المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر على المكاره ومدح التثبت وذم الجزع


هاني_الصقر_السلفي
05-05-2005, 06:05 PM
قد مدح الله تعالى الصبر في مواضع كثيرة , وأمر به , وجعل أكثر الخيرات مضافة للصبر , وأثنى على فاعله , وأخبر

انه سبحانه وتعالى معه مناصرا له ومؤيدا , وحث على عدم الجزع والعياذ بالله .

قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ] . ( البقرة - 153).

والنتيجة : [ إن الله مع الصابرين ] . ( البقرة - 153 ).

وقال تعالى : [ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ] . (الزمر - 10).

وقال تعالى : [ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ] . (الأحقاف - 35).

والأدلة في ذلك كثيرة ..

وقد روي عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : " النصر في الصبر " .

وقوله صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه : " بالصبر يتوقع الفرج " .

وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها , إلا حط الله بها من خطاياه " .

وقال صلى الله عليه وسلم : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا احب قوما ابتلاهم , فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " .

قال الأشعث بن قيس : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوجدته قد أثر فيه صبره على العبادة الشديدة ليلاً ونهاراًَ فقلت : يا أمير المؤمنين : إلى كم تصبر على مكابدة هذه الشدة ؟ فقال :

اصبر على مضض الإدلاج في الســــحر :::::::::: وفي الرواح إلى الطاعات في البــكر
إني رأيت وفي الأيـــــــــــام تجربـــة :::::::::: للصبر عاقبـــــــــة محمــــــــودة الأثـر
وقل من جد في أمــــــــــــر يؤمـــلــه :::::::::: واستــــصحب الصــــبر إلا فــاز بالظفر

وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : احفظوا عني خمسا . اثنتين واثنتين وواحدة . لا يخافن أحدكم إلا ذنبه , ولا يرج إلا ربه . ولا يستحي أحد منكم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلم أن يقول لا أعلم , واعلموا أن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد , فسد الجسد , وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور . وأيما رجل حبسه السلطان ظلما , فمات في حبسه فهو بإذن الله شهيد .فإن ضربه فمات فهو بإذن الله شهيد .

ومن أحسن الشعر الذي جاء في ذلك :

وإذا مسـّـك الزمـــان بضــــــر:::: عظمت دونــــــه الخطوب وجلّـت
وأتت بعده نوائـب أخــــــرى:::: سئمت نفسك الحيــــاة ومــــلـت
فاصطبر وانتظر بلوغ الأماني ::: فــــــــــالرزايا إذا توالــت تولـّت
وإذا أوهنت قـــــــواك وجلت ::: كشفت عنك جمـــــــلة وتخلــــت

وقال القائل ولله دره :

الدهر أدّبني والصبــــــــــــر رباني ::: والفـــــــــــوت أقنعني واليأس أغناني
وحنكــــــــتني من الأيام تجربــــــة ::: حتى نهيت الـــــــذي قد كان ينهــــاني


وقال بعضهم :

إذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة ::: فافرغ لها صبرا ووسع لها صــدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبــة ::: فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا

وقال أحدهم :

ما أحسن الصبر في الدنيا وأجمله ::: عند الإله وأنجاه من الجــــزع
من شدّ بالصبر كفّــاً عند مؤلمـــــة ::: ألوت يداه بحبل غير منقطـــع

وقال آخر :

هي المقادير تجري في أعنــّــتها ::: فاصبر فليس لها صبر ٌ على حال
يوماً تريك خسيـس الأصل تـــرفعه ::: إلى العلاء ويوما ً تخفض العالي


وقال آخر :

عســـى الهم الذي أمسيت فيــــه ::: يكون وراءه فــــــــــرج قـــــــــريب
فيـــــــأمن خائف ويغاث عـــــان ::: ويأتي أهـــــــــله النـــــائي الغريـب

.................................................. .................................................. ........
والسلام عليكم ورحمة الله .... ولحديثنا بقية إن كان في أعمارنا الفانية بقية ....
.................................................. .................................................. ........

