حسين بن سعيد الحسنية
14-11-2007, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاث كلمات (( للجادين فقط ))
هذه الكلمات عباد الله " للجادين فقط " الذين عزموا على تغير مجرى حياتهم إلى كل ما هو خير ، وقرروا أن لا يغادروا هذه الدنيا إلا بعمل دؤوب ، ونتاج مشاهد ، وأبوا إلا أن تكون لهم الهمم السامية ، و المراقي العالية ، والحضور المشرف .
نعم .. هي كلمات للقلب النابض بحياة هذا الدين ، وللعين المتأملة في ملكوت السماوات والأرض ، وللعقل الذي يحمل من الهموم أنفسها ، ومن الخيال أصدقه ومن الفكر أوسعه وأشمله .
كلمات .. تحي في كل صدر عزيمة ، وتبعث في كل نفس تجدد ، وتبث في كل فؤاد نجوى .
كلمات ثلاث سطرتها بحبر كنت أتمناه دماً فداءاً لهمم الصادقين ، وميثاق تعاون على طريق قلّ فيه السالكين ، طريق {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5
هي ثلاث لكن حملها شاق إلّا على الذين باعوا الدنيا لأجل الدين ، و أرخصوها غير آبهين و لا مشفقين ، وأذلوها ابتغاءاً في عزة هي ( لله ولرسوله وللمؤمنين ) .
فاقرأها بتدبر ، وأقبل إلي بكل جوارحك ، وتأملها بصدق لا انهزام فيه ، وجدية لا استهزاء يخالطها .
" فما ارتفع صوت الحادي يوماً ما لرفقة أولي صمم ولا ارتفع الفلك الأعلى لغير أهل الشموخ " صلاح الأمة ص44 (سيد عفاني) .
الكلمة الأولى :
كن مع الله جل وعلا ، في خلاوتك وجلواتك ، وفي حلك وترحالك ، و في أقوالك وأفعالك ، فهي المعيّة الشريفة ، والعلاقة الوثيقة ، والصلة التي لا يجاريها صلة .
إذا استعنت فاستعن بالله ، وإذا استعذت فاستعذ بالله ، وإذا توكلت فتوكل على الله ، وإذا ناجيت فناج الله .
لا تعمل إلا لله ، ولا تتعلم إلا لله ، ولا تدعوا إلا إلى الله ، ولا تصبر إلا لأجل الله .
حياتك مع الله سرور ، وطريقك إلى الله نور ، وبعدك من الله ضلال وفجور.
إذا أوصدت أمامك الأبواب فباب الله مفتوح ، وإذا ادلهمت عليك الخطوب فعون الله قريب ، وإذا تركك الأحباب وهجرك الأصحاب فأي معيّة أفضل من معيّة العزيز الوهاب .
إليك وإلا لا تشد الركائب ** ومنك وإلا فالمؤمل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيع ** وعنك وإلا فالمحدث كاذب
كن مع الله تفلح فلاحاً دائما ، وتنجح نجاحاً باهراُ ، فتتميز لأنك أخلصت ، وتتصدر لأنك صدقت .
كن مع الله وتذكر {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }الشعراء109 .
وتأمل {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58 .
كن مع الله بجهاد صادق تنل الهداية المبتغاة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 .
قال صاحب الظلال " الذين جاهدوا في الله ليصلوا إليه ويتصلوا به الذين احتملوا في الطريق إليه مااحتملوا ، فلم ينكصوا ولم ييأسوا ، الذين صبروا على فتنة النفس وفتنة الناس الذين حملوا أعباءهم وساروا في ذلك الطريق الطويل الشاق الغريب .. أولئك لن يتركهم الله وحدهم ولن يضيع الله إيمانهم ولن ينسى جهادهم ، إنه سينظر إليهم من عليائه فيرحمهم ، وسينظر إلى جهادهم إليه فيهديهم , وسينظر إلى محاولتهم الوصول فيأخذ بأيديهم ، وسينظر إلى صبرهم وإحسانهم فيجازيهم خير الجزاء "الظلال ( 5/2752) .
