ابو مبارك المظفري
23-04-2008, 07:03 PM
حفرة رطبة اسمها.. »القبر«!!
.. أضحكني كثيرا حديث لأحد الوزراء الكويتيين السابقين ـ وهو علماني ـ لقناة »الجزيرة« قبل حوالي ثلاث سنوات في حلقة خاصة من »الإرهاب« حين قال.. »ان القرآن يحث على الارهاب«، فلما سأله المذيع.. »كيف«؟! اجاب.. في الآية التي تقول.. (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ـ ترهبون ـ به عدو الله وعدوكم) صدق الله العظيم! قبل حوالي سنة، قال احد العائدين »الارهابيين« من معتقل »غوانتانامو« في لقاء صحافي انه اعتنق الفكر المتشدد بعد ان شاهد شريط فيديو قامت بتصويره جمعية الاصلاح خلال الثمانينيات عن »تجهيز وتكفين ودفن ميت«، وقامت الكاميرا بمتابعة هذه الاجراءات ابتداء من حفر القبر على يد عمال البلدية »الصعايدة« حتى لحظة إهالة التراب ورش الماء على القبر بعد انتهاء عملية الدفن!! تلفزيون الكويت يبث ـ مشكورا ـ صوت الأذان مصحوبا بمناظر جميلة لخلق الله من بحار وانهار وجبال ووديان وشلالات مياه وطيور جميلة وفراشات واشجار وغابات مع كلمات دعاء بصوت محبب لتذكر خلق الله في الارض، و.. تخيل معي ماذا كان سيحدث لك ولي ولكل المصلين في ذلك الوقت لو ان التلفزيون بث صوت الأذان على مشاهد شريط جمعية الاصلاح؟!
.. عندما كنا اطفالا في المرحلة المتوسطة كان لدينا مدرس دين مصري اعتاد على ان يقول لنا.. »ان الله ليس موجودا في السماء فقط، انه موجود في كل مكان، في الارض والسماء وفي الجبال وفي الشجر حتى في الهواء«، ثم يكمل حديثه باللهجة العامية المصرية.. »ربنا كمان موجود معانا دلوقتي في المدرسة لما نذاكر كويس وننجح في دروسنا، وأنجح انا في تعليمكم الاسلام الصحيح وشرع.. ربنا«! كلام جميل ونقي يصل سريعا الى قلوب الاطفال، لكنه لو جاء بكفن بداخله جثة عامل ايراني سقط من اعلى بناية ثم طلب منا تغسيله وتكفينه وحفر قبر له في حديقة المدرسة، لكنا قفزنا من على الاسوار وهربنا الى.. بيوتنا!! في زمن الدولة العباسية ظهرت طائفة من المسلمين رأت تفسيرا جديدا في قوله تعالى.. (يد الله فوق ايديهم)، فقالت.. »مادام الله له يد فله ذراع، وما دامت له ذراع، فله كتف، ومادام له كتف فهناك رأس تحملها هذه الكتف«.. وهكذا! الفيلسوف السعودي الراحل »عبدالله القصيمي« الذي كتب كتاب »الكون يحاكم الإله« و»العالم ليس عقلا« وغيرهما وضع اهداء في مقدمة احد كتبه قال فيه.. »الى ابليس، الى اول من آمن بالديموقراطية حين قال للخالق عز وجل.. لا«!! اخبرني احد عشاق ومريدي الشيخ »القصيمي« انه كان جالسا بجوار سريره حين حضرته الوفاة وتفاجأ به يطلب نسخة من القرآن الكريم واخذ يقرأ لمدة ثلاث ساعات حتى خرج السر.. الإلهي وصعدت الروح الى.. بارئها! انت تستطيع ان تتاجر بالسيارات والدراجات والطائرات وعلب الحمص والفول واكياس المعكرونة والاراضي والعمارات والعقارات والاسهم والسندات والحيوانات حتى بالبشر، لكنك لا تستطيع التجارة بدين الله وكتابه العظيم، لذلك اشفق كثيرا على من يتاجر بالدين ويحشره في السياسة ليحوله الى ارقام واصفار تضاف الى رصيده في البنوك، لأن عذاب هؤلاء (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) سيكون رهيبا ومخيفا واكثر واعظم من عذاب الكفرة والمشركين.. والله اعلم!
***
.. الرئيس الايراني »احمدي نجاد« قال ان »بلاده هي اقوى دولة على وجه الارض«! هذه الجملة قالها قبله الزعيم النازي »هتلر« حين اعلن بأن.. »المانيا فوق الجميع، وبأن عش النسر وامبراطورية الرايخ الثالث سيعيشان لألف سنة«! والنتيجة؟ مات منتحرا ثم احرقت جثته مع »ايفا براون« ـ زوجة الساعات الاخيرة ـ وطويت صفحة ديكتاتور مخبول قتل خمسين مليون روح انسانية.. بريئة!! الذين لا يتعلمون من التاريخ مكانهم حفرة رطبة ومظلمة اسمها.. »القبر«!!
