مشاهدة النسخة كاملة : عقلية العربي ...في نظر بعض المفكرين الحداثيين
حرقي العرين
20-04-2007, 02:49 PM
:52_asmilies-com: إذا كانت الايديولوجيا كما عرَّفها ماركس مجموعة أوهام تعتم العقل وتحجبه عن إدراك الواقع والحقيقة، فإن العقل يتحول مع الايديولوجيا إلى مفهوم مسبق يجب تحديده يعتبر أحدهم أن "العقل العربي هو قضيتنا الحضارية الأولى، ذلك لأنها القضية التي تتوقف عليها مواجهتنا لجميع قضايانا المصيرية، فعقلنا هو الذي يقرر مصيرنا" وهكذا، فالعقل في هذا الخطاب يحتل منزلة المحولة السحرية التي تستطيع ـ ما إن نملك سرّها ـ أن تنقلنا من التخلف إلى الحداثة، ومن الرجعية إلى التقدم.
لقد اختصر العرب نهضتهم في عقلهم وتركبت ثنائية جديدة قوامها العقل والتقدم، فما إن يتحرر العقل حتى يتحقق التقدم، وما دام تحرير العقل عملية مؤجلة فإن التقدم معلّق، وهكذا تختزل القضية في متوالية ترابطية مبسطة، ولسنا في حاجة إلى التفكير في شروط أخرى للتقدم ما دامت الايديولوجيا قد اختطت لنا الطريق إلى هذا الأمل الذي يكمن في "العقل".
لكن ما السبيل إلى اكتشاف هذا العقل والتمثل به كي نحقق ما نطمح إليه؟ هنا تتكاثر الأجوبة بحكم تكاثر الايديولوجيات، فالايديولوجيا التقدمية العلمية ترى أن النموذج الاشتراكي وحده يؤدي إلى تكوين عقل قومي علمي بنائي، كما يعبر حامد خليل في كتابه (أزمة العقل العربي)؛ أحد رواد هذه الايديولوجيا، أما النموذج الرأسمالي فإنه يكون عقلاً غير علمي وغير قومي وغير بنائي، وإذا توقفنا لحظة للتساؤل عن ما خلفه النموذج الاشتراكي على صعيد العقل، هنا تجيب الايديولوجيا ـ في لغة فيها الجزم مع الحسم ـ : "إن العقل الاشتراكي ليس قادراً على التغيير بحكم بنيته الداخلية، وإنما بسبب الحصار المضروب عليه من قبل القوى الرأسمالية والبرجوازية والرجعية التي ألبت الجماهير عليه" وبذلك يصبح العقل الاشتراكي منفرداً ووحيداً مع نفسه، إذ تآلب الجميع ضده وتخلت الجماهير التي يتكلم باسمها عنه فما الذي بقي له، وهل يعلن إفلاسه ونهايته؟
هنا تثور الايديولوجيا مرة أخرى لتؤكد أن العقل الاشتراكي يمثل المخرج الوحيد للأزمة التي يعيشها العقل العربي، وكل خطأ أو انحراف ليس ناتجاً حتماً عن تركيبته وبنيته، إذ هو مبرأ عن الأخطاء، وإنما يمكن إعادته ـ في يسر وسهولة ـ إلى عوامل خارجية وقوى التحكم الرأسمالية والرجعية التي تتربص بهذا العقل، وهكذا يظهر مدى هيمنة الايديولوجيا على العقل وتلبسها به بدلاً من أن يكون العقل حاكماً للايديولوجيا وموجهاً لها.
وطبيعيٌ بعد ذلك أن ترفض هذه الايديولوجيا أية قراءة أخرى للعقل لا تنسجم مع رؤيتها ولا تتطابق مع مسلماتها، وهذا ما لمسناه مع موجة النقد الشديد الذي وجهته هذه الايديولوجيا لقراءة الجابري للعقل في (نقد العقل العربي)، إلا أن الايديولوجيا الماركسية ليست بدعاً من بين الايديولوجيات العربية التي راهنت على العقل باعتباره محرك التغيير وأداته، بل إن الايديولوجيا الاسلامية تعيد ما أصاب الأمة من تشرذم، وتشتت، وتقوقع على الذات، وضياع للهوية، وافتقاد الدور الريادي على الصعيد العالمي إلى واقع العقل العربي لأنه الملام والمسؤول كما أكد لنا عبد الرحمن الطريري في كتابه (العقل العربي وإعادة التشكيل)، ونحن بدورنا نتساءل: أكلُّ هذا على العقل العربي أن يتحمله وأن يحمل مسؤوليته؟ وهكذا يغيب أي سياق سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي لتفسير الأزمات المعقدة والمتشابكة ويحضر فقط العقل العربي بوصفه علة الأزمة ومعلولها.
وما دامت الأزمة قد اختصرت إلى هذه الرؤية فحلولها تختصر أيضاً، وبالطريقة نفسها؛ بالاعتماد على تغيير أو إعادة تشكيل العقل العربي حسب تعبيره، وإعادة التشكيل هذه تقتضي منا تنقية هذا العقل من كل الرواسب والشوائب التي علقت به خلال تاريخه، ثم نعيد تنضيده وفق ما تريد الايديولوجيا، وعليه، فالعقل هنا يجب أن يكون متوافقاً مع المنهج الاسلامي، فبعده عنه سبب كل هذا التخلف والتردي والتراجع.
ولا تكتفي هذه الايديولوجيا بذلك، بل تحاول أن ترسم أسساً وتصوراً وملامحاً للعقل العربي، وذلك بعد عملية إعادة التشكيل المطلوبة، عليه "أن يميز بين الحقوق والواجبات، وأن يحول من حياة الترف والدعة والسكون إلى حياة الجد والنشاط والحيوية، وعليه أن يكتسب خاصية العمل الجماعي، وأن يكون دقيقاً في تعامله مع غيره" وهكذا تسقط هذه الايديولوجيا صفاتها الخلقية على العقل المطلوب دون مراعاة لهذا الانتقال من الواقع إلى العقل إلى المنهج، مما يعكس غياباً للوعي، واختلاطاً في الرؤية والنظر معاً، إذ كيف ننتقل من المستوى الاجتماعي والتجريبي إلى المستوى المعرفي واأبستمولوجي، من دون أن ندرك أن القفز ليس بهذه السهولة بل إنه غير ممكن عملياً قبل عملية إعادة تقعيد نظري للمعطيات المعرفية الموجودة، ثم العمل على ربطها مع الواقع القائم، غير أن الايديولوجيا تبدو قادرة على تجاوز كل ذلك برغم ادعائها أنها تتبنى المنهج العلمي، فما وجدناه لدى الايديولوجيا الماركسية أو الاسلامية شبيه ومتقارب من حيث الرهان على العقل كعصا سحرية قادرة على إخراجنا مما نحن فيه، ونقلنا إلى ما نريد أن نكون عليه دون مراعاة أو تحرج معرفي قائم على اعتبار أن العقل رهين ومشروط بظروفه التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعيشها ويتشكل وفقها، ووفق تأثيراته بها.
