فارس قحطان
19-04-2005, 06:03 PM
يسر(شبكة قحطان) أن تحاور الراوي والمؤرخ المعروف الأستاذ علي=
بن إبراهيم بن شداد آل ناصر القحطاني الذي قدم عطاء وافراً رغم كل=
الصعوبات التي واجهته، لذلك حظي باحترام الجميع وتقديرهم، فكل =
المنصفين والمطلعين والباحثين والمتعلمين يدركون أهمية نهجه =
وقيمة بحثه، كما يقدرون له تخصيص جزء من وقته للبحث في شأن=
قبيلة(قحطان) وهنا على هذا الفضاء الإلكتروني الواسع،يسعدنا أن نلقي الضوء=
على بعض الملامح من شخصيته، في هذا الحوار.=
خاص : شبكة قحطان
http://www.qahtaan.com/up/up/ali2.jpg
••••••
في بداية هذا الحوار نرجو تعريف القراء على بطاقتكم الشخصية؟=
علي بن إبراهيم بن شداد القحطاني.. باحث ومنقب في مجال التوثيق التاريخي =
من مواليد تثليت في بلاد قحطان، كان ذلك في عام 1373هــ=
حسبما كان سائداً من تاريخ البادية.. وفي منتصف الستينات الميلادية هاجرت=
إلى الخليج، والتحقت بالقوات المسلحة القطرية عام 1967م،=
ثم انتسبت إلى المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية ثم الجامعة=
في قطر، وهذه سيرتي الموجزة.=
••••••
الأستاذ علي بن شداد قمت بتأليف العديد من الكتب؟=
قمت بتأليف عدة كتب بحثية في مجالات عدة، منها التاريخية =
والشعرية والأدبية، وأهمها كتاب(قبيلة قحطان) =
إضافة إلى العديد من الكتب الشبيهة والمتعددة في هذا المجال، إلا أن كتاب=
قبيلة قحطان من الكتب التي أعتز بها.=
••••••
هل لديك كتب ما زالت تحت النشر؟=
قبيلة قحطان البحث عنها ما زال مفتوحاً، وإن قلت إنني وصلت إلى نهاية=
الطريق في هذا المجال أكون=
قد بالغت كثيراً.. ما زال هناك الكثير الذي يمكن أن يطرح من بحوث ومقالات=
حول قبيلة قحطان، سواء على مستوى=
أنسابها، أو فروسيتها، أو عاداتها، أو تقاليدها، أو تركيبتها=
الاجتماعية، أو غيرها من الجوانب..=
أصدرنا إلى الآن ستة كتب، جميعها تدور حول أنساب، وتاريخ، =
وفرسان، وأعلام، وشاعرات قحطان، وكذلك شعراؤها.=
http://www.qahtaan.com/up/up/ali1.jpg
••••••
أصدرت عدداً من الكتب حول قبيلة قحطان خلال فترة زمنية قصيرة.. =
الشيء الذي قد يفقدها مصداقيتها ويجعلها عرضة =
للأخطاء - غير المقصودة - كيف ترد هذه الاتهامات؟=
بنظرة عامة، وخصوصاً للشخص الذي لا يملك خلفية عن تلك الموضوعات، =
قد يرى ذلك التشابه، لكن كل كتاب من هذه الكتب=
مستقل في مضمونه وهدفه؛ كتاب الأنساب أوردنا فيه ملامح عن تاريخ =
قحطان ورمزها وديارها ومنازلها، وركزنا =
فيه على النسب، والكتاب الآخر يتحدث عن شعراء قحطان، وهكذا كل =
هذه المناحي لا يمكن أن أحمّلها كتاباً واحداً، حيث لا يمكن =
التحدث عن شعراء قحطان، وشاعرات قحطان، وفرسان قحطان في=