إبن حمود
05-05-2005, 06:18 PM
الله يجعلنا من الصابرين

هاني_الصقر_السلفي
06-05-2005, 10:41 AM
وجاء في الصبر أيضا :

يـــامن ألح عليـــــــــــه الهم والفكر ::::: وغيـــــّرت حاله الأيام والغير
أما سمعت لما قيل في مــــــــــــثل ::::: عند الأيــاس فأين الله والقدر
وكل ضيق سيأتي بعده ســـــــــعة ::::: وكل فوت وشيك بعده الظفر

وقال آخر :

الدهــــــــــــــــر لا يبـــــقى على حاله ::::: لا بد أن يقـــــــــــــبل أو يدبر
فإن تلقــــــــــــــــــــــــــــك بمكروهة::::: فاصـــــبر فإن الدهر لا يصبـــر

المعمري
06-05-2005, 12:41 PM
الله يجعلنا من الصابرين

ملحف الرفيدي
06-05-2005, 06:27 PM
الله يثبتنا على الصبر في المصيبة

هاني_الصقر_السلفي
07-05-2005, 11:13 PM
الأحبة ............
ابن حمود

المعمري

ملحف الرفيدي

حفظكم الله وجزاكم الله خيرا على مروركم الطيب الرقيق ....

ولا حرمنا الله من تعليقاتكم السنية

وأسأل الله لنا الصبر عند المصائب

هاني_الصقر_السلفي
21-11-2005, 12:34 AM
للرفع ... لعل الله ينفع بها ...

محمد الحياني
21-11-2005, 05:21 AM
اسال الله ان يجزيك بكل حرف حسنة


وفقك الله اخي الغالي والحبيب هاني



اختيار جداً موفق


وما افضل من الصبر الا الصبر على البلاء والاحتساب



نسال الله ان نكون من المحتسبين عند الله


وفقك ربي ورعاك وزادك صبراً وتوفيقاً

ذيب قحطان
21-11-2005, 11:29 AM
جزاك الله خير اخوي هاني_الصقر_السلفي ...... موضوعك مهم ويمس واقع كل انسان ....

وفي الحقيقة ان الصبر واحتمال المكروه لا يؤتيه الله كل انسان ... والصبر ليس ضعف او وهن

بل ردع النفس وحبسها عن فعل امر او قول طائش يندم عليه الانسان فيما بعد ... وشكراً.