الخروج من وحل الايديولوجيا وتجاوز المسبقات النظرية، هذا ما حلمت الدراسات المعرفية بتحقيقه، وعلى رأسها دراسة الجابري ـ المشهورة ـ في نقد العقل العربي، إنه يقرر بداية أن استخدامه للفظة (عقل) بديلاً من (فكر) هو تجنبٌ للايديولوجيا، وابتعادٌ عنها، إذ أن ما يهتم به ليس الأفكار بذاتها بل الأداة المنتجة لهذه الأفكار، فهو يحصر اهتمامه في المجال الأبستمولوجي وحده، إلا أننا لو أردنا أن نكشف المسافة الكائنة بين ما يعبر عنه وبين ما يقوم به خلال تحليلاته وآرائه لوجدنا أن الجابري لم يكن مختلفاً عن غيره من الايديولوجيات في الرهان على العقل والإيمان به لتحقيق سحر التغيير، بل إنه يكاد يكون الأكثر تعلقاً بهذا السحر، ذلك أنه يعتبر أن أهم عوامل تعثر نهضتنا العربية المستمر إلى الآن قائم على أنها لم تنجز عملية نقد العقل المطلوبة "وهل يمكن بناء نهضة بعقل غير ناهض، عقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه؟" كما عبر عن ذلك في مفتتح مشروعه السابق الذكر، وهكذا فالنهضة المرتقبة علينا أن نطلبها من العقل ولا شيء سواه، منه ومعه تتحقق، من دونه ومن غيره لا شيء يتم أو يتحقق، نقد العقل مبتدأ النهضة، والعقل الناهض خبرها، وهكذا تؤجل النهضةـ حسب هذا الخطاب ـ إلى حين حسم قضية نقد العقل، وإلى حين انتهاء عملية النقد والتفكيك والتشريح تبقى النهضة معلقة، وبعد ذلك يكون ما تبقى من العقل بعد إخضاعه إلى هذه العمليات جميعاً قادراً على القيام بالنهضة، وحمل أعبائها، وتحقيق شروطها.
إن العقل وفق ما تطلبه الايديولوجيا مشروطٌ بشروطها، ومتحققٌ فقط بأصولها، عليه ألا يخرج عما تحدده وتؤطره، ومطلوبٌ منه أن يتقيد ليس بفضائها العام فحسب، بل بتفاصيلها أيضاً، وإذا كانت الايديولوجيا العربية بكل تلويناتها قد راهنت على العقل بوصفه مفتاح التغيير، فإن رهانها هذا لم يكن على العقل باطلاق بقدر ما كان على العقل المؤطر بالايديولوجيا، وبالتالي، فخطاب الايديولوجيا للنهضة من خلال العقل هو خطابٌ مراوغ، لأنه لا يبتغي تحقيق النهضة بقدر ما يشترط تحققها بتحقيق ما يبتغيه منها، لذلك نستطيع القول إن الخطاب الايديولوجي هو خطاب مضادٌ للحقيقة لأنه لا يروم المعرفة بقدر ما يبتغي السياسة، والسياسة هنا ليست بما هي علمٌ له أصوله وقواعده، وإنما بما هي كسبٌ للأنصار والجماهير، وتبخيس للخصم والآخر، وهذا بدوره يؤكد لنا أن العقل العربي هو عقلٌ مصادرٌ، ومشروط، ومحكوم بمسبقات نظرية محددة سلفاً، لذلك حق لبرهان غليون أن يقول "لقد تحول مفهوم العقل حسب حاجات الصراع الايديولوجي، فأصبح شعاراً بقصد الانتماء إلى معسكر ضد آخر، ونزع شرعية الكلام عن الخصم" وبذلك يصبح العقل محط تجاذب كل التيارات الايديولوجية، كلٌّ يدّعي وصلاً له ونسباً إليه، مما نزع عن العقل مفهومه الاعتباري بوصفه معيار الوعي بالذات والواقع، وحوّله إلى أداة الصراع في السياسة، وهذا ما أدى أيضاً إلى الغاء وظيفته التي عليه أن يؤديها في المجتمع بوصفه شرطاً من شروط التغير الاجتماعي، ونسقاً مهماً من أنساق الفعل السياسي والتعاطي الاجتماعي والاقتصادي، ورافداً رئيسياً يقيس مدى الوعي بالتغيرات التي تحيط بالذات على المستوى الداخلي والخارجي، وعلى مستوى التغيرات الدولية، والثورات المعرفية التي تحتاج وجوده في كل لحظة من لحظات تحولها.
إن العقل والايديولوجيا متضادان في غايتهما ووظيفتهما، وهذا ما جعلنا نقرر فصل المقال فيما بين العقل والايديولوجيا من انفصال، ودفعنا أيضاً إلى عدم الاستبشار بكثرة الحديث عن العقل على اعتبار أنه دليل وعي، ولحظة نهوض، إذ على الرغم من أن الجميع يتحدث عن العقل، ويترنم به، ويتوسل إليه، إلا أنهم إذ يتحدثون عن العقل فلكي يتحدثوا عن عقل الايديولوجيا، وليطالبوا الجميع بالتطابق والتماهي معه، فالصراع على العقل لدى العرب كان بمثابة وجهٍ جديد من المعارك الكثيرة التي خاضوها حول التراث والتنوير والهوية، فكل مفهوم كان بمثابة ذخيرة ايديولوجية لجبه الآخر ولجمه، والنتيجة كانت خسارة العرب لجميع معاركهم مع المفهوم، لأنهم في الأصل لم يخوضوها من أجله، وإنما من أجل قداسة الايديولوجيا المنزهة، بذلك تكون "لعنة" النهضة التي رافقت العرب خلال تاريخهم المتطاول، ولم تحل عليهم، بعيدةً أن تتحقق لديهم دون أن يتم أفول شمس الايديولوجيا، وبزوغ نور العقل.