الكلمة الثانية :-
الدنيا طريق إلى الآخرة ، يعتريه من العقبات والمنغصات ما يعتريه ، وبه من الأشواك والأقذار ما فيه ، ولا تكاد ترى أحداُ سلكه إلا وشكى منه ، وعانى من ويلاته وهذه حكمه اقتضاها الرب جل وعلا ليبتلي بها عباده ،
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك1, 2
والسالك لهذا الطريق يحتاج إلى رفقة صالحة وعصابة طامحة وجماعة مشجعة ،فهم وكماهم إخوان في الدنيا بتقواهم وصلاحهم قال تعالى {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67
وإخوة الطريق هم الصادقون في نصحهم ، الباذلون في عطائهم الصامدون عند الكرب ، الطامحون لأعلى الرتب ،
"الله غايتهم يتوجهون إليه بالغدو و العشي ، لا يتحولون عنه ، ولا يبغون إلا رضاه ، وما يبتغونه أجل وأعلى من كل ما يبتغيه طلاب الحياة , فاصبر نفسك مع هؤلاء ، صاحبهم وجالسهم وعلمهم ففيهم الخير وعلى مثلهم تقام الدعوات " صلاح الأمة
( سيد عفاني )(68) .
وكلما أحسن المؤمن اختيار رفقاء دربه كان للتميز أقرب ، وللنجاح أدنى ، فالمرء على دين خليله ، و الصاحب ساحب ، ولقد كان صحب محمد صلى الله عليه وسلم خير من رسم لنا حدود الأخوة ، وخطوط المحبة وعناوين التضحيات
فـ " أيها الفارس مهلاً
لاتغادر صهوة الحق ولا تلقي اللجام
واستمع
يافارس الحق صدى صوت الكرام
هل تذكرت الألى
ساروا حفاة والألى راموا القيام
والألى من شرفة التاريخ
أعلوا هامة الصدق الهمام
والألى لم يعشقوا النوم
وما أغضوا لتستفيه اللئام " موسى هجاد ( البيان ) العدد 105
الكلمة الثالثة :-
كن صاحب همة لا ينطفئ نورها ، ولا يغيب بدرها , وليس لها زمام يرخى عزمها ، أو لجام يسكت صوتها .
في كل يوم تنقلك إلى مكان جديد , وتسافر بك إلى كل فريد ، بوعد قد قطعتماه على نفسيكما بالوصول إلى رضى الحميد المجيد .
كن صاحب همة تحط بك في منازل السابقين الفائزين فعلى قدر السباق هنا يكون قدر السباق هناك
يقول أحدهم :- " إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيه القلب طرباً ، وأقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا العيش ، إنهم لفي عيش طيب ".
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، فمتى ما سميت بهمتك وضحت خطوتك ، وبانت بصمتك وغادرت الدنيا وقد بُني لك في كل بلد قصراً ، وفي كل صدر ذكراً ، وعلى كل لسان دعاءاً لك يترا .
" الهمة العالية درجة شخص إليها العبّاد و الزهّاد والمجاهدون والعلماء والحكماء ، وإليها شمّر السابقون من الأنبياء وأصحابهم ومن سار على منهجهم ، وفيها أنفق المنفقون ومن وافقهم ، فهي قوت قلوب السالكين , وغذاء أرواح العارفين ، وقرة عيون المؤمنين الموحدين.
الهمة العالية هي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات ، و النور الساطع الذي يسترشد به الغرباء في بحار الظلمات ، وهي الشفاء الذي من فقده فقد أصابته جميع الأسقام والأنات ، وبها تكون اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم و آلام وحسرات " ( محمد صفوت نور الدين ( تقديمه لكتاب علو الهمة لسيد عفاني ص 1-ا)
وسر في غمرت الليل مهتدياً * بنفحة الطيب لا بالعود والحطب
وعاد كل أخ جبن ٍ ومعجزة * وحارب النفس لا تلقيك في الحرب
وخذ لنفسك نوراً تستضيء به * يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب
الفوائد لابن هيثم ( 101-102)
تلكم الكلمات الثلاث والتي خصصتها للجادين فقط والباحثين عن النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، فكن منهم ولا تعجز ، و ابدأ طريق الفلاح من هذه الساعة وانظر إلى من سبقك إلى رضوان الله ونافسه ، واحذر من التسويف والتأجيل فهو من أفتك الأمراض وألد الأعداء .
