المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهي عن شتم الدهر


محمد طه المغربي
05-06-2007, 02:58 PM
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه الأجمعين أمابعد.
تطلق ألفاظ الذم على من ليس من أهلها فمثل نهي صلى الله عليه وسلم عن شتم الدهر وقال ان الله هو الدهر وفي حديث أخر يقول الله عز وجل يؤذيني ابن أدم فيسب الدهر وأنا الدهر بيد الأمر أقلب الليل والنهار وفي حديث أخر لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر.
في هذا ثلاث مفاسد عظيمة احداها سبه من ليس بأهل أن يسب فان الدهر خلق مسخر من خلق الله منقاد لأمره مذلل لتسخيره فسابه أولى بالذم والسب منه.
الثانية أن سبه متضمن للشرك فانه انما سبه لظنه أنه يضر وينفع وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر. وأعطى من لا يستحق العطاء ورفع من لا يستحق الرفعة وحرم من لا يستحق الحرمان وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جدا. وكثير من الجهال يصرح بلعنه وتقبحيه.
الثالثة.أن السب منهم انما يقع على من فعل هذه الأفعال التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السماوات والأرض واذا وقعت أهواؤهم حمدوا الدهر وأثنوا عليه وفي حقيقة الأمر فرب الدهر تعالى هو المعطي المانع الخافض الرافع المعز المذل والدهر ليس له من الأمر شيء فمسبتهم للدهر مسبة الله عزوجل ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى كما في الصحيحين من حديث أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وأنا الدهر .فساب الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما اما سبه لله أو الشرك به.فانه اذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك وان اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فقد سب الله.

ابن خضير
05-06-2007, 03:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير

عبدالله الوهابي
05-06-2007, 07:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب محمد طه اسمح لي بمداخلة في الموضوع - حفظك الله ورعاك - وذلك قول العلماء في هذا الحديث
قال النووي : قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى .
ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم .

" شرح مسلم " ( 15 / 3 ) .

وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير ، أي : أنه خالق الدهر ، بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى : " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً ، وإنما يوجد مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله ، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر ، الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء .

انظر " فتاوى العقيدة " للشيخ ابن عثيمين ( 1 / 163 ) .

وقال الحافظ ابن كثير - عند قول الله تعالى : ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) سورة الجاثية آية رقم ( 24 ) : قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا : " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال .
وهذا أحسن ما قيل في تفسيره ، وهو المراد . والله أعلم

" تفسير ابن كثير " ( 4 / 152 ) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :

فأجاب قائلاً : سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .

القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر .

القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .

القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .

" فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) .

ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني ( مما يكرهه ) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟ إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر . والله المستعان

محمد طه المغربي
05-06-2007, 07:37 PM
جزاك الله خير الجزاء يا ابن رشد على الموضوع وعلى مرورك ويا بن خضير أيضا

@تركي السنحاني@
05-06-2007, 10:12 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم ..
موضوع رائع ..


الله يعطيك العافية ..


اخ و محب لكم في الله


تركي

سعد بن ناجي
08-06-2007, 08:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير

خادم ربعه
10-06-2007, 10:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي الكريم ..
موضوع رائع ..


الله يعطيك العافية ..

ابن عياف
10-06-2007, 11:18 AM
الله يعيننا على انفسنا

ويلهمنا ذلك

لاهنت وجزاك الله عنا خيراً

سعيد الربيعي
10-06-2007, 10:27 PM
كتب الله اجرك

سعد بن عبدالله
16-06-2007, 12:00 PM
الله يعظم اجرك