خالد العاصمي
22-05-2007, 11:53 AM
(جريدة «شمس» - الخميس 17 مايو)
أصناف المديرون
حمد العيسى
طلب بعض رفاق العمل من العبد لله أن ينشر شيئاً من نوادر المديرين السعوديين التي تراكمت خلال عشرين عاماً من عمله في «الشركة» سابقاً. ولذلك أقول: أن أصناف المديرين كثيرة، وبلاويهم عظيمة، والاستماع إليهم مصيبة، واجتماعاتهم غثيثة، وثرثرتهم سقيمة، وألسنتهم سليطة، وأوامرهم عبيطة، ونكاتهم سخيفة، وابتساماتهم مُرِيبة، وأمزجتهم غريبة، ومؤامراتهم مخيفة، ومعارضتهم مميتة، وذكرياتهم بغيضة، والكتابة عنهم أليمة، وأقسم أنني سأقول الحقيقة، وسأسرد فقط أربعة أصناف شهيرة لضيق مساحة الصحيفة:
فالصنف الأول: «المدير العجيب» وسمي بذلك لأن قراراته – ببساطة - عجيبة! قابلته في بداية حياتي العملية، حيث رشحني رئيسي الأمريكي - طيب الله ذكراه - لحضور مؤتمر هندسي دولي في تركيا يقع ضمن تخصصي. فرِحت كثيراً، وقمنا بتحضير جميع أوراق الرحلة، ولكن المدير «العجيب» رفض التوقيع عليها لأنه كما قال: «لا يؤيد إرسال المهندسين محدودي الخبرة إلى المؤتمرات»! دخل رئيسي إلى مكتبي وهو يبتسم، وقال لي بدهاء ثعلب من تكساس: «ولكن كيف ستكتسب الخبرة يا حمد إذا لم تذهب إلى مثل هذه المؤتمرات؟». أقول وبالله التوفيق: سؤال رئيسي خبيث ولكنه ليس غير منطقي!
والثاني: «المدير الفيلسوف» وسمي بذلك لأن يكثر من الفذلكة. سألنا ذات مرة وهو منشرح البال عن أهم مشاكلنا، فذكرنا له نقص عدد المهندسين بالنسبة لحجم العمل. فاجئنا قائلاً بكل ثقة: «غير صحيح! لقد لاحظت أن كل المهندسين يغادرون مكاتبهم مع نهاية الدوام في الساعة الرابعة، وهذا يعني أن كمية العمل التي لديهم قليلة، وأنكم لم تتحدوهم جيداً لكي يزيدوا إنتاجيتهم»! وهذه الفلسفة – رعاكم الله - لا تستحق أي تعليق!
والثالث: «المدير النحيس» وسمي بذلك لأنه يهتم بسفاسف الأمور مثل: منع القهوة والشاي المجانية في الإدارة، ومنع الموظفين من الدورات التدريبية الخارجية، ومنع الإفطار الجماعي يوم الأربعاء، ومنع الموظفين المجمدين من الانتقال إلى إدارات أخرى عند وجود فرص أفضل لهم، وقس على هذه التفاهات! كما أنه يشرف شخصياً على أخطر مهمة إستراتيجية في الشركة: «مواعيد الحضور والانصراف»، من أتى بعد السابعة بدقيقة، ومن تأخر بعد الغداء بدقيقتين، ومن انصرف قبل الرابعة بثلاث دقائق! وهذا الصنف – ولله الحمد - يُجَمَّد في مكانه إلى الأبد!
والرابع: «المدير المديوكر» Mediocre وهذا نوع مهلك، وللعمل مربك، وسمي بذلك لأنه يتظاهر بأنه فاهم، ولكنه يدرك جيداً – كما ندرك – أنه ليس له في العير ولا في النفير! وهذا الصنف – ولا حول ولا قوة إلا بالله - ينطلق إلى الأعلى بسرعة الصاروخ لأنه مسنود! فيا للعجب!
واعلموا – حماكم الله - أنني دونت أكثر من عشرين صنفاً من المديرين في دفتر خواطري. ولا يسعني عندما أتأمل هذه الأصناف إلا أن أحوقل متذكراً أول مدير أمريكي رأسني بعين دامعة وأهمس: «طبت حياً أو ميتاً يا مستر برايس بليكلي»!