مجلووب
@تركي السنحاني@
20-04-2007, 02:52 PM
اخوي حرقي العين
الف شكر على موضوعك
ولي عوده ان شالله
حرقي العرين
23-04-2007, 02:00 PM
اخوي حرقي العين
الف شكر على موضوعك
ولي عوده ان شالله
يعطيك العافية
ولد_الشايب
23-04-2007, 02:25 PM
اخوي حرقي العين تسلم على موضوعك
بس ودي اسألك سؤال
انت ليش مواضيعك اللي تنقلها ومشاركاتك اللي تكتبها داخله تحت غطاء الطبقة العلمية البحته؟؟؟؟؟؟
يعني مثلا مثل الموضوع هذا مهوب احسن لو انك بدال ماتذيل موضوعه بكلمة مجلوب او منقول (( الكلمه هذي احمضت بكبدي ))
مهوب احسن لو انك كتبتها بصياغتك انت وبأسلوب موجه لافراد العامه في المنتدى؟؟؟؟؟
يااخي حتى العلماء والكتاب اللي عليهم الكلام لابغو الناس يقروون لهم ألفو الكتاب او المقال بأسلوب مفهوم للعامه .... اما اذا بغو اهل الاختصاص فقط هم اللي يقرونه الفو كتب اتحدى اي من العامه يفهمه
اخوي انا ماادري وش تبي بالضبط من مشاركاتك . يعني هل تريد فقط اصحاب القلم والثقافه هم اللي يقرون لك .... وباقي الزوار مايدرون وش الطبخه
ام انك انت اللي فعلا ماتدري وش الطبخه من كلامي هذا
لاتستحقرن صغيرا في مخاصمة ^^^^^إن الباعوضة لاتدمي مقلة الأسدي
أبو سلطان العبيدي
23-04-2007, 06:54 PM
مشكور على الموضوع الايديولوجي
وان شاء الله نكون اكثر ايديولوجية في المستقبل
وبعدين يا حرقي العرين حاطين تحت اسمك
قلم من ذهب وان شاء الله المنتدى يصدر قلم من الماس
ونعطيك اياه وتستاهل يا بطل
حرقي العرين
23-04-2007, 11:33 PM
اخوي حرقي العين تسلم على موضوعك
بس ودي اسألك سؤال
انت ليش مواضيعك اللي تنقلها ومشاركاتك اللي تكتبها داخله تحت غطاء الطبقة العلمية البحته؟؟؟؟؟؟
يعني مثلا مثل الموضوع هذا مهوب احسن لو انك بدال ماتذيل موضوعه بكلمة مجلوب او منقول (( الكلمه هذي احمضت بكبدي ))
مهوب احسن لو انك كتبتها بصياغتك انت وبأسلوب موجه لافراد العامه في المنتدى؟؟؟؟؟
يااخي حتى العلماء والكتاب اللي عليهم الكلام لابغو الناس يقروون لهم ألفو الكتاب او المقال بأسلوب مفهوم للعامه .... اما اذا بغو اهل الاختصاص فقط هم اللي يقرونه الفو كتب اتحدى اي من العامه يفهمه
اخوي انا ماادري وش تبي بالضبط من مشاركاتك . يعني هل تريد فقط اصحاب القلم والثقافه هم اللي يقرون لك .... وباقي الزوار مايدرون وش الطبخه
ام انك انت اللي فعلا ماتدري وش الطبخه من كلامي هذا
لاتستحقرن صغيرا في مخاصمة ^^^^^إن الباعوضة لاتدمي مقلة الأسدي
ياولد الشايب:
سلاماتك وسلامة كبدك ياطويل العمر
ومنكم نستفيد مع اطيب تحياتي
حرقي العرين
23-04-2007, 11:35 PM
مشكور على الموضوع الايديولوجي
وان شاء الله نكون اكثر ايديولوجية في المستقبل
وبعدين يا حرقي العرين حاطين تحت اسمك
قلم من ذهب وان شاء الله المنتدى يصدر قلم من الماس
ونعطيك اياه وتستاهل يا بطل
مرحبا ابوسلطان
لاهنت على المرور ومع احلى الاماني
مبارك بن راشد
24-04-2007, 01:41 AM
أستاذي الكريم بعد التحيه والسلام, بصراحه قرأت المقال مرّة ومرّتين وثلاث ولم يتوصل فهمي البسيط لنتيجه واضحه وهدف مباشر وقاعده معلوماتيه صلبه تمكنني من خوض غمار تقريركم المجلوب والمدبّج بالعبارات المستورده والافكار المعلبه عسرة الهضم على من هم مثلي في قلة الفهم وبطء الاستيعاب.
وان كان كل ماتوصل اليه فهمي البسيط لم يتجاوز ( إلا على مضض ) تلك المقدمه_ الجذابه_ (بكل ما تحويه هذه الكلمه من معنى ) ؛ وتوقف كثيرا عند ربط الايديولوجيه الاسلاميه بالايديولوجيه الماركسيه او الاشتراكيه او الشيوعيه (مع تحفظي الشديد على هذا المصطلح المستورد) ؛ ثم توقف تماما عند الخاتمه عميقة المعنى وذلك بعد ان انهكه الجهد واعياه الفهم لاستيعاب ما جلبتموه سعادتكم من مقال لا يذكّرني إلا بقصة حارس( الزبّاء )عندما قال كلمته المشهوره والتي صارت مثلا عند العرب ..
((وراء الاكنّة ماورائها ))
استاذي الكريم, اشتم فوح نقاش فكري ثري وبنّاء ولكن وللأسف لا أستطيع ان اجاريكم حتى استوعب تماما معاني بعض ما ورد في مقالكم الآنف وأن افهم ماترمي اليه بعض الكلمات التي لم أحط بها علما ...!
ولأنه فوق كل ذي علم عليم ولاختصار الجهد والوقت على كلانا اتمنى ان ارى شرحا منكم لمعنى... او بالأصح اود معرفة مفهومكم عن (المجال الأبستمولوجي ؟؟!!) كخطوة أولى نحو البناء الفكري والنقاش الهادف المفيد الذي نسعى اليه في هذا الصرح الشامخ
واسلم لمحبك
دمت بود
حرقي العرين
24-04-2007, 03:02 AM
أستاذي الكريم بعد التحيه والسلام, بصراحه قرأت المقال مرّة ومرّتين وثلاث ولم يتوصل فهمي البسيط لنتيجه واضحه وهدف مباشر وقاعده معلوماتيه صلبه تمكنني من خوض غمار تقريركم المجلوب والمدبّج بالعبارات المستورده والافكار المعلبه عسرة الهضم على من هم مثلي في قلة الفهم وبطء الاستيعاب.
وان كان كل ماتوصل اليه فهمي البسيط لم يتجاوز ( إلا على مضض ) تلك المقدمه_ الجذابه_ (بكل ما تحويه هذه الكلمه من معنى ) ؛ وتوقف كثيرا عند ربط الايديولوجيه الاسلاميه بالايديولوجيه الماركسيه او الاشتراكيه او الشيوعيه (مع تحفظي الشديد على هذا المصطلح المستورد) ؛ ثم توقف تماما عند الخاتمه عميقة المعنى وذلك بعد ان انهكه الجهد واعياه الفهم لاستيعاب ما جلبتموه سعادتكم من مقال لا يذكّرني إلا بقصة حارس( الزبّاء )عندما قال كلمته المشهوره والتي صارت مثلا عند العرب ..