حامي الحصاتين حمد
21-11-2005, 12:00 PM
جزاك الله خير ياهاني0

ابو سعد القحطاني
22-11-2005, 12:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب هاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصبر عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهومن أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقلّ معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى من المصائب، والصبر ضياء، بالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخور،والصبر ليس حالة جبن أويأس أوذل بل الصبر حبس النفس عن الوقوع في سخط الله تعالى وتحمل الأمور بحزم وتدبر, والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب: أُوْلَـئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاما[الفرقان:75]، وقال تعالى عن أهل الجنة: سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدار "[الرعد:24]، هذا هو الصبر، المحك الرئيسي، لصدق العبد في صبره، واحتسابه مصيبته عند الله.
قال صلـى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
فهذا الحديث يعم جميع أقضيته لعبده المؤمن وأنها خيرله إذا صبر على مكروهها وشكر لمحبوبها، بل هذا داخل في مسمى الإيمان كما قال بعض السلف: "الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر" لقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}
ولهذا تجد أن منزلة الصبر في الدين بمنزلة الرأس من الجسد وذلك لأن الصبر ثلاثة أقسام:
1 ) صبر على الطاعة حتى يفعلها، فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلا بعد صبرٍ ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر ، فبحسب هذا الصبر يكون أداؤه للمأمورات وفعله للمستحبات.
2 ) صبر عن المنهي عنه حتى لا يفعله، فإن النفس ودواعيها، وتزيين الشيطان، وقرناء السوء،تأمره بالمعصية وتجرئه عليها،فبحسب قوة صبره يكون تركه لها، قال بعض السلف: أعمال البر يفعلها البر والفاجر ولا يقدر على ترك المعاصي إلا صديق .
3 ) الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب وهي نوعان:
أ ) نوع لا اختيار للخلق فيه، كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية، فهذه يسهل الصبر فيها، لأن العبد يشهد فيها قضاء الله وقدره، وإنه لا مدخل للناس فيها، فيصبر إما اضطرارا،وإما اختيارا، فإن فتح الله على قلبه باب الفكرة في فوائدها وما في حشوها من النعم والألطاف انتقل من الصبر عليها إلى الشكر لها والرضا بها، فانقلبت حينئذ في حقه نعمة، فلا يزال هجيرى قلبه ولسانه رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، وهذا يقوى ويضعف بحسب [قوة] محبة العبد لله وضعفها .
ب ) أن يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه.
فهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستشعر المؤذي لها ، وهي تكره الغلبة، فتطلب الانتقام، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون،وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر وأخبر عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه جرى له هذا مع قومه [فجعل يقول مثل ذلك] ، فجمع في هذا ثلاثة أمور: العفو عنهم، والاستغفار لهم، والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون، وهذا النوع من الصبر عاقبته النصر والعز والسرور والأمن والقوة في ذات الله، وزيادة محبة الله ومحبة الناس له وزيادة العلم،ولهذا قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين،فإذا انضاف إلى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادة بفضل الله،وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وهناك أشياء تعين العبد على هذا الصبر وهي :
أحدها : أن يشهد أن الله - سبحانه وتعالى - خالق أفعال العباد حركاتهم وسكناتهم وإراداتهم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة إلا بإذنه، ومشيئته والعباد آلة، فانظر إلى الذي سلطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تستريح من الهم والغم والحزن .
الثاني: أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتغل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطهم عليه ، عن ذمهم ولومهم والوقيعة فيهم، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة.
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كلمة من جواهر الكلام: لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه، ولا يخافنّ عبدٌ إلا ذنبه .
وروي عنه وعن غيره: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة .
الثالث: أن يشهد العبد حسن الثواب الذي وعده الله لمن عفى وصبر، كما قال تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} . ولما كان الناس عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام:ظالم يأخذ فوق حقه، ومقتصد يأخذ بقدر حقه، ومحسن يعفو ويترك حقه. ذكر الأقسام الثلاثة في هذه الآية فأولها للمقتصدين، ووسطها للسابقين، وآخرها للظالمين.
الرابع: أن يشهد أنه إذا عفى وأحسن أورثه ذلك من سلامة القلب لإخوانه، ونقائه من الغش، والغل، وطلب الانتقام، وإرادة الشر، وحصل له من حلاوة العفو ما يزيد لذته ومنفعته عاجلا وآجلا على المنفعة الحاصلة له بالانتقام أضعافا مضاعفة، ويدخل في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فيصير محبوبا لله، ويصير حاله حال من أُخِذَ منه دراهم فَعُوِّضَ عنها ألوفاً من الدنانير، فحينئذ يفرح بما مَنَّ الله عليه أعظم فرحٍ ما يكون.
الخامس: أن يعلم أنه ما انتقم أحد قط لنفسه إلا أورثه ذلك ذلاً [جده] في نفسه، فإذا عفى أعزه الله. وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول: "ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" فالعز الحاصل له بالعفو أحب إليه وأنفع له من العز الحاصل له بالانتقام، فإن هذا عِزٌّ في الظاهر وهو يورث في الباطن ذُلاً، والعفو ذل في الباطن وهو يورث العز باطناً وظاهراً.
السادس - وهي من أعظم الفوائد -: أن يشهد أن الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالم مذنب، وأن من عفى عن الناس عفى الله عنه، ومن غفر غفر الله له، فإذا شهد أن عفوه عنهم وصفحه وإحسانه مع إساءتهم إليه، سبب لأن يجزيه الله كذلك من جنس عمله فيعفو عنه ويصفح ويحسن إليه على ذنوبه، ويسهل عليه عفوه وصبره ويكفي العاقل هذه الفائدة.
السابع: أن انتقامه واستيفاءه وانتصاره لنفسه وانتقامه، لها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه مع أن أذاه أذًى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خُلقٍ مذموم، وأحقها بكل خُلقٍ جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها. فكيف ينتقم أحدنا لنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور بل الرجل العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها.
الثامن: أن يشهد معية الله معه إذا صبر، ومحبة الله له ورضاه، ومن كان الله معه دفع عنه من أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفع عنه أحد من خلقه، قال الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} وقال: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} .
التاسع: أن يعلم أنه إن صبر فالله ناصره ولابد، فإن الله وكيل من صبر وأحال ظالمه عليه، ومن انتصر بنفسه لنفسه وكله الله إلى نفسه، فكان هو الناصر لها، فأين من ناصره الله خير الناصرين، إلى من ناصره نفسه أعجز الناصرين وأضعفه.
العاشر: أن صبره على من آذاه واحتماله له يوجب رجوع خصمه عن ظلمه وندامته واعتذاره، ولوم الناس له فيعود بعد إذائه له مستحييا منه، نادماً على ما فعله، بل يصير موالياً له وهذا معنى قوله:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
الحادي عشر: ربما كان انتقامه ومقابلته سبباً لزيادة شر خصمه وقوة نفسه وفكرته في أنواع الأذى التي يوصلها إليه كما هو المشاهد، فإذا صبر وعفى أمن من هذا الضرر. والعاقل لا يختار أعظم الضررين بدفع أدناهما، وكم قد جلب الانتقام والمقابلة من شر عجز صاحبه عن دفعه،وكم قد ذهبت به نفوس ورياسات وأموال وممالك لو عفى المظلوم لبقيت عليه.
الثاني عشر: أن من اعتاد الانتقام ولم يصبر، لابد أن يقع في الظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما،ولا إرادة،وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق، فإن الغضب يخرج بصاحبه إلى حد لا يعقل ما يقول وما يفعل، فبين هو مظلوم ينتظر النصر والعز، إذ انقلب ظالماً ينتظر المقت والعقوبة
الثالث عشر: أن عفوه وصبره من أكبر الجند له على خصمه، فإن من صبر وعفا كان صبره وعفوه موجباً لذل عدوه، [وخوفه] وخشيته منه، ومن الناس، فإن الناس لا يسكتون عن خصمه وإن سكت هو، فإذا انتقم زال ذلك كله، ولهذا تجد كثيراً من الناس إذا شتم غيره أو آذاه يحب أن يستوفي منه، فإذا قابله استراح وألقى عنه ثقلاً كان يجده.
ربما أكثرت عليكم .. لكن موضوع أخي الحبيب هاني جميل جدا ولهذا جعلني أن اكتب عن هذا الموضوع وابحث عنه في الكتب وفي ايضاً في شبكة العنكبوتيه وجدت هذا الذي كتبته اعلاه .
أسأل الله أن أستفيد أنا منه وأن يستفيد منه أخواني الأعضاء والقراء ..و أسأل الله أن يفتح على قلبي وقلوبكم جميعاً .
واخيراً : الفضل يرجع لله ثم لأخي في الله هاني علي طرحه لهذا الموضوع الرائع وهذه دائماً ماعوده لنا في هذه المجلس الأسلامي أوفي باقي المجالس في شبكتنا المحبوبة المباركة إن شاء الله .