كتاب واحد، لذلك حاولنا أن نفرد لكل موضوع كتاباً، ونحن لا زلنا نضع الأساس في ذلك.=
••••••
هلا حدثتنا عن بعض النوادر التي صادفتها في مقابلاتك لتوثيق معلوماتك البحثية؟=
نحن نقابل أناساً متعددي المشارب والثقافات، منهم من لا يكترث بما تفعل، ومنهم من=
يرحب بك، لكن استطعنا بتوفيق =
من الله أن ننقل إلى الرواة فكرة أنهم يحمون أنفسهم وقبيلتهم أولاً، ثم يحمونني=
كباحث، وأن عليهم أن يتحروا =
المصداقية، في أحاديثهم التي سوف=
تنسب إليهم، ومن أصعب المواقف التي قابلتنا أن هناك من يبخل بالمعلومة، أو يتهرب =
من المسؤولية، وننتهز هذه الفرصة=
لنقول للرواة: ما دمتم واثقين من معلوماتكم، فلا تترددوا في تقديمها؛ لتفيدوا =
بها قبائلكم، وتكون تاريخاً للأجيال =
القادمة.. ومن الصعوبات التي =
واجهتني أيضاً رحلتي إلى بعض القبائل في تهامة، ذلك أن العوامل الطبيعية =
ترهق الباحث، إضافة إلى أن التكاليف =
المادية مضاعفة، حيث تتضمن=
الرحلة التركيز على السلامة أولاً فـي سلوك هذه المناطق الوعرة والطرق الشاقة، فهل يركز=
في هذا أم في بحثه =
عن المعلومة التي يريدها؟ ولكن تكلل جهدنا بنتائج نحسبها طيبة بإذن الله .=
••••••
يلاحظ أنك تستخدم كثيراً من الألفاظ العامية، رغم أنك تؤرخ للقبيلة..=
فضلاً عن الأخطاء الإملائية، وكأن الكتب لم تدقق لغوياً؟=
قد يكون حديثك صحيحاً.. من ناحية الأخطاء اللغوية فهذه إن شاء الله =
نعمل على تلافيها، ومن ناحية اللغة العامية، فأنا أحياناً ألجأ =
إلى هذا الأسلوب لأنني أخاطب فئة من العامة، والعامة إذا لم تصلهم=
اللغة التي يفهمونها، فهذا يعني أنني لن أستطيع توصيل رسالتي، لذلك تجدني=
مضطراً لذلك؛ لأن عامة قحطان أنا على علم بثقافتهم، وهذا لا ينفي =
وجود المثقفين بينهم، لكني أخاطب العامة أيضاً، وهذا ليس بالأمر المعيب.=
••••••
ما الصعوبات التي تواجهك في بحث قبيلة كبيرة مثل قبيلة قحطان؟=
الصعوبات كبيرة، ومن ضمنها أن المصادر التي تتحدث عن هذه القبيلة=
شحيحة جداً، كذلك رحيل كثير =
من الرجال (المصادر) الذين نستقي منهم الأخبار الشفاهية، وهي لم =
توثق بالطبع، لكن بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بجهد=
المخلصين من الرجال الذين يعملون معي، استطعنا أن نتجاوز =
أغلب الصعوبات، وهناك أيضا صعوبات مادية ومعنوية، وكلها نعمل على تجاوزها.=
••••••
هل ندرة وقلة المراجع سبب قلة وتأخر صدور الكتب الاجتماعية؟=
الجوانب الاجتماعية لم أدلف إليها بعد؛ لأنها تحتاج إلى منهج مختلف، لذلك ركزنا =
على الجوانب الأخرى، لعله يظهر=
ما نراه يحتاج إلى توثيق، أما الجوانب الاجتماعية فسوف نحاول بحث هذا الجانب=
في المستقبل إن شاء الله .=
••••••
علامَ تستند في البحث والتأليف؟=