((وراء الاكنّة ماورائها ))
استاذي الكريم, اشتم فوح نقاش فكري ثري وبنّاء ولكن وللأسف لا أستطيع ان اجاريكم حتى استوعب تماما معاني بعض ما ورد في مقالكم الآنف وأن افهم ماترمي اليه بعض الكلمات التي لم أحط بها علما ...!
ولأنه فوق كل ذي علم عليم ولاختصار الجهد والوقت على كلانا اتمنى ان ارى شرحا منكم لمعنى... او بالأصح اود معرفة مفهومكم عن (المجال الأبستمولوجي ؟؟!!) كخطوة أولى نحو البناء الفكري والنقاش الهادف المفيد الذي نسعى اليه في هذا الصرح الشامخ
واسلم لمحبك
دمت بود
اهلا وسهلا بك :
*·~-.¸¸,.-~*اولا المجال الابستمولوجي يقصد به المجال المعرفي
ومحاولة للتقريب ساستخد م البوابة الفلسفية ذات المنهج الذي لايحمل الامور أكثر مما تحتمل ان أي نمط من التفكير الفلسفي نحتاج إليه في ظل واقعنا، بعدما وصلت الأمور إلى وضع، يقر كل إنسان موضوعي بأنه مؤسف على جميع الأصعدة، التي نعيشها في حياتنا وفي نتاجنا الفكري والثقافي؟!
لاشك أن ما أوصلنا إلى ما نحن فيه هو طريقة أو طرق التفكير السائدة في مجتمعاتنا التي لا صلة لها بعصر العلم والتكنولوجيا، فهي مازالت تفسر الطبيعة والعالم، وما يجري فيهما بطريقة قصصية ولغة مجازية، وتفسر الأحداث تفسيرات ذاتية لا تعرف أي شكل من أشكال الموضوعية أو العقلانية. وطرق التفكير السائدة المضادة للعلم والعقل لا يمكن التخلص منها إلا عن طريق الأدوات والمناهج العقلية التي لعبت الفلسفة والفلاسفة دورًا مهمًا في تغييرها على مر العصور. ومن أجل تحديد أي من طرق التفكير الفلسفية يحتاج إليها واقعنا الحالي لابد في البدء من فهم موقعنا الحضاري في السياق التاريخي، الذي مرّت به حضارات أخرى، أبرزها الحضارة الأوربية التي أنتجت العلم والثقافة والفكر الإنساني والفلسفي.
إن موقعنا الحضاري الذي نعيشه هو شبيه بالموقع الذي عاشته أوربا على وجه الخصوص في التحول من العصور الوسطى إلى عصر النهضة، الذي مهّد الطريق للعصر الحديث. فنحن نعيش فترة من التحولات الجذرية والعميقة في جميع المجتمعات العربية، وإن كانت عجلة التغيير تتفاوت من بقعة لأخرى، لكن المتفق عليه هو التغيير. والملاحظ على هذا التغيير وتيرته المتسارعة التي نقلت بعض المجتمعات العربية نقلة نوعية في فترة قياسية، وأصبحت أمام واقع جديد يكاد أن يختلف تمامًا عما سبقه. وبالمقارنة مع ما حدث في أوربا فإن التغيير الذي حدث لم يأت خلال جيل أو جيلين بل أخذ قرونًا حتى تحرر العقل الأوربي من أنماط التفكير التي كانت تعيق مسيرة تقدمه، إذ تمت إعادة بناء العقل من جديد مع التطور العلمي وانهيار سلطة الكنيسة والثقافة التي كانت تروجها. بمعنى أن التطور العلمي الذي سارت به أوربا كان طبيعيًا، وتزامن تطور العقل والفكر مع التطور العلمي والحضاري. لكن ما حدث عندنا هو العكس، فالتغيير الذي حدث تم في البنية المادية بالدرجة الأولى، ولم يتزامن معه تغييرات علمية وفكرية وثقافية قادت إلى عملية إعادة بناء للعقل العربي من جديد بناء على أسس علمية أو عقلانية تتلاءم مع هذه التغييرات، فأصبحنا نعيش في واقع جديد، ونستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية، لكننا لا نفكر بالطريقة والعقلية التي أنتجت هذه الأدوات أو صنعتها. وقد خلق هذا الوضع أشبه ما يكون بالازدواجية، أو حالة فصام مع الواقع، بحيث يعيش المرء في واقع ويستخدم ما هو جديد، لكن يفكر بطريقة لا صلة لها بهذا الواقع ومستجداته فينتج عن ذلك ممارسات لا تتفق مع أصول وكيفية استخدام ما هو جديد.
في هذا الصدد يمكن تحديد عدد من الجوانب الفكرية التي تتسم بها طريقة التفكير السائدة في مجتمعاتنا وأولها احتكار الحقيقة. تنتشر ظاهرة احتكارالحقيقة بين الأفراد وشرائح اجتماعية مختلفة وهي ذات طابع طائفي أو إيديولوجي أو عرقي أو ثقافي. إذ يعتقد الكثير أن ما يؤمنون به أيًا كان مصدره، طائفيًا أو عرقيًا أو غيره هو الحقيقة، ومن يختلف معهم فهو على باطل. ويتسم هذا النمط من التفكير بالجمود وفي الوقت نفسه بالشمولية ومن نتائجه غياب أي شكل من أشكال الحوار وتسيد ظاهرة إقصاء الآخر واستخدام العنف في بعض الأحيان والترهيب في فرض الآراء والاعتقادات على الآخرين.
وقد نتج عن هذا الأمر صراعات عرقية ودينية وطائفية ساهمت في الابتعاد عن قضايا العصر وتغليب قضايا - في حقيقتها وهمية - لا تقدم ولا تؤخر في شيء.
