عاشق الليل
28-05-2007, 05:35 PM
إشكاليات الصراع الفكري
بين الحاضر الماضي
من المعلوم أن الصراع المادي بين الناس قد
بدأ منذ فجر البشرية الأول حين نشب ذلك
الصراع المحموم بين قابيل وهابيل ولدي
أدم عليه السلام وقد استمر هذا المسلسل
الدامي حتى يومنا الحاضر وربما سيستمر
حتى الفجر الأخير من تاريخنا إلا أن هذا
الصراع المادي ما هو إلا صدى لصراع
أخر غير المادي وهو الصراع الفكري
فالصراعات والحروب تندلع في الفكر قبل
أن تندلع في ساحة المعركة كما جاء في ديباجة
ميثاق اليونسكو وقد شهد تاريخ الفكري الكثيرمن
الماسي وكان حافلا بالضحايا ولعل من أشد صور
الصراع الفكري قتامة تلك الصور التي شهدتها
الصين في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد وبالتحديد
في عام 123ق م إبان حكم الإمبراطور ((تشين
شي هوانغ تي ))الذي نصحه مستشاره الأكبر((لي سوا))
بحرق جميع الكتب التي في المكتبات العامة وفي مختلف
أنحاء الإمبراطورية بما فيها الكتب التي يقتنيها الناس
في منازلهم وكتب حكيم الصين الشهير ((كونفوشيوس))
وذلك بحجه حماية المجتمع الصيني من ((الأفكار الضارة))
وأن المجتمع الجديد على حد زعم ذلك المستشار يجب أن
يتخلص من عبء الماضي ومن تأثير أفكاره المريضة
ولم يتردد الإمبراطور الأرعن لحظة واحدة بل أصدر أو
امره على الفور لزبانيته من أجل تنفيذ هذه ((النصيحة))
فاندفعوا يحرقون كل ما وصلت إليه أيديهم من الكتاب في
احتفال همجي رهيب لم يشهد تاريخ القمع الفكري له مثيلا
ولم يكتف هذا الابراطور الخفيف ومستشاره المأفون بهذه
بل أمر مع حرق الكتب بحرق ((470كاتبا)) أيضا وقد
جرت مراسم الحرق في احتفال كبير على قرع الطبول
وتصفيق الغبي يطمسون فترة من أنصع فترات الصين
الفكرية ! وقد بلغ من دهاء ذلك المستشار وحقده على
أهل الفكر أنه أسر للإمبراطور بأن يحفظ نسخة واحدة
من كل كتاب أمر بحرقه وحرق صاحبه لتكون هذه النسخ
دليل اتهام وإدانة وشهادة أمام التاريخ ضد من كتبها .
بين الحاضر الماضي
من المعلوم أن الصراع المادي بين الناس قد
بدأ منذ فجر البشرية الأول حين نشب ذلك
الصراع المحموم بين قابيل وهابيل ولدي
أدم عليه السلام وقد استمر هذا المسلسل
الدامي حتى يومنا الحاضر وربما سيستمر
حتى الفجر الأخير من تاريخنا إلا أن هذا
الصراع المادي ما هو إلا صدى لصراع
أخر غير المادي وهو الصراع الفكري
فالصراعات والحروب تندلع في الفكر قبل
أن تندلع في ساحة المعركة كما جاء في ديباجة
ميثاق اليونسكو وقد شهد تاريخ الفكري الكثيرمن
الماسي وكان حافلا بالضحايا ولعل من أشد صور
الصراع الفكري قتامة تلك الصور التي شهدتها
الصين في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد وبالتحديد
في عام 123ق م إبان حكم الإمبراطور ((تشين
شي هوانغ تي ))الذي نصحه مستشاره الأكبر((لي سوا))
بحرق جميع الكتب التي في المكتبات العامة وفي مختلف
أنحاء الإمبراطورية بما فيها الكتب التي يقتنيها الناس
في منازلهم وكتب حكيم الصين الشهير ((كونفوشيوس))
وذلك بحجه حماية المجتمع الصيني من ((الأفكار الضارة))
وأن المجتمع الجديد على حد زعم ذلك المستشار يجب أن
يتخلص من عبء الماضي ومن تأثير أفكاره المريضة
ولم يتردد الإمبراطور الأرعن لحظة واحدة بل أصدر أو
امره على الفور لزبانيته من أجل تنفيذ هذه ((النصيحة))
فاندفعوا يحرقون كل ما وصلت إليه أيديهم من الكتاب في
احتفال همجي رهيب لم يشهد تاريخ القمع الفكري له مثيلا
ولم يكتف هذا الابراطور الخفيف ومستشاره المأفون بهذه
بل أمر مع حرق الكتب بحرق ((470كاتبا)) أيضا وقد
جرت مراسم الحرق في احتفال كبير على قرع الطبول
وتصفيق الغبي يطمسون فترة من أنصع فترات الصين
الفكرية ! وقد بلغ من دهاء ذلك المستشار وحقده على
أهل الفكر أنه أسر للإمبراطور بأن يحفظ نسخة واحدة
من كل كتاب أمر بحرقه وحرق صاحبه لتكون هذه النسخ
دليل اتهام وإدانة وشهادة أمام التاريخ ضد من كتبها .