نستند على المصادر المكتوبة إن وجدت وإن لم نجدها نتجه إلى الرواة الثقات=
الذين تزكيهم مصداقيتهم، ونحن مع ذلك=
حريصون على أن تأتي المعلومات من أكثر من مصدر.=
••••••
هل هناك تحقيق للمعلومة؟ وكيف يكون ذلك؟=
بالتأكيد لا يمكن أن نجعل أمراً يمر دون تحقيق، وكذلك فإننا نقيس ردود الأفعال=
ونسمع من الناس، وكل معلومة تحتاج إلى مراجعة شاملة، لنرى إن كان هناك=
ما يحتاج إلى مراجعة، فلن نقصر فيما يخدم هذه القبيلة وتاريخها وتراثها.=
••••••
هل الراوي عموماً يعتبر مصدراً موثوقاً به؟=
يعتبر الراوي مصدراً موثوقاً به إذا تعثرت الجوانب الأخرى، مثل المخطوطات =
والنقوش، كذلك إنني أركز في جانب=
الأنساب، والترجمات والشعراء والفرسان الذين ذهبوا منذ أمد، ونحن نريد=
أن نوثق لهم من قبائلهم مباشرة.=
••••••
اعتمدت في جمع المعلومات على الروايات الشفاهية، هلا أطلعتنا على المصاعب=
والأحداث التي واجهتها، خاصة وأن أكثر المقابلات كانت مع كبار في السن؟=
بالرغم من محاولتنا الحصول على المصادر المكتوبة، إلا أنها كانت =
شحيحة جداً، لذلك لجأنا إلى الرواة ولم نكن بدعاً في ذلك وهؤلاء الرواة=
مشهود لهم من قبائلهم بعلمهم ومصداقيتهم، بيد أن الأمر لا يخلو من متاعب، ومن هذه=
المتاعب عدم اتفاق رواة القبيلة فيما بينهم على تفاصيل=
كثير من الأخبار التي تخص القبيلة الواحدة، فأوسع دائرة المصادر (الرواة) حتى=
أصل في بعض الحالات إلى عشرين راوياً، وهذا مرهق=
بالنسبة للباحث؛ إذ كيف يجمع هذه الأحداث كلها، ويربطها=
ويستخلص الصحيح الموثق منها!!.=
••••••
هل من الممكن لشبكة قحطان أن تتبنى فكرة تجسيد هذا الموروث =
في متحف تتردد عليه الأجيال؟=
دور شبكة قحطان إبراز هذه الجوانب والحث عليها، وكذلك فتح آفاق جديدة=
أمام الكتاب والباحثين، ذلك أن جهودي فردية، وقد حاولت قدر =
الإمكان أن أؤسس شيئاً له أهمية، إلا أن إمكانياتي كباحث لا تستطيع القيام=
بهذا الدور، وهذه الأعمال لا يمكن أن يقوم بها شخص بمفرده؛ إذ تحتاج إلى تكاتف =
الجهود لأكثر من جهة، وعلى كل فهي فكرة جيدة، ولن أتردد =
في تقديم كل ما عندي من أجل نجاحها.=
••••••
لكنك الأقدر على تنفيذ ذلك بما تملك من المعلومات والأفكار والمصادر؟=
أنا لن أبخل لا بالجهد ولا بالفكر ولا بالكتابة، وأنا على استعداد بكل ما =
يخدم هذه الفكرة من =
جانب الأنساب والرواة، حسب الإمكانات المتاحة، والكتب التي أصدرناها =
عن تاريخ قحطان، شملت شعراءها وفرسانها وأعلامها.=
••••••
هناك من قدر لكم ما قدمتم من إنجاز، بيد أن الأمر لا يخلو من مشككين=
دأبوا على إحباط الآخرين، ما الذي لاقيتم من هذا؟=
أي عمل لا بد أن يكون فيه السلبي والإيجابي.. فنحن وغيرنا ممن كتب =
في هذا المجال يمر بهذا، ولكن في الغالب نجد الإشادة =
