المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأسيس أول جمعية لمكافحة القبلات!


ولد جوف المعمر
09-06-2007, 12:43 AM
رسم الفراعنة القبلات علي جدران معابدهم، وكانت الملكة كليوباترا تكافئ جنودها الشجعان بتقبيلهم، فالقبلة سلوك يعبر عن الترحيب أو هي سلوك عاطفي جنسي يجيش بالعواطف، ولكن تشهد مصر حاليا مساع لتأسيس أول جمعية لحظر القبلات بين المصريين.. فلماذا هذه الخطوة؟

جاءت الإجابة من منظور طبي فلأنها وسيلة سريعة لنقل العدوي في أمراض عديدة ومن بينها بعض الأمراض الخطيرة، فقد ارتأي الدكتور عادل عاشور أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة تأسيس جمعية لحظر القبلات في مصر، وبدأ بالفعل مساعيه لتشكيلها.

ويلقي الدكتور عادل عاشور المزيد من الضوء حول هذا الموضوع قائلا:"بدأت فكرة الجمعية من خلال حملة التوعية حول مخاطر عادة التقبيل عند المصافحة منذ حوالي عام ونصف مع وصول أنفلونزا الطيور إلي مصر حيث تتم العدوي من خلال الرذاذ واللعاب والاحتكاك الجلدي ومن خلال النفس المباشر".

واضاف قائلا "وتسبب القبلة أكثر من 15 مرضا منها البسيط مثل الأنفلونزا، والمتوسط الخطورة، والخطير مثل التهاب الحمي الشوكية والأمراض الجلدية".

وأشار إلي ما أعلن في بعض المؤتمرات الطبية، ومنها التي عقدت في القاهرة، عن انتقال عدوي الأمراض الفيروسية من خلال عادة التقبيل.

ومضي يقول "إنها عادة يؤديها الناس بشكل يومي دون أن يدركوا حجم الأمراض التي تسببها".

وتابع قائلا "بدأ السعي لتأسيس الجمعية لحظر عادة التقبيل عند المصافحة، وحظر تقبيل الأطفال علي نحو خاص لأن قابليتهم للعدوي أكبر"، مشيرا إلي أنه لا يقبل أطفاله بشكل مباشر وإنما في الجبهة أو لا يكون النفس مباشرا".

وقال الدكتور عاشور "إن الجمعية تضم أطباء ورجال دين وإعلاميين واجتماعيين وأخصائيين نفسيين وخبراء من فن الاتيكيت لتعريف الناس بالوسائل السليمة في المصافحة".

وإذا كنا قد تناولنا القضية من منظور طبي فان موضوع الجمعية الجديدة يفتح الباب للإبحار مع "القبلة" بين موانئ الدين وعلم الاجتماع والفن أيضا، وسنتجاوز حد الحديث عنها كسلوك للتحية والمصافحة لنتناولها كسلوك عاطفي جنسي.

وعن رؤية الدين للقبلة، يقول الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية وعميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر "إن الاسلام بشكل قاطع وحاسم يحرم القبلة في غير الزوجية أو الأخوة أو البنوة".

وحول موقف الدين إزاء حظر القبلات في التحية والترحيب، قال الدكتور بيومي "تقوم فلسفة التحليل والتحريم في الاسلام علي أساس تحري مصلحة العباد ووقايتهم من الضرر، وقد قال نبي الاسلام لاضرر ولا ضرار وقال سبحانه وتعالي يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فكل ما كان فيه نفعهم فهو حلال وكل ما كان فيه ضررهم فهو حرام".

ومضي يقول "إذا أثبت العلم أن في القبلة ضررا فان القبلة حينئذ تكون حراما أما إذا لم يثبت فيها شئ وكان الضرر متوهما غير حقيقي فإن القبلة تكون حلالا".

وحول الإطار الاجتماعي للقبلة، تقول الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع إن القبلة تعبر عن الأحاسيس العاطفية التي نحتاجها في بعض العلاقات ولا نستطيع منعها علي الإطلاق وأعارض الدعوة لمنعها.

