المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل امرئ


المعمري
05-04-2005, 02:06 PM
لِكُلِّ امـرىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مَا تَعَـوّدَا

وعادَةُ سَيفِ الدّوْلةِ الطَّعنُ فِي العِـدَى

وَإنْ يُكذِبَ الإرْجافَ عنـهُ بضِـدّهِ

وَيُمْسِي بِمَا تَنـوي أَعادِيـهِ أسْعَـدَا

وَرُبّ مُريـدٍ ضَـرَّهُ ضَـرَّ نَفْسَـهُ

وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهـدى وما هَـدى

وَمُستَكْبِـرٍ لَمْ يَعـرِفِ الله ساعَـةً

رَأى سَيْفَـهُ فِـي كَفّـهِ فتَشَهّـدَا

هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كَانَ سَاكِنـاً

عَلَى الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كَـانَ مُزْبِـدَا

فإنّي رَأيـتُ البحـرَ يَعثُـرُ بالفتـى

وَهذا الذي يأتـي الفتـى مُتَعَمِّـدَا

تَظَلّ مُلُـوكُ الأرْض خاشعَـةً لَـهُ

تُفارِقُـهُ هَلْكَـى وَتَلقـاهُ سُجّـدَا

وَتُحْيي لَهُ المَـالَ الصّـوَارِمُ وَالقَنَـا

وَيَقْتُـلُ ما تُحيي التّبَسّـمُ وَالجَـدَا

ذَكِـيٌّ تَظَـنّـيـهِ طَليعَـةُ عَيْنِـهِ

يَرَى قَلبُهُ فِي يَوْمِـهِ ما تـرَى غَـدَا

وَصُولٌ إلـى المُسْتَصْعَبـاتِ بِخَيْلِـهِ

فلَوْ كانَ قَرْنُ الشّمـسِ مـاءً لأوْرَدَا

لذلك سَمّـى ابنُ الدُّمُستُـقِ يَوْمَـهُ

مَمَاتـاً وَسَمّـاهُ الدُّمُستُـقُ موْلِـدَا

سَرَيْتَ إلى جَيحـانَ من أرْضِ آمِـدٍ

ثَلاثاً، لقد أدنـاكَ رَكـضٌ وَأبْعَـدَا

فَوَلّـى وَأعطـاكَ ابْنَـهُ وَجُيُوشَـهُ

جَميعاً وَلَمْ يُعطِ الجَميـعَ ليُحْمَـدَا

عَرَضْـتَ لَهُ دونَ الحَيـاةِ وَطَرْفِـهِ

وَأبصَـرَ سَيـفَ الله منكَ مُجَـرَّدَا

وَمـا طَلَبَـتْ زُرْقُ الأسِنّـةِ غَيـرَهُ

وَلكِنّ قُسطَنطيـنَ كانَ لَهُ الفِـدَى

فأصْبَحَ يَجْـتابُ المُسـوحَ مَخَافَـةً

وَقد كانَ يَجْـتابُ الدِّلاصَ المُسـرَّدَا

وَيَمْشِي بهِ العُكّازُ فِي الدّيـرِ تائِبـاً

وَما كانَ يَرْضَى مشيَ أشقَرَ أجـرَدَا

وَما تابَ حتَّى غادَرَ الكَـرُّ وَجْهَـهُ

جَريحاً وَخَلّى جَفْنَـهُ النّقـعُ أرْمَـدَا

فَلَوْ كانَ يُنْجـي من عَلـيٍّ تَرَهُّـبٌ

تَرَهّبَتِ الأمْـلاكُ مَثْنَـى وَمَوْحَـدَا

وكلُّ امرىءٍ فِي الشّرْقِ وَالغَرْبِ بعده

يُعِدّ لَهُ ثَوْبـاً مِـنَ الشَّعْـرِ أسْـوَدَا

هَنيئاً لكَ العيدُ الـذي أنـتَ عيـدُهُ

وَعِيدٌ لمَنْ سَمّـى وَضَحّـى وَعَيّـدَا

وَلا زَالَتِ الأعْيـادُ لُبْسَـكَ بَعْـدَهُ

تُسَلِّمُ مَخرُوقـاً وَتُعْطَـى مُجـدَّدَا

