عبدالرحمن المنيع
14-10-2007, 02:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كان العرب قبل الاسلام يفتخرون في أمجادهم واذا أمعنت النظر في تلك الأمجاد التي يفتخرون بها وجدت انها تكاد تكون زائفة كيف يكون لهم أمجاد وهم لا دولة لهم ولا حكومة ولا حتى إمارة بل يخضعون لإمرة فارس و الروم باستثناء فترة حكم ملوك اليمن الذين يسمون الأقيال ولنأخذ نموذجا على ذلك فإن الأنصار وهم أرومة العرب كانوا قسمين الأوس والخزرج وكل طائفة منهم تحالفت مع طائفة من اليهود ولما جاء الإسلام ودخل كل بيت إنبرى الأنصار لمؤازرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهاجر اليهم وصار لهم شأن عظيم حتى أنه لما مات سعد بن معاذ رحمة الله عليه اهتز له العرش بالحديث الصحيح ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لشاعره حسان بن ثابت : (اهجهم وروح القدس ينصرك ) بل قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم : ( المسلمون شعار والانصار دثار ) فلم يستحقوا هذه الاوصاف لشرف النسب وانما لشرف العمل وهكذا أصبح للعرب دولة وكيان رفع من شأن المسلم أيا كان انتماؤه ووضع من شأن غير المسلم أيا كان انتماؤه فسقطت نظرية الافتخار ( إن اكرمكم عند الله أتقاكم ) وان اردت دليلا آخر على صدق هذه المقولة فاقرأ سورة المسد حيث اسقط ابو لهب وهو عم الرسول علية الصلاة والسلام من المعادلة ورفعت قيمة سلمان الفارسي بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( سلمان منا آل البيت ) ومن هذه القاعدة انطلق إلى بحث ما نتفاخر به في أزماننا المتأخرة فأقول ألا يسعنا ما وسع أسلافنا الأوائل الذين أضاء الله قلوبهم بنور اليقين ونجعل مقولة الرسول عليه الصلاة والسلام نبراسا ننطلق منه ( خياركم بالجاهلية خياركم بالاسلام إذا فقهوا ) لابأس أن ينتمي كل منا الى أرومته وقبيلته تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وحتى يعرف كل منا من يلزمه القيام بصلته وعصبه وعاقلته ولنأخذ نموذجا واحدا من الرجال نجعله محور هذا الحديث هو الشيخ محمد المهادي رحمه الله هذا اللذي سارت بسيرته الركبان واحتل ذكره صفحات الكثير من الكتب واختلف فيه المختلفون واتفق فيه المختلفون اتفقوا على صحة القصة ومتنها واختلفوا على نسبه واسمه حديثا وبهذا اضع النقاط التالية :
اولا :
أن علماء النسب مهما بلغوا من العلم فهم ليسوا سوى بشر يعتريهم الخطأ ويعتريهم الصواب ويعتريهم النقص واذا كان علماء الاسلام وهم أكثر الناس جدية ومصداقية تركوا لنا نماذج مضية تؤكد على هذه المقولة حيث يقول الامام الشافعي رحمه الله : ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب ) ثم نأتي على علماء النسب المتأخرين وفحولهم فنرى ان الشيخ حمد الجاسر رحمه الله قال في مقدمة كتابه معجم قبائل المملكة العربية السعودية : ( فكما سبق أن أوضحته ليس لي من عمل في هذا المؤلف سوى الجمع فما كان فيه من صواب فهو لمن سبقني فرجعت إلى كتابه وما كان من خطأ فأنا شريك فيه ولعل دعوتي إلى نقده لإصلاح ما فيه من خطأ أو اكمال ما اعتراه من نقص تكون شافعا لي فيما ارتكبت من غير قصد ) ويقول الاستاذ فهد المارك في ختام مقدمة الطبعة الاولى من كتابه ( من شيم العرب ) : ( لا ريب عندي انني انسان معرض للخطأ وانما أود ان يعاملني قراء كتابي هذا بالحكمة ) .
ثانيا :
بعد النقطة الاولى والتي تصلح ان تكون ميزانا لتعامل المختلفين نشير الى موضوع اختلاف البعض في نسب الشيخ محمد المهادي وأدخل في مناقشته وفق النقاط التالية :
1ـ ذكر الشيخ منديل الفهيد رحمه الله في كتابه من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية الجزء الرابع ص 25 : ( والذي تلخص لي ان المهادي من الفضول آل فضل من قحطان وذو زعامة فيهم وكانت مساكنهم بلاد الجبلين وخطر المهادي ضيفا على قبيلة سبيع ونزل عند مفرج ) ، ومعروف ان الشيخ منديل يأخذ من افواه الرواة والرواة لا شك انهم يختلفون وليس هناك مصدر ثابت مكتوب استند اليه الشيخ منديل هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الشيخ منديل فيما يتعلق باي شيء عن قبيلة قحطان يفترض ألا يعتد به لأن من يتتبع كتاباته عن ما دار بين قحطان وعتيبة في كتابه من آدابنا الشعبية ومن كان يستمع الى برنامجه من البادية الذي يقدم بالاذاعة السعودية سابقا يتبين له إنحيازه ضد قبيلة قحطان ومع هذا فلن يثنينا هذا عن قبول الحق لو ظهر منه محسوما مستندا الى دليل .
