مشعل بن هادي القحطاني
27-04-2008, 09:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بلدة الحرجة هي بلدة من ضمن بلدان قبائل شريف قحطان وقد وصفها احد الباحثين بأنها تٌعد ( قصبة منطقة قحطان في الماضي ) وتقع على طريق نجران بين سراة عبيدة وظهران الجنوب .
يقطنها قبائل شريف الخمسة وهي ( قبيلة آل سريع , قبيلة عبد القادر , قبيلة بنيوس ، قبيلة بني هاجر ، قبيلة بني زيد ) وهي مقر لأمراء قحطان ( آل دليم ) .
والحرجة مدينة عريقة لها تاريخ حافل بأهل العلم , وبرز منها عدة مؤرخين ولعل من أشهر علمائها المقداد الحرجي صاحب كتاب ( النجوم اللوامع من مختصر التواريخ الجوامع ) وهو من رجال القرن السابع الهجري ومن سلالته القاضي مسفر أبن صالح الحرثي والمعروفين الآن بأسرة ( أبو حثرة ) البعض منهم يسكن بمدينة أبها وبعضهم لازال في الحرجة , ومن العلماء أيظن السيد علي بن صلاح بن محمد العبالي الذي يعد اصله من الحرجة , وقد نزح منها علماء تفرقوا في سائر أنحاء اليمن منهم محمد ابن احمد بن الحسن جد العلماء لبني العبالي , ومنهم جد العلماء الغشم , ومنهم جد العلماء بني السماري , ومنهم محمد بن عبدالرحمن الطائفي الحرجي ولقد كانت هذه البلدة ملاذا لبعض الأئمة الذين يفرون من وجوه أئمة متغلبين عليهم مثل الحسن بن يحي بن علي القاسمي الضحياني : المعروف بالإمام الهادي , ومن أشهر الأسر العلمية في الحرجة هي (أسرة القضاة ) فقد ورد ذكرها في أحدى الوثائق المؤرخة في شهر صفر سنة ثمان وتسعمائة للهجرة وخلاصة الوثيقة بأنه بعد أن كثرت الخصم والامتحان ..... أجتمع كبار قحطان وشيوخهم جميعا وأجتمع تسعون خيالا وعزموا إلى عند القاضي زيد بن يوسف وهو مع الإمام مطهر بن محمد وأهدوا إليه هدية كبيرة وأحرموا عنده وحلفوا من طعام إلا إن يفسح لهم أن ينقولوا القاضي زيد بن يوسف ..... فلما وصلوا بالقاضي زيد إلي بلاد قحطان فتمالوا أبن يجعلونه , ثم إنهم اجتمعوا أن يجعلوه في الحرجة حيث إنها متوسطة لبلاد قحطان وجعل له قحطان على أنفسهم قاعدة صحيحة أنهم ممتثلين لما حكم به القاضي زيد ما نطق به : القران الكريم والكتاب والسنة رسول الله صلى الله علية وسلم وكانوا ينساقون إليه من : ذهبان إلي ظهران للشرع , كما أن بالحرجة مسجد يعتبر من أقدم المساجد في المنطقة وقد شيد سنة 191هـ .
كما انها كانت مسرح لبعض الأحداث التاريخية والتي من أهما عندما استولى عليها حكام اليمن ( بني رسول ) وبنو فيها قلعة تسمى ( القاهرة ) وقد دمرت هذه القلعة بعد عدة معارك على يدي قبائل قحطان بقيادة عامر بن زياد وعاطف الهرمس وماعز الطيار المسردي وقبائل عسير بقيادة الأمير يزيد بن عبد الرحمن والأمير حرب بن عبد الرحمن وكان ذلك في النصف الثاني من القرن السابع .
ووقعت فيها معركة بين إمام اليمن مجد الدين الرسي وبين محمد بن المهدي الوادعي وقد تمكن الوادعي من قتل الرسي وتمزيق جيشه الأمر الذي جعل معز الدين الرسي خليفة مجد الدين الرسي أن يسرع بجموع كبيرة والتقى مع أبن المهدي وقتله , وبعدها أجتمع قبائل محلف ( قبائل قحطان وقبائل يام ) والتقت هذه القوة في الحرجة مع معز الدين وتمكنت من إخراجه من الحرجة ومن ثم أخراجه من بلاد قحطان وذلك في عام 942هـ .