وتتسم هذه المرحلة أيضًا بالصراع الحاد والمتناقض بين طرفين: الأول يسعى للتغيير وإحداث نقلة نوعية في واقع المجتمع، والآخر في أحسن الأحوال يريد إبقاء الأمور على حالها. أما النسخة المتطرفة من الأخير فتسعى إلى العودة بالأمور إلى الوراء ومحاربة كل ما هو جديد. وهذا الصراع في طابعه فكري ما بين العقل والنقل، أي ما بين طريقة تفكير تحتكم للعقل وتسعى للتجاوب مع المتغيرات والمؤثرات الخارجية بطريقة عقلانية وبين طريقة تفكير سلفية تنفر من التجديد، ولا تعرف التفاعل مع الآخر وترى في الماضي الملاذ من التغييرات المدنية الحديثة، وما جاء معها من تطورات قيمية وحقوقية. ومع الأسف لاتزال الغلبة في صالح القوى السلفية والتقليدية المدعومة من مؤسسات الحكم السياسية في معظم الدول العربية. وقد نتج عن ذلك سيادة أنماط من التفكير لا صلة لها بطابع التفكير العقلاني والعلمي، مثل التفكير الغائي وصياغة الأحداث بطريقة التفكير الخرافية أو الأسطورية، علاوة على إفراط البعض في الغيبيات، والدعوة إلى نبذ التفكير في عالم الواقع واستبداله بعوالم أخرى. وهذا في مجمله يعكس الأسس التي تقوم عليها عملية تفسير الطبيعة والواقع والظواهر والمشكلات التي تتم فيه. فكل طرق التفكير غير العلمية وغير العقلانية تنطلق من أسس ذاتية صرفة في تفسير الظواهر والأحداث، سواء في الطبيعة أو في واقع الحياة اليومي. فطريقة التفكير هذه، والتي يأخذ بها السواد الأعظم من الناس، تفسر الأمور وظواهرها الطبيعية بناء على غايات خارجية أي تنسب لها أسبابًا غير أسبابها الفعلية أو المادية التي تسببها كما لايزال الكثير ينظر للطبيعة وأحداثها ككائن حي، وإلى آخره من أمور. وهذا بلا شك يقف على النقيض من طريقة التفكير العلمية التي تتصف بالموضوعية وتفسر الظواهر بأسبابها الفعلية والمادية ولا تتعلق تفسيراتها بالأهواء أو الرغبات الذاتية مما ينتج عنه تعامل أدق مع الأحداث والأمور وفهمها بطريقة منهجية، ومن ثم إيجاد الحلول التي يمكن أن تساهم في معالجتها.
وخلاصة القول إن طريقة أو طرق التفكير السائدة في مجتمعاتنا ساهمت بشكل كبير في إعاقة أو إحداث تقدم ثقافي أو علمي حقيقي، مثلما كانت هذه الطريقة تعيق التقدم العلمي والثقافي في أوربا أثناء فترة العصور الوسطى، ولم تقم للتطور قائمة آنذاك إلا بعد أن تخلصت من طرق التفكير غير العلمية التي هيمنت عليها سابقًا. فمن الواضح إذن أن طريقة التفكير هي التي تلعب الدور الأساسي في إحداث التغييرات الثقافية والفكرية في المجتمع فأي طريقة تفكير لها ثقافتها الخاصة بها التي تميزها عن طرق التفكير الأخرى، وبما أن الخلل يكمن في التفكير فلا يمكن أن يعالج إلا بالأساليب والأدوات والمناهج الفكرية التي تتوافر في التراث الفلسفي والذي مارس من خلاله الفلاسفة التأثير الأكبر في إحداث نقلات نوعية من التفكير على مر العصور.
*·~-.¸¸,.-~* الداعي للجميع بالتوفبق بتصرف
فيض ال قنفذ
24-04-2007, 03:13 AM
حرقي العرين
ياخي الرجاء الكتابة على مستوانا ياربعك ترانا على قد حالنا
الله يهديك
مبارك بن راشد
24-04-2007, 04:55 AM
استاذي الكريم, اولا اودّ وقبل ان اكمل معك النقاش ان اشكرك من اعماق قلبي على المجهود المضاعف لإيضاح مااستعصى علي فهمه وتوضيحه باسهاب واطناب تعدى حدود الموضوع الذي بدأنا النقاش حوله وللتذكير هو(( عقلية العربي في نظر بعض المفكرين الحداثيين)) ... !
هذا أولا... واما ثانيا ,فبما ان الموضوع الاصلي كان قد ربط اساسا بين الايديولوجيه الشيوعيه وربطها بل وقارنها بالايديولوجيه الاسلاميه ونظر اليها وعالجها على نفس الاساس ومن نفس المنطق والمنظور فلا أخفيك بأني وللمرة الاخرى لم اتبين الربط الاخر بين الايديولوجيه الاوروبيه وموقعها من الاعراب هنا في المداخلة التاليه, ولعلّي لم افهم الحكمه الحقيقيه وراء جعلها في الخندق المقابل للآخر الذي زُجّ فيه بالايديولوجيه الشيوعيه مع الايديولوجيه الاسلاميه ..!!؟
نعم, أعلم أننا نتحدث عن الايديولوجيات بشكل عام ولكن كان بودي ان يكون تناول النقاط اوالايديولوجيات يتم بشكل اكثر تنظيما واريحيه حتى لا ترانا( نقفز) بكل انثوزيازتيكيه سالبة الشحنه وموجبة للتدبر والتفكر من نقطه الى أخرى بدون روابط واضحه ومفهومه وذلك حتى لا نبقى حائرين نلتف حول انفسنا في تلك الحلقه المفرغه والتي قد توحي للقارئ الكريم باننا نتهرب من مواجهة الموضوع المطروح (أساسا) على طاولة النقاش.
استاذي الكريم, لقد أجبتم على الجزء الاخير(فقط) من مداخلتي وتجاهلتم لبّها ولكم كامل الحريه والحق في ذلك ان كان حدث هذا عمدا ولا أحسبه, وانا فقط أذكّر لأن الذكرى تنفع المؤمنين
بانتظار رأيكم في المداخله أعلاه إما الانتقال مباشرة للنقطه التاليه ومناقشة مااستجدّ في الموضوع والاسهاب الانف ؛ او باستكمال ما ابتدأناه ووضع المقال المجلوب على طاولة التشريح وتناول ما نقدر عليه من زوايا حواريه بحته ومعرفة موقف العقليه العربية ونظرة بعض المفكرين الحداثيين لها..!
... لكم كامل الحريه في اختيار ما تراه مناسبا لعلنا نخرج بفائدة تذكر..
