المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ الإمام العلامة محمد الأمين الشنقيطي 1325هـ ـ 1393هـ


أبوسالم
24-05-2007, 01:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

هو الشيخ الإمام العلامة محمد الأمين الشنقيطي .. ولد رحمه الله عام 1325هـ في قرية شنقيط شمال غربي موريتانيا .. حفظ القرآن وعمره عشر سنوات , ونشأ في بيت أخواله حيث توفي والده وهو صغير , وكان بيتهم بيت علم , فاعتنوا به عنايةً فائقة وحفظ الكثير من المتون في شتى الفنون , حتى فاق أقرانه , وبرز في العلم والفقه والفهم , وتصدر للتعليم مبكراً , واشتهر بفراسته وذكائه , وأصبح مقصد الناس في القضاء , يأتون إليه من أماكن بعيدة ليقضي بينهم . كتب الله له أن يأتي إلى الحرمين لأداء فريضة الحج , فقدر الله له أن يستقر في المملكة بعدما حصل له لقاءٌ ببعض العُلماء فيها , وتدارس معهم بعض مسائل العلم , وخاصةً ما كان يسمعه عن هذه البلاد مما يُسمّى بالوهابية , ومعتقدهم , وكان ممن تدارس معه الشيخ عبدالعزيز بن صالح إمام المسجد النبوي - رحمه الله - فبيّن للشيخ الشنقيطي العقيدة التي يتمسك بها أهل هذه البلاد , وأطلعه على بعض الكتب السلفية ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية , وغيرها من كتب الفقه الحنبلي كالمغني , فبعدما تعرف عليها الشيخ الشنقيطي أُعجب بها , وتضلع من معينها , حتى تغير ما في نفسه من نظرة لهذه الدعوة - دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى .

الشيخ والشعـر :

كان الشيخ ـ رحمه الله ـ ذا قريحة وقادة ، وكانت شاعريته رقراقة ، ومعانيه عذبة فياضة ، وأسلوبه سهل جزل ، وبالرغم من هذا كله فقد كان رحمه الله يتباعد عن قول الشعر .
سأله تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ عن سبب تركه للشعر مع قدرته عليه وإجازته فيه فقال : تذكرت قول الشافعي فيما ينسب إليه :
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيـد.
ومثل هذا قاله ابنه عبد الله ، وقال أيضـًا : وجدت شعرًا لأبي عند أحد الناس فأردت حفظه ، فقال لي : استأذن أباك ، فاستأذنته فزجرني بشدة ، ونهاني عن تعلمه ونسبته إليه .
وحدث أن قدم يومـًا ـ رحمه الله ـ وهو في مقتبل شبابه ، ولم يكن يعرفه فسأله من يكون فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ مرتجلاً :

هذا فتى من بني جاكاني قد نــزلا به الصبا عن لسان العــرب قد عدلا

رمت به همــــة عليــاء نحــــوكـــم إذ شام برق علوم نـــــوره اشتـعـلا

فجـاء يرجو ركامــــًا من سحائبـــــه تكســو لسان الفتـى أزهـــاره حللا

إذا ضــــاق ذرعـًا بجهل النحو ثم أبا ألا يمــــيـز شكل العيـن من فــعــلا

قد أتـى اليـوم صبـــا مولعـــــًا كلفـا بالحـــــمـد للــه لا أبغـي لـــه بــدلا

تواضعــه :

أما عن تواضعه فقل إنه صاحبه ، كان إذا سئل مسألة في أخريات حياته ، تباعد عن الفتيا ، فإذا اضطر قال : لا أتحمل في ذمتي شيئـًا العلماء يقولون كذا ، وكذا .
يقول الشيخ عطية محمد سالم : سألته مرة عن ذلك ـ أي تحفظه في الفتيا ـ فقال : إن الإنسان في عافية ما لم يبتلى ، والسؤال ابتلاء ، لأنك تقول عن الله ولا تدري أتصيب حكم الله أم لا ، فما لم يكن عليه نص قاطع ـ من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وجب التحفظ فيه ويتمثل بقول الشاعر :