وفي عهد الدولة العثمانية تقدم للحرجة متصرف عسير آنذاك سليمان شفيق باشا بعد أن أمتنع ( أبن دليم ) عن الحضور وتقديم الولاء له رغم أن سليمان باشا أرسل له رسالة يؤكد له بأنه في ( أمانه ووجهة ) وإذا أصر على عدم المجئ فأنه سيحرق منزلة ، وبالفعل رفض ( أبن دليم ) الحضور فقام متصرف عسير بإرسال ( أورطة ) من الجيش لحرق المنزل فقام بوضع بعض العشب على سطح المنزل وأوقد فيها تنفيذا لوعيده وظن الأهالي المتواجدين في تلك الأماكن بأن المنزل أحترق فعلاً فقاموا بأطلاق الرصاص من بنادقهم صوب الجنود الأتراك فأمرهم المتصرف بعدم مقابلتهم بطلاق النار وعندما رأى الأهالي ذلك انقطعوا عن أطلاق الرصاص على الجنود .
وكان للحرجة سوق يقام يوم الاثنين من كل أسبوع ويعتبر من أكبر وأهم الأسواق في المنطقة حيث يرتاده الكثير من أفراد قبيلة قحطان وغيره من القبائل الأخرى ومن ضمن السلع الهامة التي كانت تستورد وبكميات كبيرة هو البن اليمني والذي يطلق عليه أسم ( القهوة الحرجية ) ثم كان يعاد تصديره إلى الأقاليم والمناطق المجاورة ولأهمية السوق فلابد له من حماية لضبط الأمن فقد كانت قبيلة آل سريع القوية تحميه وتحافظ على أمنة يقول الشاعر يحي جابر الريثي من قبائل خولان بن عامر :
يا سلام الله على دعوى السريعيحامية لثنيـن بسـلال النفيعـي
والعوايد عندها مل عهد الوَلـي
أفعالها بالطيب يروس كل ريعـيمذهلين العدو والعاصي يطيعـي
سوقها لثنين والمخطـي يدوَلـي
المصادر :
1 - أهل السراة في القرون الاسلامية الوسيطة
2 - موجز تاريخ وأحوال منطقة عسير
3- أمتاع السامر
4 - العادات والتقاليد والاعراف في إقليم عسير
منقول
بلدة الحرجة هي بلدة من ضمن بلدان قبائل شريف قحطان وقد وصفها احد الباحثين بأنها تٌعد ( قصبة منطقة قحطان في الماضي ) وتقع على طريق نجران بين سراة عبيدة وظهران الجنوب .
يقطنها قبائل شريف الخمسة وهي ( قبيلة آل سريع , قبيلة عبد القادر , قبيلة بنيوس ، قبيلة بني هاجر ، قبيلة بني زيد ) وهي مقر لأمراء قحطان ( آل دليم ) .
والحرجة مدينة عريقة لها تاريخ حافل بأهل العلم , وبرز منها عدة مؤرخين ولعل من أشهر علمائها المقداد الحرجي صاحب كتاب ( النجوم اللوامع من مختصر التواريخ الجوامع ) وهو من رجال القرن السابع الهجري ومن سلالته القاضي مسفر أبن صالح الحرثي والمعروفين الآن بأسرة ( أبو حثرة ) البعض منهم يسكن بمدينة أبها وبعضهم لازال في الحرجة , ومن العلماء أيظن السيد علي بن صلاح بن محمد العبالي الذي يعد اصله من الحرجة , وقد نزح منها علماء تفرقوا في سائر أنحاء اليمن منهم محمد ابن احمد بن الحسن جد العلماء لبني العبالي , ومنهم جد العلماء الغشم , ومنهم جد العلماء بني السماري , ومنهم محمد بن عبدالرحمن الطائفي الحرجي ولقد كانت هذه البلدة ملاذا لبعض الأئمة الذين يفرون من وجوه أئمة متغلبين عليهم مثل الحسن بن يحي بن علي القاسمي الضحياني : المعروف بالإمام الهادي , ومن أشهر الأسر العلمية في الحرجة هي (أسرة القضاة ) فقد ورد ذكرها في أحدى الوثائق المؤرخة في شهر صفر سنة ثمان وتسعمائة للهجرة وخلاصة الوثيقة بأنه بعد أن كثرت الخصم والامتحان ..... أجتمع كبار قحطان وشيوخهم جميعا وأجتمع تسعون خيالا وعزموا إلى عند القاضي زيد بن يوسف وهو مع الإمام مطهر بن محمد وأهدوا إليه هدية كبيرة وأحرموا عنده وحلفوا من طعام إلا إن يفسح لهم أن ينقولوا القاضي زيد بن يوسف ..... فلما وصلوا بالقاضي زيد إلي بلاد قحطان فتمالوا أبن يجعلونه , ثم إنهم اجتمعوا أن يجعلوه في الحرجة حيث إنها متوسطة لبلاد قحطان وجعل له قحطان على أنفسهم قاعدة صحيحة أنهم ممتثلين لما حكم به القاضي زيد ما نطق به : القران الكريم والكتاب والسنة رسول الله صلى الله علية وسلم وكانوا ينساقون إليه من : ذهبان إلي ظهران للشرع , كما أن بالحرجة مسجد يعتبر من أقدم المساجد في المنطقة وقد شيد سنة 191هـ .