2ـ أن منديل الفهيد ذكر أن مساكن المهادي بلاد الجبلين وأن المهادي خطر ضيفا عند قبيلة سبيع ونزل عند مفرج ومن هنا يظهر لنا عدد من النقاط أولاهما أن مسكن المهادي هي بلاد الجبلين والثانية ان المهادي خطر ضيفا عند مفرج مباشرة والثالثة ان المهادي ذو زعامة في الفضول في حين نرى في قصة المهادي التي اوردها الكاتب المرموق الاستاذ فهد المارك في كتابه ( من شيم العرب ) وهو أقدم من منديل الفهيد أن المهادي كان في غزو وعندما مر بديار سبيع ولمح الفتاة فاعجبته فتمارض وصار يبحث عن رجل يعتمد عليه فلم يكن يعرف مفرج كما اشار الشيخ منديل حتى تعرف على مفرج الذي يستطيع ان يعتمد عليه لانه رجل غريب في الحي في حين يشير الاستاذ فهد المارك الا ان المهادي من عبيدة من قحطان، كما يشير الاستاذ فهد ان القصة واقعة في القرن الثاني عشر للهجرة ويغلب على ظنه أنها في أول ذلك القرن في الوقت الذي لم ترد اشارة الى زعامة المهادي في الفضول الا عن طريق منديل وزعامة الفضول بابن حنيتم وابن عروج وآل جاسر وآل صلال وآل مصيخ وآل برجس وغيرهم حسب الاستاذ بن سعد النفجان في كتابه الفضول ص 205 وغيرها .
3ـ أشار الاستاذ علي بن شداد الحبابي في كتابه ( الذخيرة في مشجرات انساب القبيلة ) أن بني لام قبيلة معروفة في جزيرة العرب وهي من فروع طي قحطان ومن ديارها حاضرة نجد والاحساء وكان لها حضور وشوكة في بادية نجد في القرنين العاشر والحادي عشر الهجري ونزح بعضها للعراق وفيها أعلام ورجال بارزون مثل ابن عروج ومحمد المهادي صاحب القصة المشهورة ومنهم الخلاوي ، ولو ربطنا هذه الفقرة بما ذكره الاستاذ فهد المارك وهو الاقدم ظهر لنا عدد من نقاط الاختلاف وهي : أن المارك يقول انه في اول القرن الثاني عشر والاستاذ علي بن شداد يقول في القرنين الحادي عشر والثاني عشر والشيخ عبدالله بن حميس في كتابة (المجاز بين اليمامة والحجاز ) ص 109 يقول : ( أن بلاد اليمامة وما جاورها من بلدان نجد مستوطنا لقبيلة بني لام بعد بني هلال في أواخر القرن التاسع الهجري وجميع القرن العاشر وهم ثلاثة بطون كثير ومغيرة وفضل ومنازل آل مغيرة آواسط نجد الاعلى وادي الشعرا وما حوله ومن رؤسائهم عجل بن حنيتم ولا يزال قصره باقيا هنالك الى اليوم وكان له صولة ونفوذ بحيث لا يسكن تلك الجهات واحد الا في جواره تقول ابنته من قصيدة لها شعبية
الا يا بلاد جمب تيما مقيمه #### ما دامت الشعرا هيام قليبها
والمراد بتيما هنا هضبة موجودة بهذا الاسم الى الان في ذلك المكان في غير تيماء السموأل ، ومساكن ال فضل وال كثير اليمامة واسافل نجد ومن رؤسائهم ابن عروج وهكذا كان لهذه القبيلة بني لام في نجد صولة وجولة ثم اخذ نجمهم بالافول وظلهم بالتقلص الى ان اصبحوا لا يحس منهم احد ولا يسمع لهم ركز ) ، ويشير الاستاذ فايز بن موسى البدارني الحربي في كتابه من اخبار القبائل العربية في نجد ص 19 : ( ان الفضول وآل مغيرة تناوخوا على مبايض واقاموا في مناخهم ذلك نحو عشرين يوما ثم ان الفضول بعد ان شعروا بالهزيمة انسحبوا ليلا بعد ان اضرموا النيران في مواضعهم ليوهموا اعدائهم انهم مقيمون فلما كان صباح ذلك اليوم وظهرت خيل الى مغيره وعلى العادة للطراد واذا الفضول قد انهزموا وتركوا في محلهم ما ثقل من امتعتهم ) وهذا اول ذكر للفضول في نجد كما ذكر الاستاذ فائز في كتابه هذا ص 81 انحدار الفضول للعراق سنة 1085هـ تحت النص التالي :
