المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «شاعر الإسلام.. الدكتور محمد إقبال»


مرعي بن دواس الحبابي
26-02-2008, 04:59 PM
http://www.islamtoday.net/media/9805.jpg



صدرت حديثًا في القاهرة طبعة جديدة من كتاب «شاعر الإسلام.. الدكتور محمد إقبال».
لفضيلة الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، وتمّ توزيعها مع مجلة الأزهر الصادرة في غزة شهر صفر 1429م، وكتب مقدمة هذه الطبعة الدكتور محمد رجب البيومي تناول فيها السيرة الذاتية للشيخ أبو الحسن الندوي.
وفي بداية المقدمة يبيّن الدكتور محمد رجب البيومي تهيُّبه الشديد من الحديث عن الشيخ أبو الحسن الندوي، ولكن لابدّ من الكتابة فيرى أنه أشرق في محيط العالم الإسلامي بدرًا مكتملاً وذلك بإصداره كتابه القيم والرائع «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟» في مطلع حياته الفكرية، حيث كان حدثًا هائلاً في دنيا الفكر؛ لأنه رجّ القراء رجًّا، ومن منّا- نحن أبناء الحركة الإسلامية- لم يطلع على هذا الكتاب في نهاية السبعينيات من القرن الميلادي الماضي؟!
لقد توالت طبعات هذا الكتاب الذي قام بتقديمه إلى القراء الدكتور محمد يوسف موسى، والأستاذ سيد قطب، والدكتور أحمد الشرباصي وهم قمم في مجال الفكر الإسلامي.
لقد نشأ أبو الحسن الندوي في أسرة كريمة عربية ترجع بأصولها إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما..
طوّف أبو الحسن بأكثر العواصم الإسلامية فزار مصر والمغرب والشام وتركيا، كما زار أوربا وأمريكا وقد تحدّث عن رحلاته في كتب مستقلّة وفي مقالات سائرة وعبر عن شعوره الصادق دون مجاملة للباطل ومن كتبه التي اختصّ بها هذه الرحلات كتابه «مذكرات سائح في الشرق العربي» و«من نهر كابل إلى اليرموك» و«أسبوعان في المغرب الأقصى».
كما شارك في معظم المنظمات الإسلامية فقد انتخب أمينًا عامًا لندوة العلماء في الهند، واختير عضوًا مراسلاً في المجتمع العربي بدمشق، وعضوًا تأسيسيًا برابطة العالم، وعضوًا في المجلس الاستشاري للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأسّس ورأس رابطة الأدب الإسلامي العالمية.. وقد انتقل إلى رحمة الله في نهاية عام 1999 ميلادية.
أما كتابه «شاعر الإسلام.. الدكتور محمد إقبال» فتحدَّث فيه حديثًا رائعًا عن حياته وعن العوامل التي كوّنت شخصيته وآراءه في التعليم والعلوم والجيل الجديد، وحين تحدّث أبو الحسن عن الإيمان بيّن هذه العوامل، هذا الإيمان الذي رفع الشاعر عن الاحتفال بمغريات المادة وعن تيار الحضارة الغربية الجارف ودفعه إلى مقومات الحياة لدى الأمة الإسلامية كما تغنّى بها إقبال مبينًا جناية المدنية الحديثة على الإنسانية، ثم حديثة عن القرآن الكريم وأثره الضخم في تحديد رسالة الشاعر الكبير، وعن خبرته بالنفس الإنسانية شرقًا وغربًا.