والدفع إلى بذل مزيد من الجهد، ومزيد من البحث، ومزيد من العطاء، ولم نلتفت=
يوماً إلى من ينتقص من جهدنا أو عملنا، فهذا أمر طبيعي، وعلى الباحث=
أن يتسع صدره للنقد، وخصوصاً النقد البناء، ونحن نرجو من لديه ملاحظة، أن تكون =
لغته مهذبة، تصب في مصلحة المجموعة؛ بحيث تسمح لإضافة =
المعلومة في الكتاب، ولا يضرني كباحث بالتشكيك في مصداقيتي أو محاولة =
إحباطي، وأدعو من ينتقد أعمالي أن يطور الذي تم إنجازه، وأن يفكر في كيفية تعزيزه.=
••••••
بعض النقد هدفه إثراء المؤلفات، وبعضه يكون مجرد نقد شخصي.. =
كم عانيت من هذا؟=
النقد يتعدد حسب دوافعه ولكني كما أسلفت لا أنظر إلى أشخاص=
أو مسميات أو ألقاب، إنما أنظر إلى النقد نفسه، هل يستفاد منه؟ =
وهل هو للمصلحة العليا، أم لأمر آخر، وفي هذه الحالة لا أنظر إليه، أما إن كان=
هناك فائدة في حديث ونقد من ينقد، فسوف أهتم به بالطبع.=
••••••
في ظل العولمة التي نعيشها، وحالات التفسخ الاجتماعي، هل ترى موروث=
القبائل وتاريخها أصبح يمثل عنصر إبهار أو جذب؟=
هذا منظور واسع، والعولمة من أهدافها طمس الهوية، والهوية تستمد قوتها من =
العقيدة واللغة، وطمسها يؤثر عليها، ونحن نبهنا إلى ذلك، فنحن مع ما يفيد الشعوب=
والمجتمعات من هذه العولمة، أما إذا كان هدفها مصادرة ثقافة الآخرين تحت=
مسمى العولمة أو النظام العالمي الجديد، فنحن لا نسهم في هذا، وهنا شعوب لها تاريخها=
وتراثها ومراجعها، سواء كانت دينية أو تراثية، فلا نقبل مثل هذا ولا نسلم به.=
••••••
عدد من الكتاب السعوديين ركزوا في كتبهم على الحاضرة، وتطرقوا بشكل هامشي الى=
قبائل البادية، في رأيك لماذا ركز هؤلاء الكتاب على القبائل الحاضرة؟=
أنا لا أستطيع أن أجيبك على هذا الجانب؛ لأنني لا أعرف بالتحديد =
وجهة نظرهم، لكن جاء بحثي في وقت لم يتطرق أحد فيه لقبيلة قحطان، خصوصاً=
وأنها من القبائل=
المعروفة في بادية الجزيرة العربية، وكان في القديم يحركها الجانب الاقتصادي=
(الماء والكلأ) وما يحفظ لهم ثروتهم وحلالهم الذي يعتمد على الطبيعة=
والحل والترحال، حسب حدود مناطق القبائل المعروفة.=
••••••
نعرف أنكم من ممارسي الرياضة.. فما هو ردكم على من يقول إن الرياضة=
في حياتكم هدفها دعائي، خاصة وأنكم تمارسونها على فترات متقطعة؟.=
هذا حديث مردود على أصحابه.. الرياضة مطلب لكن إنسان، سواء كانت هذه=
الهواية مستديمة ومنتظمة=
أو كانت على فترات، وأنا لي عدة هوايات، ففي التحكيم أحكم في=
ثلاث لعبات، هي كرة القدم والسباحة وألعاب القوى، فضلاً عن أني=
مرشح للشارة الدولية في التحكيم في ألعاب القوى، وهذا جانب في حياتي، ويمكن=
تصنيفها من المحاور الثانوية عندي، كذلك عندي اهتمامات أخرى=
كما أنني شاركت في الرماية ولي مشاركات في بعض فعالياتها.=