تمت بحمد الله تعالى وعونه.. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

أخوكم في الله أبومصعب

ابو سعد القحطاني
22-11-2005, 12:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بالنسبة للتصويت .
فإني إن شاء الله من الشاكرين الصابرين بماقره الله لي سواء خير أو غيرذلك .
وإليك بعض من كلا م السلف في الصبر :
1 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا بالصبر ) وقال أيضاً: ( أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ).
2 - وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه ).
3 - وقال ميمون بن مهران رحمه الله: ( الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية ) وقال أيضاً: ( ما نال أحد شيئاً من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر ).

وأخيراً أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر، وأن يجعلنا من الصابرين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أخوك في الله أبومصعب

هاني_الصقر_السلفي
23-11-2005, 10:58 AM
الأخ الحبيب .. فتى الجوة .. زادك الله بصيرة و هدى ..

ما أجمل أن أرى اسمك الطيب بين ثنايا الموضوع ..

و ما أجمل و أروع أن أرى جميل و عبق كلماتك ..

و ما أجمل أن يستمتع ناظري برؤية تعليقك ..

غفر الله لي ولك و للمسلمين .. وزادنا صبرا ً بإذن الله على النوائب ..

آآآآآآآآمين ..

هاني_الصقر_السلفي
23-11-2005, 11:00 AM
أخي ذيب قحطان .. المكرم ..

أسأل الله تعالى أن يثبتني و إياك على الحق و الخير ..

صدقت .. ليس الكل يؤتى الصبر .. فالصبر مزية .. وهبة .. ونعمة من رب العباد سبحانه ...

وفقك الله يا حبيب ..

و لا حرمني الله منك أبدا ً ..

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حراليدين
23-11-2005, 06:09 PM
صراحة موضوع في غاية الروعة و هذا ليس بغريب على الاخ هاني - حفظه الله - فقد عودنا في كثير من مواضيعه على اسلوب شيق و تعبير جميل
و الموضوع يستحق القراءة اكثر من مرة

و انا اسال الله ان يجعلنا من الصابرين الراضين ..

ابا مصعب شكرا لك على الفوائد القيمة التي تدل على مستوى علمي عال ، زادك الله من فضله

اخووووووووووووكم حراليدين

هاني_الصقر_السلفي
25-11-2005, 08:14 AM
أخي الكريم .. حامي الحصاتين .. اسأل الله تعالى أن يوفقك و يرعاك و يغفر لي و لك و للمسلمين ..

و جزاك الله عنا خيرا ً كثيرا ً ..

وفقك الله دوما ً ..

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هاني_الصقر_السلفي
27-11-2005, 02:11 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

الأخ الحبيب الكريم المفضال .. أبو مصعب ..

