المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا يَـٍا جٍِبَالٍْ (الِـٍرْيِـٍنْ) مَا شفتي محمد


ابوحسين
19-01-2008, 05:50 PM
الأبناء أحد النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا فرزقنا بهم وجعلهم فلذات الأكباد وبهجة الحياة الدنيا وزينتها ، فبوجودهم تسعد القلوب وبقربهم تطمئن الأنفس ، وعليهم تعقد الآمال وترسم الأماني والأحلام ، وفي المقابل عند فقدانهم تفجع القلوب وتدمى وتنهار الأعصاب وتتحطم فتختلط الدموع بنزف القلوب التي يملأها الحزن والأسى والمرارة حيث لا يوجد أغلى وأحب من الولد عند والديه ولا يعادل غلاه كنوز الأرض .

ومفرح بن مسهية من الرجال الذين يتمتعون بالطيب والكرم ومكارم الأخلاق وكان لديه ولدا وحيدا اسمه ( محمد ) نشأ وتررع في كنف والديه فنهل من طيب والده وتعلم على يديه المراجل وحب المكرمات ، وكان محمد شابا ذكيا بهي الطلعة ومحبوبا بين جماعته وعند أقرانه ، واشتهر بحبه الكبير لوالديه وطاعته لهما وبره بهما ، وكانا والديه يحبانه لدرجة تفوق الوصف ، وكان محمد مولعا بالصيد والقنص وكثيرا ما يقوم برحلات من أجل ذلك ، وذات يوم رافق والده لزيارة أخواله جهة ( الرين ) في ديار قبيلة قحطان ، وأثناء وجوده هناك أراد الذهاب للقنص فأخذ معه ماءا وطعاما يكفي لرحلته وركب راحلته وخرج للصيد ، فاعترضه قوم أخذوا راحلته وما عليها وتركوه في البراري وحيدا ، وعندما حلّ المساء وتأخر محمد في عودته انتاب والده وأخواله القلق فخرجوا للبحث عنه ، وبعد وقت طويل وهو يبحثون في البراري شاهد والده من بعيد شخصا ملقى على الأرض فاقترب منه واذا هو ابنه محمد وقد فارق الحياة عطشا فصعق والده من هول المصيبة التي حلت به واهتزت الأرض من تحت قدميه وانهار باكيا ، فاجتمع القوم من حوله وهالهم المنظر الحزين ثم أخذوا محمد وغسلوه وصلوا عليه ودفنوه وعادوا بالوالد المنكوب إلى ديارهم ، وأصر مفرح على الرحيل إلى دياره من ليلته خوفا من وصول الخبر لوالدته التي قطعا لن يحتمل قلبها الصدمة ما لم يخبرها هو بطريقته الخاصة ..


وفي الطريق دارت به الأفكار واحتار في كيفية اخبارها ثم اهتدى لطريقة قد تكون مقنعة ، وعندما وصل إلى البيت تصنع التماسك والقوة ورباطة الجأش فطرق الباب وفتحت له زوجته فقال لها إن معي ضيوفا ونريد أن نكرمهم ولكنهم لا يأكلون إلا طعام ناس لم تصبهم مصيبة ولم تفجعهم الدنيا بموت عزيز عليهم ، فانطلت عليها الحيلة وخرجت تبحث عن أناسٍ تنطبق عليهم هذه الصفات وبحثت في كل مكان ثم عادت يائسة وأخبرت زوجها بأنها ما وجدت أناسا إلا وقد فجعتهم الدنيا ، فقال زوجها ونحن ألم تفجعنا الدنيا ؟ فقالت الزوجة لا نحن بخير ولله الحمد ، فأخبرها بأنهم قد لحق بهم نصيبهم من فواجع الدنيا بموت ابنهم محمد ثم أخذ ينصحها بالصبر والاحتساب كما صبر أولئك الناس على مصائبهم ، فخفف ذلك من صدمتها وهدأ من روعتها وحمدت الله فهو الذي أعطاه وهو الذي أخذه ، ثم راح مفرح بن مسية يسأل جبال الرين عن محمد بهذه القصيدة الحزينة التي قال فيها :


