مقبل السحيمي
13-04-2008, 12:49 PM
الحمد للّه وحده والصلاة والسلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه أما بعد . .
فقد سألني بعض الإخوان عن حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه ، وذكر أن البلوى قد عمت بهذا الصنف من الناس .
والجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا ، وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة ، واللّه سبحانه لم يُبِح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيبا نافعا ، أما ما كان ضارا لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيرا لعقولهم فإن اللّه سبحانه قد حرمه عليهم . وهو عزَّ وجلَّ أرحم بهم من أنفسهم ، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، فلا يحرم شيئا عبثا ولا يخلق شيئا باطلا ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة ؛ لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل .
كما قال سبحانه : { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } .
وقال عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة : { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ } ، وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : { يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } . . . ) . الآية .
فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات ، وهي : الأطعمة والأشربة النافعة ، أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة ، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضررا كبيرا ، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك ، فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه ، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه فقد قال اللّه تعالى في كتابه المبين : { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } ، وقال عز وجل : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } .
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يُتَّخذ مثله إماما ، بل المشروع أن يُختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين والاستقامة ؛ لأن الإمامة شأنها عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللّه ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما » . الحديث رواه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه : « إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم » .
نقلته لكم بنفسي نصا من كتاب حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر به
للعلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة
أخوكم/ مقبل السحيمي
فقد سألني بعض الإخوان عن حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه ، وذكر أن البلوى قد عمت بهذا الصنف من الناس .
والجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا ، وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة ، واللّه سبحانه لم يُبِح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيبا نافعا ، أما ما كان ضارا لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيرا لعقولهم فإن اللّه سبحانه قد حرمه عليهم . وهو عزَّ وجلَّ أرحم بهم من أنفسهم ، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، فلا يحرم شيئا عبثا ولا يخلق شيئا باطلا ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة ؛ لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل .
كما قال سبحانه : { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } .
وقال عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة : { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ } ، وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : { يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } . . . ) . الآية .
فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات ، وهي : الأطعمة والأشربة النافعة ، أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة ، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضررا كبيرا ، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك ، فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه ، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه فقد قال اللّه تعالى في كتابه المبين : { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } ، وقال عز وجل : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } .
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يُتَّخذ مثله إماما ، بل المشروع أن يُختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين والاستقامة ؛ لأن الإمامة شأنها عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللّه ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما » . الحديث رواه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه : « إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم » .
نقلته لكم بنفسي نصا من كتاب حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر به
للعلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة
أخوكم/ مقبل السحيمي