: (قال ابن بسام نقلا عن المصادر التاريخية وفيها انحدروا الفضول الى جهة العراق ونزلوا في نواحي الحويزة فيما بينها وبين العمارة وبقي لهم بقايا قليلة في نجد يتعلقون العربان ثم رجع الى نجد كثير منهم والباقون هناك وقد أوردنا هذا الحدث بعبارة المؤلف لأهمية هذا الخبر بالنسبة لمن يبحث في تموجات القبائل النجدية وأهمية هذه الاشارة الى بداية انحسار دور قبائل الفضول في نجد )
وايضا لم يشر فهد المارك الى ان المهادي من نجد او من بلاد الجبلين في حين اشار الاستاذ علي بن شداد ان قبيلة الفضول تسكن في نجد والاحساء في حين اشار الشيخ منديل الفهيد الى ان المهادي كان مسكنه بلاد الجبلين وهكذا يلاحظ المتتبع لما كتب التناقض بين الاقوال والقاعدة الاصولية تقول ( اذا تعارضا تساقطا )والقاعدة الاصولية الثانية ( الدليل اذا دخله الاحتمال بطل به الاستدلال ) وايضا يستفاد من هذه النقطة ان الباحث الذي يحترم نفسه لا يكتفي بذكر المعلومة ويصر عليها بل يشير الى مصدرها كما فعل الاستاذ فائز .
4ـ اشار الاستاذ علي بن شداد في كتابه الذخيرة في مشجرات انساب القبيلة إلى أن من الفضول المهادي وابن عروج ومنهم الخلاوي والله اعلم ، ومعروف أن الخلاوي أيضا يدور حوله اختلاف كبير فنسب الى اكثر من قبيلة بل منهم من نسبة الى الخلوه واخيرا في صحيفة الرياض يوم السبت
8\6\1428 صفحة خزامى الصحاري نسبه الكاتب سعد بن عبدالله الحافي الى بني العجلان من هوازن . وهذا دليل على صحة ما قلنا أنه لا احد من النسابة يستطيع ان يجزم بشيء .
5ـ ذكر الاستاذ علي ابن شداد الحبابي في كتابه الدليل والبرهان في انساب قبائل قحطان ص 27 ، 28 أن الوقعة التي صارت بين قحطان وسبيع تسمى وقعة تين أو وقعة الخلجان أو عروق سبيع والتي وردت فيها القصيدة :
يالله لا تسقي نهارٍ علـى تيـن #######يومٍ غدينا به يا بديّـع إقطـاع
يوم التقينا حن وخيل القحاطيـن ####### وكلنا لهم بالمد وأوفوا لنا الصاع
ومن خلال هذه النقطة بالذات ومقارنتها بالابيات التالية من قصيدة الشيخ المهادي :
فعليك بعين السيح لا جيـت وارد #######خل الخباري فـإن ماهـا هبابهـا
سقاها الحيا جنوب تيـنٍ وجنبـت #######أسفل وديان الجزع شرقي هضابها
سقاها الولي من مزنـةٍ عقربيـه #######تنثر غزير المـاء مـن سحابهـا
يظهر للعاقل الذي يبحث عن الحقيقة أن المهادي من قبيلة قحطان لأن هذه ديار قحطان وهم الذين يحدون قبيلة سبيع من الجنوب وهذا ايضا يسقط رواية منديل الفهيد التي تقول ان مساكن المهادي الفضلي في ديار الجبلين ويتناغم مع مقولة الاستاذ علي الذي يؤكد ان مساكن الفضول بنجد والاحساء ومقولة الشيخ ابن خميس والاستاذ ايمن النفجان والاستاذ فايز البدراني ومعروف أن الشعر هو الذي يخلد القصص والروايات فما دام ان الشيخ المهادي اشار في قصيدته الى تين وتين تقع بين رنية والخرمة وليست في نجد ولا في بلاد الجبلين فهذا امر محسوم لمن يبحث عن الحقيقة اما من يتعمد المغالطة فهذا لا تنفع معه الحجج والبراهين .
6ـ أن كلا من الشيخ عبدالرحمن بن حمد المغيري صاحب كتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب وهو كتاب قيم وقديم ومؤلفه متحمس لقبيلتة والاستاذ ايمن بن سعد ين محمد النفجان في كتابة الفضول القبيلة اللامية الطائية في نجد وهو جديد طبع 1427 لم يتطرقا الى ذكر المهادي وانه من قبيلة الفضول ولو كان عندهم أدنى معلومة بهذا الخصوص لذكروه ولو عن طريق الاحتمال او التمريض مثل : ( يقال ان المهادي من الفضول ) .