تاريخ النشر: الاربعاء 23/4/ 2008
وعساها تعجبكم
.. أضحكني كثيرا حديث لأحد الوزراء الكويتيين السابقين ـ وهو علماني ـ لقناة »الجزيرة« قبل حوالي ثلاث سنوات في حلقة خاصة من »الإرهاب« حين قال.. »ان القرآن يحث على الارهاب«، فلما سأله المذيع.. »كيف«؟! اجاب.. في الآية التي تقول.. (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ـ ترهبون ـ به عدو الله وعدوكم) صدق الله العظيم! قبل حوالي سنة، قال احد العائدين »الارهابيين« من معتقل »غوانتانامو« في لقاء صحافي انه اعتنق الفكر المتشدد بعد ان شاهد شريط فيديو قامت بتصويره جمعية الاصلاح خلال الثمانينيات عن »تجهيز وتكفين ودفن ميت«، وقامت الكاميرا بمتابعة هذه الاجراءات ابتداء من حفر القبر على يد عمال البلدية »الصعايدة« حتى لحظة إهالة التراب ورش الماء على القبر بعد انتهاء عملية الدفن!! تلفزيون الكويت يبث ـ مشكورا ـ صوت الأذان مصحوبا بمناظر جميلة لخلق الله من بحار وانهار وجبال ووديان وشلالات مياه وطيور جميلة وفراشات واشجار وغابات مع كلمات دعاء بصوت محبب لتذكر خلق الله في الارض، و.. تخيل معي ماذا كان سيحدث لك ولي ولكل المصلين في ذلك الوقت لو ان التلفزيون بث صوت الأذان على مشاهد شريط جمعية الاصلاح؟!
.. عندما كنا اطفالا في المرحلة المتوسطة كان لدينا مدرس دين مصري اعتاد على ان يقول لنا.. »ان الله ليس موجودا في السماء فقط، انه موجود في كل مكان، في الارض والسماء وفي الجبال وفي الشجر حتى في الهواء«، ثم يكمل حديثه باللهجة العامية المصرية.. »ربنا كمان موجود معانا دلوقتي في المدرسة لما نذاكر كويس وننجح في دروسنا، وأنجح انا في تعليمكم الاسلام الصحيح وشرع.. ربنا«! كلام جميل ونقي يصل سريعا الى قلوب الاطفال، لكنه لو جاء بكفن بداخله جثة عامل ايراني سقط من اعلى بناية ثم طلب منا تغسيله وتكفينه وحفر قبر له في حديقة المدرسة، لكنا قفزنا من على الاسوار وهربنا الى.. بيوتنا!! في زمن الدولة العباسية ظهرت طائفة من المسلمين رأت تفسيرا جديدا في قوله تعالى.. (يد الله فوق ايديهم)، فقالت.. »مادام الله له يد فله ذراع، وما دامت له ذراع، فله كتف، ومادام له كتف فهناك رأس تحملها هذه الكتف«.. وهكذا! الفيلسوف السعودي الراحل »عبدالله القصيمي« الذي كتب كتاب »الكون يحاكم الإله« و»العالم ليس عقلا« وغيرهما وضع اهداء في مقدمة احد كتبه قال فيه.. »الى ابليس، الى اول من آمن بالديموقراطية حين قال للخالق عز وجل.. لا«!! اخبرني احد عشاق ومريدي الشيخ »القصيمي« انه كان جالسا بجوار سريره حين حضرته الوفاة وتفاجأ به يطلب نسخة من القرآن الكريم واخذ يقرأ لمدة ثلاث ساعات حتى خرج السر.. الإلهي وصعدت الروح الى.. بارئها! انت تستطيع ان تتاجر بالسيارات والدراجات والطائرات وعلب الحمص والفول واكياس المعكرونة والاراضي والعمارات والعقارات والاسهم والسندات والحيوانات حتى بالبشر، لكنك لا تستطيع التجارة بدين الله وكتابه العظيم، لذلك اشفق كثيرا على من يتاجر بالدين ويحشره في السياسة ليحوله الى ارقام واصفار تضاف الى رصيده في البنوك، لأن عذاب هؤلاء (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) سيكون رهيبا ومخيفا واكثر واعظم من عذاب الكفرة والمشركين.. والله اعلم!
***
.. الرئيس الايراني »احمدي نجاد« قال ان »بلاده هي اقوى دولة على وجه الارض«! هذه الجملة قالها قبله الزعيم النازي »هتلر« حين اعلن بأن.. »المانيا فوق الجميع، وبأن عش النسر وامبراطورية الرايخ الثالث سيعيشان لألف سنة«! والنتيجة؟ مات منتحرا ثم احرقت جثته مع »ايفا براون« ـ زوجة الساعات الاخيرة ـ وطويت صفحة ديكتاتور مخبول قتل خمسين مليون روح انسانية.. بريئة!! الذين لا يتعلمون من التاريخ مكانهم حفرة رطبة ومظلمة اسمها.. »القبر«!!
تاريخ النشر: الاربعاء 23/4/ 2008
وعساها تعجبكم