المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غرناطة .. نزار قباني .


فواز أبوخالد
01-07-2007, 01:13 AM
غرناطــــــــــــــة

...............................


في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا..
........................... ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان.. في حجريهما
............................. تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ .. ساءلتها
........................قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة! وصحت قرون سبعة
.......................... في تينك العينين.. بعد رقاد
وأمية .. راياتها مرفوعة
............................... وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ.. كيف أعادني
......................... لحفيدة سمراء.. من أحفادي
وجه دمشقي .. رأيت خلاله
......................... أجفان بلقيس .. وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم .. وحجرة
.......................... كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة، رصعت بنجومها
............................... والبركة الذهبية الإنشاد

***

ودمشق .. أين تكون؟ قلت : ترينها
...................... في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
........................ ما زال مختزنا شموس بلادي
في طيب " جنات العريف " ومائها
.................... في الفل ، في الريحان، في الكباد
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها
............................ كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها
............................. مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
........................ وورائي التاريخ .. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها
.................. والزركشات على السقوف تنادي
قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا
....................... فأقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا
.................... ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
........................... أن الذين عنتهم أجدادي

***

عانقت فيها عندما ودعتها
....................... رجلا يسمى " طارق بن زياد "


..... نـزار قـبـانـي .

______________

فواز أبوخالد
01-07-2007, 01:33 AM
وجدت هذا التعليق الجميل على قيصدة .. غرناطة :

وتتميز هذه المشهدية بأنها ليست حيادية فالنص لم يكن نقلاً تقريرياً

للحادثة فقد لاحظ وجهها الدمشقي الذي رأى خلاله منزله القديم وأمه

وحجرته فتحرك السؤال لتجيبه بكلمة واحدة )الكلمة/ الحدث( في غرناطة

ميلادي قالتها فتلاحقت الصور كأنها مشاهد سينمائية رآها في عينيها

فصحت القرون وصحت ذكرياته وارتفعت الرايات الأموية وانطلقت

الجياد وصار هو فارسا أمويا يستغرب التاريخ الذي جاء به ليرى

حفيدته، وبالمناسبة لاحظ بعد مسافة أبيات قليلة) ومشيت مثل الطفل

خلف دليلتي( هذا التحول الكبير من جد يعود لحفيدته إلى طفل يمشي

خلفها، وهذا وان يكن حال نزار في النص إلا انه حال أمته بأكملها.

وأمر آخر أن نزار المتألم لضياع الأندلس المتأثر بكلمات دليلته )

غرناطة، دمشق أين تكون، الحمراء زهو جدودنا،

أقرا على جدرانها أمجادي ..

..........

سعيد الجهيمي
01-07-2007, 03:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا هنت يا ابو خالد

وقصيده رائعه من شخص اروع

وتقبل المرور

متعب الهاجري
01-07-2007, 09:03 AM
امجاد العرب والمسلمين لاتنسى


ولكنها ذهبت مع مهب الريح


او بالاحرى العرب من ضيعها على انفسهم




شكرا لك

وقصيده طيبه

فواز أبوخالد
01-07-2007, 08:14 PM
الجهيمي ... بيض الله وجهك على المشاركة


...................

عبدالله الوهابي
02-07-2007, 02:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مشكور أخي أبو خالد فواز.............. ويعطيك العافية على القصيدة الجميلة.................... لشاعر جعل الكلام فيه


كثيراً......... من خير وشر.........


حفظك الله ورعاك على النقل المفيد.............. والروائع من اللغة العربية الفصحى التي نحن بحاجة إليها.................

فواز أبوخالد
02-07-2007, 03:03 AM
بني هاجر ..... لاهنت على المشاركة


...................