وللحديث بقيه
دمتم بودّ
محمد الشايع
25-04-2007, 03:18 PM
اخوي حرقي العرين
اسمح لي طال عمرك
والله اني قريت سطرين وضامني بطني فقررت الانسجاب
تحيتي
أبو سلطان العبيدي
25-04-2007, 03:21 PM
ضامني
اييييييييه اثرك من اهل طريب
بس خلاص لا عاد تكمل
محمد الشايع
25-04-2007, 05:27 PM
وش عند ابو سلطان يعني ما عرفت الكلمه <<< مسوي طيب
القحطـاني
26-04-2007, 01:10 AM
اشهد انك كاتب
بيض الله وجهك يالحرقي
ولي عوده وتكمله
سيد القصر
26-04-2007, 01:38 AM
يلقي الباحث او الدارس او حتى من لديه ادنى تحصيل علمي النظر، فانه يرى ان القفزات العلمية وفي شتى المجالات الحياتية والتي امتاز بها الغرب انما هي في الواقع نتائج الثقافات المتباينة بتباين العقول البشرية من الناحية المعرفية التحصيلية واستغلال الفكر الفلسفي الذي لا يحده حد ولا يقيده قيد، ولسنا هنا في معرض الرد على اشكالات البعض الذي يرى ان الحياة ابسط من هذه التعقيدات والتي يراها غامضة بعض الشئ ،انما المقصود هنا من الفلسفة الحياتية هي تلك القواعد العقلية المتفق عليها بين العقلاء بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية او الدينية او المذهبية فهي في الواقع بالنسبة الى فائدتها للإنسان كالمرشد والدال للآخرين الى ما خفي عنهم . وبهذا يتضح ان الفلسفة الحياتية ليست مقتصره على اهل الاختصاص من الفلاسفة القدماء او المعاصرين وانما هي نمط حياتي يسير الإنسان نحو كماله المنشود من الناحية المعرفية والانسانية . وبذلك هي تشمل كل اطياف المجتمع الإنساني وبمختلف مداركهم ومستوياتهم العلمية .نعم يمكن ان يكون الفارق بين الفيلسوف وبين دون ذلك هو ان الاول يعي ما يحركه و الاخر لعله لا يعي او لا يتفق الى ما يحركه ومن هنا نصل الى كل ما خلقه الله تبارك وتعالى من نظم وقوانين وسنن كونية هي متاحة الى كل انسان من الناحية المعرفية وذلك لاننا نعرف ان الوصول الى المعارف انما يتم عن طريق معرفة اصول القوانين وكيفية تطويعها وتسخيرها لنا علماً ان الوصول الى معرفة هذه القوانين والسنن الكونية لم تقتصر على مجموعة معينة من الناس بل هي متاحة لكل من يريد ان يتعرف عليها.ومن هنا نصل الى هذه الحقيقة وهي ان العقلية المعرفية التي توصل اليها الغرب اليوم لم تأتِ عبر الجينات الوراثية مثلا ، بل العكس من ذلك هو الصحيح فبعدما كانت المجتمعات العربية والاسلامية تمتاز على نظائرها من المجتمعات الاخرى بكثير من العلوم والمعارف والتي اخذ الغرب الكثير منها لهو دليل على ان العقل المعرفي عند المجتمعات العربية والاسلامية سابقاً يختلف اختلافاً كلياً على ما هو عليه الان واسباب ذلك تعود الى النكبات والانتكاسات التي مرت على تلكم المجتمعات والتي لا يسع ذكرها وبحثها في هذا المقال لكن الجدير بالذكر ان من جملة تلك النكبات والانتكاسات هي ان البعض وفي القرن الواحد والعشرين الذي نعاصره اليوم ينظر الى الفلسفة على انها من المحرمات المحظورة التي لا يمكن الخوض في مبانيها المعرفية بذريعة اصلها اليوناني متجاهلاً ذلك البعض ان الفلسفة عبارة عن قواعد كلية عقلية توصل الإنسان الى المعارف الغامضة ، وهذا بالطبع غير مقتصر على العقلية اليونانية وذلك لان العقل هو العقل سواء كان عقلٌ يونانيا ًاو عقلٌ اسلامياً وبناءاً عليه يتضح ان الفلسفة نظام معرفي يوصل الإنسان الى ما خفي عنه ولذلك ينقل عن الفيلسوف اليوناني المعروف (ارسطو طاليس) كان يقول ان الدهشة هي التي تدفع الناس الى التفلسف وبالطبع ان مراد ارسطو من الدهشة هنا لا ترتبط بصنف معين من العلوم بل تشمل كل اصناف العلوم بل كل الجوانب الحياتية للإنسان وعوداً على بدء فان الفلسفة حسب التحليل الغربي لها انها تأخذ الأطار التقني اكثر من الأطار البحثي ، ان جاز التعبير فهي تركز على المنطق والتحليل المفاهيمي وبا لنتيجة فان مواضيع اهتماماتها تشمل نظرية المعرفة والاخلاق وطبيعة اللغة وطبيعة العقل. ولا يخفى بان هناك اتجاهات ونظرات اخرى ومن هنا يصبح جل اهتمام الفلسفة عندهم هو كيفية الوصول الى الحياة المثالية وليس كيفية فهم ومعرفة تلك الحياة مع الفارق بيننا وبينهم في تلك النظرة الى الحياة المثالية ، فالسؤال المطروح اليوم هو هل تغير حآلنا، او سوف يتغير؟ يبدو ومن خلال المعطيات الواقعية المعاشة ان الجواب على هذا التسائل سلبي وسلبيته راجع الى تصور البعض على ان الفلسفة ما هي الا استمرار للفكر اليوناني بل اكثر من ذلك . اننا نجد في مرحلة من المراحل ان الفلسفة يكاد ان يقضى عليها كما في الفترة التي عاصرت زمن الغزالي والفخر الرازي الى عصر الطوسي الذي استطاع في الواقع ان يبني ويؤسس المباني الفلسفية الرادعة . ومن هنا اصبحت الفلسفة مولّدة وليست مستهلكة فقط. ولذلك كثيرا ً ما نجد استعارة علم الكلام للمباني الفلسفية ولهذا اصبح المتكلم يفكر بعقل الفيلسوف لا بعقلهِ كمتكلم وبناءاً عليه نستطيع ان نزعم ان الإنسان اذا اراد ان يتبنى مصطلح الفلسفة من الحياة فلا بد ان يصل الى غايتهِ المنشودة والى كمالهِ اللائق كإنسان معمّر لهذه الارض ويدرك غاية وجوده ، وبالتالي سوف يكون هكذا إنسان إنساناً واقعياً منتجاً يستطيع ان يواكب متطلبات العصر الحديث ويتحول من كائن مستهلك الى كائن فعال منتج ،فالفلسفة اذن ليست عيباً او فكراً يناقض الدين لكي يعارضها البعض ويعتبرها من المحرمات ويخرج صاحبها من الدين لمجرد انه انطلق من منطلق علمي يتعارض مع تلك المنطلقات التي يتبناها البعض فان التفكير الفلسفي وقواعده هو الذي جرّ واثرّ اثراً كبيراً في تدّين الكثير 000
وخلاصة القول ان المجتمعات التي نهضت واحدثت تلك الطفرات العلمية وعلى اكثر من صعيد مع تحفظنا على بعض الجوانب التي تتبنّاها انما نهظت لايمانها بتعددية الافكار وتلاحقها وايمانها بان حقول المعرفة ليست حكراً على احد وان العقل المعرفي لا يحدّه حدّ وبالتالي فان هذه النظرة هي فلسفة الحياة التي كثيراً ما صدع بها الاسلام وبضياعها ضاع العقل المعرفي لفلسفة الحياة ولهذا ظلت مجتمعاتنا وللأسف الشديد تندب حضّها تارةً وتارةً اخرى تتغنّى بامجاد غيرها من الماضين لا امجادها..