بقلم
حسين بن سعيد الحسنية
1428 هـ
ثلاث كلمات (( للجادين فقط ))
هذه الكلمات عباد الله " للجادين فقط " الذين عزموا على تغير مجرى حياتهم إلى كل ما هو خير ، وقرروا أن لا يغادروا هذه الدنيا إلا بعمل دؤوب ، ونتاج مشاهد ، وأبوا إلا أن تكون لهم الهمم السامية ، و المراقي العالية ، والحضور المشرف .
نعم .. هي كلمات للقلب النابض بحياة هذا الدين ، وللعين المتأملة في ملكوت السماوات والأرض ، وللعقل الذي يحمل من الهموم أنفسها ، ومن الخيال أصدقه ومن الفكر أوسعه وأشمله .
كلمات .. تحي في كل صدر عزيمة ، وتبعث في كل نفس تجدد ، وتبث في كل فؤاد نجوى .
كلمات ثلاث سطرتها بحبر كنت أتمناه دماً فداءاً لهمم الصادقين ، وميثاق تعاون على طريق قلّ فيه السالكين ، طريق {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5
هي ثلاث لكن حملها شاق إلّا على الذين باعوا الدنيا لأجل الدين ، و أرخصوها غير آبهين و لا مشفقين ، وأذلوها ابتغاءاً في عزة هي ( لله ولرسوله وللمؤمنين ) .
فاقرأها بتدبر ، وأقبل إلي بكل جوارحك ، وتأملها بصدق لا انهزام فيه ، وجدية لا استهزاء يخالطها .
" فما ارتفع صوت الحادي يوماً ما لرفقة أولي صمم ولا ارتفع الفلك الأعلى لغير أهل الشموخ " صلاح الأمة ص44 (سيد عفاني) .
الكلمة الأولى :
كن مع الله جل وعلا ، في خلاوتك وجلواتك ، وفي حلك وترحالك ، و في أقوالك وأفعالك ، فهي المعيّة الشريفة ، والعلاقة الوثيقة ، والصلة التي لا يجاريها صلة .
إذا استعنت فاستعن بالله ، وإذا استعذت فاستعذ بالله ، وإذا توكلت فتوكل على الله ، وإذا ناجيت فناج الله .
لا تعمل إلا لله ، ولا تتعلم إلا لله ، ولا تدعوا إلا إلى الله ، ولا تصبر إلا لأجل الله .
حياتك مع الله سرور ، وطريقك إلى الله نور ، وبعدك من الله ضلال وفجور.
إذا أوصدت أمامك الأبواب فباب الله مفتوح ، وإذا ادلهمت عليك الخطوب فعون الله قريب ، وإذا تركك الأحباب وهجرك الأصحاب فأي معيّة أفضل من معيّة العزيز الوهاب .
إليك وإلا لا تشد الركائب ** ومنك وإلا فالمؤمل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيع ** وعنك وإلا فالمحدث كاذب
كن مع الله تفلح فلاحاً دائما ، وتنجح نجاحاً باهراُ ، فتتميز لأنك أخلصت ، وتتصدر لأنك صدقت .
كن مع الله وتذكر {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }الشعراء109 .
وتأمل {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58 .
كن مع الله بجهاد صادق تنل الهداية المبتغاة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 .
قال صاحب الظلال " الذين جاهدوا في الله ليصلوا إليه ويتصلوا به الذين احتملوا في الطريق إليه مااحتملوا ، فلم ينكصوا ولم ييأسوا ، الذين صبروا على فتنة النفس وفتنة الناس الذين حملوا أعباءهم وساروا في ذلك الطريق الطويل الشاق الغريب .. أولئك لن يتركهم الله وحدهم ولن يضيع الله إيمانهم ولن ينسى جهادهم ، إنه سينظر إليهم من عليائه فيرحمهم ، وسينظر إلى جهادهم إليه فيهديهم , وسينظر إلى محاولتهم الوصول فيأخذ بأيديهم ، وسينظر إلى صبرهم وإحسانهم فيجازيهم خير الجزاء "الظلال ( 5/2752) .