كما انها كانت مسرح لبعض الأحداث التاريخية والتي من أهما عندما استولى عليها حكام اليمن ( بني رسول ) وبنو فيها قلعة تسمى ( القاهرة ) وقد دمرت هذه القلعة بعد عدة معارك على يدي قبائل قحطان بقيادة عامر بن زياد وعاطف الهرمس وماعز الطيار المسردي وقبائل عسير بقيادة الأمير يزيد بن عبد الرحمن والأمير حرب بن عبد الرحمن وكان ذلك في النصف الثاني من القرن السابع .
ووقعت فيها معركة بين إمام اليمن مجد الدين الرسي وبين محمد بن المهدي الوادعي وقد تمكن الوادعي من قتل الرسي وتمزيق جيشه الأمر الذي جعل معز الدين الرسي خليفة مجد الدين الرسي أن يسرع بجموع كبيرة والتقى مع أبن المهدي وقتله , وبعدها أجتمع قبائل محلف ( قبائل قحطان وقبائل يام ) والتقت هذه القوة في الحرجة مع معز الدين وتمكنت من إخراجه من الحرجة ومن ثم أخراجه من بلاد قحطان وذلك في عام 942هـ .
وفي عهد الدولة العثمانية تقدم للحرجة متصرف عسير آنذاك سليمان شفيق باشا بعد أن أمتنع ( أبن دليم ) عن الحضور وتقديم الولاء له رغم أن سليمان باشا أرسل له رسالة يؤكد له بأنه في ( أمانه ووجهة ) وإذا أصر على عدم المجئ فأنه سيحرق منزلة ، وبالفعل رفض ( أبن دليم ) الحضور فقام متصرف عسير بإرسال ( أورطة ) من الجيش لحرق المنزل فقام بوضع بعض العشب على سطح المنزل وأوقد فيها تنفيذا لوعيده وظن الأهالي المتواجدين في تلك الأماكن بأن المنزل أحترق فعلاً فقاموا بأطلاق الرصاص من بنادقهم صوب الجنود الأتراك فأمرهم المتصرف بعدم مقابلتهم بطلاق النار وعندما رأى الأهالي ذلك انقطعوا عن أطلاق الرصاص على الجنود .
وكان للحرجة سوق يقام يوم الاثنين من كل أسبوع ويعتبر من أكبر وأهم الأسواق في المنطقة حيث يرتاده الكثير من أفراد قبيلة قحطان وغيره من القبائل الأخرى ومن ضمن السلع الهامة التي كانت تستورد وبكميات كبيرة هو البن اليمني والذي يطلق عليه أسم ( القهوة الحرجية ) ثم كان يعاد تصديره إلى الأقاليم والمناطق المجاورة ولأهمية السوق فلابد له من حماية لضبط الأمن فقد كانت قبيلة آل سريع القوية تحميه وتحافظ على أمنة يقول الشاعر يحي جابر الريثي من قبائل خولان بن عامر :
يا سلام الله على دعوى السريعيحامية لثنيـن بسـلال النفيعـي
والعوايد عندها مل عهد الوَلـي
أفعالها بالطيب يروس كل ريعـيمذهلين العدو والعاصي يطيعـي
سوقها لثنين والمخطـي يدوَلـي
المصادر :
1 - أهل السراة في القرون الاسلامية الوسيطة
2 - موجز تاريخ وأحوال منطقة عسير
3- أمتاع السامر
4 - العادات والتقاليد والاعراف في إقليم عسير
منقول