أبو أحمد العبيدي
26-04-2007, 07:01 AM
أهلا بك أخي الفاضل
أولاً أشكر لك جهودك الواضحة وإصرارك الدؤوب على نشر ما تعتقده ومحاولاتك المتواصلة للتغيير وإضفاء نوع من العمق في الطرح يحرك العقول ويحفز على التفكير ويدعو إلى مجاراة ما تطرحه من رؤا وأفكار .
أولاً : أنا أتفق مع من احتج على صعوبة لغة الموضوع وأنا أعلم يقيناً أن قلمك الذهبي قادر على إيصال الفكرة بطريقة أسهل تصل لأكبر شريحة من الأحباب والمتلقين .
ثانياً : عند الرغبة في التغيير ، فإن أدواتنا وأطروحاتنا يجب أن تكون مباشرة وتستهدف الخلل ، فعندما نذهب إلى الطبيب لا يهمنا أسماء الأمراض أو حديث الطبيب الذي يشخص به الحالة ويصف خفاياها بمصطلحات قد تزيد من نفورنا منه ، ما يهمنا هو العلاج وكيفية استخدامه .
ثالثاً : العقل العربي وما أدراك ما العقل العربي ، العقل العربي يا صاحبي عقل مكبل ومحاصر ومرعوب ومسكون أيضاً بالكثير من الأفكار التي لا مجال لأن يكون فيه متسع لغيرها . لقد ذكرت في شرحك الكثير مما أريد أن أقوله ولكني أحب أن أضيف إلى أن ألإسلام قد أتاح للعقل التحليق من خلال التفكر ولكن أعداء هذا المنهج يحاولون أن يكون هذا التحليق لهم فقط وأن قدر البقية الباقية من العامة أن يتلقفو ما يقذفون به من أفكار يجب عليهم أخذها والعمل بها بدون إعمال العقل وتدخل المنطق متحججين ببعض التوجيهات الدينية التي يفسرونها على ما يتمنون ويوجهوننا بها حسب المصلحة .
العقل العربي يعيش الكثير من التناقضات الدينية والإجتماعية والتعليمية من عادات وتقاليد وأعراف تجعل حوله سياجاً عالياً جداً لا يستطيع القفز من فوقه ، بل مستحيل أن يقفز والحل الوحيد هو إزالة هذا السياج .
والدور مناط بأصحاب الأفكار والأهداف النبيلة والمخلصة التي تسعى إلى إحداث التغيير المطلوب ، وتعلم ويعلم الجميع بأن هنالك دائماً مقاومة للتغيير نعترف بها جميعاً وعلى جميع الأصعدة ، ولكن يجب أن يكون هنالك قيادة واعية لهذا التغيير تعرف أدواته وتحسن تنفيذه ، قيادة تحافظ على وسطية هذا التغيير وتمسك بزمامه لتحقيق الأهداف المرجوة والتي تعود بالنفع على المجتمع وعلى الوطن وعلى المواطن .
إذن فمن واجب أفكارنا وأهدافنا النبيلة علينا أن نحافظ عليها وأن نرعاها وأن نحاول تجنب كل ما قد يعترض طريقها من عقبات ، وأن نحاول أن نتحلى بالصبر والحكمة في نشر ما نريد وعندها سوف نجد أننا حققنا الهدف المنشود بإذن الله .
أعذرني على الإطالة ولكنها كلمات ضاق بها صدري وأحسست أن هذا هو مكانها
أبو أحمد العبيدي
26-04-2007, 07:02 AM
أهلا بك أخي الفاضل
أولاً أشكر لك جهودك الواضحة وإصرارك الدؤوب على نشر ما تعتقده ومحاولاتك المتواصلة للتغيير وإضفاء نوع من العمق في الطرح يحرك العقول ويحفز على التفكير ويدعو إلى مجاراة ما تطرحه من رؤا وأفكار .
أولاً : أنا أتفق مع من احتج على صعوبة لغة الموضوع وأنا أعلم يقيناً أن قلمك الذهبي قادر على إيصال الفكرة بطريقة أسهل تصل لأكبر شريحة من الأحباب والمتلقين .
ثانياً : عند الرغبة في التغيير ، فإن أدواتنا وأطروحاتنا يجب أن تكون مباشرة وتستهدف الخلل ، فعندما نذهب إلى الطبيب لا يهمنا أسماء الأمراض أو حديث الطبيب الذي يشخص به الحالة ويصف خفاياها بمصطلحات قد تزيد من نفورنا منه ، ما يهمنا هو العلاج وكيفية استخدامه .
ثالثاً : العقل العربي وما أدراك ما العقل العربي ، العقل العربي يا صاحبي عقل مكبل ومحاصر ومرعوب ومسكون أيضاً بالكثير من الأفكار التي لا مجال لأن يكون فيه متسع لغيرها . لقد ذكرت في شرحك الكثير مما أريد أن أقوله ولكني أحب أن أضيف إلى أن ألإسلام قد أتاح للعقل التحليق من خلال التفكر ولكن أعداء هذا المنهج يحاولون أن يكون هذا التحليق لهم فقط وأن قدر البقية الباقية من العامة أن يتلقفو ما يقذفون به من أفكار يجب عليهم أخذها والعمل بها بدون إعمال العقل وتدخل المنطق متحججين ببعض التوجيهات الدينية التي يفسرونها على ما يتمنون ويوجهوننا بها حسب المصلحة .
العقل العربي يعيش الكثير من التناقضات الدينية والإجتماعية والتعليمية من عادات وتقاليد وأعراف تجعل حوله سياجاً عالياً جداً لا يستطيع القفز من فوقه ، بل مستحيل أن يقفز والحل الوحيد هو إزالة هذا السياج .
والدور مناط بأصحاب الأفكار والأهداف النبيلة والمخلصة التي تسعى إلى إحداث التغيير المطلوب ، وتعلم ويعلم الجميع بأن هنالك دائماً مقاومة للتغيير نعترف بها جميعاً وعلى جميع الأصعدة ، ولكن يجب أن يكون هنالك قيادة واعية لهذا التغيير تعرف أدواته وتحسن تنفيذه ، قيادة تحافظ على وسطية هذا التغيير وتمسك بزمامه لتحقيق الأهداف المرجوة والتي تعود بالنفع على المجتمع وعلى الوطن وعلى المواطن .
إذن فمن واجب أفكارنا وأهدافنا النبيلة علينا أن نحافظ عليها وأن نرعاها وأن نحاول تجنب كل ما قد يعترض طريقها من عقبات ، وأن نحاول أن نتحلى بالصبر والحكمة في نشر ما نريد وعندها سوف نجد أننا حققنا الهدف المنشود بإذن الله .
