ماجد الخليفي
10-09-2007, 11:28 AM
رحم الله والديك علي الموسى
منقول من جريدة الوطن
===========================
علي سعد الموسى
الذي أعرفه جيداً أن الصندوق السعودي للتنمية يقبع الآن في بناية ضخمة بأحد شوارع الرياض والذي أنا متأكد منه أنه يصرف موازنته "المليارية" من أحد البنود الرئيسية في الموازنة العامة للدولة. أكثر من هذا، أظن والعلم عند الله، أن هذا الصندوق المحترم ليس إلا مؤسسة عامة غير ربحية هدفه الأساسي تمويل مشروعات التنمية الوطنية بالالتفات للنواقص في عرعر وصبيا والقطيف والقنفذة وغيرها من الأطراف والدواخل الوطنية. لكن الذي أشاهده بأم عيني أن هذا الصندوق الموقر طال عنقه مع الزمن حتى صار مثل الزرافة فأصبح لا يرى من جسده الحقيقي شيئاً حين بعدت عيناه لترى نواقص الآخرين.
على طرفي مدينة بيروت ومن مدخليها الشمالي والجنوبي ترحب بكم لافتات الصندوق السعودي للتنمية. فهنا قرب مطار بيروت نفق يقام بتمويل الصندوق، وهناك على مشارف جونيه في بوابة الشمال يتبرع صندوقنا الهمام الكريم المحترم بإقامة مبنى عملاق لدار المعلمين اللبنانيين. لست هنا في خصام مع الإخوة في لبنان ولست بصدد كسر بروتوكول الضيافة التي أمطروني بها هذه الأيام. هم يستحقون ونحن كالعادة نفعل. لكنني وبدءاً من يوم العودة للوطن الحبيب سأتجول في ربوعه علّني أنعم باصطياد لوحة مشابهة تتحدث عن دور الصندوق السعودي للتنمية في شوارع بلدي وفيافيه وأزقته.
سأذهب فوراً لمشاهدة تفاصيل التمويل التي يقوم بها لحفر النفق المتعثر على مشارف شارع الستين في جدة وسأذهب إلى جامعتي التي مازالت تمد يد العون للمحسنين لبناء طوبة من الإسمنت بدلاً من هناجرها ومبانيها المبعثرة المستأجرة. سأعود إلى قريتي الجبلية الجميلة وأطلب من أهلها البسطاء أن يتقدموا من غد بمعروضهم القصير لإدارة الصندوق لتوصيل الماء العذب إليهم ولا بأس أن يضمنوا المعروض شيئاً من كلمات وفواصل الجبل اللبناني وأن يبدأوا الخطاب بكلمة مثل "تكرم لي" وينهوه مرة أخرى بشيء من "حبيب ألبي" حتى تكتمل أركان المشروع ونضمن الموافقة. ولأن الإخوة في الصندوق السعودي مرهفو الإحساس والمشاعر فلا بأس من شيء من أغاني فيروز وموالات عاصي الحلاني بعد أن سئموا من مزامير العرضة وطبول السامري والخطوة وأصوات الثوابي وابن عشقة. وفي نظر الصندوق هناك فارق بين قرية في جبل لبنان وأخرى في الهدا أو الباحة.
أتعلمون أخيراً ماذا سأفعل لو كنت رئيس مجلس إدارة هذا الصندوق، بدءاً من الغد سأطرح للمناقصة مشروعين جديدين في عاليه وبحمدون حتى أضمن مستقبلاً زيارات متكررة للوقوف على سير هذه المشروعات وعلى حساب الصندوق. جبل لبنان "عمبيجنِّن" والأجمل منه مغانيه وغوانيه ولهذا امتدت لهم عين الصندوق، عفواً عيون الزرافة التي تأكل من خزامى الصحراء ونبتة الوطن ثم ترفع عينيها بعيداً، هناك للفرجة.
======================================
كتّر الف خيرهن
منقول من جريدة الوطن
===========================
علي سعد الموسى
الذي أعرفه جيداً أن الصندوق السعودي للتنمية يقبع الآن في بناية ضخمة بأحد شوارع الرياض والذي أنا متأكد منه أنه يصرف موازنته "المليارية" من أحد البنود الرئيسية في الموازنة العامة للدولة. أكثر من هذا، أظن والعلم عند الله، أن هذا الصندوق المحترم ليس إلا مؤسسة عامة غير ربحية هدفه الأساسي تمويل مشروعات التنمية الوطنية بالالتفات للنواقص في عرعر وصبيا والقطيف والقنفذة وغيرها من الأطراف والدواخل الوطنية. لكن الذي أشاهده بأم عيني أن هذا الصندوق الموقر طال عنقه مع الزمن حتى صار مثل الزرافة فأصبح لا يرى من جسده الحقيقي شيئاً حين بعدت عيناه لترى نواقص الآخرين.
على طرفي مدينة بيروت ومن مدخليها الشمالي والجنوبي ترحب بكم لافتات الصندوق السعودي للتنمية. فهنا قرب مطار بيروت نفق يقام بتمويل الصندوق، وهناك على مشارف جونيه في بوابة الشمال يتبرع صندوقنا الهمام الكريم المحترم بإقامة مبنى عملاق لدار المعلمين اللبنانيين. لست هنا في خصام مع الإخوة في لبنان ولست بصدد كسر بروتوكول الضيافة التي أمطروني بها هذه الأيام. هم يستحقون ونحن كالعادة نفعل. لكنني وبدءاً من يوم العودة للوطن الحبيب سأتجول في ربوعه علّني أنعم باصطياد لوحة مشابهة تتحدث عن دور الصندوق السعودي للتنمية في شوارع بلدي وفيافيه وأزقته.
سأذهب فوراً لمشاهدة تفاصيل التمويل التي يقوم بها لحفر النفق المتعثر على مشارف شارع الستين في جدة وسأذهب إلى جامعتي التي مازالت تمد يد العون للمحسنين لبناء طوبة من الإسمنت بدلاً من هناجرها ومبانيها المبعثرة المستأجرة. سأعود إلى قريتي الجبلية الجميلة وأطلب من أهلها البسطاء أن يتقدموا من غد بمعروضهم القصير لإدارة الصندوق لتوصيل الماء العذب إليهم ولا بأس أن يضمنوا المعروض شيئاً من كلمات وفواصل الجبل اللبناني وأن يبدأوا الخطاب بكلمة مثل "تكرم لي" وينهوه مرة أخرى بشيء من "حبيب ألبي" حتى تكتمل أركان المشروع ونضمن الموافقة. ولأن الإخوة في الصندوق السعودي مرهفو الإحساس والمشاعر فلا بأس من شيء من أغاني فيروز وموالات عاصي الحلاني بعد أن سئموا من مزامير العرضة وطبول السامري والخطوة وأصوات الثوابي وابن عشقة. وفي نظر الصندوق هناك فارق بين قرية في جبل لبنان وأخرى في الهدا أو الباحة.
أتعلمون أخيراً ماذا سأفعل لو كنت رئيس مجلس إدارة هذا الصندوق، بدءاً من الغد سأطرح للمناقصة مشروعين جديدين في عاليه وبحمدون حتى أضمن مستقبلاً زيارات متكررة للوقوف على سير هذه المشروعات وعلى حساب الصندوق. جبل لبنان "عمبيجنِّن" والأجمل منه مغانيه وغوانيه ولهذا امتدت لهم عين الصندوق، عفواً عيون الزرافة التي تأكل من خزامى الصحراء ونبتة الوطن ثم ترفع عينيها بعيداً، هناك للفرجة.
======================================
كتّر الف خيرهن