المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقة وضْع المرأة لحملها في الجنوب موضوع رقم 7


صابر الأديب
12-06-2007, 02:14 PM
كانت المرأة الحامل آنذاك حينما تحس بأعراض الولادة تقوم بتبييض جدران البيت وإحضار اللازم من الحطب ، كما تقوم بطلاء نوافذ البيت من الخارج ، وهدفها من ذلك تسهيل عملية الوضع من جهة ، وإعطاء الزوار فكرة عن نظافتها وحسن أدبها من جهة أخرى .
حينما تحس المرأة بقرب الولادة ، لا تشعر أحدا إطلاقا ، وتنزل من دارها إلى مأوى أعلاف المواشي ، ثم تضع طفلها دون أدنى مساعدة، وفي بعض الأحيان قد تُسرّ المرأة الحامل إلى جارتها بذلك فتأتي الجارة في خفية لمساعدتها .
بعد أن تضع المرأة جنينها تقوم بقطع سرّه ثم غسله ولفّه وتقوم بتنظيف نفسها ، بعد ذلك تشعل النار ، وتخبر زوجها قائلة ( ابشر بولد ، أو ابشر براعية غنم ــ بنت ) فما يكون من الرجل إلا أن يعتلي سطح منزله مطلقًا عيارين ناريين من بندقيته تعبيرًا عن فرحه ، وإعلانا لأهل القرية بذلك الحدث إن كان الوافد ذكرا ويقوم بتأدية ذلك التعبير عادة بعد صلاة الفجر.
يُعدّ فراش بجوار مشبّ النار ( الصلل ) حيث ترقد النفاس ومعها طفلها لمدة أسبوع تقريبًا ، ويأتي الرجال والنساء من أهل القرية للتهنئة على حدّ سواء ، فلم يكن غطاء الوجه منتشرًا في ذلك الحين نظرًا للثقة الكبيرة المطروحة من جهة ، ولحسن امتثالهم للدين الإسلامي من جهة أخرى ، وقد يكون لانشغال المرأة والرجل بأعمال ومسؤوليات جسيمة نسيان لتلك الملذات الدنيوية المحرّمة. ومن عبارات التهنئة المتداولة آنذاك ( العزب مبارك ، العزبة مبروكة ، الفيع مبارك ... ) ويكون الرد على تلك التهاني بعبارات متعددة منها ( ما قلتوا مبارك ، الله يبارك فيكم وفيه أو فيها .... )]
من الواجب على من رزقه الله بمولود أو مولودة أن يذبح شاة ( عقيقة ) ويقدم دعوة لرجال القرية إلى جانب الأصهار .
من المستحيل ، أن يتغيب أحد عن الحضور إلا لعذر قوي كإصابته بمرض شديد أو لوجود حالة فتور في العلاقات لقيام خلافات وغير ذلك ، حيث يجب على الجميع الحضور للترحيب بالضيوف وتقديم الدعوة لهم إذا كانوا من خارج القرية، وللتحدث في جديد الأحداث كالأمطار والحروب والسفر والزواج وغير ذلك ، وأيضًا لتناول وجبة دسمة طالما مرّت شهور دون أن يذوق الواحد منهم لقمة لحم أو أي شيء دسم .
كان الضيوف حينما يأتون من خارج القرية ، يأتي بعضهم راكبين الحمير ، ويصلون إلى منزل المضيف بعد صلاة العصر مباشرة ، ويتناولون في بيته أو بيت أحد أقاربه وجبة برّ وسمن تسمى ( البداة ) وكانت البداة جزءا مهما من الضيافة .
عند تقديم وجبة البداة يرافقها فوحان دخان البخور ، وتُفتح نوافذ المجلس وتُربط الدواب الناقلة للضيوف حوالي البيت في أماكن خاصة وبواسطة أوتاد حديدية أو خشبية وأحيانا بواسطة خشب يثبت في الجدار ويطلق علي ذلك ( العسف ) وواحدتها عسفة وحوالي العسفة الواحدة حوض حجري يطلق عليه ( المدود ) والمدود مكان لحفظ الأعلاف المقدمة للحيوان ولحفظ إناء الماء المقدمة للراحلة .
كان البخور ينتشر في جو الغرفة ناشرا رائحة عبقًة ، كما كان يسبب السعال للناس ، وقد كنا نميز بعض الناس من سعالهم في حالة سماعنا لهم قبل رؤيتهم .
من العادات التي تفصح عن كرم المضيف ، وتظهر سعادة الضيف أن يمسح الضيف وجهه ويديه بشيء من السمن فتبدو يداه برّاقتين ووجهه مشرقا ، كما أن هذه إشارة إلى عدم صنع طعام له في مكان آخر . وبالمناسبة ، كان الشخص لا يأكل وجبتين في وقت واحد في بيتين ، إذ من العيب أن يأكل في بيت بعد أن يكون قد أكل في منزل آخر في نفس وقت الوجبة وفي حال حدوث ذلك فمن حق المضيف الأول تغريم الآكل بغرامة يفرضها عليه المصلحون ( الوسطاء ) وتُسمى بـ ( الحقّ ) .
كان للضيافة فرحة لا تماثلها فرحة أخرى، كما كانت تدخل البهجة في قلوب الجميع ، خاصة الصغار ، فالضيافة ليست كضيافة اليوم ، وجبة واحدة ثم ارحل ، بل كانت الضيافة تمتد ليوم بليلة أو أكثر معتمدة على عدد أقارب المضيف الذين يقع عليهم واجب الإسهام في الضيافة .

بندر الرفيدي
12-06-2007, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله ان الشيبان يقولون كانت الحياة زينه بسيطة وكان فيهم حب واحترام اما الحين للاسف تغيرت النفوس

الله لايهينك على الموضوع والطرح المتميز صراحة

مخاوي سهيل
12-06-2007, 08:39 PM
صابر الأديب
ألم أقل لك أنك تعيدني إلى الأصالة
دمت مبدعاً

ابو نادر
13-06-2007, 01:45 AM
كل شي زمان حلو شكرا اخي العزيز على تلك المشاركه