تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطير في القرآن الكريم


ابو عبدالعزيز القحطاني
18-05-2008, 11:49 PM
قال الله تعالى : ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ) [سورة النحل : 79].

و قال تعالى : ( أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات و يقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير ) [سورة الملك : الآية 19] .

هاتان الآيتان اللتان تطلبان منا النظر إلى خلق الطير في القرآن الكريم و يلاحظ أنهما ابتدأتا بقوله تعالى : ( أولم يروا إلى الطير ) .

فاستعمل فيهما التنبيه إلى النظر إلى الطير بكلمة ( يروا ) و كأن في ذلك إشارة إلى أن مجرد إلقاء نظره إلى الطير يظهر لنا آثار قدرة الخالق جل و جلاله .

فالطيور في جمال أشكالها و تناسق ألوانها صنعة دالة على المصور سبحانه و تعالى الذي أبدع صورها . لأنه رؤية أشكالها الجميلة و الرسوم و المخطوط و الألوان التي تجمل ريشها و أجسامها ، تطرح على الناظر سؤالاً هو : من المصور الذي صور هذه الأشكال ، و أبدع هذه الصور و نسق بين هذه الألوان ؟

فيكون الجواب الوحيد على ذلك التساؤل هو : الله الخالق البارئ المصور جل جلاله ، فإذا انتقلنا من مجرد نظرة على الطيور إلى شيء من التأمل ، والتفكير في خلقها وجدنا مزيداً من بديع صنع الله عز وجل الذي أحسن كل شيء خلقه ، وابتعدت عنا فكرة أن يكون هذا التصوير ، و هذا التقدير و التدبير من غير صنع عليم خبير .

لماذا تطير الطيور

تتمكن الطيور من الطيران لأشياء عديدة في تكوينها أهمها شكل الجسم الانسيابي ، والبسطة في الأجنحة المزودة بالريش ، والعظام المجوفة الخفيفة ، و الأكياس الهوائية بين الأحشاء ، وهي متعلقة بالرئتين ، وتمتلئ بالهواء عند الطيران فيخف وزن الجسم . و الصف : وهو أن يبسط الطائر جناحيه من دون أن يحركهما .

و في طيران الطيور آيات معجزات لم نفهم بعضها إلا بعد تقدم علوم الطيران ن ونظريات الحركة ( الديناميكا ) الهوائية . و لكن أكثر ما يثير العجب هو أن يمضي الطائر في الجو بجناحين ساكنين حتى يغيب عن الإبصار .

و قد كشف العلم أن الطيور الصافة تركب متن التيارات الهوائية المساعدة التي تنشأ إما من اصطدام الهواء بعائق ما ، أو من ارتفاع أعمدة من الهواء الساخن ، فإذا ما كانت الريح هينة ظلت الأعمدة قائمة وصفت الطيور في أشكال حلزونية ، أما إذا اشتدت انقلبت الأعمدة أفقياً فتصف الطيور في خطوط مستقيمة بعيدة المدى .

و تتحلى الطيور عامة بخصائص منها خفة الوزن ، و متانة البناء ، و علو كفاءة القلب ، و دورة الدم ، وجهاز التنفس ، و دقة اتزانها ، وانسياب أجسامها ، و هي خصائص أودعها فيها العليم البصير لتحفظها في الهواء حين تبسط جناحيها أو تقبضهما .

إلا أن الطيور الصافة تتميز عن سائر الطيور باختصار حجم عضلات صدورها مع قوة الأوتار ، والأربطة المتصلة بأجنحتها حتى تستطيع بسطها فترات طوال من دون جهد كبير .

أما الطيور صغار الحجم ، التي تعتمد في طيرانها على الرفيف ، فإنها تضرب بجناحيها إلى أسفل و إلى الأمام لتوفير الدفع و الرفع اللازمين لطيرانها ، ثم تقبض أجنحتها ، ولكنها تظل طائرة بقوة اندفاعها المكتسبة . و هكذا يتضافر البناء التشريحي ، و التكويني الهندسي للطيور بكافة أنواعها على طيرانها ، و حفظ توازنها و توجيه أجسامها أثناء الطيران .



المصدر :

آيات الله في النحل و البعوض و الأنعام و الطير تأليف محمد عثمان عثمان

ابن خضير
19-05-2008, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً ونفعنا الله بما كتبت

وجعل ذلك في موازين حسناتك

عبدالله الوهابي
19-05-2008, 06:28 PM
وفقك الله أخي الحبيب أبو عبدالعزيز

وجعل ذلك في موازين حسناتك

لك غيبة عنا فلماذا هذا الجفا

نرجو أن تتحفنا دائماً فنحن تواقين لقلمك

محبك
عبدالله الوهابي