أصناف المديرون
حمد العيسى
طلب بعض رفاق العمل من العبد لله أن ينشر شيئاً من نوادر المديرين السعوديين التي تراكمت خلال عشرين عاماً من عمله في «الشركة» سابقاً. ولذلك أقول: أن أصناف المديرين كثيرة، وبلاويهم عظيمة، والاستماع إليهم مصيبة، واجتماعاتهم غثيثة، وثرثرتهم سقيمة، وألسنتهم سليطة، وأوامرهم عبيطة، ونكاتهم سخيفة، وابتساماتهم مُرِيبة، وأمزجتهم غريبة، ومؤامراتهم مخيفة، ومعارضتهم مميتة، وذكرياتهم بغيضة، والكتابة عنهم أليمة، وأقسم أنني سأقول الحقيقة، وسأسرد فقط أربعة أصناف شهيرة لضيق مساحة الصحيفة:
فالصنف الأول: «المدير العجيب» وسمي بذلك لأن قراراته – ببساطة - عجيبة! قابلته في بداية حياتي العملية، حيث رشحني رئيسي الأمريكي - طيب الله ذكراه - لحضور مؤتمر هندسي دولي في تركيا يقع ضمن تخصصي. فرِحت كثيراً، وقمنا بتحضير جميع أوراق الرحلة، ولكن المدير «العجيب» رفض التوقيع عليها لأنه كما قال: «لا يؤيد إرسال المهندسين محدودي الخبرة إلى المؤتمرات»! دخل رئيسي إلى مكتبي وهو يبتسم، وقال لي بدهاء ثعلب من تكساس: «ولكن كيف ستكتسب الخبرة يا حمد إذا لم تذهب إلى مثل هذه المؤتمرات؟». أقول وبالله التوفيق: سؤال رئيسي خبيث ولكنه ليس غير منطقي!
والثاني: «المدير الفيلسوف» وسمي بذلك لأن يكثر من الفذلكة. سألنا ذات مرة وهو منشرح البال عن أهم مشاكلنا، فذكرنا له نقص عدد المهندسين بالنسبة لحجم العمل. فاجئنا قائلاً بكل ثقة: «غير صحيح! لقد لاحظت أن كل المهندسين يغادرون مكاتبهم مع نهاية الدوام في الساعة الرابعة، وهذا يعني أن كمية العمل التي لديهم قليلة، وأنكم لم تتحدوهم جيداً لكي يزيدوا إنتاجيتهم»! وهذه الفلسفة – رعاكم الله - لا تستحق أي تعليق!
والثالث: «المدير النحيس» وسمي بذلك لأنه يهتم بسفاسف الأمور مثل: منع القهوة والشاي المجانية في الإدارة، ومنع الموظفين من الدورات التدريبية الخارجية، ومنع الإفطار الجماعي يوم الأربعاء، ومنع الموظفين المجمدين من الانتقال إلى إدارات أخرى عند وجود فرص أفضل لهم، وقس على هذه التفاهات! كما أنه يشرف شخصياً على أخطر مهمة إستراتيجية في الشركة: «مواعيد الحضور والانصراف»، من أتى بعد السابعة بدقيقة، ومن تأخر بعد الغداء بدقيقتين، ومن انصرف قبل الرابعة بثلاث دقائق! وهذا الصنف – ولله الحمد - يُجَمَّد في مكانه إلى الأبد!
والرابع: «المدير المديوكر» Mediocre وهذا نوع مهلك، وللعمل مربك، وسمي بذلك لأنه يتظاهر بأنه فاهم، ولكنه يدرك جيداً – كما ندرك – أنه ليس له في العير ولا في النفير! وهذا الصنف – ولا حول ولا قوة إلا بالله - ينطلق إلى الأعلى بسرعة الصاروخ لأنه مسنود! فيا للعجب!
واعلموا – حماكم الله - أنني دونت أكثر من عشرين صنفاً من المديرين في دفتر خواطري. ولا يسعني عندما أتأمل هذه الأصناف إلا أن أحوقل متذكراً أول مدير أمريكي رأسني بعين دامعة وأهمس: «طبت حياً أو ميتاً يا مستر برايس بليكلي»!