ثالثا :
فيما يتعلق بالشيخ محمد المهادي فما دام الان هناك افراد ينتسبون اليه وهم موجودون احياء فان هذا دليل قاطع يضاف الى ما سبق بل هو اقوى مما سبق على ان المهادي من عبيدة من قحطان وان قيل ان هؤلاء الموجودون ليسوا من ابناء المهادي الذكور وانما ابناء ابنته لكنهم هم يقولون ويعرف عند اقرانهم انهم من ذرية المهادي فان الواجب الشرعي والاخلاقي والعرفي يحتم تصديقهم وعدم الطعن في نسبهم لانه جاء بالاثر ( الناس مؤتمنون على انسابهم ) وهذا يصدقه الواقع فلسائل أن يسأل عندما يذكر رجل أو اسرة أو حتى عمارة أنها تنتمي الى اي قبيلة من القبائل فهل يحق لمن يسمع هذا القول ان يطالبهم بالدليل بالتأكيد الجواب لا لانه لا احد يملك وثيقة موقعة من نبي تشير الى انتماء هؤلاء او اولئك الى تلك القبيلة فمن قال انني فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني من الفصيلة الفلانية التي تنتمي الى العمارة الفلانية وبالتالي الى القبيلة الفلانية وجب على الناس تصديقه والا اصبحت فتن ومشاكل وطعن في انساب الناس كلها وهذا ما يعارضه الشرع ويعارضه العقل ويعارضه الواقع وليسأل احدنا نفسه أيرضى أن يشكك في انتمائه الاسري وكذلك القبلي ؟
وما دام الامر كذلك فكيف يسمح العاقل من الناس ومن يعي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) أن يتصرف بدافع العاطفة أو حب الشهرة أن يطعن في نسب افراد موجودين والقاعدة الاصولية تقول (ان المثبت مقدم على النافي) وهكذا فان الانساب ليست بهذه السهولة كأنها شيك يجير أو عملية إدارية في مكتب بحيث يعمل بها محضر فتنتهي داخل اروقة ذلك المكتب بسهولة لا ليست العملية بهذه السهولة ولا يفترض أن يقدم على مثل هذه العملية رجل عاقل . ويحسن بنا في هذا الموقف ان نستشهد بكلمة عظيمة لرجل عظيم هو الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في مقدمة كتابة معجم قبائل المملكة العربية السعودية ص8 إذ يقول : ( قد تحاشيت ذكر ما يثير التساؤل أو يؤثر في بعض النفوس بوسائل منها أني ادعو القبيلة بالاسم التي تريد ان تسمى به ومنها ان بعض نسابي القبائل يختلفون باضافة هذا الفرع الى تلك القبيلة ومنها ان حصر جميع فروع القبائل من الصعوبة بمكان ومنها ان تداخل القبائل سبب خلافا واسعا في نسبة بعض الفروع ) وهكذا هم الكبار يتحاشون التصادم والاساءة والجزم بأن ما يقولونه صحيح فحري بالعاقل الذي سيدخل في هذا المجال ان يستفيد من اخلاق وموضوعية اولئك الرجال .
واختم مقالي هذا بالتنويه إلى عدد من النقاط أولها أن الاختلاف طبيعة البشر وهذا أمر صحي قد ذكره الله في كتابه تعالى ( ولا يزالون مختلفين ) والاختلاف ايضا امر ثقافي حيث تتلاقح الافكار ويساهم في البحث وبالتالي اثراء الساحة وثانيها أن الاختلاف عند العقلا لا يفسد للود قضية وهذا الاختلاف يفترض ان يكون اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد فلسنا في ساحة عداء بل في ساحة تآلف كل منا يبحث عن الحق وهذا ما اعتقده وكما جاء بالاثر ( الحق او الحكمة ضالة المؤمن متى ما وجدها اخذ بها ) ثالثها لا ادعي انني اوردت المعلومة الحقيقية ولكني ارجوا ان اكون ساهمت مساهمة موضوعية تكون سببا في تقريب وجهات النظر والوصول الى الحقيقة المنشودة ورابعها اقدم جزيل شكري وامتناني واعترافي بالفضل لكل من ساهم في هذا الحوار من جميع الاطراف واسال الله للجميع الرشاد والصواب والتوفيق والله المستعان وهو الهادي الى سواء السبيل
ولا يفوتني في هذا المقام الا ان ازف اجمل التهاني واطيب الاماني والتبريكات بعيد الفطر المبارك لمرتادي شبكة قحطان متمنيا لهم قبول صيامهم وقيامهم وعيدا سعيدا واياما سعيدة وكل عام وجميع المسلمين بخير .