ماذا عساي أن أقول ... بعد هذه الكلمات المضيئة المنيرة ..

حتى تعليقي هذا .. لا أحسبه يوفيك حقك يا غالي .,.

أسأل الله تعالى أن يغفر لي و لك و لجميع المسلمين يا حبيب ...

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

هاني_الصقر_السلفي
27-11-2005, 02:16 PM
أخي الكريم الحبيب

][®][^][®][أبو فارس][®][^][®][

أسأل الله تعالى أن يجمعني بك في الجنان بإذن الله تعالى ...

و أتمنى منك أن تتقبل نقاشي لك يا غالي في مواضيعك الطيبة والله ...

فإنما هو مجرد نقاش ليس إلا ...


لا حرمني الله منك و من أخلاقك العالية جدا ً ...

و أسأل الله تعالى لك دوام التوفيق ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

محمد الحياني
27-11-2005, 11:54 PM
اسال الله ان يوفقك


ويسعدك ويعمر بيتك



يالغالي

علي بن شافع العنبسي
01-12-2005, 05:46 PM
جزاك الله خير و شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة

هاني_الصقر_السلفي
04-12-2005, 04:41 PM
أخي فتى الجوة .. أيها الحبيب ..

و لك بمثل ما قلت بإذن الله و زيادة ...

لا حرمني الله من طيب تواجدك .. و جميل كلماتك ..

و فقك الله ..

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هاني_الصقر_السلفي
04-12-2005, 04:43 PM
أخي .. علي بن شافع ..

أسأل الله تعالى أن يحفظك بحفظه .. و يغفر لي و لك يا حبيب ..

و جزااااك الله خيرا ً على طيب مرورك ..

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الجوه
09-12-2005, 10:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر الاخ على هذه المشاركة ولعلنا نذكر أن
امام الصابرين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك لاننسى صبر ايوب عليه السلام وكيف كان جزاؤه
والله اعلم

هاني_الصقر_السلفي
05-01-2006, 08:16 AM
أحسنت أخي الحبيب الجوة .. أحسنت بارك الله في عمرك و عملك ..

و اعذرني على تأخري عليك في الرد ..

و أسأل الله تعالى أن يجعلنا دوما ً من الصابرين على البلاء ..

و ما أكثر البلاء في دنيا البلاء ..


حفظك الله و رعاك ..

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ال مالح
21-01-2006, 06:36 PM
الصبر من صفات المؤمنين فأسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يعصمنى بالصبر في جميع امورنا .
وجزاك الله خير على التذكير .

يحيى بن عبدالرحمن آل شاهر
23-01-2006, 08:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي 00هاني

جزاك الله خير وجعلنا الله من الصابرين ومثلنا الاعلى رسولنا محمد صل اللهم عليه وسلم تسليما

المنار
26-02-2006, 02:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مشكور اخي العزيز هاني
وجزاك الله خير
والله يجعلنا من الصابرين .

عبدالله الوهابي
11-03-2006, 11:25 PM
صدقت ياهاني هنأك الله بكل خير ؛ ونرجو أن نكون منهم
قال تعالى ( والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون 0 أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة آية رقم 156
وهذه قصة تحكي بذلك تقول :
مر ابراهيم بن أدهم على رجل ينطق بالهم والحزن
فقال إبراهيم : إني سأسألك عن ثلاث فأجبني !
فقال الرجل : نعم
فقال إبراهيم : أيجري هذا في الكون شيء لا يريده الله ؟
فقال الرجل : لا
فقال إبراهيم :أفينقص من رزقك شيء قدره الله ؟
فقال الرجل : لا
فقال إبراهيم : أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟
فقال الرجل : لا
فقال إبراهيم : فعلام الهم ؟.
والسلام عليكم ورحمة الله

إبراهيم عسلية
08-05-2006, 11:36 AM
http://www.istefada.ps/ibr/besm.gif

http://www.istefada.ps/ibr/slam.gif


http://www.istefada.ps/ibr/shokr.gif

بارك الله فيك اخي الفاضل هاني_الصقر_السلفي على هذا الموضوع القيم نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

مع فائق http://www.istefada.ps/ibr/taheat.gif


http://www.istefada.ps/ibr/thankyou.gif

ودمتــــــــــــم بخيـــــــــــــر

رفيع الساس
28-05-2006, 12:23 PM
شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة

مناحي القحطاني
30-05-2006, 10:14 PM
جزاك الله الف خير ونور الله دربك