعف وقلة ما بين أيدينا من التاريخ المكتوب عن هذا الجزء من الوطن - على أهميته -، فذكر شاعرنا أيام هذه المعارك وأماكنها ذكرا مفصلا جمع بين التاريخية والشاعرية عالية المستوى:
فيا لكِ من يومِ (الحفيرِ) وما بدا
لـ(رَيْدَةَ) مِنْ طُولِ الغمامِ المُشيَّدِ !
ويا لكِ مِنْ يومِ اللحومِ سباعُهُ
شِباعٌ، وطيرُ الجوِّ تحظى لمشهدِ
تطامتْ رقابُ (الرومِ ) فيها عيوقها
كما عاقَ دودٌ للجرادِ المقدَّدِ
ويا لكِ مِنْ يوم (المِرارِ) لواؤهُ
تقنَّعَ بالصَّرعى بهِ كلّ مقصدِ
ويا عجبا مِنْ فَيّ (حَبْضاَ) وما دَناَ
لواديْ (كِسانٍ) منْ قتيلٍ مُسَنَّدِ
وفي ربوةِ (الشِّعْبَينِ) داهية أتتْ
عليهمْ فما أغنى دفاعٌ بعسجدِ
ويوم (المُقَضَّى) قدْ تقضَّتْ أمورهمْ
بقاصمةِ الظَّهرِ التي لم تُضَمَّدِ
والنص كاملاً يجمع بين تاريخية الحدث، وتوثيق أسماء الأماكن، في شاعريَّة نادرة، وقدرة عجيبة.. فـ: الحفير - رَيدة: معقلان مشهوران في سراة عسير - المرار: موقع شهير في جبل قيس بألمع - حبْضا: عقبة معروفة في ديار ألمع (أعالي وادي الصّليل)، والفَيُّ: جانب الجبل الذي يقل عليه شعاع الشمس - وادي كسان: أحد أشهر أودية ألمع - الشعبين: المركز الحالي لمحافظة ألمع - المُقضَّى: أحد الأوطان الشهيرة قرب بلدة (السقا) بسراة عسير.[/center]

مشاري بن نملان الحبابي
02-06-2008, 04:29 PM
لاهنت ...

والله يعطيك العافية ...

موضوع جميل ...