عون محمد القحطاني
28-09-2007, 02:44 PM
اعتاد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام على أن يقصد غار حراء (وهو جبل قرب مكة المكرمة) في شهر رمضان من كل عام ليخلو بنفسه ويتأمل في ملكوت السماوات والأرض ويتوجه بعبادته إلى الله سبحانه وتعالى بعيداً عن رجس الأوثان والممارسات الدنيوية الخاطئة في المجتمع المكي آنذاك. وكانت هذه الخلوة وهذا التأمل من أسمى صور العبادة، وفي هذه الخلوة جاءته أولى بشائر النبوة في رؤيا صادقة بأن الله اصطفاه صلى الله عليه واله وسلم ليكون رسولا للعالمين هدى ورحمة. وعندما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم الأربعين من عمره وهو يداوم على العبادة لله وحده إلى أن امتلأت نفسه الكريمة إيمانا بما رأى في رؤياه الصادقة حيث خلصت نفسه واتجه بقلبه على الصراط المستقيم سائلاً الله بكل روحه أن يهدي قومه إلى ما فيه الهدى والشفاء من الأدواء الاجتماعية ويزيل عنهم غشاوة الشرك والظلم وأن يطهرهم من كل شوائب الجاهلية وشرورها.
وكانت أولى بشائر النبوة الرؤيا الصادقة التي قالت عنها أم المؤمنين عائشة بنت الصديق: أن أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به، الرؤيا الصادقة لا يرى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح) حتى نزل عليه جبريل عليه السلام في فترات متتالية بالقرآن الكريم دستوراً إلهياً يدعو إلى الخير والهدى أمرا بالدعوة إلى توحيد العبادة لله سبحانه وتعالى والتبشير بدين الإسلام الذي نبذ عبادة الأصنام والأوثان وأنكر الكثير من الممارسات الجاهلية والأخلاق السيئة والعادات التي تمتهن كرامة الإنسان فجوبه بالحرب والمقاطعة وتعذيب أتباعه صلى الله عليه واله وسلم والتضييق عليهم في دينهم ومعيشتهم حتى أمره الله بالهجرة.
ومنذ أن حل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام بالمدينة المنورة وهو يعمل جاهداً لتنظيم الحياة في المدينة بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وايجاد ذلك النوع من التمازج الاجتماعي بعد أن جمعتهم الأخوة في الله حيث استجاب الأنصار للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فساعدوا المهاجرين بمنحهم بعض المال ومشاركتهم في الزراعة والتجارة. أما اليهود والمقيمون بالمدينة فقد عاهدهم واشترط عليهم أن لا يعينوا عليه عدواً وألا يكشفوا للأعداء عورة من عورات المسلمين ووضح لهم حقوقهم وواجباتهم.
وكان أول ما فعله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن قدم إلى المدينة المنورة وضع حجر الأساس لبناء مسجده على الأرض التي بركت فيه ناقته حيث شارك صلى الله عليه واله وسلم المسلمين في بناء المسجد, وحينما أوشك بناء المسجد على الانتهاء رأى أن يتجه المسلمون إلى وجهة يؤدون الصلاة تجاهها فوضع علامة على الحائط الشمالي للمسجد لتعيين قبلة الصلاة في اتجاه بيت المقدس وأصبح المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يؤدون صلاتهم في هذه الاتجاه حتى نزلت آية تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة في قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) سورة البقرة الآية 144.
ثم كان اختيار الأذان للدعوة الإسلامية حيث أراد صلى الله عليه واله وسلم أن ينظم دعوة المسلمين للصلاة في المسجد فقد كثر عدد المسلمين بشكل مستمر بقدوم الوفود من شتى أنحاء الجزيرة العربية لمعرفة ماهية وحقيقة هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه واله وسلم وكان بعض افراد تلك الوفود لشدة تأثرهم بدعوة الحق واعجابهم بالرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم يفضلون الإقامة بالمدينة المنورة قريباً من رسول الله يتباركون بأنوار النبوة ويستمعون إلى درر الفيض الالهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
المصدر/ جريدة اليوم السعودية
وكانت أولى بشائر النبوة الرؤيا الصادقة التي قالت عنها أم المؤمنين عائشة بنت الصديق: أن أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به، الرؤيا الصادقة لا يرى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح) حتى نزل عليه جبريل عليه السلام في فترات متتالية بالقرآن الكريم دستوراً إلهياً يدعو إلى الخير والهدى أمرا بالدعوة إلى توحيد العبادة لله سبحانه وتعالى والتبشير بدين الإسلام الذي نبذ عبادة الأصنام والأوثان وأنكر الكثير من الممارسات الجاهلية والأخلاق السيئة والعادات التي تمتهن كرامة الإنسان فجوبه بالحرب والمقاطعة وتعذيب أتباعه صلى الله عليه واله وسلم والتضييق عليهم في دينهم ومعيشتهم حتى أمره الله بالهجرة.
ومنذ أن حل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام بالمدينة المنورة وهو يعمل جاهداً لتنظيم الحياة في المدينة بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وايجاد ذلك النوع من التمازج الاجتماعي بعد أن جمعتهم الأخوة في الله حيث استجاب الأنصار للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فساعدوا المهاجرين بمنحهم بعض المال ومشاركتهم في الزراعة والتجارة. أما اليهود والمقيمون بالمدينة فقد عاهدهم واشترط عليهم أن لا يعينوا عليه عدواً وألا يكشفوا للأعداء عورة من عورات المسلمين ووضح لهم حقوقهم وواجباتهم.
وكان أول ما فعله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن قدم إلى المدينة المنورة وضع حجر الأساس لبناء مسجده على الأرض التي بركت فيه ناقته حيث شارك صلى الله عليه واله وسلم المسلمين في بناء المسجد, وحينما أوشك بناء المسجد على الانتهاء رأى أن يتجه المسلمون إلى وجهة يؤدون الصلاة تجاهها فوضع علامة على الحائط الشمالي للمسجد لتعيين قبلة الصلاة في اتجاه بيت المقدس وأصبح المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يؤدون صلاتهم في هذه الاتجاه حتى نزلت آية تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة في قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) سورة البقرة الآية 144.
ثم كان اختيار الأذان للدعوة الإسلامية حيث أراد صلى الله عليه واله وسلم أن ينظم دعوة المسلمين للصلاة في المسجد فقد كثر عدد المسلمين بشكل مستمر بقدوم الوفود من شتى أنحاء الجزيرة العربية لمعرفة ماهية وحقيقة هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه واله وسلم وكان بعض افراد تلك الوفود لشدة تأثرهم بدعوة الحق واعجابهم بالرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم يفضلون الإقامة بالمدينة المنورة قريباً من رسول الله يتباركون بأنوار النبوة ويستمعون إلى درر الفيض الالهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
المصدر/ جريدة اليوم السعودية