وقالت الدكتور عزة كريم "إن القبلة شئ غريزي ظهر منذ بدء الخليقة لأنها تعبر عن الإحساس العاطفي ليس فقط الإحساس الرومانسي بل بين جميع الأفراد لذلك ننصح الأم بتقبيل طفلها فهذه من أهم الأمور لجعل الشخصية سوية لدي الطفل فالقبلة تعبير عن العاطفة".

ومضت تقول "إن القبلة علاقة عاطفية جدا، وقوية جدا، وتدعم العلاقات الاجتماعية بين الناس".

وأكدت قائلة "إننا لا نستطيع أن نمنع غريزة أساسية من غرائز البشر وإنما نوجهها التوجيه السليم تماما مثل الجنس لا نمنعه وإنما نوجهه لأخذ الشكل السليم".

وعن القبلة في الأعمال الفنية، يقول الدكتور عادل عاشور "طالبنا القائمين علي الأعمال الفنية بتقليص هذه العادة أو تجاوزها لأن الشباب يقوم بالتقليد ولا نريد تعميمها".

ورغم رفضها المنع المطلق للقبلة، إلا أن الدكتورة عزة كريم أعربت عن تأييدها لحظر القبلة في وسائل الاعلام من منطلق أنها قد تشيع الكثير من السلوكيات السلبية والإثارة الجنسية.

ويقول الدكتور عبد المعطي بيومي "القبلة أصلها حرام في العلاقات الفنية، إذ لا يجوز استخدام القبلة في الأفلام بين أجنبيين ، رجل وامرأة أجنبيين، ولا يوجد شئ اسمه الضرورة الدرامية.. الضرورة في الاسلام أن تكون هناك حاجة تنزل للعبد منزلة الضرورة أو أن تكون الضرورة نفسها أن تهلك فالضرورة في الأفلام ليست ضرورة شرعية".

وتساءل "هل سيهلك من لا يقبل زميلته أو من تمثل أمامه في فيلم ما ؟ هل سيموت إن لم يقبلها؟".

وتابع قائلا "هناك أفلام علي مستوي عال وراق بدون قبلات مثل الأفلام الايرانية".

وترد المخرجة إيناس الدغيدي "إن العدوي لا تكون بالقبلة فقط، وإنما تأتي من النفس أيضا".

وتؤكد قائلة "لا يمكن أن تكون هناك سينما بدون قبلات، فنحن ننقل الواقع فكيف يمكن التعبير عن قصة حب أو مشهد ليلة الدخلة أو غيرها دون قبلات".

ومضت قائلة "إن القبلة في السينما تكون داخلة في السياق الدرامي، أي الحدث الجاري أو الواقع فهي تنقل الواقع إلي السينما فهل يعقل أن يخلو مشهد ليلة الدخلة من قبلة؟"

وتابعت قائلة "وكذلك الحال في الحياة بين المخطوبين هناك قبلة، وبين المتزوجين هناك قبلة ، وبين المحبين هناك قبلة".

"لا يمكن منع القبلة لا في الحياة ولا في السينما فأنا أرفض منعها في الاثنين"، مشيرة إلي أنها أساس العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة فلا يمكن حظرها لأن في ذلك إلغاء للإنسانية ذاتها.

حقائق عن القبلة

- في إيطاليا العصور الوسطي إذا قبل الرجل فتاة في مكان عام يفرضون عليه زواجها.

- أطول قبلة في التاريخ كانت في البرازيل عام 1964 عندما أراد رجل وفتاة تبادل قبلة سريعة فتشابكت دعامات أسنانهما وتعطل المرور عدة ساعات

- أطول قبلة سينمائية تلك التي تمت في فيلم "أنت في الجيش" عام 1941 لجون وايمان وكانت مدتها 4 دقائق

- في جحيم من القبل أغرق مؤخرا نجم هوليوود ريتشارد جير نجمة السينما الهندية وبرنامج بيج براذر البريطاني شيلبا شيتي مما تسبب في مشاكل كبيرة في الهند.