أنتهى الحوار
مع تحيات ادارة شبكة قحطان
بن إبراهيم بن شداد آل ناصر القحطاني الذي قدم عطاء وافراً رغم كل=
الصعوبات التي واجهته، لذلك حظي باحترام الجميع وتقديرهم، فكل =
المنصفين والمطلعين والباحثين والمتعلمين يدركون أهمية نهجه =
وقيمة بحثه، كما يقدرون له تخصيص جزء من وقته للبحث في شأن=
قبيلة(قحطان) وهنا على هذا الفضاء الإلكتروني الواسع،يسعدنا أن نلقي الضوء=
على بعض الملامح من شخصيته، في هذا الحوار.=
خاص : شبكة قحطان
http://www.qahtaan.com/up/up/ali2.jpg
••••••
في بداية هذا الحوار نرجو تعريف القراء على بطاقتكم الشخصية؟=
علي بن إبراهيم بن شداد القحطاني.. باحث ومنقب في مجال التوثيق التاريخي =
من مواليد تثليت في بلاد قحطان، كان ذلك في عام 1373هــ=
حسبما كان سائداً من تاريخ البادية.. وفي منتصف الستينات الميلادية هاجرت=
إلى الخليج، والتحقت بالقوات المسلحة القطرية عام 1967م،=
ثم انتسبت إلى المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية ثم الجامعة=
في قطر، وهذه سيرتي الموجزة.=
••••••
الأستاذ علي بن شداد قمت بتأليف العديد من الكتب؟=
قمت بتأليف عدة كتب بحثية في مجالات عدة، منها التاريخية =
والشعرية والأدبية، وأهمها كتاب(قبيلة قحطان) =
إضافة إلى العديد من الكتب الشبيهة والمتعددة في هذا المجال، إلا أن كتاب=
قبيلة قحطان من الكتب التي أعتز بها.=
••••••
هل لديك كتب ما زالت تحت النشر؟=
قبيلة قحطان البحث عنها ما زال مفتوحاً، وإن قلت إنني وصلت إلى نهاية=
الطريق في هذا المجال أكون=
قد بالغت كثيراً.. ما زال هناك الكثير الذي يمكن أن يطرح من بحوث ومقالات=
حول قبيلة قحطان، سواء على مستوى=
أنسابها، أو فروسيتها، أو عاداتها، أو تقاليدها، أو تركيبتها=
الاجتماعية، أو غيرها من الجوانب..=
أصدرنا إلى الآن ستة كتب، جميعها تدور حول أنساب، وتاريخ، =
وفرسان، وأعلام، وشاعرات قحطان، وكذلك شعراؤها.=
http://www.qahtaan.com/up/up/ali1.jpg
••••••
أصدرت عدداً من الكتب حول قبيلة قحطان خلال فترة زمنية قصيرة.. =
الشيء الذي قد يفقدها مصداقيتها ويجعلها عرضة =
للأخطاء - غير المقصودة - كيف ترد هذه الاتهامات؟=
بنظرة عامة، وخصوصاً للشخص الذي لا يملك خلفية عن تلك الموضوعات، =
قد يرى ذلك التشابه، لكن كل كتاب من هذه الكتب=
مستقل في مضمونه وهدفه؛ كتاب الأنساب أوردنا فيه ملامح عن تاريخ =
قحطان ورمزها وديارها ومنازلها، وركزنا =
فيه على النسب، والكتاب الآخر يتحدث عن شعراء قحطان، وهكذا كل =
هذه المناحي لا يمكن أن أحمّلها كتاباً واحداً، حيث لا يمكن =
التحدث عن شعراء قحطان، وشاعرات قحطان، وفرسان قحطان في=
كتاب واحد، لذلك حاولنا أن نفرد لكل موضوع كتاباً، ونحن لا زلنا نضع الأساس في ذلك.=