فتحت عنوان «خلاصة حياته» أوجز أبو الحسن سيرة إقبال الذاتية مبينًا أنه ولد في مقاطعة البنجاب سنة 1877وهو سليل بيت من أوسط بيوتات البراهمة في كشمير أسلم جده الأعلى قبل مائتي سنة، وعرف ذلك البيت منذ ذلك اليوم بالصلاح. تعلم إقبال في مدرسة إنجليزية واجتاز الامتحانات وسافر إلى لندن عام 1905 فالتحق بجامعة كمبردج وأخذ شهادة عالية في الفلسفة وعلم الاقتصاد وذاع صِيت الشاعر والعلامة إقبال في العالم الإسلامي، ولما نشبت الحرب البلقانية والطرابلسية كان لها في نفسية الشاعر أكبر الأثر وعمقه وجرحت عواطفه وقلبه فتحرك ساكنه وجعلت منه عدوًا لدودًا للحضارة الغربية والإمبراطورية الأوربية، وأملاه حزنه ووجده قصائد كلها دموع حارة في سبيل المسلمين وسهام مسمومة في صدور الأوربيين، وتتجلى هذه الروح في جميع ما نظم، وقال في هذه الفترة فمن قصائده:
البلاد الإسلامية، ردًا على الوطنية، والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، إلى شباب الإسلام ، يا هلال العيد، المسلم، فاطمة بنت عبد الله (وهى فتاة مسلمة استشهدت في جهاد طرابلس)، أدِرْنة، الصديق، بلال، الحضارة الحديثة، الدين، شكوى إلى الرسول، وقد نعى في هذه القصيدة على الزعماء والقادة الذين يتزعمون المسلمين وليست عندهم صلة روحية بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا بريء من أولئك الذين يحجُّون إلى أوربا ويشدُّون إليها الرحال مرّة بعد مرّة ولا يتصلون بك أبدًا في حياتهم ولا يعرفونك.
ولما حضرته الوفاة قال وهو يجود بنفسه: أنا لا أخشى الموت أنا مسلم، من شأن المسلم أن يستقبل الموت مبتسمًا، وفاضت روحة قبل أن تطلع شمس يوم 21 إبريل 1938م. وغربت هذه الشمس التي ملأت القلوب دفئًا ونورًا.
كما تحدّث أبو الحسن عن العوامل التي كوّنت شخصية محمد إقبال وأراءه في التعليم والعلوم والجيل الجديد، وبيّن أنه تخرج في مدرستين مدرسة الثقافة العصرية والدراسات الغربية ومدرسة دار العلوم الهندية التي يقول عنها أبو الحسن الندوي: إنها مدرسة ما خاب مَن تعلّم فيها وما ضاع من تخرّج منها، إنها مدرسة لم تخرج إلا أئمة الفن المجتهدين وواضعي العلوم المبتكرين وقادة الفكر والإصلاح المجددين الذين يشغلون المدارس ورجالها بتفهّم ما قالوا ودراسة ما كتبوا وشرح ما خلفوا وتعليل ما ألفوا..
ثم يؤكد أن إيمان إقبال كان المربي والمرشد ومصدر القوة ومنبع الحكمة حيث كان شديد الإيمان بالإسلام ورسالته، قوىَّ العاطفة، شديد الإخلاص والإجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفانيًا في حبّه مقتنعًا بأن الإسلام هو الدين الخالد الذي لا تسعد الإنسانية إلا به، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل والبصير بالسبل.
وكان القرآن الكريم من العوامل التي أثرت في عقلية إقبال وفي نفسه وكذلك نظام تربيته وقراءاته.
كما تحدّث عن الإنسان الكامل في نظر إقبال وهى تلك المحاضرة التي ألقاها في مصر بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول في 10 أبريل 1951م.
وفيها يؤكد إقبال أن المسلم هو الإنسان الكامل وأن قوة المسلم مستمدة من رسالته وأن المسلم لا ينحصر في الأوطان والشعوب وأنه متخلق بخلق الله، والمسلم كالشمس لا تغرب مطلقًا، وأنه هو المنافس الوحيد والخطر الدائم على الباطل، وأنه كذلك هو باني العالم الجديد...

مرعي بن دواس الحبابي
02-03-2008, 04:03 PM
لو عرفتو قصيده الشامخ ماتركتوه بدون ردود

ان شاء الله انزل قصائد

اخوكم