كان العرب قبل الاسلام يفتخرون في أمجادهم واذا أمعنت النظر في تلك الأمجاد التي يفتخرون بها وجدت انها تكاد تكون زائفة كيف يكون لهم أمجاد وهم لا دولة لهم ولا حكومة ولا حتى إمارة بل يخضعون لإمرة فارس و الروم باستثناء فترة حكم ملوك اليمن الذين يسمون الأقيال ولنأخذ نموذجا على ذلك فإن الأنصار وهم أرومة العرب كانوا قسمين الأوس والخزرج وكل طائفة منهم تحالفت مع طائفة من اليهود ولما جاء الإسلام ودخل كل بيت إنبرى الأنصار لمؤازرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهاجر اليهم وصار لهم شأن عظيم حتى أنه لما مات سعد بن معاذ رحمة الله عليه اهتز له العرش بالحديث الصحيح ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لشاعره حسان بن ثابت : (اهجهم وروح القدس ينصرك ) بل قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم : ( المسلمون شعار والانصار دثار ) فلم يستحقوا هذه الاوصاف لشرف النسب وانما لشرف العمل وهكذا أصبح للعرب دولة وكيان رفع من شأن المسلم أيا كان انتماؤه ووضع من شأن غير المسلم أيا كان انتماؤه فسقطت نظرية الافتخار ( إن اكرمكم عند الله أتقاكم ) وان اردت دليلا آخر على صدق هذه المقولة فاقرأ سورة المسد حيث اسقط ابو لهب وهو عم الرسول علية الصلاة والسلام من المعادلة ورفعت قيمة سلمان الفارسي بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( سلمان منا آل البيت ) ومن هذه القاعدة انطلق إلى بحث ما نتفاخر به في أزماننا المتأخرة فأقول ألا يسعنا ما وسع أسلافنا الأوائل الذين أضاء الله قلوبهم بنور اليقين ونجعل مقولة الرسول عليه الصلاة والسلام نبراسا ننطلق منه ( خياركم بالجاهلية خياركم بالاسلام إذا فقهوا ) لابأس أن ينتمي كل منا الى أرومته وقبيلته تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وحتى يعرف كل منا من يلزمه القيام بصلته وعصبه وعاقلته ولنأخذ نموذجا واحدا من الرجال نجعله محور هذا الحديث هو الشيخ محمد المهادي رحمه الله هذا اللذي سارت بسيرته الركبان واحتل ذكره صفحات الكثير من الكتب واختلف فيه المختلفون واتفق فيه المختلفون اتفقوا على صحة القصة ومتنها واختلفوا على نسبه واسمه حديثا وبهذا اضع النقاط التالية :
اولا :
أن علماء النسب مهما بلغوا من العلم فهم ليسوا سوى بشر يعتريهم الخطأ ويعتريهم الصواب ويعتريهم النقص واذا كان علماء الاسلام وهم أكثر الناس جدية ومصداقية تركوا لنا نماذج مضية تؤكد على هذه المقولة حيث يقول الامام الشافعي رحمه الله : ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب ) ثم نأتي على علماء النسب المتأخرين وفحولهم فنرى ان الشيخ حمد الجاسر رحمه الله قال في مقدمة كتابه معجم قبائل المملكة العربية السعودية : ( فكما سبق أن أوضحته ليس لي من عمل في هذا المؤلف سوى الجمع فما كان فيه من صواب فهو لمن سبقني فرجعت إلى كتابه وما كان من خطأ فأنا شريك فيه ولعل دعوتي إلى نقده لإصلاح ما فيه من خطأ أو اكمال ما اعتراه من نقص تكون شافعا لي فيما ارتكبت من غير قصد ) ويقول الاستاذ فهد المارك في ختام مقدمة الطبعة الاولى من كتابه ( من شيم العرب ) : ( لا ريب عندي انني انسان معرض للخطأ وانما أود ان يعاملني قراء كتابي هذا بالحكمة ) .
ثانيا :
بعد النقطة الاولى والتي تصلح ان تكون ميزانا لتعامل المختلفين نشير الى موضوع اختلاف البعض في نسب الشيخ محمد المهادي وأدخل في مناقشته وفق النقاط التالية :
1ـ ذكر الشيخ منديل الفهيد رحمه الله في كتابه من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية الجزء الرابع ص 25 : ( والذي تلخص لي ان المهادي من الفضول آل فضل من قحطان وذو زعامة فيهم وكانت مساكنهم بلاد الجبلين وخطر المهادي ضيفا على قبيلة سبيع ونزل عند مفرج ) ، ومعروف ان الشيخ منديل يأخذ من افواه الرواة والرواة لا شك انهم يختلفون وليس هناك مصدر ثابت مكتوب استند اليه الشيخ منديل هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الشيخ منديل فيما يتعلق باي شيء عن قبيلة قحطان يفترض ألا يعتد به لأن من يتتبع كتاباته عن ما دار بين قحطان وعتيبة في كتابه من آدابنا الشعبية ومن كان يستمع الى برنامجه من البادية الذي يقدم بالاذاعة السعودية سابقا يتبين له إنحيازه ضد قبيلة قحطان ومع هذا فلن يثنينا هذا عن قبول الحق لو ظهر منه محسوما مستندا الى دليل .