••••••
هلا حدثتنا عن بعض النوادر التي صادفتها في مقابلاتك لتوثيق معلوماتك البحثية؟=
نحن نقابل أناساً متعددي المشارب والثقافات، منهم من لا يكترث بما تفعل، ومنهم من=
يرحب بك، لكن استطعنا بتوفيق =
من الله أن ننقل إلى الرواة فكرة أنهم يحمون أنفسهم وقبيلتهم أولاً، ثم يحمونني=
كباحث، وأن عليهم أن يتحروا =
المصداقية، في أحاديثهم التي سوف=
تنسب إليهم، ومن أصعب المواقف التي قابلتنا أن هناك من يبخل بالمعلومة، أو يتهرب =
من المسؤولية، وننتهز هذه الفرصة=
لنقول للرواة: ما دمتم واثقين من معلوماتكم، فلا تترددوا في تقديمها؛ لتفيدوا =
بها قبائلكم، وتكون تاريخاً للأجيال =
القادمة.. ومن الصعوبات التي =
واجهتني أيضاً رحلتي إلى بعض القبائل في تهامة، ذلك أن العوامل الطبيعية =
ترهق الباحث، إضافة إلى أن التكاليف =
المادية مضاعفة، حيث تتضمن=
الرحلة التركيز على السلامة أولاً فـي سلوك هذه المناطق الوعرة والطرق الشاقة، فهل يركز=
في هذا أم في بحثه =
عن المعلومة التي يريدها؟ ولكن تكلل جهدنا بنتائج نحسبها طيبة بإذن الله .=
••••••
يلاحظ أنك تستخدم كثيراً من الألفاظ العامية، رغم أنك تؤرخ للقبيلة..=
فضلاً عن الأخطاء الإملائية، وكأن الكتب لم تدقق لغوياً؟=
قد يكون حديثك صحيحاً.. من ناحية الأخطاء اللغوية فهذه إن شاء الله =
نعمل على تلافيها، ومن ناحية اللغة العامية، فأنا أحياناً ألجأ =
إلى هذا الأسلوب لأنني أخاطب فئة من العامة، والعامة إذا لم تصلهم=
اللغة التي يفهمونها، فهذا يعني أنني لن أستطيع توصيل رسالتي، لذلك تجدني=
مضطراً لذلك؛ لأن عامة قحطان أنا على علم بثقافتهم، وهذا لا ينفي =
وجود المثقفين بينهم، لكني أخاطب العامة أيضاً، وهذا ليس بالأمر المعيب.=
••••••
ما الصعوبات التي تواجهك في بحث قبيلة كبيرة مثل قبيلة قحطان؟=
الصعوبات كبيرة، ومن ضمنها أن المصادر التي تتحدث عن هذه القبيلة=
شحيحة جداً، كذلك رحيل كثير =
من الرجال (المصادر) الذين نستقي منهم الأخبار الشفاهية، وهي لم =
توثق بالطبع، لكن بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بجهد=
المخلصين من الرجال الذين يعملون معي، استطعنا أن نتجاوز =
أغلب الصعوبات، وهناك أيضا صعوبات مادية ومعنوية، وكلها نعمل على تجاوزها.=
••••••
هل ندرة وقلة المراجع سبب قلة وتأخر صدور الكتب الاجتماعية؟=
الجوانب الاجتماعية لم أدلف إليها بعد؛ لأنها تحتاج إلى منهج مختلف، لذلك ركزنا =
على الجوانب الأخرى، لعله يظهر=
ما نراه يحتاج إلى توثيق، أما الجوانب الاجتماعية فسوف نحاول بحث هذا الجانب=
في المستقبل إن شاء الله .=
••••••
علامَ تستند في البحث والتأليف؟=
نستند على المصادر المكتوبة إن وجدت وإن لم نجدها نتجه إلى الرواة الثقات=