فَذا اليَوْمُ فِي الأيّامِ مثلُكَ فِي الـوَرَى

كمَا كنتَ فيهِمْ أوْحداً كانَ أوْحَـدَا

هوَ الجَدّ حتَّى تَفْضُلُ العَيـنُ أُختَـهَا

وَحتَّى يكونُ اليَـوْمُ لليَـوْمِ سَيّـدَا

فَيَا عَجَبـاً مِنْ دائِـلٍ أنْـتَ سَيفُـهُ

أمَـا يَتَوَقّـى شَفْرَتَـيْ مَـا تَقَلّـدَا

ومَنْ يَجعَلِ الضِّرْغامَ للصّيْـدِ بـازَهُ

تَصَيّـدَهُ الضّرْغـامُ فيـما تَصَيّـدَا

رَأيتُكَ محْضَ الحِلْمِ فِي محْـضِ قُـدرَةٍ

وَلوْ شئتَ كانَ الحِلمُ منـكَ المُهنّـدَا

وَما قَتَلَ الأحـرارَ كالعَفـوِ عَنهُـمُ

وَمَنْ لكَ بالحُرّ الذي يحفَـظُ اليَـدَا

إذا أنتَ أكْرَمـتَ الكَريـمَ مَلَكْتَـهُ

وَإنْ أنْتَ أكْرَمـتَ اللّئيـمَ تَمَـرّدَا

وَوَضْعُ النّدى فِي موْضعِ السّيفِ بالعلى

مضرٌّ كوضْع السيفِ فِي موضع النّدى

وَلكنْ تَفُوقُ النّـاسَ رَأيـاً وَحِكمـةً

كما فُقتَهمْ حـالاً وَنَفسـاً وَمحْتِـدَا

يَدِقّ على الأفكـارِ ما أنْـتَ فاعِـلٌ

فيُترَكُ ما يخفَـى وَيُؤخَـذُ مـا بَـدَا

أزِلْ حَسَدَ الحُسّـادِ عَنّـي بكَبتِهـمْ

فأنتَ الذي صَيّرْتَهُـمْ لـيَ حُسّـدَا

إذا شَدّ زَنْدي حُسنُ رَأيـكَ فيهِـمُ

ضرَبْتُ بسَيفٍ يَقطَعُ الـهَامَ مُغمَـدَا

وَمَـا أنَـا إلاّ سَمْهَـرِيٌّ حَمَلْـتَـهُ

فزَيّـنَ مَعْـرُوضـاً وَرَاعَ مُسَـدَّدَا

وَمَا الدّهْـرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِـدي

إذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهْـرُ مُنشِـدَا

فَسَـارَ بـهِ مَنْ لا يَسيـرُ مُشَمِّـراً

وَغَنّـى بـهِ مَنْ لا يُغَنّـي مُغَـرِّدَا

أجِزْنـي إذا أُنْشِدْتَ شِعـراً فإنّمَـا

بِشِعْري أتَاكَ الـمادِحـونَ مُـرَدَّدَا

وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتـي فإنّنـي

أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَـرُ الصّـدَى

تَرَكْتُ السُّـرَى خَلفي لمَنْ قَلّ مالُـه

وَأنعَلْتُ أفراسي بنُعْمـاكَ عَسجَـدَا

وَقَيّـدْتُ نَفْسِـي فِي ذَرَاكَ مَحَبّـةً

وَمَنْ وَجَدَ الإحْسـانَ قَيْـداً تَقَيّـدَا

إذا سَـألَ الإنْسَـانُ أيّامَـهُ الغِنـى

وَكنتَ عَلَى بُعْـدٍ جَعَلْنَـكَ موْعِـدَا



( المتنبي )


تقبلوووو تحياتي وتقديري اخوووكم المعمري

السيف النادر
05-04-2005, 09:27 PM
لاهنت اخوي المعمري

قصيدة رائعة للشاعر المبدع دائما / المتنبي

تقبل تحياتي

المعمري
05-04-2005, 11:03 PM
اشكرك يالسيف النادر علي الرد وتقبل تحياتي وتقديري اخووك المعمري