2ـ أن منديل الفهيد ذكر أن مساكن المهادي بلاد الجبلين وأن المهادي خطر ضيفا عند قبيلة سبيع ونزل عند مفرج ومن هنا يظهر لنا عدد من النقاط أولاهما أن مسكن المهادي هي بلاد الجبلين والثانية ان المهادي خطر ضيفا عند مفرج مباشرة والثالثة ان المهادي ذو زعامة في الفضول في حين نرى في قصة المهادي التي اوردها الكاتب المرموق الاستاذ فهد المارك في كتابه ( من شيم العرب ) وهو أقدم من منديل الفهيد أن المهادي كان في غزو وعندما مر بديار سبيع ولمح الفتاة فاعجبته فتمارض وصار يبحث عن رجل يعتمد عليه فلم يكن يعرف مفرج كما اشار الشيخ منديل حتى تعرف على مفرج الذي يستطيع ان يعتمد عليه لانه رجل غريب في الحي في حين يشير الاستاذ فهد المارك الا ان المهادي من عبيدة من قحطان، كما يشير الاستاذ فهد ان القصة واقعة في القرن الثاني عشر للهجرة ويغلب على ظنه أنها في أول ذلك القرن في الوقت الذي لم ترد اشارة الى زعامة المهادي في الفضول الا عن طريق منديل وزعامة الفضول بابن حنيتم وابن عروج وآل جاسر وآل صلال وآل مصيخ وآل برجس وغيرهم حسب الاستاذ بن سعد النفجان في كتابه الفضول ص 205 وغيرها .
3ـ أشار الاستاذ علي بن شداد الحبابي في كتابه ( الذخيرة في مشجرات انساب القبيلة ) أن بني لام قبيلة معروفة في جزيرة العرب وهي من فروع طي قحطان ومن ديارها حاضرة نجد والاحساء وكان لها حضور وشوكة في بادية نجد في القرنين العاشر والحادي عشر الهجري ونزح بعضها للعراق وفيها أعلام ورجال بارزون مثل ابن عروج ومحمد المهادي صاحب القصة المشهورة ومنهم الخلاوي ، ولو ربطنا هذه الفقرة بما ذكره الاستاذ فهد المارك وهو الاقدم ظهر لنا عدد من نقاط الاختلاف وهي : أن المارك يقول انه في اول القرن الثاني عشر والاستاذ علي بن شداد يقول في القرنين الحادي عشر والثاني عشر والشيخ عبدالله بن حميس في كتابة (المجاز بين اليمامة والحجاز ) ص 109 يقول : ( أن بلاد اليمامة وما جاورها من بلدان نجد مستوطنا لقبيلة بني لام بعد بني هلال في أواخر القرن التاسع الهجري وجميع القرن العاشر وهم ثلاثة بطون كثير ومغيرة وفضل ومنازل آل مغيرة آواسط نجد الاعلى وادي الشعرا وما حوله ومن رؤسائهم عجل بن حنيتم ولا يزال قصره باقيا هنالك الى اليوم وكان له صولة ونفوذ بحيث لا يسكن تلك الجهات واحد الا في جواره تقول ابنته من قصيدة لها شعبية
الا يا بلاد جمب تيما مقيمه #### ما دامت الشعرا هيام قليبها
والمراد بتيما هنا هضبة موجودة بهذا الاسم الى الان في ذلك المكان في غير تيماء السموأل ، ومساكن ال فضل وال كثير اليمامة واسافل نجد ومن رؤسائهم ابن عروج وهكذا كان لهذه القبيلة بني لام في نجد صولة وجولة ثم اخذ نجمهم بالافول وظلهم بالتقلص الى ان اصبحوا لا يحس منهم احد ولا يسمع لهم ركز ) ، ويشير الاستاذ فايز بن موسى البدارني الحربي في كتابه من اخبار القبائل العربية في نجد ص 19 : ( ان الفضول وآل مغيرة تناوخوا على مبايض واقاموا في مناخهم ذلك نحو عشرين يوما ثم ان الفضول بعد ان شعروا بالهزيمة انسحبوا ليلا بعد ان اضرموا النيران في مواضعهم ليوهموا اعدائهم انهم مقيمون فلما كان صباح ذلك اليوم وظهرت خيل الى مغيره وعلى العادة للطراد واذا الفضول قد انهزموا وتركوا في محلهم ما ثقل من امتعتهم ) وهذا اول ذكر للفضول في نجد كما ذكر الاستاذ فائز في كتابه هذا ص 81 انحدار الفضول للعراق سنة 1085هـ تحت النص التالي :
: (قال ابن بسام نقلا عن المصادر التاريخية وفيها انحدروا الفضول الى جهة العراق ونزلوا في نواحي الحويزة فيما بينها وبين العمارة وبقي لهم بقايا قليلة في نجد يتعلقون العربان ثم رجع الى نجد كثير منهم والباقون هناك وقد أوردنا هذا الحدث بعبارة المؤلف لأهمية هذا الخبر بالنسبة لمن يبحث في تموجات القبائل النجدية وأهمية هذه الاشارة الى بداية انحسار دور قبائل الفضول في نجد )
وايضا لم يشر فهد المارك الى ان المهادي من نجد او من بلاد الجبلين في حين اشار الاستاذ علي بن شداد ان قبيلة الفضول تسكن في نجد والاحساء في حين اشار الشيخ منديل الفهيد الى ان المهادي كان مسكنه بلاد الجبلين وهكذا يلاحظ المتتبع لما كتب التناقض بين الاقوال والقاعدة الاصولية تقول ( اذا تعارضا تساقطا )والقاعدة الاصولية الثانية ( الدليل اذا دخله الاحتمال بطل به الاستدلال ) وايضا يستفاد من هذه النقطة ان الباحث الذي يحترم نفسه لا يكتفي بذكر المعلومة ويصر عليها بل يشير الى مصدرها كما فعل الاستاذ فائز .
4ـ اشار الاستاذ علي بن شداد في كتابه الذخيرة في مشجرات انساب القبيلة إلى أن من الفضول المهادي وابن عروج ومنهم الخلاوي والله اعلم ، ومعروف أن الخلاوي أيضا يدور حوله اختلاف كبير فنسب الى اكثر من قبيلة بل منهم من نسبة الى الخلوه واخيرا في صحيفة الرياض يوم السبت
8\6\1428 صفحة خزامى الصحاري نسبه الكاتب سعد بن عبدالله الحافي الى بني العجلان من هوازن . وهذا دليل على صحة ما قلنا أنه لا احد من النسابة يستطيع ان يجزم بشيء .
5ـ ذكر الاستاذ علي ابن شداد الحبابي في كتابه الدليل والبرهان في انساب قبائل قحطان ص 27 ، 28 أن الوقعة التي صارت بين قحطان وسبيع تسمى وقعة تين أو وقعة الخلجان أو عروق سبيع والتي وردت فيها القصيدة :
يالله لا تسقي نهارٍ علـى تيـن #######يومٍ غدينا به يا بديّـع إقطـاع
يوم التقينا حن وخيل القحاطيـن ####### وكلنا لهم بالمد وأوفوا لنا الصاع
ومن خلال هذه النقطة بالذات ومقارنتها بالابيات التالية من قصيدة الشيخ المهادي :
فعليك بعين السيح لا جيـت وارد #######خل الخباري فـإن ماهـا هبابهـا
سقاها الحيا جنوب تيـنٍ وجنبـت #######أسفل وديان الجزع شرقي هضابها
سقاها الولي من مزنـةٍ عقربيـه #######تنثر غزير المـاء مـن سحابهـا
يظهر للعاقل الذي يبحث عن الحقيقة أن المهادي من قبيلة قحطان لأن هذه ديار قحطان وهم الذين يحدون قبيلة سبيع من الجنوب وهذا ايضا يسقط رواية منديل الفهيد التي تقول ان مساكن المهادي الفضلي في ديار الجبلين ويتناغم مع مقولة الاستاذ علي الذي يؤكد ان مساكن الفضول بنجد والاحساء ومقولة الشيخ ابن خميس والاستاذ ايمن النفجان والاستاذ فايز البدراني ومعروف أن الشعر هو الذي يخلد القصص والروايات فما دام ان الشيخ المهادي اشار في قصيدته الى تين وتين تقع بين رنية والخرمة وليست في نجد ولا في بلاد الجبلين فهذا امر محسوم لمن يبحث عن الحقيقة اما من يتعمد المغالطة فهذا لا تنفع معه الحجج والبراهين .
6ـ أن كلا من الشيخ عبدالرحمن بن حمد المغيري صاحب كتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب وهو كتاب قيم وقديم ومؤلفه متحمس لقبيلتة والاستاذ ايمن بن سعد ين محمد النفجان في كتابة الفضول القبيلة اللامية الطائية في نجد وهو جديد طبع 1427 لم يتطرقا الى ذكر المهادي وانه من قبيلة الفضول ولو كان عندهم أدنى معلومة بهذا الخصوص لذكروه ولو عن طريق الاحتمال او التمريض مثل : ( يقال ان المهادي من الفضول ) .