الذين تزكيهم مصداقيتهم، ونحن مع ذلك=
حريصون على أن تأتي المعلومات من أكثر من مصدر.=
••••••
هل هناك تحقيق للمعلومة؟ وكيف يكون ذلك؟=
بالتأكيد لا يمكن أن نجعل أمراً يمر دون تحقيق، وكذلك فإننا نقيس ردود الأفعال=
ونسمع من الناس، وكل معلومة تحتاج إلى مراجعة شاملة، لنرى إن كان هناك=
ما يحتاج إلى مراجعة، فلن نقصر فيما يخدم هذه القبيلة وتاريخها وتراثها.=
••••••
هل الراوي عموماً يعتبر مصدراً موثوقاً به؟=
يعتبر الراوي مصدراً موثوقاً به إذا تعثرت الجوانب الأخرى، مثل المخطوطات =
والنقوش، كذلك إنني أركز في جانب=
الأنساب، والترجمات والشعراء والفرسان الذين ذهبوا منذ أمد، ونحن نريد=
أن نوثق لهم من قبائلهم مباشرة.=
••••••
اعتمدت في جمع المعلومات على الروايات الشفاهية، هلا أطلعتنا على المصاعب=
والأحداث التي واجهتها، خاصة وأن أكثر المقابلات كانت مع كبار في السن؟=
بالرغم من محاولتنا الحصول على المصادر المكتوبة، إلا أنها كانت =
شحيحة جداً، لذلك لجأنا إلى الرواة ولم نكن بدعاً في ذلك وهؤلاء الرواة=
مشهود لهم من قبائلهم بعلمهم ومصداقيتهم، بيد أن الأمر لا يخلو من متاعب، ومن هذه=
المتاعب عدم اتفاق رواة القبيلة فيما بينهم على تفاصيل=
كثير من الأخبار التي تخص القبيلة الواحدة، فأوسع دائرة المصادر (الرواة) حتى=
أصل في بعض الحالات إلى عشرين راوياً، وهذا مرهق=
بالنسبة للباحث؛ إذ كيف يجمع هذه الأحداث كلها، ويربطها=
ويستخلص الصحيح الموثق منها!!.=
••••••
هل من الممكن لشبكة قحطان أن تتبنى فكرة تجسيد هذا الموروث =
في متحف تتردد عليه الأجيال؟=
دور شبكة قحطان إبراز هذه الجوانب والحث عليها، وكذلك فتح آفاق جديدة=
أمام الكتاب والباحثين، ذلك أن جهودي فردية، وقد حاولت قدر =
الإمكان أن أؤسس شيئاً له أهمية، إلا أن إمكانياتي كباحث لا تستطيع القيام=
بهذا الدور، وهذه الأعمال لا يمكن أن يقوم بها شخص بمفرده؛ إذ تحتاج إلى تكاتف =
الجهود لأكثر من جهة، وعلى كل فهي فكرة جيدة، ولن أتردد =
في تقديم كل ما عندي من أجل نجاحها.=
••••••
لكنك الأقدر على تنفيذ ذلك بما تملك من المعلومات والأفكار والمصادر؟=
أنا لن أبخل لا بالجهد ولا بالفكر ولا بالكتابة، وأنا على استعداد بكل ما =
يخدم هذه الفكرة من =
جانب الأنساب والرواة، حسب الإمكانات المتاحة، والكتب التي أصدرناها =
عن تاريخ قحطان، شملت شعراءها وفرسانها وأعلامها.=
••••••
هناك من قدر لكم ما قدمتم من إنجاز، بيد أن الأمر لا يخلو من مشككين=
دأبوا على إحباط الآخرين، ما الذي لاقيتم من هذا؟=
أي عمل لا بد أن يكون فيه السلبي والإيجابي.. فنحن وغيرنا ممن كتب =
في هذا المجال يمر بهذا، ولكن في الغالب نجد الإشادة =
والدفع إلى بذل مزيد من الجهد، ومزيد من البحث، ومزيد من العطاء، ولم نلتفت=