أعذرني على الإطالة ولكنها كلمات ضاق بها صدري وأحسست أن هذا هو مكانها
أبو أحمد العبيدي
26-04-2007, 07:02 AM
أهلا بك أخي الفاضل
أولاً أشكر لك جهودك الواضحة وإصرارك الدؤوب على نشر ما تعتقده ومحاولاتك المتواصلة للتغيير وإضفاء نوع من العمق في الطرح يحرك العقول ويحفز على التفكير ويدعو إلى مجاراة ما تطرحه من رؤا وأفكار .
أولاً : أنا أتفق مع من احتج على صعوبة لغة الموضوع وأنا أعلم يقيناً أن قلمك الذهبي قادر على إيصال الفكرة بطريقة أسهل تصل لأكبر شريحة من الأحباب والمتلقين .
ثانياً : عند الرغبة في التغيير ، فإن أدواتنا وأطروحاتنا يجب أن تكون مباشرة وتستهدف الخلل ، فعندما نذهب إلى الطبيب لا يهمنا أسماء الأمراض أو حديث الطبيب الذي يشخص به الحالة ويصف خفاياها بمصطلحات قد تزيد من نفورنا منه ، ما يهمنا هو العلاج وكيفية استخدامه .
ثالثاً : العقل العربي وما أدراك ما العقل العربي ، العقل العربي يا صاحبي عقل مكبل ومحاصر ومرعوب ومسكون أيضاً بالكثير من الأفكار التي لا مجال لأن يكون فيه متسع لغيرها . لقد ذكرت في شرحك الكثير مما أريد أن أقوله ولكني أحب أن أضيف إلى أن ألإسلام قد أتاح للعقل التحليق من خلال التفكر ولكن أعداء هذا المنهج يحاولون أن يكون هذا التحليق لهم فقط وأن قدر البقية الباقية من العامة أن يتلقفو ما يقذفون به من أفكار يجب عليهم أخذها والعمل بها بدون إعمال العقل وتدخل المنطق متحججين ببعض التوجيهات الدينية التي يفسرونها على ما يتمنون ويوجهوننا بها حسب المصلحة .
العقل العربي يعيش الكثير من التناقضات الدينية والإجتماعية والتعليمية من عادات وتقاليد وأعراف تجعل حوله سياجاً عالياً جداً لا يستطيع القفز من فوقه ، بل مستحيل أن يقفز والحل الوحيد هو إزالة هذا السياج .
والدور مناط بأصحاب الأفكار والأهداف النبيلة والمخلصة التي تسعى إلى إحداث التغيير المطلوب ، وتعلم ويعلم الجميع بأن هنالك دائماً مقاومة للتغيير نعترف بها جميعاً وعلى جميع الأصعدة ، ولكن يجب أن يكون هنالك قيادة واعية لهذا التغيير تعرف أدواته وتحسن تنفيذه ، قيادة تحافظ على وسطية هذا التغيير وتمسك بزمامه لتحقيق الأهداف المرجوة والتي تعود بالنفع على المجتمع وعلى الوطن وعلى المواطن .
إذن فمن واجب أفكارنا وأهدافنا النبيلة علينا أن نحافظ عليها وأن نرعاها وأن نحاول تجنب كل ما قد يعترض طريقها من عقبات ، وأن نحاول أن نتحلى بالصبر والحكمة في نشر ما نريد وعندها سوف نجد أننا حققنا الهدف المنشود بإذن الله .
أعذرني على الإطالة ولكنها كلمات ضاق بها صدري وأحسست أن هذا هو مكانها
أبو أحمد العبيدي
26-04-2007, 07:04 AM
أهلا بك أخي الفاضل
أولاً أشكر لك جهودك الواضحة وإصرارك الدؤوب على نشر ما تعتقده ومحاولاتك المتواصلة للتغيير وإضفاء نوع من العمق في الطرح يحرك العقول ويحفز على التفكير ويدعو إلى مجاراة ما تطرحه من رؤا وأفكار .
أولاً : أنا أتفق مع من احتج على صعوبة لغة الموضوع وأنا أعلم يقيناً أن قلمك الذهبي قادر على إيصال الفكرة بطريقة أسهل تصل لأكبر شريحة من الأحباب والمتلقين .
ثانياً : عند الرغبة في التغيير ، فإن أدواتنا وأطروحاتنا يجب أن تكون مباشرة وتستهدف الخلل ، فعندما نذهب إلى الطبيب لا يهمنا أسماء الأمراض أو حديث الطبيب الذي يشخص به الحالة ويصف خفاياها بمصطلحات قد تزيد من نفورنا منه ، ما يهمنا هو العلاج وكيفية استخدامه .
ثالثاً : العقل العربي وما أدراك ما العقل العربي ، العقل العربي يا صاحبي عقل مكبل ومحاصر ومرعوب ومسكون أيضاً بالكثير من الأفكار التي لا مجال لأن يكون فيه متسع لغيرها . لقد ذكرت في شرحك الكثير مما أريد أن أقوله ولكني أحب أن أضيف إلى أن ألإسلام قد أتاح للعقل التحليق من خلال التفكر ولكن أعداء هذا المنهج يحاولون أن يكون هذا التحليق لهم فقط وأن قدر البقية الباقية من العامة أن يتلقفو ما يقذفون به من أفكار يجب عليهم أخذها والعمل بها بدون إعمال العقل وتدخل المنطق متحججين ببعض التوجيهات الدينية التي يفسرونها على ما يتمنون ويوجهوننا بها حسب المصلحة .
العقل العربي يعيش الكثير من التناقضات الدينية والإجتماعية والتعليمية من عادات وتقاليد وأعراف تجعل حوله سياجاً عالياً جداً لا يستطيع القفز من فوقه ، بل مستحيل أن يقفز والحل الوحيد هو إزالة هذا السياج .
والدور مناط بأصحاب الأفكار والأهداف النبيلة والمخلصة التي تسعى إلى إحداث التغيير المطلوب ، وتعلم ويعلم الجميع بأن هنالك دائماً مقاومة للتغيير نعترف بها جميعاً وعلى جميع الأصعدة ، ولكن يجب أن يكون هنالك قيادة واعية لهذا التغيير تعرف أدواته وتحسن تنفيذه ، قيادة تحافظ على وسطية هذا التغيير وتمسك بزمامه لتحقيق الأهداف المرجوة والتي تعود بالنفع على المجتمع وعلى الوطن وعلى المواطن .
إذن فمن واجب أفكارنا وأهدافنا النبيلة علينا أن نحافظ عليها وأن نرعاها وأن نحاول تجنب كل ما قد يعترض طريقها من عقبات ، وأن نحاول أن نتحلى بالصبر والحكمة في نشر ما نريد وعندها سوف نجد أننا حققنا الهدف المنشود بإذن الله .
أعذرني على الإطالة ولكنها كلمات ضاق بها صدري وأحسست أن هذا هو مكانها
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir