المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عواطف الأباء تفسد الأبناء (النجاح السهل)


أبو أحمد العبيدي
28-02-2007, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

سوف أبدأ بهذه القصة التي وجدتها في أوراق قديمة لي ولا أعلم مصدرها إلا أن نسيم الصمادي أوردها في احدى مقالاته ، وعلى اية حالة ندعو لمن ألفها أو نقلها للغة العربية بأن يجزيه خير الجزاء ...

تقول القصة أنه كان هنالك رجل يراقب فراشة وليدة في شرنقتها وهي تتأهب لتخرج للحياة . بعد بعض الوقت بدأت الشرنقة تتشقق وينفتح جزء صغير منها. جلس الرجل يتأمل عن كثب هذه الفراشة الوليدة وهي تحاول أن تخرج للنور . وكانت تجاهد بقوة محاولةً إخراج جسمها الكبير من الثقب الصغير .

توقفت الفراشة فجأة عن الحركة وبدا وكأنها فشلت في الخروج ويئست من المحاولة. قرر الرجل المتعاطف مساعدة الفراشة على الخروج . فما كان منه إلا أن أخذ يوسع الثقب ، حتى أزال الغشاء الذي كان يحول بين الفراشة وبين الخروج للحياة. وبسهولة ، خرجت الفراشة للحياة بعد تفتيت الغشاء . لكنها بدت ضعيفة ومرهقة وكان جسمها هزيلاً وأجنحتها لا تقوى على حملها . ظل الرجل يراقب الفراشة باهتمام ، متوقعاً أن تفرد جناحيها الضعيفين وتتأقلم مع الجو وتطير . لكن شيئاً من هذا الم يحدث. فلم تقو الفراشة على الطيران والتأقلم ، وبدأت تزحف بجسمها الهزيل وجناحيها الضعيفين ، ولم تتمكن من التحليق في الآفاق ...

وبعد أن قرأنا هذه القصة الرمزية ،

لماذا لم تستطع هذه الفراشة الطيران ؟ ماذا حدث وجميع الفراشات تخرج من الشرانق وتطير وتضيف جمالاً إلى الطبيعة رغم قصر حياتها ؟ هل تعلمون أن الحركات التي تقوم بها اليرقة للخروج من الشرنقة إنما هي حركات مقصودة أرشدها لها خالق الكون سبحانه وتعالى لتقوى أجنحتها وتمرنهما على الصعاب ، ثم جاء هذا الرجل العطوف وبحسن نية حرمها من هذه النعمة ومن هذا التمرين الهام قبل مواجهة الحياة الصعبة . لقد رأف بحالها ورق لضعفها ولم يستطع أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا المنظر المحزن ففضل أن يقوم بالتمرين نيابةً عنها .

ولكن النتيجة كانت محزنة إذ خرجت هذه الفراشة إلى العالم ببنية ضعيفة غير قادرة على مواجهة الحياة واعبائها ...

ونحن كذلك في تربيتنا لأبنائنا ، تجد أن العاطفة تطغى علينا دائماً فنقوم بكثير من الأعمال التي كان يجب أن يقوموا هم بها .



فتجدنا نحاول إطعامهم أكثر من اللازم ، حتى لا يشعروا بالجوع
وندفئهم أكثر من اللازمة ، فلا يتعرضوا للبرد أو يشعروا بالبرد
ونغدق عليهم من المال والكساء ، فلا يشعروا أنه ينقصهم شيء أو أن شيئاً قد يستعصى عليهم
وندافع عنهم بكل ما أوتينا من قوة ، فلا يشعرون أنهم بحاجة إلى أن يدافعوا عن أنفسهم
ونقوم بتدريسهم والمذاكرة لهم ، فلا يشعروا بأن عليهم مسؤولية المذاكرة والجد والاجتهاد
ونقوم بحملهم في السيارات ، فلا يشعروا بأنهم بحاجة إلى أقدامهم
ونقوم بتأمين الحياة الكريمة لهم قدر المستطاع ، فلا يشعروا بأنهم بحاجة إلى شيء


يجب أن نحذر من الدلال الزائد ، فالنجاح السهل ليس محموداً في كل الأحوال ، يجب على العاقل أن ينتصر على عواطفه تجاه من يحب ، وأن يتغلب على مشاعره لمصلحة من يحب ، فأنت تمنعه الآن ، ليعلم غداً أنك كنت محقاً وأن هذا التصرف إنما يصب في صالحه عندما يواجه الحياة الصعبة والتي يجب أن نعد أبناءنا لخوض غمارها ومجالدة أيامها ومعرفة أسرارها ....

ابو اماني
01-03-2007, 01:28 AM
الطفلُ أمانةُ الله بأيدينا .. ولا حفاظَ على هذه الأمانة إلا بالتربية الحسنة ..

وشكرا يابواحمد

خالد العاصمي
02-03-2007, 07:24 PM
شكرا لك يابو احمد

درس رائع لأساليب التربية الصحيحة

وفعلا الدلال والأهتمام الزائد يحدث رد فعل عكسي لدى الأبناء ذكور وأناث

أبو أحمد العبيدي
19-04-2007, 10:18 AM
أبو أماني
محتري السيل

شرفني مروركما ، ونسأل الله لأبناءنا وابناؤكم الصلاح

@تركي السنحاني@
19-04-2007, 01:11 PM
ابو احمد بيض الله وجهك على النقل


ودرس رائع في علوم التربيه من شخص رائع


تقبل مروري و احترامي