إذا ما قتلت الشيء علمـًا فقل به ولا تقل الشيء الذي أنت جاهله

فمن كان يهوى أن يرى متصــــدرًا ويكـــره لا أدري أصيــــب مقاتــله


ألا ليت شعري ألا يتأمل المتعجلون في الفتوى لمثل هذا ، ألا يرحم ناشئة طلاب العلم أنفسهم والناس من الفتاوى السريعة ، والأجوبة الجاهزة ، والأحكام الجريئة .

بل وأعجب من هذا كله أنه كان يردد على مسامع تلامذته " صار أمثالنا علماء لما مات العلماء " وكأنه كان يعلم تلامذته الإقلال من الفتوى ، والتثبت من العلم .

كان رحمه الله تعالى قد جمع الله له شتى فنون العلم , لذا فقد أصبح متمكناً فيه وبرز ذلك في تفسيره لكتاب الله , حيث ألف تفسيره المعروف ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) الذي يُعتبر من أنفس كتب التفسير وأجلها .
قال فيه الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله : ( مُلئَ علماً من رأسه إلى أخمص قدميه ) ..وقال أيضاً : ( هو آيةٌ في العلم والقرآن واللغة وأشعار العرب ) ..
وقال عنه الشيخ ابن باز - رحمه الله - : ( من سمع حديثه حين يتكلم في التفسير , يعجب كثيراً من سَعة علمه واطلاعه وفصاحته وبلاغته , ولا يملُّ سماع حديثه ) ..
وقال عنه العلامة الألباني - رحمه الله - : ( من حيث جمعه لكثير من العلوم , ما رأيت مثله ) وشبهه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله ..
وقال الشيخ بكر أبو زيد : ( لو كان في هذا الزمان أحد يستحق أن يُسمّى شيخ الإسلام لكان هو )..
وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - : ( له حافظةٌ نادرةٌ قوية , ويُعتبر في وقته نادراً )..
وقد درس على يديه الكثير من العُلماء , نذكر الكبار منهم : الشيخ ابن باز رحمه الله - درس عليه في المنطق , والشيخ ابن عثيمين , والشيخ حماد الأنصاري , والشيخ عطية سالم رحمهم الله , والشيخ صالح اللحيدان , والشيخ عبدالله الغديان , والشيخ عبدالمحسن العباد حفظهم الله ...... وغيرهم الكثير من العُلماء في هذه البلاد وفي غيرها ممن درسوا عليه في الجامعة الإسلامية .

مؤلفاته :
خاض الشيخ ـ رحمه الله ـ غمار التأليف منذ نعومة أظفاره ، فألف وهو في بلاده :

1- نظمـًا في أنساب العرب .. وكان ذلك قبل البلوغ .

2- رجزًا في فروع مذهب مالك .

3- ألفية في المنطق .

4- نظمـًا في الفرائض .

وهذه المؤلفات الأربعة مازالت مخطوطة

وألف في بلاد الحجاز :

1- منع المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز .

2- دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب .

3- مذكرة الأصول على روضة الناظر .

4- آداب البحث والمناظرة .

5- أضواء البيان لتفسير القرآن بالقرآن .

كما أن هناك العديد من المحاضرات .

توفي رحمه الله في مكة عام 1393هـ بعد أداء فريضة الحج مباشرة وصُلي عليه في المسجد الحرام وأم المسلمين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمهم الله - ودفن في مقبرة المعلاة ..

عبدالله الوهابي
24-05-2007, 09:39 AM
أخي أبو سالم رفع الله قدرك وجزاك الله خيراً على ترجمة هذا العالم المسلم

@تركي السنحاني@
24-05-2007, 04:50 PM
بــــارك الـــلــــه فـــــيـــــكــــ

وســـلــــمــــت يـــمــــنـــاكــــ

وجـعـلهـا الـلــه فــي مـوازيـن حسناتكـ

عــــلـــى الــمــوضـــوع الــــرائـــع

ابو سعد القحطاني
25-05-2007, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب ابوسالم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعجز اللسان عن الشكر واالعرفان لمجهودكم الرائع في هذا المجلس .

اسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ماكتبته في موازين حسناتك.

رحم الله الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي واسكنه الله الفردوس الاعلى .

رحم الله أراد مكة حاجاً ومعتمراً فأراده الله معلماً ومفسراً وكانت شهرته وكان الشيخ ـ رحمه الله ـ ذا قريحة وقادة ، وكانت شاعريته رقراقة ، ومعانيه عذبة فياضة ، وأسلوبه سهل جزل ، وبالرغم من هذا كله فقد كان رحمه الله يتباعد عن قول الشعر .

وسأله تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ عن سبب تركه للشعر مع قدرته عليه وإجازته فيه فقال : تذكرت قول الشافعي فيما ينسب إليه :

ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيـد .


يقول تلميذه الشيخ عطية محمد سالم : سألته مرة عن تحفظه في الفتيا ـ فقال : إن الإنسان في عافية ما لم يبتلى ، والسؤال ابتلاء ، لأنك تقول عن الله ولا تدري أتصيب حكم الله أم لا ، فما لم يكن عليه نص قاطع ـ من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وجب التحفظ فيه ويتمثل بقول الشاعر :

إذا ما قتلت الشيء علمـًا فقل به ولا تقل الشيء الذي أنت جاهله

فمن كان يهوى أن يرى متصــــدرًا ويكـــره لا أدري أصيــــب مقاتــله






فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله .

أخوك أبومصعب

أبوسالم
27-05-2007, 11:04 AM
الأخــوة الأعــزاء ( الأعضاء الكـرام )

الأخ ابن رشد والأخ تركي بن فرحان الجعادنه

أشكر لكما مروركما وردكما الكريمين ودعائكما وتقبلوا تحياتي

كما أشكر الأخ أبومصعب على الإضافات الرائعة جعلها في موازين حسناته بإذن الله

بارك الله فيكم جميعاُ ونفع بكم أمة الإسلام والمسلمين ... ووفقنا الله جميعاُ لما يحبه ويرضاهـ...
.
.

ابو اسامة
27-05-2007, 04:44 PM
بارك الله فيك اخي ورحم الله الامام

أبوسالم
31-05-2007, 06:21 AM
أخي العزيز أبوأسامه

أشكر لكـ مروركـ وردكـ

ورحم الله الشيخ الإمام العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمةً واسـعـة

وأسـكـنـه فسـيـح جـنـاتــه .. وجمـعـنـا بـه في الـفـردوس الأعـلـى بإذن الله ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

بن خرصان
02-06-2007, 01:24 PM
أخي العزيز أبوسالم

جزاك الله خير

ورحم الله الشيخ الشنقيطي

وأسـكـنـه فسـيـح جـنـاتــه .. وجمـعـنـا بـه في الـفـردوس الأعـلـى بإذن الله ..


واصل أبداعك.....

وخير الاعمال ادومها

أبوسالم
20-06-2007, 07:14 AM
أخي العزيز ابن خرصان

أشكر لك مرورك الجميل وردك الرائع

ورحم الله جميع علماء المسلمين ،، ووفق الله كل من ساهم في عزة الإسلام والمسلمين

ابن خضير
20-06-2007, 11:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بــــارك الـــلــــه فـــــيـــــك

وســـلــــمــــت يـــمــــنـــاك

وجـعـلهـا الـلــه فــي مـوازيـن حسناتك

أبوسالم
04-07-2007, 07:51 AM
أخي العزيز ابن خضير

شرفني مرورك وحضورك وردكـ الرائع

وإن كانت ماهي بغريبة عليك

فدمت لنا وأثابك الله..