الكلمة الثانية :-
الدنيا طريق إلى الآخرة ، يعتريه من العقبات والمنغصات ما يعتريه ، وبه من الأشواك والأقذار ما فيه ، ولا تكاد ترى أحداُ سلكه إلا وشكى منه ، وعانى من ويلاته وهذه حكمه اقتضاها الرب جل وعلا ليبتلي بها عباده ،
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك1, 2
والسالك لهذا الطريق يحتاج إلى رفقة صالحة وعصابة طامحة وجماعة مشجعة ،فهم وكماهم إخوان في الدنيا بتقواهم وصلاحهم قال تعالى {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67
وإخوة الطريق هم الصادقون في نصحهم ، الباذلون في عطائهم الصامدون عند الكرب ، الطامحون لأعلى الرتب ،
"الله غايتهم يتوجهون إليه بالغدو و العشي ، لا يتحولون عنه ، ولا يبغون إلا رضاه ، وما يبتغونه أجل وأعلى من كل ما يبتغيه طلاب الحياة , فاصبر نفسك مع هؤلاء ، صاحبهم وجالسهم وعلمهم ففيهم الخير وعلى مثلهم تقام الدعوات " صلاح الأمة
( سيد عفاني )(68) .
وكلما أحسن المؤمن اختيار رفقاء دربه كان للتميز أقرب ، وللنجاح أدنى ، فالمرء على دين خليله ، و الصاحب ساحب ، ولقد كان صحب محمد صلى الله عليه وسلم خير من رسم لنا حدود الأخوة ، وخطوط المحبة وعناوين التضحيات
فـ " أيها الفارس مهلاً
لاتغادر صهوة الحق ولا تلقي اللجام
واستمع
يافارس الحق صدى صوت الكرام
هل تذكرت الألى
ساروا حفاة والألى راموا القيام
والألى من شرفة التاريخ
أعلوا هامة الصدق الهمام
والألى لم يعشقوا النوم
وما أغضوا لتستفيه اللئام " موسى هجاد ( البيان ) العدد 105
الكلمة الثالثة :-
كن صاحب همة لا ينطفئ نورها ، ولا يغيب بدرها , وليس لها زمام يرخى عزمها ، أو لجام يسكت صوتها .
في كل يوم تنقلك إلى مكان جديد , وتسافر بك إلى كل فريد ، بوعد قد قطعتماه على نفسيكما بالوصول إلى رضى الحميد المجيد .
كن صاحب همة تحط بك في منازل السابقين الفائزين فعلى قدر السباق هنا يكون قدر السباق هناك
يقول أحدهم :- " إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيه القلب طرباً ، وأقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا العيش ، إنهم لفي عيش طيب ".
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، فمتى ما سميت بهمتك وضحت خطوتك ، وبانت بصمتك وغادرت الدنيا وقد بُني لك في كل بلد قصراً ، وفي كل صدر ذكراً ، وعلى كل لسان دعاءاً لك يترا .
" الهمة العالية درجة شخص إليها العبّاد و الزهّاد والمجاهدون والعلماء والحكماء ، وإليها شمّر السابقون من الأنبياء وأصحابهم ومن سار على منهجهم ، وفيها أنفق المنفقون ومن وافقهم ، فهي قوت قلوب السالكين , وغذاء أرواح العارفين ، وقرة عيون المؤمنين الموحدين.
الهمة العالية هي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات ، و النور الساطع الذي يسترشد به الغرباء في بحار الظلمات ، وهي الشفاء الذي من فقده فقد أصابته جميع الأسقام والأنات ، وبها تكون اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم و آلام وحسرات " ( محمد صفوت نور الدين ( تقديمه لكتاب علو الهمة لسيد عفاني ص 1-ا)
وسر في غمرت الليل مهتدياً * بنفحة الطيب لا بالعود والحطب
وعاد كل أخ جبن ٍ ومعجزة * وحارب النفس لا تلقيك في الحرب
وخذ لنفسك نوراً تستضيء به * يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب
الفوائد لابن هيثم ( 101-102)
تلكم الكلمات الثلاث والتي خصصتها للجادين فقط والباحثين عن النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، فكن منهم ولا تعجز ، و ابدأ طريق الفلاح من هذه الساعة وانظر إلى من سبقك إلى رضوان الله ونافسه ، واحذر من التسويف والتأجيل فهو من أفتك الأمراض وألد الأعداء .
بقلم
حسين بن سعيد الحسنية
1428 هـ