ألا يا جبال الرين ما شفتي محمـد؟=عليـك منهـا يالجـبـال مــلام
يبكيه عودٍ ثالثـة رجليـه العصـا=يكـوده عـقـب القـعـاد مـقـام
وتبكيه عـذرا فاتهـا غـي الصبـا=كما فـات العصيـر لقّـاف حمـام
ومن قبلك الهلالات يالعين فأصبـري=بيوتهـم عقـب العـمـار هــدام
ومن قبلك آل حميد يالعين فأصبري=الـزاد فـقـه والبـيـوت خـيـام
ومن قبلك آل حبيش يالعين فأصبري=جريـس وزبـن الجاذيـات حـزام
ومن قبلك آل معيض يالعين فأصبري=أهـل بـيـوتٍ عنـدهـا جـهـام
وكل القبايـل قـد عثـت بنزولهـم=وجموعهم عقـب الصفـاف أثـلام
يالله يالمطلـوب تجبـر مصيبتـي=يـا جابـر المكسـور يـا عــلام
أنـا وغيـري كلبـونـا بقـدرتـك=يـا خالـق الأنــوار والأظــلام
تلطف بعـودٍ يـوم أخـذت جنينـه=سهيـر عيـن مـا يـذوق مـنـام
عودٍ غريـب الـدار عـن جماعتـه=اليـوم عنـده كنـه ميـة عــام
وتجبر عزا من عافت النوم عينهـا=والكبـد صامـت مـا تبـي طعـام
دنيـا دهتنـا وفجعتـنـا بـغـرة=عـودٍ غريـب وحـايـر الأقــدام
دنيا فجعتنـا يـا كفـى الله شرهـا=والـزرع لابـده مــن الـصـرام
بقعا خذت مـن الأوليـن وعادهـا=وفـي خشمهـا للمقبليـن عــرام
وأذكـر الله عـدة حـروف قلتهـا=وصلـوا علـى المختـار يالاسـلام

سالم العبيدي

السهم الاحمر
20-01-2008, 12:12 AM
الله لايحرمه شفاعته ويرحمهم جميعاا وشكرا لك

أبن جفشان
20-01-2008, 12:54 AM
لاهنــــــــــت ياذيبان

وبيض الله وجهك

وللإيضاح

مفرح بن مسهية من العجمان

مرعي بن دواس الحبابي
20-01-2008, 01:19 AM
ابو حسين

الله لايهينك والله يرحمهم جميع ويرحم اموات واحساء المسلمين

قصه وقصيده ممتازه

مشكور

اخوك

مشاري بن نملان الحبابي
20-01-2008, 01:31 AM
لاهنت ,...

والله يعطيك العافية ..

شامانـ العاطفي
20-01-2008, 10:19 AM
قصة وقصيدة رايعة .....

وبالفعل طريقتة في ايصال الخبر رايعة...

الله يرحمهم جميعن ...

واللهم ثبتنا عند المصايب .......

وابيض وجة يا عيد الركاب ...

الضويري
20-01-2008, 10:49 AM
لاهنت يابوحسين وبيض الله وجهك

والله يرحم الشاعر الشامري وابنه محمد رحمه واسعه

تقبل تحياتي

شامانـ العاطفي
20-01-2008, 02:40 PM
لاهنت يابوحسين وبيض الله وجهك

والله يرحم الشاعر الشامري وابنه محمد رحمه واسعه

تقبل تحياتي


تصحيحن لما ذكرة اخوي ابو حزام فأن الشاعر من ال سليمان

وليس ال شامر وكلهم من العجمان ...

ودمتم بود ..

عبدالله السويداني
21-01-2008, 04:16 PM
لا هنت يا أبو حسين على القصة والأبيات المحزنه

ويا زين طاري" الرين "



الله يعطيك العافية

فهد العلياني
21-01-2008, 06:14 PM
قصة وقصيدة رائعة

لاهنت بيض الله وجهكـ علي الموضوع


تقبل مروري



.

سعيد بن مسعود آل مهدي
22-01-2008, 12:01 AM
ابو حسين

أشكرك جزيل الشكر على هذا الطرح والتميز
والله يبيض وجهك على هذه السالفه الطيبه
الله يعطيك العافيه
ولاهنت ياغالي

تقبل تحياتي