يوماً إلى من ينتقص من جهدنا أو عملنا، فهذا أمر طبيعي، وعلى الباحث=
أن يتسع صدره للنقد، وخصوصاً النقد البناء، ونحن نرجو من لديه ملاحظة، أن تكون =
لغته مهذبة، تصب في مصلحة المجموعة؛ بحيث تسمح لإضافة =
المعلومة في الكتاب، ولا يضرني كباحث بالتشكيك في مصداقيتي أو محاولة =
إحباطي، وأدعو من ينتقد أعمالي أن يطور الذي تم إنجازه، وأن يفكر في كيفية تعزيزه.=
••••••
بعض النقد هدفه إثراء المؤلفات، وبعضه يكون مجرد نقد شخصي.. =
كم عانيت من هذا؟=
النقد يتعدد حسب دوافعه ولكني كما أسلفت لا أنظر إلى أشخاص=
أو مسميات أو ألقاب، إنما أنظر إلى النقد نفسه، هل يستفاد منه؟ =
وهل هو للمصلحة العليا، أم لأمر آخر، وفي هذه الحالة لا أنظر إليه، أما إن كان=
هناك فائدة في حديث ونقد من ينقد، فسوف أهتم به بالطبع.=
••••••
في ظل العولمة التي نعيشها، وحالات التفسخ الاجتماعي، هل ترى موروث=
القبائل وتاريخها أصبح يمثل عنصر إبهار أو جذب؟=
هذا منظور واسع، والعولمة من أهدافها طمس الهوية، والهوية تستمد قوتها من =
العقيدة واللغة، وطمسها يؤثر عليها، ونحن نبهنا إلى ذلك، فنحن مع ما يفيد الشعوب=
والمجتمعات من هذه العولمة، أما إذا كان هدفها مصادرة ثقافة الآخرين تحت=
مسمى العولمة أو النظام العالمي الجديد، فنحن لا نسهم في هذا، وهنا شعوب لها تاريخها=
وتراثها ومراجعها، سواء كانت دينية أو تراثية، فلا نقبل مثل هذا ولا نسلم به.=
••••••
عدد من الكتاب السعوديين ركزوا في كتبهم على الحاضرة، وتطرقوا بشكل هامشي الى=
قبائل البادية، في رأيك لماذا ركز هؤلاء الكتاب على القبائل الحاضرة؟=
أنا لا أستطيع أن أجيبك على هذا الجانب؛ لأنني لا أعرف بالتحديد =
وجهة نظرهم، لكن جاء بحثي في وقت لم يتطرق أحد فيه لقبيلة قحطان، خصوصاً=
وأنها من القبائل=
المعروفة في بادية الجزيرة العربية، وكان في القديم يحركها الجانب الاقتصادي=
(الماء والكلأ) وما يحفظ لهم ثروتهم وحلالهم الذي يعتمد على الطبيعة=
والحل والترحال، حسب حدود مناطق القبائل المعروفة.=
••••••
نعرف أنكم من ممارسي الرياضة.. فما هو ردكم على من يقول إن الرياضة=
في حياتكم هدفها دعائي، خاصة وأنكم تمارسونها على فترات متقطعة؟.=
هذا حديث مردود على أصحابه.. الرياضة مطلب لكن إنسان، سواء كانت هذه=
الهواية مستديمة ومنتظمة=
أو كانت على فترات، وأنا لي عدة هوايات، ففي التحكيم أحكم في=
ثلاث لعبات، هي كرة القدم والسباحة وألعاب القوى، فضلاً عن أني=
مرشح للشارة الدولية في التحكيم في ألعاب القوى، وهذا جانب في حياتي، ويمكن=
تصنيفها من المحاور الثانوية عندي، كذلك عندي اهتمامات أخرى=
كما أنني شاركت في الرماية ولي مشاركات في بعض فعالياتها.=
أنتهى الحوار
مع تحيات ادارة شبكة قحطان