ثالثا :
فيما يتعلق بالشيخ محمد المهادي فما دام الان هناك افراد ينتسبون اليه وهم موجودون احياء فان هذا دليل قاطع يضاف الى ما سبق بل هو اقوى مما سبق على ان المهادي من عبيدة من قحطان وان قيل ان هؤلاء الموجودون ليسوا من ابناء المهادي الذكور وانما ابناء ابنته لكنهم هم يقولون ويعرف عند اقرانهم انهم من ذرية المهادي فان الواجب الشرعي والاخلاقي والعرفي يحتم تصديقهم وعدم الطعن في نسبهم لانه جاء بالاثر ( الناس مؤتمنون على انسابهم ) وهذا يصدقه الواقع فلسائل أن يسأل عندما يذكر رجل أو اسرة أو حتى عمارة أنها تنتمي الى اي قبيلة من القبائل فهل يحق لمن يسمع هذا القول ان يطالبهم بالدليل بالتأكيد الجواب لا لانه لا احد يملك وثيقة موقعة من نبي تشير الى انتماء هؤلاء او اولئك الى تلك القبيلة فمن قال انني فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني من الفصيلة الفلانية التي تنتمي الى العمارة الفلانية وبالتالي الى القبيلة الفلانية وجب على الناس تصديقه والا اصبحت فتن ومشاكل وطعن في انساب الناس كلها وهذا ما يعارضه الشرع ويعارضه العقل ويعارضه الواقع وليسأل احدنا نفسه أيرضى أن يشكك في انتمائه الاسري وكذلك القبلي ؟
وما دام الامر كذلك فكيف يسمح العاقل من الناس ومن يعي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) أن يتصرف بدافع العاطفة أو حب الشهرة أن يطعن في نسب افراد موجودين والقاعدة الاصولية تقول (ان المثبت مقدم على النافي) وهكذا فان الانساب ليست بهذه السهولة كأنها شيك يجير أو عملية إدارية في مكتب بحيث يعمل بها محضر فتنتهي داخل اروقة ذلك المكتب بسهولة لا ليست العملية بهذه السهولة ولا يفترض أن يقدم على مثل هذه العملية رجل عاقل . ويحسن بنا في هذا الموقف ان نستشهد بكلمة عظيمة لرجل عظيم هو الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في مقدمة كتابة معجم قبائل المملكة العربية السعودية ص8 إذ يقول : ( قد تحاشيت ذكر ما يثير التساؤل أو يؤثر في بعض النفوس بوسائل منها أني ادعو القبيلة بالاسم التي تريد ان تسمى به ومنها ان بعض نسابي القبائل يختلفون باضافة هذا الفرع الى تلك القبيلة ومنها ان حصر جميع فروع القبائل من الصعوبة بمكان ومنها ان تداخل القبائل سبب خلافا واسعا في نسبة بعض الفروع ) وهكذا هم الكبار يتحاشون التصادم والاساءة والجزم بأن ما يقولونه صحيح فحري بالعاقل الذي سيدخل في هذا المجال ان يستفيد من اخلاق وموضوعية اولئك الرجال .
واختم مقالي هذا بالتنويه إلى عدد من النقاط أولها أن الاختلاف طبيعة البشر وهذا أمر صحي قد ذكره الله في كتابه تعالى ( ولا يزالون مختلفين ) والاختلاف ايضا امر ثقافي حيث تتلاقح الافكار ويساهم في البحث وبالتالي اثراء الساحة وثانيها أن الاختلاف عند العقلا لا يفسد للود قضية وهذا الاختلاف يفترض ان يكون اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد فلسنا في ساحة عداء بل في ساحة تآلف كل منا يبحث عن الحق وهذا ما اعتقده وكما جاء بالاثر ( الحق او الحكمة ضالة المؤمن متى ما وجدها اخذ بها ) ثالثها لا ادعي انني اوردت المعلومة الحقيقية ولكني ارجوا ان اكون ساهمت مساهمة موضوعية تكون سببا في تقريب وجهات النظر والوصول الى الحقيقة المنشودة ورابعها اقدم جزيل شكري وامتناني واعترافي بالفضل لكل من ساهم في هذا الحوار من جميع الاطراف واسال الله للجميع الرشاد والصواب والتوفيق والله المستعان وهو الهادي الى سواء السبيل
ولا يفوتني في هذا المقام الا ان ازف اجمل التهاني واطيب الاماني والتبريكات بعيد الفطر المبارك لمرتادي شبكة قحطان متمنيا لهم قبول صيامهم وقيامهم وعيدا سعيدا واياما سعيدة وكل عام وجميع المسلمين بخير .